library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

معايير الأداء في مكتبات التعليم العالي 2018 —الجزء  الأول

نُـشر بواسطة هيام حايك on 11/11/2018 11:29:37 ص

 businessman-performing-employee-performance-review-in-the-office-1920x1080-full-hd-footage_7ya51uzd__F0000

بالمقارنة مع العقود الماضية شهد العالم تحولا عميقا بفعل تسارع التقنية، وقد صاحب هذا التحول تغيير في الكثير من مناحي الحياة، واصبحنا نعيد رسم ملامح عالمنا بكلّ الطرق الممكنة، وبالطبع عالم المكتبات ومؤسسات التعليم العالي ليس عصيًا على هذا التغيير. إلا أن الشيء المؤكد  والغير قابل للتغيير أن العنصر البشري لا يمكن الاستغناء عنه، وقد أكدت العديد من التجارب أن نجاح رسالة المؤسسة بأيدي العاملين، وتحقيق الأهداف يعتمد على أداء العاملين.

من هنا كان لابد من الاهتمام بتحسين وتطوير أداء العاملين، وفي هذا السياق يعتبر قياس الأداء في الادارات الحديثة جزءا لا يتجزأ من النجاح الإداري والتقني، والذي يتم من خلال قياس مؤشرات الأداء والتعرف على مدى النجاح في تحقيق الأهداف المرسومة.

جمعية مكتبات الكليات والبحوثACRL تقود تطوير معايير الأداء في مكتبات التعليم العالي

تمتلك ACRL تاريخ ثري في دعم أمناء المكتبات، ومع بداية عام 2018 تم الخروج بمعايير خاصة تتناسب وطبيعة مكتبات التعليم العالي، وبما يضمن  استدامة دور المكتبات الأكاديمية كشركاء في تعليم الطلاب، وتحقيق مهام مؤسساتهم. والتأكيد على أهمية دور المكتبات في التقييم والتحسين المستمر في مؤسساتهم الأكاديمية. وفي المقابل ذلك يستوجب على المكتبات أن تثبت قيمتها وتوثق إسهاماتها في الفعاليات المؤسسية الشاملة، وأن تكون مستعدة للتعامل مع التغييرات التي تواجهها مؤسسات التعليم العالي.

 تم تطوير هذه المعايير من خلال الدراسة والنظر في القضايا والاتجاهات ذات العلاقة بالمكتبات والتعليم العالي بالإضافة إلى ممارسات الاعتماد في المؤسسة الأكاديمية. أضف إلى ذلك، توضح المعايير الأثر الذي ستعكسه مساهمات المكتبة على الكفاءة المؤسسية. وقد تنظيم المعايير بحيث توفر إطار شامل باستخدام النهج قائم على النتائج، مع الأخذ بعين الاعتبار جمع الأدلة بالطرق الأنسب لكل مؤسسة. ويتم تشجيع المؤسسات على استخدام هذه المعايير لأنها تنطبق بشكل أفضل على رسالتهم ورؤاهم المحلية. وقد سعت اللجنة إلى أن تكون شاملة قدر الإمكان، مع إدراك حقيقة أن كل مكتبة مختلفة وستتكيف مع المعايير وفقًا لذلك.

 المصادر التي تم الرجوع إليها

تعكس المبادئ الواردة في هذه الوثيقة الأدوار الأساسية للمكتبات ومساهماتهاـ، والتي تم استخلاصها من وثائق اعتماد التعليم العالي والوثائق المهنية ذات الصلة. وتشمل المصادر المهنية الخطة الاستراتيجية 2020 لجمعية مكتبات الكليات والبحوثACRL ميثاق الحقوق وأخلاقيات المهنة لجمعية المكتبات الأمريكية ALA، وجمعية المكتبات البحثية ARL، بالإضافة إلى تقارير Value of Academic Libraries report التي تصدرها جمعية مكتبات الكليات والبحوث.

آلية العمل على صياغة المعايير

تؤثر القضايا والاتجاهات في التعليم العالي بشكل مباشر على مهام ونتائج المكتبات الأكاديمية ومؤسساتها وتتطلب النظر بعناية فائقة إلى العديد من الجوانب والاتجاهات، التي تشمل:

  • الاهتمامات الحالية في التعليم العالي، وزيادة الطلب على المساءلة داخل المؤسسة الأكاديمية؛
  • توقع المخرجات القائمة على تقييم النتائج والبرامج، وزيادة معدلات الاحتفاظ بالطلاب والتخرج، بالإضافة إلى زيادة التركيز على نجاح الطلاب، والربط بين مشاركة الطلاب والتحصيل الدراسي؛ و
  • إيلاء الاهتمام بالممارسات التربوية مثل البحث والتعليم القائم على الاستفسار.

