library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

ما وراء RS3: منحنى التعلم واستكشاف مهارات التعلم في القرن الحادي والعشرين

نُـشر بواسطة هيام حايك on 04/05/2015 11:24:41 ص


rs3 

على مدار العقود الماضية ركز التعليم التقليدي على تعليم أساسيات القراءة والكتابة والحساب 3Rs))Reading, writing, Arithmetic. قد تكون هذه المهارات ناجعة لزمن غير هذا الزمن ... زمن أن كان الكثيرين لا يعرفون القراءة والكتابة والحساب. اليوم وفي ظل وتيرة متزايدة من الابتكار التقني تقود التغييرات في العالم، لابد للمعلمين من إعادة تقييم ما إذا كانت المهارات التي يعلمونها توفر حقا للطلاب أفضل الفرص للنجاح وتمكنهم من الانخراط في القوى العاملة، والحياة بشكل عام؛ حيث تشير تقديرات منظمة التعاون والتنمية أن نصف النمو الاقتصادي الذي شهدته البلدان النامية في العقد الأخير يأتي كنتيجة لتحسين المهارات. مما يبين جدوى الاستثمار في أساليب التدريس والتقنيات لتعزيز مهارات القرن الـ21 عندما يصبح المطلوب هو أبعد وأعمق من أساسيات الحساب والقراءة والكتابة. يشير "أندريا شلايدر" Andreas Schleicher، نائب مدير منظمة التعاون والتنمية للتعليم إلى أن: " الاقتصاد العالمي لم يعد يدفع الأموال مقابل ما يعرفه الناس ... ولكنهم يدفعون مقابل ما يمكن القيام به بناء على ما يعرفونه ". وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى المساءلة حول المهارات التي تتناسب والمتعلمين في عصر التكنلوجيا والتغييرات المتسارعة....

مشروع منحنى التعلم:

أطلقت "مؤسسة بيرسون" مشروع منحنى التعلم بهدف مساعدة واضعي السياسات وقادة المدارس والأكاديميين على تحديد العوامل الرئيسة التي تدفع إلى تحسين النتائج التعليمية، وفي هذا السياق قامت المؤسسة بالعديد من الدراسات لتحليل نظم التعليم في 50 دولة في العالم مع التركيز على فنلندا وكوريا الجنوبية باعتبارهما من أكثر النظم التعليمية الفاعلة في العالم، وقد رأت أنه من خلال منحنى التعلم يمكن المساهمة في خلق حوار خاص بالتعليم العالمي والذي يؤثر بشكل إيجابي على السياسة التعليمية على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية؛ فالبيانات التي تم جمعها وتحليلها تساعد الحكومات والمعلمين والمتعلمين على تحديد القواسم المشتركة.

learning_curve-1

يري "بيرسون" أن المهارات التالية ضرورية للنجاح في القرن الـ21 وضمان نجاح الطلاب وانخراطهم في سوق العمل، كما يري أن المعلم والطالب شركاء في تحقيق الوصول لهذه المهارات، وهي كما يلى:

أولا: فهم هذه التقنيات ومعرفة كيفية تعليمها

تُعرف الجمعية القومية لطلاب التقنية (TAS) التقنية بأنها: " تطبيق المعرفة والابتكار واستخدام المصادر من أجل حل مشكلات العالم الحقيقية، ولإمداد الإنسان بالقدرات."

ولا يخفى على أحد أن عملية التعليم عملية معقدة انطلاقاً من أنها تستثمر في العنصر البشري وهي بحاجة لإطار إرشادي يسهّل على المعلمين المهمة من خلال تدريبهم وتأهيلهم، ومساعدتهم على امتلاك مهارات التقنية التي يتطلبها التعليم الجامعي. ومن أجل دمج هذه المهارات في دروسهم وتطوير قدرة الطالب، يجب على المدرسين أولا فهم ما تعني هذه الأشياء حقا وكيفية استخدام التقنية لتوفير طرق جديدة لتدريس المحتوى من أجل ممارسات بيداغوجية فعالة في بيئة تعلم يتم تعزيزها بالتقنية. وهنا من المهم للمعلم أن يدرك أنه لا يمكن أن يقدم للطالب معلومة بشكل سليم إذا لم يكن هو مستوعبا لها.

ثانياً: القيادة

منذ عدة قرون وحتى الآن، لا زلنا نناقش موضوع القيادة ونضع النظريات ونحدد صفات القائد وهكذا هو حال معظم التعريفات المعاصرة. لم يعد ذلك التعريف ثابتا؛ إلا أن ذلك لا يمنع وجود أساسيات مشتركة. ولعل المفهوم الأهم للقيادة بالنسبة للمعلمين، هو التعليم بشكل فعال للطلاب. وبشكل عام، هناك مفهوم مشترك واحد يمر عبر معظم النظريات الحديثة، وهو أن القيادة لم تعد بالضرورة ذلك المفهوم الذي يتمحور حول أفراد أقوياء مهمتهم توجيه الآخرين. بدلا من ذلك، باتت القيادة في العصر الحديث تركز على تعزيز التعاون، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة، بغض النظر عما إذا كان هذا التعريف يواءم التعريف الكلاسيكي للقائد.

