خصائص حاضنة المنح الدراسية الرقمية

لقد شاهدنا بالفعل تحولات على مستوى المنسوبين والموارد لأغراض دعم نماذج جديدة من المنح الدراسية في القرن الحادي والعشرين في بعض المكتبات من خلال إنشاء مراكز للمنح الدراسية الرقمية؛ على الرغم من أن ذلك كان من المكتبات البحثية الكبيرة في المقام الأول. تتنوع خدمات وموارد كل مركز حيث من الطبيعي أن تعمل كل مؤسسة على تنويع برامجها، ورسائلها واهتماماتها البحثية الخاصة بها. يمكن تسمية هذه المراكز بـ "المختبر"، أو "الاستوديو" أو "المجموعة" مع إمكانية حذف مصطلح "المنح الدراسية الرقمية الغامض من هذا الاسم. نظرا لأن تقنيات المنح الدراسية الرقمية وما تطرحه من احتمالات تتطور بسرعة كبيرة، فإن الأدوات والتقنيات تتابع وتيرة التطور والتنوع. فيما يلي نورد بعض النماذج القيمة لـ "مراكز المنح الدراسية الرقمية" التابعة للمكتبات الأكاديمية، والتي تؤكد الاهتمام المتزايد في دعم أنماط جيدة من المنح الدراسية:

• جامعة براون – مختبر المنح الدراسية الرقمية
• جامعة كيس ويسترن ريزيرف - مركز فريمان للمنح الدراسية الرقمية
• جامعة كولومبيا – مركز البحوث والمنح الدراسية الرقمية
• جامعة إيموري – مركز المنح الدراسية الرقمية
• جامعة جورجيا الحكومية – بيئة المرئيات والبحوث الجامعية التعاونية CURVE
• جامعة رايس – خدمات المنح الدراسية الرقمية
• جامعة جالجاري – استوديو المرئيات
• جامعة إيلينوي – المجموعة العلمية
• جامعة شمال كارولينا و شارلوت – مختبر المنح الدراسية الرقمية
• جامعة نوتر دام – مركز المنح الدراسية الرقمية
• جامعة أوريغون – مركز المنح الدراسية الرقمية

أضف إلى ذلك، فإن مكتبة جامعة شمال كارولينا الحكومية الجديدة تقدم العديد من الخدمات والتقنيات المستحدثة التي ترتبط بالبحث في القرن الحادي والعشرين، كما قامت مكتبات جامعة واشنطن بتجميع خدمات المنح الدراسية الرقمية التي تقدمها وإطلاق اسم "الأعمال البحثية" Research Works" عليها.

أما في جامعة جورجيا الحكومية، فقد طورت مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والفعاليات والمجالات بغرض الاستكشاف في المستقبل. ثلاثة من هذه المجالات التركيز والخبرة تكتسب أهمية متزايدة للمكتبة الحاضنة لدعم وتعزيز أنماط جديدة من المنح الدراسية:

• خدمات البيانات
• تقنيات المرئيات
• التحويل الرقمي، والنشر، والمشاركة

خدمات البيانات

الوصول إلى البرمجيات المتخصصة ومجموعات البيانات، بالإضافة إلى خدمات الدعم والتدريب اللازمة لاستخدامها هامة بالنسبة لأنماط متعددة من المنح الدراسية الرقمية بين مختلف التخصصات. وبالإضافة إلى برمجيات التحليل الكمي التي يستخدمها الباحثون بكثرة (أمثال SPSS، و STATA، وغيرها)، فهناك اهتمام كبير في استخدام الأدوات الكمية مثل NVivo ، و Dedoose للأبحاث مختلطة المنهجيات وبرمجيات المرئيات مثل Tableau. مع هذه الثروة الهائلة من النصوص الرقمية في متناول أيدينا - بما فيها الكثر من تاريخنا المدون والمتاح حاليا عبر "كتب جوجل" – هناك احتمالات جديدة في مجال التنقيب في النصوص بين التخصصات، والذي قد يجذب طيفا واسعا من العلماء في مجال العلوم الإنسانية الرقمية، وعلوم الحاسوب، واللغويات، والإحساء، وغيرها من العلوم. لمزيد من المعلومات حول بحوث التنقيب في النصوص، يمكنك زيارة موقع "مركز المنح الدراسية الرقمية" التابع لمكتبات جامعة نوتر دام Hesburgh Libraries.

من الواضح أن تطوير المنح الدراسية الرقمية يواكب التطورات على صعيد مرئيات البيانات، وتطبيقات التخطيط وأنظمة المعلومات الجغرافية، حيث تمنحنا هذه التقنيات فهما أوسع وأشمل للعالم ومكاننا فيه. قد تكون الصورة أفصح من آلاف الكلمات - بل وملايين الكلمات إذا ما قام مطور ويب محترف بتحويلها رقميا مع البيانات الوصفية والعناصر التفاعلية.

