library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

التفكير التَّصْمِيمي Design Thinking في البيئة التعليمية

نُـشر بواسطة هيام حايك on 19/11/2019 08:29:57 ص

001

تواجه الفصول الدراسية والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم تحديات كبيرة في عملية التصميم، بدءًا من تصميم أنظمة الجداول اليومية للمعلمين، ووصولا إلى تصميم المناهج الدراسية. التحديات التي يواجهها المعلمون حقيقية ومعقدة ومتنوعة، وبالتالي، فإنها تتطلب وجهات نظر مختلفة، وأدوات جديدة، وأساليب مبتكرة.  التفكير التصميمي هو أحد الأدوات والأساليب المبتكرة التي يمكن توظيفها في التعليم. وفي حال تم نقل التفكير التصميمي إلى المدارس والجامعات بصورة فاعلة، فسيقوم بإثراء تجربة المعلمين والمتعلمين والمؤسسة التعليمية بأكملها، وسوف يعيد تأطير عملية التدريس والتعلم.

مفهوم التفكير التصميمي:

وفقاً لويكيبيديا الموسوعة الحرة: يشير مصطلح التفكير التَّصْمِيمي Design Thinking إلى الطرائق والعمليات المستخدمَة لبحث المشاكل الغامضة، واكتساب المعلومات، وتحليل المعارف، وطرح الحلول، في مجالَي التصميم والتخطيط. وبعبارة أخرى، فهو يشير إلى النّشاطات المعرفية الخاصّة بالتصميم، التي يطبّقها المصمّمون أثناء عملية التصميم. أما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فيُعرف التفكر التصميمي، بأنه منهجية تقوم على إيجاد الحلول والابتكار المركز أساسا على الإنسان. وهي عملية تقوم على خمس خطوات: الملاحظة، التصوّر، النمذجة، الاختبار، التنفيذ. يضع التفكر التصميمي الأشخاص الذين نصمم لهم في مركز العملية ويدعوهم إلى إيجاد حلول ملموسة."

 من خلال النظر في التعريفات أعلاه، يمكننا أن نستخلص أن التفكير التصميمي هو عملية إبداعية تقوم على أساس “بناء” الأفكار، ويُشجَّع على التفكير خارجَ الصندوق ويقود إلى حلول إبداعية.

عملية التفكير التصميمي في البيئة التعليمية

تتطور احتياجات طلاب اليوم بشكل متسارع، والذي قد يفوق أحياناً التطورات التقنية التي تتنافس على جذبهم في الوقت نفسه. كمعلم، أنت في وضع متميز، فأنت الأقدر على معرفة احتياجات الطلاب المتطورة، مما يجعلك مؤهلا بشكل استثنائي للمشاركة في تصميم الاحتياجات المتغيرة لطلابنا، حيث أن نجاح العمل التصميمي يعتمد على:

  • معرفة المستخدم: يعتمد مفهوم التفكير التصميمي على معرفة المستخدِم والتجاوب معه ضمن إطارٍ محدّد. فدائماً نبدأ من وجهة نظر المستخدِم، لأنّه لا معنى لتصميم شيءٍ لا أحد يريده.

  • امتلاك الشغف تجاه ما تقوم به: ينبغي أن يمتلك الفريق دائماً ما يكفي من الحرية لكي يصبح أعضاؤه شغوفين تجاه ما يفعلونه والطريقة التي ينظّمون بها أنفسهم، بهدف الوصول إلى نتيجةٍ جيدةٍ ومبتكرة. هذا ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار أن التفكير التصميمي يركّز على القيَم الإنسانية إلى جانب التقنية والاقتصاد.

كذلك، يمكن للتفكير التصميمي أن يساعد المعلمين والطلاب على تعلّم كيفية العمل ضمن فرق متعدّدة الاختصاصات، وزرع العقلية الريادية، وإطلاق الثقة الإبداعية.

مراحل التفكير التصميمي للمعلمين

يحتوي التفكير التصميمي على خمس "مراحل" مهمة -الاكتشاف والتفسير والتفكير والتجريب والتطور. فيما يلي تعريف موجز لكل خطوة من هذه الخطوات:

• الاكتشاف:  فهم المشكلة والبحث عنها

• التفسير:  ربط النقاط في بحثك و قدرة المتعلم على استخدام الخبرة في تحديد التفاصيل الدقيقة

• التفكير:  توليد الأفكار حول كيفية حل المشكلة وتحسينها

• التجريب:  اختبار الأفكار ، والتعاون مع الآخرين ، والحصول على ردود الفعل

• التطوير:  استخلاص النتائج ، وتطوير الأفكار ، والمضي قدمًا

بالنسبة للمعلمين، يمكن تنفيذ هذه العملية في دروس ومشاريع الفصل الدراسي لمساعدة الطلاب على إنشاء أفكارهم وابتكارها.  وهنا سيبدأ الطلاب في تعلم كيفية التكيف مع المشكلات وحلها بعد إجراء البحوث وتحليل ما اكتشفوه. وهذا بدوره سوف يعدهم لمستقبل يركز بشدة على تجربة المستخدم والحلول المبتكرة لمشاكل العملاء.