لذا كان من المهم مراجعة الوثائق والمنشورات الصادرة عن جمعية مكتبات الكليات والبحوث وجمعية المكتبات الأمريكية وجمعية المكتبات البحثية

عند بدء العمل على تحديث المعايير، تشاورت اللجنة مع هيئات الاعتماد ومستشاري ACRL وغيرهم. كان هدف اللجنة هو فهم كيفية استخدام المعايير في الممارسة. ونتيجة لذلك، وسعت اللجنة نطاق بعض مؤشرات الأداء التي تتناول التقنية والقيادة لتشجيع تطبيقها في المزيد من المكتبات. ولضمان سهولة الاستخدام. ذلك استدعى إجراء تغييرات جوهرية على الملاحق لتوفير مجموعة متنوعة من الأمثلة المعاصرة للمكتبات لاستخدامها كنقطة انطلاق.

في ربيع عام 2010، قامت اللجنة باستطلاع آراء مديري المكتبات الأكاديمية الذين شددوا على أهمية ربط معايير المكتبة بمعايير الاعتماد. وتمت كذلك استشارة أعضاء فرق مراجعة الاعتماد لتحديد خصائص المكتبة في سياق الاعتماد المؤسسي. أنشأت اللجنة مجموعة من المعايير التي تزود المكتبات بالهيكل الذي يتناسب بسلاسة مع تقارير اعتماد المؤسسة. يساعد استخدام المعايير في المكتبات على اتباع مؤشرات الاعتماد، ومثال على ذلك توظيف نتائج التقييم للتحسين المستمر، مع التركيز على نتائج نجاح الطلاب، ووضع المعايير، ومواءمة المكتبات والمهام المؤسسية. خلال عملية المراجعة عام 2017، تمت أيضًا استشارة أعضاء فرق مراجعة الاعتماد لتحديد المساهمات والتوقعات المحتملة للمكتبة في سياق الاعتماد المؤسسي

البنية العامة للمعايير

يتمثل جوهر المعايير في القسم المعنون "المبادئ ومؤشرات الأداء". والمقصود من المبادئ التسعة ومؤشرات الأداء المرتبطة بها أن تكون توقعات -معايير -تنطبق على جميع أنواع المكتبات الأكاديمية. ومع ذلك، يجب أن تستجيب كل مكتبة لطبيعة المستخدمين والبيئة المؤسسية. يتم تشجيع المكتبات على استخدام الأسلوب القائم على النتائج التالية عند اعتماد المعايير:

  1. الانسجام مع المبادئ.
  2. تحديد واختيار مؤشرات الأداء التي تتوافق مع رسالة المؤسسة وتعزز الإسهام في الفاعلية المؤسسية؛
  3. إضافة مؤشرات الأداء التي تنطبق على مكتبة بعينها (على سبيل المثال: مبادرات الوصول المفتوح للمكتبات البحثية، أو دعم تطوير القوى العاملة لكليات المجتمع) ؛
  4. تطوير نتائج قابلة للقياس تتمحور حول المستخدم وتوضح بالتحديد ما يمكن للمستخدم القيام به كنتيجة لمؤشر الأداء؛
  5. إجراء تقييمات قد تكون كمية أو نوعية أو كليهما ؛
  6. جمع البيانات من التقييمات التي تثبت درجة النجاح ؛ و
  7. استخدام بيانات التقييم للتحسين المستمر لعمليات المكتبة.

تقدم وثيقة المعايير أمثلة على النتائج والمقاييس، والتي تستهدف وضع مقترحات و وخيارات أكثر من كونها قوائم مرجعية للمتطلبات التي يتعين استكمالها. وقد عرّفت ACRL النواتج على أنها "الطرق التي يتم بها تغيير مستخدمي المكتبة نتيجة لاتصالهم بموارد المكتبة وبرامجها". وبالتالي، فإن النتائج تتمحور حول المستخدم، في حين أن مؤشرات الأداء تتمحور حول المكتبة. وبما أن النتائج تتمحور حول المستخدم، فمن المنطقي بأنها ليست تحت سيطرة المكتبة. ومع ذلك، فإن نتيجة أو تأثير إجراءات المكتبة هو في نهاية المطاف، الطريقة التي يجب أن تحكم بها على نجاح المكتبة. ويجب أن تكون النتائج والمقاييس المحلية انعكاسا للرسالة المؤسسية والأهداف وممارسات التقييم.

