التطور الذي يتم الآن بسرعة مذهلة، وعلى مستوى العديد من التقنيات، يضع المكتبات على المحك، حيث أصبح جمهور المستفيدين أكثر وعياً واستخداماً للتقنية. كما أنهم دائمو البحث عن الأدوات والوسائل التي تمكنهم من تسيير أمرهم بسرعة وبسهولة في نفس الوقت.  يعتبر رمز الاستجابة السريعة  QR من التقنيات التي باتت شائعة الاستخدام في وقتنا الحالي، حيث يتم استخدامها في كل مكان، فقد نجدها في المتاجر والمصانع ووسائل النقل والمواصلات وكذلك والمؤسسات الأكاديمية وغيرها، وقد نراها على أغلفة الكتب والمجلات، الأقراص المضغوطة، كما يتم استخدامها لحجز التذاكر، ومعلومات VCard والتتبع التجاري وتسويق المنتجات ووسم المنتجات في المتجر، وما هذا إلا غيض من فيض، فاستخدامات هذه التقنية أكثر مما يمكن تخيله. وبالتالي يمكننا القول أنه يمكن استخدام رمز الاستجابة السريعة بطرق متنوعة حسب الحاجة.  والمكتبات بطبيعة الحال ليست بمعزل عن هذه التطورات، فهي المجال الخصب للتجربة والاعتماد والاستخدام للكثير من هذه التقنيات الحديثة.

استخدام المكتبات للتقنيات الجديدة مثل تقنية رمز الاستجابة السريعة يتطلب تغييرات في التعامل مع المعلومات التي توفرها المكتبة، فالمستخدم يمكنه اليوم وباستخدام هذه التقنية الوصول بسهولة إلى معظم المعلومات الحالية والضرورية المتعلقة بالمكتبة باستخدام شيفرة QR، مما جعل المكتبات تقوم بتنظيم برامج التوعية والتوجيه للمستخدمين والعاملين في المكتبة من أجل ضمان الاستخدام الفعال لرمز الاستجابة السريعة بين مجتمع المستخدمين.  وهنا وقبل الخوض في أهمية استخدام المكتبة لهذه التقنية، سوف نستعرض بعض المعلومات العامة حول هذه التقنية، لتقديم صورة أكثر وضوحا للقارئ.  

هل لفت اتباهك يوماً ما منتجاً يحمل على غلافه ذلك المربع الصغير المملوء بنقاط متفرقة مرسومة بدقة وعناية، أو أنك شاهدته في الإعلانات الطريفة أو المجلات، إن كنت رأيت هذا المربع الصغير من قبل فهذا هو ما نسميه رمز الاستجابة السريعة أو QR Code والذي يحتوي على كافة بيانات وأسعار هذه المنتجات عند مسحها من خلال هاتفك الذكي. الهدف الرئيسي من استخدام رمز الاستجابة السريعة هو إعطاء معلومات موجزة للمستخدمين.

رمز الاستجابة السريعة كما عرفته ويكيبيديا الموسوعة الحرة هو اختصار من Quick Response code والتي تعني كود الاستجابة السريعة وهو نوع من أنواع الماتريكس باركود أو (الكود الثنائي الأبعاد)، وقد صمم أولاً في صناعة السيارات، أما الآن فنشاهده كثيراً في أماكن الشراء عبر الإنترنت أو حتى تحميل بعض البرامج من متجر أندرويد أو من أبل، وذلك لأنه سهل وسريع القراءة عبر هاتفك المحمول. تم ابتكار الـ QR Code من قبل شركة دنسو التابعة لشركة تويوتا، وذلك في عام 1994 لتعقب المركبات أثناء عملية التصنيع. رمز الاستجابة السريعة هو أحد أكثر أنواع الباركود الثنائية الأبعاد شهرة. وقد تم تصميمه لفك شفرته بسرعة عالية. هذا ويمكنك القيام بتحويل أي بيانات إلى QRCode من خلال العديد من المواقع مثل Google – Kaywa – QrStuff – QrCode -Mastro – CreateQrCode.

 ما الذي يمكن تخزينه في رمز الاستجابة السريعة؟

يمكن إدخال ما يصل إلى 7089 رقمًا أو 4296 حرفاً، بما في ذلك علامات الترقيم والحروف الخاصة، في رمز واحد. بالإضافة إلى الأرقام والحروف، يمكن تشفير الكلمات والعبارات (مثل عناوين الإنترنت) أيضًا. كلما تمت إضافة المزيد من البيانات إلى QR Code، يزيد حجم Code وتصبح بنية Code أكثر تعقيدا.

 يمكن قراءة رمز الاستجابة السريعة حتى إذا كان تالفًا، تشتمل مفاتيح البيانات على الازدواجية (التكرار). بسبب ذلك، يمكن تدمير بنية الشفرة دون التأثير على سهولة قراءة الكود.

