library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

ما الذي يحدث في المكتبات الأكاديمية؟؟

نُـشر بواسطة هيام حايك on 28/04/2016 03:20:09 م

slider2.jpg

على مدار الأجيال المتعاقبة، كانت المكتبات الأكاديمية بمثابة بوابات المعلومات، ولطالما كانت المكتبات ولا زالت هي المؤسسة التي تختبر كيف يتعلم الناس، وكيف يستخدمون المعلومات، وكيف يشاركون في إحداث التغيير في المجتمع. ونتيجة لذلك، لابد من العمل على الدوام على تهيئة المكتبات كمؤسسة للتعليم والثقافة، والفكر المجتمعي، وتزويدها بأحدث نظم المكتبات وأكثرها فاعلية لضمان تأديتها للأدوار المتعددة المنوطة بها...

 المكتبات والتحديات التقنية:

مما لا شك فيه أن الانفجار الرقمي الذي بدأ منذ سنوات ليست بالبعيدة قد أثر على الأدوار المنوطة بالمكتبات لفترة ما، وأصابها بالارتباك والحيرة والخوف من فقدان هويتها في بعض الأحيان نتيجة لفقدانها كم كبير من جمهورها والذي وجد في المصادر الالكترونية على الانترنت بديلا من الذهاب إلى المكتبة. ولكن الأمور قد تغيرت، حيث العديد من المكتبات الأكاديمية في القرن الحادي والعشرين قررت اعادة تشكيل نفسها ردا على التغيرات الرقمية في التعلم والتعليم، من خلال إعادة النظر في احتياجات مستخدمي المكتبة وتحديث دورها بما يتلاءم مع ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك لا يعني رفض المكتبات للتقنيات الحديثة أو تخليها عن الأدوار التي كانت تقوم بها على مدار الفترات السابقة، إنما يعنى خلق نموذج قادر على الاندماج في المجتمع الذي تخدمه وتوفير مركز ثقافي فريد من نوعه قادر على الإلهام والمشاركة في السياق المجتمعي وتقديم الدعم الفكري والتقني الذي يقود إلى تحقيق مجتمع المعرفة من خلال تمكين المستخدمين من الوصول إلى مصادر المعلومات العالمية، حيث شهدت المكتبات الأكاديمية في الآونة الأخيرة توسعا كبيرا في نطاق وعمق الوصول إلى ثروة من قواعد البيانات والمجلات الإلكترونية. وجه أخر للمكتبات الأكاديمية بدأنا نشهده حديثا يقوم على خلق الأماكن الخاصة التي تؤسس للتعلم التعاوني والبحوث، من خلال تقديم المساحات والخدمات لدعم البحوث والمناقشة والأداء والتعبير الفني وقد شكل ذلك نقطة جذب للعلماء والمبدعين في جميع أنحاء العالم. المكتبات الأكاديمية تتطور بصورة أكبر لدعم الأنشطة الاجتماعية للمعلومات والتعلم، والتي ترتبط بشكل واضح بثقافة التسامح والتفاعل الاجتماعي وتعزيز الخطاب الفكري. 

لماذا يأتي الناس إلى المكتبات؟

من المنطق أن يكون النجاح في بناء مكتبات افتراضية عاملا يرسخ فكرة أن  غير الضروري أن يأتي الناس على نحو متزايد لزيارة المكتبة المادية لتلبية  احتياجاتهم من المعلومات....

 إذا كان الأمر كذلك لماذا إذن المكتبات هي من بين المباني الأكثر استخداما في الحرم الجامعي في العديد من الكليات؟ وإذا كان هذا هو الحال لماذا أمناء المكتبات دائما يقفون في موقف دفاعي؟ ولماذا نرى الكثير منهم يسقطون أحيانا في فخ "القيام بأي شيء في وسعنا لجعل القراء يطرقون أبوابنا

في هذا السياق دعونا نفكر في موضوع ذهاب الناس إلى السينما في ظل توافر معظم الأفلام على الإنترنت وسهولة الوصول إليها وتحميلها أو مشاهدتها مباشرة... هل ذلك يعنى إغلاق دور السينما ؟!