ألية تقييم النتائج

يمكن تقييم النتائج من خلال جمع وتحليل البيانات النوعية، والبيانات الكمية، أو كليهما. على سبيل المثال: لتقييم ما إذا كان الطلاب يعتبرون الوصول إلى المجموعات كافي لدعم احتياجاتهم التعليمية، يمكن للمرء أن يستقصي الطلاب ويحصل على بيانات كمية. قد تكون النتائج مقياسًا مثل النسبة المئوية للطلاب الذين يشعرون حول دعم المجموعات لاحتياجاتهم التعليمية. كذلك يمكن استخدام مجموعات التركيز أو المقابلات للحصول على تعليقات نوعية، قد يشمل التقييم استخدام المقاييس لقياس الأداء مقارنةً بالمؤسسات النظيرة أو تعقب مسار أداء مكتبة خلال فترة زمنية. اختيار المقاييس، يعتمد على المؤسسة وعملية الاعتماد والسياق الخاص بالمكتبة. تكمن قوة المقاييس في تفسيرها وعرضها؛ النتائج والتقييم والأدلة -كلها عناصر لدورة التحسين المستمر.

اعتماد المعايير 2018

تمت الموافقة على هذه المعايير من قبل لجنة المعايير ومجلس إدارة ACRL وهي تحل محل معايير عام 2011 للمكتبات في التعليم العالي وجميع الإصدارات السابقة الأخرى من المعايير التي أنشأتها من قبل. وتلتزم ACRL  بدعم الاستخدام الفاعل للمعايير وتقدم فرص التطوير المهني والمواد التدريبية حول المعايير للأطراف المعنية.

 

المبادئ ومؤشرات الأداء

تتكون المعايير من المبادئ، و مؤشرات الأداء. وقي هذا الجزء من التدوينة سنطرح المبادئ ـ بينما سيتم في الجزء الثاني من التدوينة توضيح مجموعة مؤشرات الأداء المنبثقة من كل مبدأ،

أولاً: المبادئ

الفاعلية المؤسسية: تحدد المكتبات وتطور وتقيس النتائج التي تسهم في الفاعلية المؤسسية وتطبق النتائج لأغراض التحسين المستمر.

القيم المهنية: تقدم المكتبات القيم المهنية للحرية الفكرية وحقوق الملكية الفكرية وخصوصية المستخدم والسرية والتعاون والخدمة التي تتمحور حول المستخدم.

الدور التعليمي: تشارك المكتبات في المهمة التعليمية للمؤسسة لتطوير ودعم محو الأمية المعلوماتية، والذين يمكنهم اكتشاف المعلومات والوصول إليها واستخدامها بشكل فاعل لتحقيق النجاح الأكاديمي والبحث العلمي والتعلم مدى الحياة.

الاكتشاف: تمكن المكتبات المستخدمين من اكتشاف المعلومات بجميع الأشكال من خلال الاستخدام الفاعل للتقنية وتنظيم المعرفة.

المجموعات: توفر المكتبات الوصول إلى المجموعات الملائمة من حيث الجودة والعمق والتنوع والشكل والدقة لدعم مهام البحث والتدريس الخاصة بالمؤسسة.

الفضاء: المكتبات هي المشاعات الفكرية حيث يتفاعل المستخدمون مع الأفكار في البيئات المادية والافتراضية لتوسيع التعلم وتسهيل خلق المعرفة الجديدة.

الإدارة والقيادة: ينخرط قادة المكتبات في اتخاذ القرارات الداخلية في الجامعة الخاصة بتخصيص الموارد المعلوماتية لتلبية مهمة المكتبة بفاعلية وكفاءة.

الموظفون: توفر المكتبات العدد الكافي من الموظفين الأكفاء لضمان الامتياز والعمل بنجاح في بيئة من التغيير المستمر.

العلاقات الخارجية: تشترك المكتبات مع الحرم الجامعي والمجتمع الأوسع من خلال استراتيجيات متعددة من أجل مناصرتهم وتثقيفهم وترويج قيمهم.