• متاح مجاناً، يمكن للمرء إنشاء رمز الاستجابة السريعة باستخدام البرمجيات الحرة.

• إمكانية الوصول السريع إلى المعلومات المضمنة مع التعليمات البرمجية.

• من السهل قراءة رمز الاستجابة السريعة.

• رمز الاستجابة السريعة ذو طبيعة متعددة الاستخدامات.

يستخدم رمز الاستجابة السريعة بطرق متعددة من قبل المنظمات المحترفة من أجل أغراض الشخصية مثل ترويج وتسويق المنتجات، المكتبة كذلك يمكنها أن تستخدمه كوسيط لتوصيل المستخدمين إلى مستنداتهم / معلوماتهم التي يريدونها.

مكتبات القرن الحادي والعشرين مؤتمتة بالكامل، وأمناء المكتبات يعرفون متطلبات المستخدمين. وهم يحاولون دائمًا تقديم خدمات عالمية المستوى لمستخدميهم بما يتجاوز المستوى المادي الحدود.  وهناك العديد من المكتبات في الخارج التي اعتمدت تقنية رمز الاستجابة السريعة.  كما أن هناك العديد من الطرق لاستخدام رموز QR في المكتبات. وبالإضافة إلى الارتباط بصفحات محددة في موقع المكتبة، فإنها توفر للمستخدمين العديد من الخدمات، بما في ذلك الوصول إلى الدردشة أو لحجز أماكن العمل، ولكن ربط المستخدم بمقتنيات المكتبة المادية والرقمية، يعتبر أحد أكثر التطبيقات أهمية. كما يمكن لهذه التقنية أن تمكن المستخدمين من العثور على الموارد الإلكترونية ذات الصلة بالموارد المادية التي تهمهم، والمتواجدة على رفوف المكتبة.

تقنيات QR  تشجع المستخدمين على إجراء بحثهم، من خلال الاستفادة من التقنيات الجديدة، والسماح بالوصول السريع إلى المعلومات، كما أنه يمكن استخدامها في المكتبة من أجل:

1- إحداث وعي واسع بين مستخدمي المكتبة نحو موارد المكتبة.

2- تشجيع استخدام تقنية المصادر المفتوحة.

3- توفير خدمات معلومات المكتبة لمجتمع المستخدمين الأكاديميين.

 تسويق خدمات المكتبة باستخدام تقنية كود QR

تسويق منتجات وخدمات المكتبات أمر ضروري لخلق الوعي بين مستخدمي المكتبة.  ومن الضروري للعاملين في المكتبات الأخذ بعين الاعتبار أن هناك الكثير ممن يفتقرون إلى المعلومات حول هذه المنتجات والخدمات المتوفرة في مكتبتك، لذا يمكن استخدام الرموز QR من أجل:

• تعزيز موارد المعلومات والأحداث.

• خلق حاجة للمعلومات.

• إدارة الانفجار المعلوماتي.

• خلق الوعي.

• نشر المعلومات.

• التواصل مع مجتمع المستخدمين.

 مزايا استخدام تقنية QR Code في بيئة المكتبات

  تقنية QR Code هي تقنية مفتوحة المصدر، متاحة مجانًا من حيث التكلفة وبسيطة من حيث التنفيذ كما أنها تقنية سهلة الاستخدام، كما لا يحتاج المستخدمون إلى معرفة خاصة باستخدام رمز الاستجابة السريعة لاستخدامها.  تتطلب تقنية QR Code الهواتف الذكية مثل iPhone، والهاتف Android مع الماسح الضوئي لرمز الاستجابة السريعة، كما تمتاز بقدرتها على تخزين بيانات كبيرة في مساحة صغيرة.

تعتبر تقنية QR Code ذات فائدة كبيرة للعمل على محو الأمية المعلوماتية وزيادة المعرفة في مجال تقنية المعلومات بين مستخدمي المكتبة، كما يتم استخدام رمز الاستجابة السريعة أيضًا من أجل تقديم خدمات تسليم الوثائق في المكتبات الأكاديمية وربط المستخدمين بمصادر المكتبة مثل Web-OPAC والمستودعات المؤسسية والموقع الإلكتروني للمكتبات والموارد الإلكترونية ودليل المكتبة والإصدارات الجديدة وغيرها من الموارد المفيدة للمكتبة دون إضاعة وقت المستخدمين

  وأخيراً من المهم أن ندرك نحن العاملين في مجال المكتبات والمعلومات أنه عندما يزداد الوعي تجاه هذه التقنية، سوف تصبح تقنية مثيرة للاهتمام بين مجتمع مستخدمي المكتبة وتساعد على تحقيق أهداف المكتبة