أعتقد أن الواقع يشير إلى أن المكتبات من الأماكن التي لها قيمتها عند المجتمع وسيستمر الناس في المجيء إلى المكتبات لأنها توفر الأمان والراحة والهدوء. كما أنها المكان المناسب للتواجد مع أشخاص آخرين في بيئة ثقافية تقدم فرصا للتعلم وتحفز على البحث والاستفسار، وإعادة الابتكار. هذه الأسباب تتعايش وتتداخل وتجعل من المكتبة مكانا ينبض بالحياة.

قبل الانتقال إلى معرفة ما يحدث في المكتبات الأكاديمية ,, أود أن أشاركم مشاهدة هذا الفيديو ....

 

نموذج لما يحدث في المكتبات الأكاديمية: 

 جامعة كارلتون جامعة كندية عريقة تأسست عام 1942 في أوتوا، بدأت ككلية صغيرة ثم تحولت لجامعة عام 1952. هناك حوالي 36 % من الطلاب في جامعة كارلتون Carleton University - يستخدمون المكتبة غوالد Gould Library يوميا وهناك أكثر من 50٪ يستخدمون المكتبة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. يقدر متوسط استخدام الطالب للمكتبة ما بين ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، بمتوسط ​​ 2-3 ساعات. ويشير عداد البوابة الإلكترونية إلى أن حوالي 1150 شخص يدخلون المكتبة يوميا خلال العام الدراسي من أصل 1610 طالب في السكن الجامعي ونحو 600 هيئة التدريس وموظفي الجامعة.

الناس الذين نادرا ما يزورون المكتبات الأكاديمية قد تتساءل لماذا يذهب الطلاب إلى المكتبة عندما يكون لديهم الكثير من الخيارات الأخرى؟ الحقيقة هي أن الطلاب اليوم متعددو المهام ينخرطون في العديد من الأنشطة في وقت واحد ويتطلعون إلى مجموعة متنوعة من المحفزات. طلاب اليوم يأتون إلى المكتبة ليقوموا بأشياء كثيرة مختلفة، وكلها تدعم بطريقة ما استدامة التواصل والترابط مع العمل الأكاديمي. فيما يلي تصنيفا للأنشطة الطلابية الرئيسية، التي يمارسها الطلاب في مكتبة غوالد Gould Library :

القراءة والاسترخاء في أماكن هادئة:

التأمل والتفكير والقراءة جوانب من تجربة الطالب تدعم ذهابه إلى المكتبة وخاصة أولئك الذين يسألون عن أماكن في المكتبة تحول دون تشتيت انتباههم ما بين لوحة مفاتيح الحاسوب، وأصوات الطابعة، والهواتف المحمولة وخاصة أولئك القادمين من المدارس الثانوية ذات الإجراءات الأمنية المشددة، هيئة التدريس والموظفون يأتون إلى المكتبة لتصفح الكتب والمجلات الجديدة، وموظفو الكلية في كثير من الأحيان يقضون جزءا من استراحة الغداء في القراءة في المكتبة. الهدوء هو أحد مناطق الجذب القوية إلى المكتبات وهو متعة فريدة من نوعها. الطلاب يقدرون حقيقة أنه من المقبول اجتماعيا أن يكونوا وحدهم في المكتبة وأن التفاعل مع الآخرين ممكن ولكنه اختياري.

  • الدراسة وإنجاز الأعمال الأكاديمية

تمتاز المكتبة الأكاديمية بكونها جزءً من المجتمع العلمي. في هذا الصدد، فهي تعتبر المكان الثاني بعد الفصول الدراسية الأنسب للدراسة ومراجعة الدروس بعيدا عن التجمعات السكنية وسكن الطلاب الذي عادة ما يضج بالصخب. معظم الطلاب يتواجدون هناك في المقام الأول للقيام بالعمل الأكاديمي ودخول المكتبة يكون في الغالب من أجل الدراسة سواء بشكل فردي أو في مجموعات. يشجع أعضاء هيئة التدريس الدراسة في مجموعات من خلال المهام المشتركة التي تتطلب تواجد الطلاب في مجموعات وعملهم معا. استجابة لذلك، المكتبات توفر المزيد من الغرف "مجموعة الدراسة"؛ وتشمل هذه عادة مناضد كبيرة تتسع لـ 3-6 طلاب، وشبكة اتصالات والطابعات.