ويرى "إدوارد أيرس" Edward Ayers أن الخرائط تتيح لنا تصوير التعقيدات والاطلاع على كافة أنواع الظواهر الإنسانية الطبيعية. كما يشير – مع آخرين – إلى ما يعرف بـ "المنعطف المكاني" spatial turn والذي أدى إلى تحول الكثير من التخصصات، ولقد تبنى علماء وباحثون كثيرون البيانات والخرائط المكانية في علوم مثل التاريخ والأدب من أجل فهم الماضي والحالة الإنسانية، وفي مجالات الصحة العامة، والدراسات السياسية، والعدال الجنائية بحثا عن حلول عملية قابلة للتنفيذ للتحديات التي نواجهها في العصر الحديث. نظرا لأن الطلاب يطلبون الآن التدريب واكتساب الخبرة في استخدام برمجيات التخطيط ESRI ArcGIS في مجالات وتخصصات أخرى، فإن المكتبة تستطيع أن تكون مساحة تصنيع هذه الخبرات، والحاضنة لها ومستودع البيانات المكانية. يمكن الحصول على نماذج موثقة لتوفير خدمات البيانات المكانية والرقمية المتميزة في مكتبات جامعة الدوق Duke University Libraries ومكتبات جامعة نيويورك New York University Libraries والتي تم دمجها بنجاح في مراكز المنح الدراسية الرقمية في جامعة نوتر دام، وجامعة إيلينوي، و جامعة كيس ويسترن.

تقنيات المرئيات

مع تطور وتقدم برمجيات وأدوات المرئيات تنبع الحاجة إلى مساحات مكانية مصمَّمة لتوفير الوصول المحسن إلى البيانات المرئية على نطاق واسع. على الرغم من أن هذا النوع من التقنية يتكبد تكاليف عالية تزود أكثر مختبرات الأقسام الأكاديمية والباحثين الفرديين بعيدا عنها، فإن بعض المكتبات تتوافر لديها هذه التقنية الجديدة وتتيحها أمام قاعدة كبيرة من المعلمين والكوادر الأكاديمية. قامت المكتبات الأكاديمية في جامعة براون، وجامعة جورجيا الحكومية، وجامعة شمال كارولينا بتنفيذ عروض مرئية عالية الجودة على نطاق واسع تم تصميمها خصيصا لتعزيز العمل التعاوني. ففي مختبر امنح الدراسية الرقمية في جامعة براون يوجد حائط عرض للفيديو بمقياس 16x7 قدم تضم 12 شاشة عرض بمقياس 55 بوصة عالية الجودة، مما يوفر البيئة المثلى لتحليل موضوع أو نص واحد بالتفصيل، أو مشاهدة صور متعددة جنبا إلى جنب لأغراض المقارنة. تؤكد "هاريت هيماسي" Harriette Hemmasi - أمين عام مكتبات جامعة براون – أن الهدف الشامل لهذه المبادرة هو "دعم التجارب والطموحات العلمية بما يساعد أعضاء هيئة التدريس والطلاب على استكشاف وتحديد أنماط وأنواع الأنشطة العلمية فيما وراء ما يتمتعون به من قدرات في الوقت الراهن."

بإمكان شاشات العرض واسعة النطاق لأغراض التعاون تغيير رؤيتنا، وأن تعيد صياغة المنح الدراسية وتعظم من شأنها في مساحات المشاركة المكانية. توفر بيئة المرئيات والبحوث الجامعية التعاونية CURVE في جامعة جورجيا حائط عرض تفاعلي interactWall بمقياس 24X4.5 قدم عالي الجودة، مع الاستخدام باللمس مما يمكن التفاعل القوي مع المحتوى. ولا تعتني بيئة المرئيات والبحوث الجامعية التعاونية CURVE بالأجهزة التقنية وحسب؛ حيث أنها تركز كذلك على المستخدمين لها التقنية. ومن خلال الشراكة مع شركة تقنية محلية، يرجى من هذا المشروع استكشاف آفاق جديدة على صعيد التفاعل بين الحاسوب والإنسان وتفاعل الإنسان مع أخيه الإنسان من خلال واجهات مستخدم طبيعية (تعتمد على اللمس وتتبع حركات وإيماءات المستخدم) وكذلك تنفيذ تقنيات الواقع الافتراضي. حيث أن التطورات التي سوف يشهدها الواقع الافتراضي في المستقبل من شأنها توسيع احتمالات المنح الدراسية الرقمية، بما يسمح بالتعلم والاستكشاف المجتمعي التجريبي الغامر بوتيرة متزايدة.

مترجم عن Bryan Sinclair لـ Educause