لماذا يحتاج المعلمون إلى التفكير التصميمي؟

الابتكار هو تغيير إيجابي، ولكي تزدهر كمعلم، فإن التغيير الإيجابي وأخذ خطوة إلى الأمام أمران أساسيان للتميز. يساعدنا التفكير التصميمي على أن نكون أكثر نجاحًا من خلال التغيير الذي نقوم به أثناء عملية التصميم من أجل، ومع الأشخاص الذين نقوم معهم بإنشاء منتجاتنا وخدماتنا وبرامجنا ... فاليوم هناك الكثير من المشاكل التي يواجهها التعليم ... ولكن كل هذه المشاكل والمخاوف يمكن أن ينظر إليها باعتبارها فرصة بالنسبة لك لتصميم حلول جديدة محسنة للفصول الدراسية والمدارس والمجتمعات

من خلال عملية التفكير التصميمي، نحن نقوم بتجويد عملية التعليم والتعلم وخلق بيئة تعليمية جاذبة. هذا ويمكن التواصل بشكل أفضل مع الزملاء والطلاب، وتحديد المشكلات في المناهج الدراسية، واختبار الحلول المحتملة، ومن ثم وضع خطط مناهج جديدة. في نهاية المطاف، من المهم القيام بنشر الإجراءات والنتائج لتعزيز ثقافة الابتكار.

الجمع بين التفكير التصميمي والتعلم القائم على المشاريع PBL

إنشاء تجارب حقيقية في التعليم القائم على المشروع PBL أمر صعب! يوفر التفكير التصميمي شكلاً آخر من السقالات المحتملة لمساعدة المعلمين في صياغة هذه التجارب. ووفقًا لدليل عملية مدرسة ستانفورد، يبدأ التفكير في التصميم بالتعاطف، والموجه بالأسئلة التالية:

  • ما هو المهم من وجهة نظر طلابك؟

  • ما المواضيع التي تثير فضولهم؟

  • كيف يريدون التفاعل مع هذا المحتوى المحدد؟

  • ما الشكل الذي قد يختارونه لإظهار تعليمهم؟

في مرحلة تالية من التفكير التصميمي، يمكنك تحديد مشكلة تواجهها في الفصول الدراسية، قد تكون هذه المشكلة متعلقة بالمناهج الدراسية، أو مجموعة من المهارات، أو تحديا أوسع للمجتمع. عند توضيح المشكلة، ابدأ في توليد الأفكار. خلال هذه المرحلة من التفكير، اجعل الهدف هو الاتساع، لأن الإجابة على بعض التساؤلات قد لا تكون واضحة بسهولة. في هذه المرحلة تتحول العديد من هذه الأفكار إلى نماذج أولية وإصدارات مبسطة للحلول المحتملة.

بالنسبة لك كمدرس، فكر في قوة نماذج التعلم الأولية أو خطط الدروس مع الزملاء. يمنحك هذا الحرية للتجربة دون مخاوف بشأن الفشل مع الطلاب. عندما تكون جاهزًا، قم بإعداد الدرس النهائي أو الوحدة أو النشاط أو حتى تجربة PBL كاملة.

أشار توني واجنر ، في كتاب له بعنوان "صناعة المبدعين - تنشئة الأجيال الشابة التي ستغير وجه العالم" ، إلى أن طلاب اليوم موجودون في "اقتصاد الابتكار". إنهم بحاجة لأن يصبحوا ليسوا فقط هم من يحلون المشكلات، بل هم أيضًا من الباحثين عن المشكلات -أولئك الذين يمكنهم البحث عن حلول في السياقات التي لم تكن موجودة من قبل.

 تحقيق تجربة تعليمية تربط الحاضر  بالمستقبل

كمعلمين، نحن نواجه مهمة شاقة في المواءمة ما بين متطلبات الحاضر والمتطلبات المستقبلية لطلابنا، و قد يوفر التفكير التصميمي، الذي يأخذ بعين الاعتبار المستقبل حلولاً تتماشي مع الطريقين، وبما يساعدنا على تخيل مستقبل التفكير والتعليم ، فيما نحن نتحرك نحو جعل فصولنا ومدارسنا، كيانات مبتكرة .

وهناك بالفعل، الكثير من المعلمين الذين بدأوا إعادة تصميم مساحاتهم الدراسية من خلال إجراء مقابلات مع طلبتهم ... وتطوير مناهج جديدة، تتم عن طريق تبادل الأفكار ثم وضع نماذج أولية للوحدة. هذا النهج في العمل يعكس أهمية استخدام المعلمين لتقنيات تصميم محوره الإنسان، والذي يمكنهم من فهم طلابهم بشكل أفضل من جهة، ويجعل الطلاب يشعرون بمزيد من الانخراط في بيئة التعلم المتغيرة من جهة أخرى.

إن حقيقة أن المعلم أصبح مصممًا لتجربة تعليمية خاصة بفصله الدراسي، يثري من التجربة التعليمية، حيث يمكن للمعلم القيام بإجراء التغيير الأكثر قيمة -التغيير الأصيل الناجم عن احتياجات الطلاب بدلاً من القيام بتغييرات تملى عليه من جهات أخرى.

وفي النهاية من المهم أن ندرك أن التفكير التصميمي هو عمل إبداعي، وأن عملية تصميم وخلق بيئة تعليمية فاعلة، هو فن هادف ومقصود. وإذا كنا نريد تغيير التعليم والتعلم لجعله أكثر ملاءمة وأكثر فاعلية وأكثر متعة بالنسبة لجميع المعنيين، يجب أن يكون المعلمون في قلب أي عملية تصميم للمؤسسة الأكاديمية، أو للأنظمة التعليمية.