library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

الخصوصية على الإنترنت بين " لا أحد يعرف أنه أنت" و "الكل يعرف أنه أنت " الجزء الأول

نُـشر بواسطة هيام حايك on 12/10/2016 03:24:19 م

__-1.jpg

هل تقوم باستخدام أسماء وهمية على الإنترنت؟ هل تعتقد أنه باستخدامك اسم مزيف، أنت تقوم بحماية خصوصيتك وإخفاء من أنت حقا أمام العالم؟   الاسم الوهمي الخاص بك لا يمنع أي شخص من معرفة حقيقتك، فلماذا لا تأخذ خطوة إلى الأمام، وتستخدم اسمك الحقيقي عبر الإنترنت؟  لماذا لا تكون أنت المالك لكلماتك وأفكارك من خلال ربطها باسمك وهويتك؟ لماذا لا تخرج من الظلام إلى النور لتوضيح من أنت وتضع معالم شخصيتك في سجلك الحياتي؟

يشير هنا الكاتب الشهير David Boles إلى  الأعذار الثلاث الأكثر التي  يتذرع بها الناس الذين يخفون هوياتهم على الإنترنت والمتمثلة فيما يلي:

  1. هناك من يطاردني: آه، حقا، هل تعتقد أن من يطاردك يمكن أن يجدك على شبكة الإنترنت عند الكشف عن كل تفاصيل حياتك المثيرة على الإنترنت؟ إذا كنت تعيش حقا في خوف من أن يجدك، فلماذا أنت على شبكة الإنترنت؟ لماذا التخفي وراء اسم مزيف ليوفر لك شعورا زائفا الحماية؟

  2. لقد كنت ضحية لجرائم العنف: أنت لا تريد لمن هاجمك أن يجدك  على الإنترنت ، من أجل هذا أنت تستخدم اسم مزيف وشخصية وهمية، ماذا عن الآخرين الذين تلتقيهم على الإنترنت؟ هل يعرفون أنك اختراع مزيف؟ وما هو قدر حقيقتك على الإنترنت؟ أجزاء وقطع؟ أو  لا شى؟ إذا كنت تكذب على شخص ما على الإنترنت لحماية المصالح الأنانية الخاصة بك، هل ستقول لهم الحقيقة ؟ أم أنك ستستمر في الكذبة ولن يهمك كونك تقوم بتضليل الناس؟

  3. لا أريد أن يعرف الناس أنه أنا: هذا هو العذر الأكثر شيوعا وأيضا الأقل إقناعا لأنه سوف يوحي على الفور أنك غير صادق مع الناس ومع نفسك في العالم الحقيقي. واذا كنت  لا تريد أن تكون مسؤول عن أفعالك فالإنترنت ليس هو المكان للأفعال المستهترة والبعيدة عن المسئولية. وهل تعتقد بعدم استخدام اسمك الحقيقي على الإنترنت ستزول عنك المسؤولية العامة. أما إذا كنت تعتقد أن عدم الكشف عن هويتك على الإنترنت يمكنك من تجربة الأفعال الجريئة الخاصة بك التي لا تستطيع أن تفعلها في الواقع، فلا بد أن تعرف أن هذا أمر غير صحيح. وسوف يأثر على حياتك, حيث وجد أن بعض البالغين الحذرين والمسؤولين تماما عن تصرفاتهم، أنه يتم رفضهم في بعض الوظائف والمناصب بسبب محتويات ملفاتهم على الإنترنت. فطيش الشباب أو التورُط في دعاوي قضائية  قد يترك أثرا يصعب أو يستحيل إزالتُه.

    بين " لا أحد يعرف أنه أنت" و "الكل يعرف أنه أنت "

الحقيقة التي يجب أن تعرفها انه بالفعل يمكنك أن ن تدخل الإنترنت باسم مجهول من خلال " anonymous "  ولكن لا تنسى أن من السهل أن تترك آثارك وإيجادك ليس بالأمر الصعب فلديك ISP. ولديك عنوان IP. كل جهاز له رقم تعريف فريد، كما أن هناك برامج تقوم بتحديد مكان الأجهزة وهكذا فإن هناك طرق عديدة لتعقب الأشخاص وتتبعهم عبر الإنترنت، كما ولا تنسى أن لديك عنوان بريد إلكتروني!!!

 

من الصعب أن تصدق أن هذا الكرتون الشهير جاء قبل أكثر من 23 عاما.  حيث هناك من قراءنا  من كان  لا يزال مشغول بإتقان الأبجدية ".  لا أحد يعرف أنك كلب" هي الصورة الكاريكاتيرية  التي نشرها بيتر شتاينر في مجلة نيويوركر في 5 يوليو 1993. النيويوركر The New Yorker)] ، وهي مجلة أمريكية تعتمد على الربورتاج و التعليق و النقد و المقالات و القصص و الفكاهة و الرسوم الكاريكاتيرية.

والمقولة على لسان كلب يجلس على كرسي أمام الكمبيوتر، ويقوم بالكتابة على لوحة المفاتيح، ويتحدث إلى كلب ثاني جالسا على الأرض. قائلا له، "على شبكة الإنترنت، لا أحد يعرف أنك كلب".. كان هذا عام ١٩٩٣، حيث كان الإنترنت في بداياته، والمقولة تمثل مرحلة أساسيّة من عمر الإنترنت حيث لم يكن التعريف بنفسك هو الأساس. ففي الماضي كان الإنترنت هو ذلك الفضاء المجهول، حيث اخفى الناس هوياتهم الحقيقية، ودخلوا عالم الإنترنت  مع أسماء مستعارة فريدة وغريبة في بعض الأحيان يمثلون بها أنفسهم على مواقع محددة. ، وبالتالي كان يمكن أن تدّعي كونك مديرا،  في الصباح ، وممثّلاً مسرحيّاً في المساء، وطالبة في الثانوية  في ما بينهما

ولكن اليوم كل شيء تغير، فأنت مكشوف على الملأ مهما حاولت إخفاء حقيقتك على الإنترنت، مما قد يغير المقولة إلى: "لو كنت كلباً، لعرف الجميع بذلك". فإخفاء الهويّة هو أمر في غاية الصعوبة، وخصوصاً عند التواصل مع الآخرين. فكل منا يرتبط بتكتلات اجتماعية  ينتمي إليها على الإنترنت.  تمكن من الكشف عن شخصياتنا بسهولة  من خلال  تحليل إمكانية التقاطع بين هذه التكتّلات.

