library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

المشهد البحثي العالمي : التحديات والفرص والضغوطات المتعلقة بالبحث عن التمويل (الجزء الأول)

نُـشر بواسطة هيام حايك on 15/11/2021 05:00:00 م

yryry

بعد ما يقرب من عامين من انتشار جائحة COVID-19، بدأ مجتمع البحث العلمي في تقييم الدروس المستفادة من المشاريع البحثية الممولة أثناء الجائحة، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. أشارت UKCDR & GloPID-R وهي قاعدة بيانات حية لمشاريع البحث الممولة في جميع أنحاء العالم والمتعلقة بوباء COVID-19 إلى أن هناك ما يقارب من 13,479 من المشاريع البحثية التي تم تعيينها وفقًا للأولويات المحددة في خارطة طريق البحث العالمي المرتبط بمنظمة الصحة العالمية. كما خصصت مجموعة البنك الدولي أكثر من 157 مليار دولار لمكافحة آثار الوباء.

وللوقوف على حقيقة أثر هذه المبالغ الضخمة من التمويل، قامت Alterline ، وهي وكالة أبحاث مستقلة، بتقييم تجربة الباحثين وكبار الأعضاء في الهيئات البحثية في جميع أنحاء الولايات المتحدة المملكة المتحدة والولايات المتحدة واستراليا. وقد أشارت نتائج البحث إلى ان أقسام البحث في التعليم العالي تُظهر قدرة ملحوظة على التكيف لمواجهة العديد من التحديات لتأمين التمويل والموارد المحدودة والمنافسة على المواهب. كما وأن بعض التخصصات البحثية خلال الفترة الماضية ازدهرت وأخذت نصيبها من الاهتمام المتزايد، بينما تُركت موضوعات أخرى في الوراء، بسبب قلة التمويل، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير على مخرجات البحث لسنوات قادمة.

بعض التغييرات في العام الماضي كان لديها القدرة على تشكيل البحث في التعليم العالي بطرق إيجابية ومثيرة. على سبيل المثال، أوضح كوفيد -19 أهمية التأثير المجتمعي، مما أدى إلى زيادة تركيز قطاع التعليم العالي على ذلك، و الأبحاث التي تحدد العلاقة بين COVID-19 والصحة العقلية بسرعة. حدد العلماء طرقًا عديدة يمكن من خلالها أن تدعم العلوم الاجتماعية والسلوكية استجابة البشرية للوباء، بما في ذلك الحد من تأثيره العاطفي السلبي وتسهيل إدارة الإجهاد التكيفي واستراتيجيات المواجهة. علاوة على ذلك، نظرًا لتأثيره العالمي الاستثنائي، فقد بُذلت محاولات سريعة لتطوير أدوات مصممة خصيصًا لالتقاط العواقب النفسية الفريدة والتصورات الخاصة بـ COVID-19. على وجه التحديد، أشارت مراجعة نُشرت في مايو 2020 إلى أن أعراض الاكتئاب والقلق قد زادت، وأن الرفاه قد انخفض بين عامة السكان منذ تفشي الوباء.

هذه التغييرات تخلق تحديات أكبر في دعم الباحثين وإثبات قيمة البحث، ومع ذلك فهي تقدم أيضًا فرصة للابتكار التكنولوجي ودعم المؤسسات في تحقيق أهدافها البحثية. من جهة أخرى يمكن تعزيز التأثير المحتمل للبحوث من خلال زيادة التعاون عبر التخصصات والمتطلبات الحكومية الجديدة أو متطلبات الممول.

واقع البحث عن التمويل

يظل تمويل الأبحاث أولوية رئيسة، مما يفرض ضغوطًا كبيرة ومتزايدة على الباحثين. حددت تقرير Alterline عددًا من العوائق التي واجهها الممولين والباحثين في جميع أنحاء العالم خلال إجراءات تمويل أبحاث COVID-19. وتشمل هذه العوائق قضايا المساواة والوصول، والتأخير، وأحيانًا نقص أولويات البحث المطورة إقليمياً، مما يعيق مواءمة التمويل والبحث. وفي هذا السياق يلعب الباحثون دوراً أكثر نشاطاً في البحث عن التمويل، مما يزيد من الضغوطات عليهم، حيث قال 61٪ أن إيجاد فرص تمويل مناسبة صعب. خلال جائحة Covid-19 (بين مارس 2020 ومارس 2021) على وجه الخصوص، كان التمويل الأقل متاحًا للبحث في الآداب والعلوم الإنسانية، بينما يتوافر المزيد في مجالات (STEM) العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

إظهار تأثير البحث

يمثل إظهار تأثير البحث ثاني أهم أولوية في عام 2021 بعد الحصول على التمويل. 50٪ من مسئولي الهيئات البحثية