ثالثاً: محو الأمية الرقمية

محو الأمية الرقمية هي القدرة على استخدام التقنية الرقمية لتحديد ومراجعة واستخدام وإنشاء معلومات جديدة. وخلافا لمهارات القيادة في التعليم والتي يمكن أن تكون مبهمة وذاتية في طبيعتها، فمحو الأمية الرقمية للطلاب هي عملية أكثر تحققا في ظل وجود مجموعة واسعة من الأدوات المتاحة بسهولة.

في الواقع، بالنسبة لكثير من المربين، قد تنتج صعوبة في تدريس بعض من هذه المهارات ويرجع ذلك لنقص نسبي في المعرفة بهذه الأدوات من قبل المعلمين أنفسهم بالنسبة لطلابهم والذين قد يكونوا أكثر مهارة منهم في استخدامها. لهذا السبب، من المهم للمعلمين تضمين محو الأمية الرقمية في دروسهم، ليس فقط من أجل التواصل مع طلابهم، ولكن لضمان الوصول بسرعة إلى مرحلة من الانخراط في عملية تعلم حياتية مستمرة، تسير جنبا إلى جنب مع أشكال مختلفة من التواصل تتضمن التعلم الرقمي الخلّاق المخطط له والقادر على الحفاظ على اهتمام الطلاب. التخطيط لهذا النوع من التعليم يشتمل على استراتيجيات قد لا يأخذها الكثير من المعلمين بعين الاعتبار مثل استخدام سكايب Skype، الرسائل النصية texting، وتويترTwitter، أو ربما حتى الألعاب games.

rs3-2

رابعاً: مهارات التواصل

من المهم أن ندرك وبشكل أساسي، أن التواصل الفعال وبغض النظر عن اللغة أو الوسيط، هو تقاسم المعلومات بطريقة تخلق التفاهم المتبادل بين جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الأفكار والنوايا، سواء كانت متوافقة أم لا.

هناك حواجز مختلفة للتواصل الفعال، وتعليم الطلاب التقنيات التي تساعد على التغلب على ذلك قد يكون أكثر صعوبة بالنسبة لبعض هذه الحواجز من غيرها. في كثير من الأحيان قد يكون من المجدي التفكير في استراتيجيات يمكنك استخدامها بنفسك لتحسين مهارات الاتصال، وإدراجها ضمن تلك الخطط التي قد تنفذها في يوم.  التغلب على العوائق المادية، بما في ذلك الجغرافية والتقنية، أمر بسيط إلى حد ما، وعادة ما سوف يتطلب الأمر القليل من التعليمات المتعلقة باستخدام التقنية الأساسية، رغم أنه قد تكون هناك تبعات مالية لهذه العمليات. وبالمثل الحواجز التنظيمية من الممكن التغلب عليها بسهولة من خلال تحديد الشخص الأفضل للقيام بالمهمة. بينما الأمر الملحوظ والأكثر تعقيدا مما سبق هو مساعدة الطلاب على التغلب على الحواجز اللغوية والمشاكل التي تواجه الطلاب في التواصل مع بعض من ذوي الإعاقات. وغالبا ما تكون هذه الحواجز ثقافية أو نفسية أو حواجز خاصة بالاتجاهات. في هذه الحالات، الاستماع الفعال على الأرجح من المهارات الأساسية لتطوير مهارات التعامل مع هذا النوع من القضايا.

من المهم لكل كمعلم أن يراجع ما يقوم به من أنشطة مع طلابك... على الأغلب فإنك سوف تجد أنك تنفق قدرا كبيرا من الوقت في ممارسة التعليم وإنتاج المعلومات، والمدخلات الثابتة مثل القراءة أو الاستماع إلى المحاضرات، في المقابل ستلاحظ أنك تنفق وقتا أقل في الانخراط في حوار مفتوح مع طلابك وحيث يقوم الطلاب بممارسة الاستماع والانخراط في مناقشات للأفكار مع بعضهم البعض. من المهم لك كمعلم أن تدرك أهمية تنمية مهارة الاستماع سواء بالنسبة لك أو لطلابك وذلك من أجل تواصل فعال أساسه عدم التسرع في إصدار الأحكام.