  • التحقق من البريد الإلكتروني واستخدام الإنترنت

الشبكة جزء لا يتجزأ من حياة الطالب، العديد من الطلاب يقومون بزيارة المكتبة عدة مرات في اليوم لفحص البريد الإلكتروني، وتحميل الملفات أو تنزيلها وطباعتها، كما يقوم الطلاب بالتحقق من طلبات الاستعارة أو قراءة المجلات أو الصحف أو الكتب الإلكترونية.

  • العثور على معلومات حول المهام والمشاريع الأكاديمية

أمناء المكتبات يدركون تمام الإدراك أن العديد من الطلاب الذين يتجولون في المكتبة في حاجة للمساعدة. المكتبات تؤكد على إنشاء علاقات ارتباط وثيقة بين أمناء المكتبات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب من أجل المساعدة الفاعلة في الوصول إلى المعلومات المتخصصة من المصادر الأكثر غنىً والأكثر ارتباطا بما هو مطلوب من معلومات.

  • إنتاج المعلومات والعروض التقديمية

تجمع الطلاب في المكتبة وسط مجموعة واسعة من المصادر يساعدهم على تصميم وكتابة العروض التقديمية. هم يحتاجون أجهزة حاسوب مريحة للعمل الجماعي ومساحات لنشر مواد دراستهم. كما أنهم بحاجة إلى البرمجيات للمساعدة في تحليل وتصور البيانات. تتطلب هذه الأنشطة مرافق تضمن سهولة الوصول مصممة بعناية وتدعم العثور على المحتوى الفكري وفهم استخدام التقنية وتقديمها. المكتبات الأكاديمية توفر بيئة وظيفية تساعد على إتمام هذه المهام.

  • التعليم القائم على الفصول الدراسية الافتراضية

بالإضافة إلى كون المكتبة الأكاديمية مكانا للتفاعلات غير الرسمية والفردية مع أمناء المكتبات، فقد أصبحت المكتبات مكانا يدرس المناهج الرسمية كونها توفر وصول سهل إلى مصادر التعلم. الفصول الدراسية الافتراضية مرنة بحيث تتكيف مع احتياجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

  • اللقاءات وبناء العلاقات الاجتماعية

العديد من الطلاب يقضون ساعات لا تحصى في المكتبة. المكتبات الأكاديمية اليوم وأكثر من أي وقت مضى تثمن البيئة التي تضع الطلاب في سياق اجتماعي من خلال توفير فرص اللقاء والاختلاط لجعل تجربة قضاء ساعات طويلة في المكتبة أكثر متعة ومجزية في نفس الوقت. تصميم المكتبات الأكاديمية بدأ يأخذ أبعادا جديدة تسمح بجعلها مكانا يرحب بالجميع وبغض النظر عن هدف القدوم إليها، لذا نراها بدأت تهتم بتوفير الحدائق والمشاتل، أو المناطق الطبيعية؛ الصالات الرياضية أو مراكز الترفيه الكافيتريات أو غيرها من أماكن تناول الطعام.

المشاركة في الفعاليات الثقافية والأحداث المدنية

 على مدى التاريخ لعبت المكتبات دورا فاعلا في الحياة الفكرية والثقافية للمجتمعات التي تخدمها. المكتبات تدعم نشاط الخطاب المدني والفكري. اليوم، العديد من الأنشطة المجتمعية تستضيفها المكتبات الأكاديمية، بما في ذلك القراءات الشعرية والمناقشات، والحفلات الموسيقية، ومنتديات المناقشة، والمحاضرات عندما تعمل المكتبة كمضيف حيوي قادر على إشراك المجتمع في الخطاب وفي التمتع بحياة فكرية يبدأ دور المكتبة في الحرم الجامعي رحلة التغيير المجتمعي وحيث تصبح المكتبة المركز الثقافي المساهم في بناء المجتمع من خلال انخراط موظفي المكتبة والبرامج مع المجتمع بطرق أكثر ومختلفة.