ينظرون حاليًا إلى هذا على أنه أولوية، مقارنة بـ 38٪ فقط في عام 2020. يُظهر الارتفاع في هذه الخطوة المهمة أن المؤسسات تسير في الاتجاه الصحيح، ومن هنا بدأت المؤسسات تعرض بشكل متزايد خبرتها البحثية. 77٪ من قادة الهيئات البحثية، ذكروا أن مؤسساتهم لديها بوابة بحثية بغرض عرض المنشورات والملفات التعريفية. وعلى الرغم من الزيادة في استخدام الملفات الشخصية عبر الإنترنت، فإن نصف الباحثين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إنهم يقومون بتحديثها جزئيًا فقط، وإن دل هذا على شيء، فإنه يؤكد على أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتزويد الباحثين بالدعم الذي يحتاجون إليه لتحديث الملفات الشخصية بحيث يعرضون نتائج أبحاثهم بدقة. قد يتفاقم هذا التحدي بسبب العدد الهائل من الأماكن المختلفة التي يشارك فيها الباحثون أعمالهم.

من جهة أخري أشار التقرير إلى أن مستودع الجامعة هو الواجهة الرئيسة لخبرة الباحثين. المستودع المؤسسي عبارة عن أرشيف لجمع وحفظ ونشر النسخ الرقمية للناتج الفكري للمؤسسة، ولا سيما المؤسسة البحثية. وعلى المستوى العربي توفر منصة مداد التعليمية السحابية، مكتبة مداد للأصول الرقمية، التي تقوم بإدارة وإتاحة مختلف أنواع المحتوى الرقمي. مما يمكن المكتبات الجامعية والعامة والمتخصصة ومؤسسات المعرفة والثقافة من بناء مستودع رقمي معياري في بيئة سحابية تعزز الإتاحة والتفاعل، إضافة إلى إدارة الأصول الرقمية والمحتوى الإلكتروني عبر الإنترنت بفعالية.

الاستشهاد المرجعي في البحوث

يتم استخدام الاستشهادات بشكل شائع من قبل الباحثين كمقاييس للتأثير. وقد زاد هذا بين الباحثين بنسبة 4%، عما كان عليه في عام 2020. وعلى الرغم من أن الاقتباسات لا تزال هي المقياس الأكثر شيوعًا، فقد زادت أهمية القياسات البديلة لكبار أعضاء الهيئات البحثية خلال العام الماضي. والجدير بالذكر أن نسبة قادة الهيئات البحثية الذين يقيسون الأثر الاجتماعي قد زادت بمقدار 13 نقطة مئوية. هذا الاتجاه كان واضحًا بالفعل خلال العام الماضي والحالي، فقد كثفت جائحة Covid-19 التركيز على التأثير المجتمعي كمؤشر على تأثير البحث الأكاديمي على السياسة العامة. وعلى غرار العام الماضي، انقسم قادة وباحثو مكتب الأبحاث إلى حد ما فيما يتعلق بالمقاييس التي يستخدمونها لقياس تأثير البحث. يميل قادة الهيئات البحثية أكثر من الباحثين إلى الإشارة إلى التأثير الاجتماعي وأوراق السياسات واللوائح الحكومية والتعاون عبر المؤسسات؛ بينما يستخدم الباحثون بشكل أكبر الاقتباسات ومقاييس تأثير المجلة وإشارات الوسائط والآراء والمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي

بالاطلاع على اهم نتائج التقرير التي تطرقنا إليه أعلاه يمكن أن نلخص إلى نتيجة مؤداها أنه وكما هو الحال دائمًا، تظل الجهود المبذولة للحصول على تمويل البحوث على رأس أولويات الباحثين والهيئات البحثية. ومع ذلك، فإن هذا الضغط يقع على الباحثين أكثر من أي وقت مضى، هذا بالإضافة إلى أن Covid-19 خلق تباينات بين التخصصات، والتي قد يكون من الصعب التعافي منها. النقطة المهمة التي لا يمكن تجاهلها هي انه وبالرغم من استمرار جائحة Covid-19 في إحداث اضطراب كبير في البحث، إلا أن الباحثين تكيفوا جيداً مع العمل عن بُعد، وقدمت المؤسسات مستوى جيدًا من الدعم في هذا المجال.

بشكل عام، كانت هناك أيضًا تغييرات إيجابية في المشهد البحثي في التعليم العالي خلال هذه الفترة، والتي قد تمهد الطريق لمقاربات جديدة ومثيرة للبحث وإدارة البحث. ومن الواضح أن الاهتمام الأكبر سوف يتجه نحو التعاون متعدد التخصصات، ودعم أكبر لمبادرات الوصول المفتوح، وتحرك متزايد نحو تأطير النجاح حول التأثير المجتمعي، وهذه كلها تمثل فرص وتحديات جديدة للمؤسسات البحثية.

في هذا الجزء من المقال تطرقنا الي المشهد البحثي على مستوى الأفراد والمؤسسات، سوف يتناول الجزء الثاني من هذا المقال التحديات والفرص والضغوطات المتعلقة بالبحث عن التمويل.

Topics: دراسة الأثر, تمويل الأبحاث, الإستشهاد المرجعي, تأثير البحث, Long Covid, fundraising