خامساً: الذكاء العاطفي

يحدد مكتب الولايات المتحدة للإدارة شؤون الموظفين الذكاء العاطفي (EI) بأنه "نوع من الكفاءة الاجتماعية التي تشمل القدرة على رصد عواطفنا وعواطف الآخرين، والتمييز بينها، واستخدام المعلومات لتوجيه تفكير وأفعال الأخرين." وبالفعل هناك العديد من المعلمين الذي يستخدمون استراتيجيات لتعزيز دمج الذكاء العاطفي، مع "التعلم العاطفي الاجتماعي". يساعد الذكاء العاطفي المعلمين على إيجاد علاقات متزنة فيما بينهم وبين الطلاب، ولا يوجد أعذار للمعلمين الذين يهملون هذا الجانب من النمو والتنمية، لا سيما بالنظر إلى وجود ثروة من الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الموضوع والمتاحة بسهولة على شبكة الإنترنت. امتلاك مهارات الذكاء العاطفي ومهارات التواصل جنبا إلى جنب ركائز ضرورية لبناء علاقات صحية في كل من الفصول الدراسية ومكان العمل، والحفاظ عليها.

سادساً: ريادة الأعمال

معظم الناس على دراية بمفهوم ريادة الأعمال من حيث صلته بالأعمال التجارية. يعرف قاموس ميريام وبستر الريادي بأنه "الشخص الذي يبدأ العمل وعلى استعداد للمخاطرة والتي قد تكون الخسارة فيها محتملة من أجل كسب المال." وقد يرى البعض أن الريادة في جوهرها الحقيقي تنبع من روح المبادرة ووجود أناس لهم رؤية فريدة حول نفسها وهم يضحون خلال السعي لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة، بغض النظر عما إذا كان الربح المالي هو المقصد.

بغض النظر عن خصوصيات التعريف، غرس أو زراعة هذا النوع من الأنشطة في عقول الطلاب في سنوات التعليم يضمن تحسين معدلات النجاح، وتحسين مخرجات التعليم. فالمجتمع بحاجة إلى ريادين يقودون المجتمع وهؤلاء الرياديون لا يولدوا من فراع، فالكثير منهم يولدون داخل ردهات الجامعات ومن خلال الأنشطة المصممة جيدا والتي تحاكي واقع الحياة. هناك العديد من الأفكار المتعلقة بمشاريع الأنشطة الصفية والتي تساعد الطلاب على الانخراط فيها كما لو أن الأمر حقيقي.

سابعاً: المواطنة المعولمة 

تعرف الويكيبيديا المواطن المعولم بأنه ذلك الأنسان الذي يستطيع التفاعل على مستوى عالمي مع أي شخص مهما اختلفت ثقافته وموطنه. انتشر استعمال المصطلح مع تزايد الوعي حول العولمة وانتقلت هوية الإنسان من منظور وطني محدود، إلى مفهوم وطني واسع.  مع تزايد الاتصال الرقمي وانتشار وسائل النقل الحديثة تتقلص المسافات بين الناس أكثر وأكثر، ويصبح من الصعب تجاهل هذا التقارب والذي ينتج عنه اقتصاديات عالمية تقوم على أسس تشاركية. ولابد أن نقبل حقيقة أننا أصبحنا جميعا مواطنين من نفس الكوكب ويجب أن نعمل معا لضمان استمراره كمكان صالح للعيش.

وكجزء من هذا، فمن الضروري البدء بتثقيف الطلاب حول هذه الحقيقة في سن مبكرة حتى يتمكنوا من فهم مكانهم في العالم الذي يحيط بهم. يستطيع المعلمون تعزيز المواطنة المعولمة لدي الطلاب من خلال الأنشطة الصفية التي تتناول مفاهيم المواطنة المعولمة، مثل مهارات المشاركة المدنية والفعالية السياسية، والتعاطف الثقافي، واحترام التنوع، والقدرة على التوفيق بين الصراعات والتوصل إلى توافق في الآراء من خلال وسائل سلمية

ثامناً: حل المشكلات والعمل الجماعي

بالاطلاع على جميع المهارات التي نوقشت، نجد أن حل المشكلات والعمل الجماعي هي الأساليب الأكثر محاذاة بشكل وثيق مع الأساليب التعليمية التقليدية. لكن هذا لا يعني أنه لا توجد طرق مبتكرة لإشراك حل المشكلات والعمل الجماعي في المناهج. ولعل الأهم من ذلك، وبدلا من البحث عن مخرجات حلول المشاريع التي من الممكن حلها بطريقة أو بأخرى، أن نتطلع إلى إنشاء مشاريع حيث الحل سيتطلب استخدام جميع المهارات المذكورة، مع حل المشاكل ومهارات فريق العمل يجري تحسين أساسيات العمل بوصفها حلقة الربط القادرة على تطوير الفصل الدراسي بأكمله.

وأخيرا...

هل جربت بالفعل دمج هذه الأفكار ضمن المادة التي تدرسها؟ هل وجدت صعوبة في تطبيق أي منها؟ وماهي المهارات التي لم تذكر والتي تري أنها لا تقل أهمية عن "3RS"؟ شاركنا رؤيتك وآراءك.