المراد قوله هنا : أنك  إذا كان لك حسابا  على الإنترنت - أو تفكر في القيام بذلك - من المهم جدا أن تدرك  أن الأشخاص الذين ستقابلهم  على الإنترنت ليسوا هم  نفسهم الذين يمكن أن تقابلهم في بيتك أو في عملك  أو في الشارع حيث التحقق من الهوية من السهل نسبيا، وحيث طلب بطاقة هوية تحمل صورة قد يحقق التأكد. على الإنترنت الأمر أكثر صعوبة. 

 

لماذا يقوم الأشخاص بأفعال عبر الإنترنت، لا يقومون بها إطلاقاً في الحياة الواقعية؟

الأسباب وراء قيام الأشخاص بأعمال غريبة مختلفة عبر الإنترنت لا يُحتمل على الإطلاق أن يقوموا بها في الحياة الواقعية هو  الاعتقاد الخاطئ  بكونهم ... مجهولين.

 "مجهول" ـ كلمة غاية في الأهمية عند الحديث عن البصمة الرقمية؛ يكسر معظم مستخدمي الإنترنت قواعد مختلفة عبر الإنترنت لأنهم يظنون أنهم مجهولون في الفضاء الإلكتروني. رقم تعريف الجهاز الذي يستخدمونه هو بمنزلة بطاقة الاسم الخاصة بهم على الإنترنت.

 يقول  رئيس جوجل إريك شميدت: " هذا الجيل هو أول جيل في البشرية الذي يتمتع بسجل لا يُمحى. فنظرا لطبيعة الإنترنت, إلى حد كبير كل شيء تفعلُه أو تقوله على هذه الشبكة  أو في حياتك العامة يتم تسجيله وتخزينه للأبد. كُل ما يتطلبه الأمر هو بحث بسيط على مُحرك البحث جوجل لكشف الكثير من التفاصيل عن أي شخص "

والآن... إذا كنت لا تزال مستمرا في اتخاذ اسم مزيف وهوية مزورة على الإنترنت - ما الذي حقا ستحصل عليه في نهاية المطاف؟ وخاصة أنه على الإنترنت ومهما تنكرت.. يوجد هناك دائما من يعرف من أنت.....

الإنترنت لم يقتل الخصوصية - ولكنه غيرها إلى الأبد

يقولJose Such المحاضر في أمن المعلومات في جامعة لانكستر البريطانية: " عندما يقول الناس "الخصوصية ماتت"، فذلك عادة ما يكون لأحد سببين:  إما أنهم يعتقدون حقا أن الخصوصية أمر غير موجودة ولا يمكن تحقيقها في عالم متصل في كل الأبعاد Hyper connected، أو لأنهم يرون أنه  في كثير من الأحيان، لا تبذل جهود كافية لحماية الخصوصية عندما يتم نشر كميات هائلة من المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.  وهنا يشير Jose Such  إلى انه ينحاز إلى الرأي الثاني ، حيث يرى  أن هناك الكثير مما يمكن القيام به لحماية الخصوصية على الإنترنت، ويؤكد على أن الخصوصية ليست ميتة،  ولكنها  مجرد تغيير في الأشكال. فنحن بالفعل نتشارك الكثير من المعلومات على الإنترنت اكثر من أي وقت مضى، إلا أن هذا لا يعني أننا لم نعد نهتم بالخصوصية. على العكس من ذلك، بعض الاتجاهات التي تبحث في كيفية مشاركة المستخدمين للمعلومات من خلال  وسائل الإعلام الاجتماعية  تشير إلى أننا في الواقع أصبحنا  أكثر حذرا.

وبالرجوع  إلى بداية الألفية الثالثة   s 2000  ومع بداية ظهور  ماي سبيس MySpace أول الشبكات الاجتماعية ومن ثم ظهور الفيسبوك على شبكة الإنترنت، كان مستخدمو  هذه الشبكات أكثر انفتاحا مع المعلومات الشخصية الخاصة بهم.  حيث الكل له الملف العام"profile"، والذي يمكن الوصول إليه من قبل أي شخص، وحيث كان هناك عدد قليل ممن يهتم كثيرا بالخصوصية. ولكن مجموعة الحوادث البارزة التي ظهرت بسبب وسائل الإعلام الرئيسية في العقد الماضي. حيث تم فصل الكثيرون  الناس من وظائفهم، وحصلت العديد من حالات الطلاق بسبب كشفت أسرارهم  وتعرض الكثير للتسلط  cyberbullied بسبب محتوى في الفيسبوك. لا عجب أن المستخدمين بدأوا بفهم مخاطر سوء  التعامل مع  الخصوصية على الإنترنت، ويمكن  أن يكون مستخدمي الفيسبوك على وجه الخصوص قد  أصبحوا  أكثر ميلا إلى حماية المعلومات الشخصية الخاصة بهم. فقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن الناس  بدأت تحد من تزايد البيانات التي يتم مشاركتها علنا مع مستخدمي الفيسبوك الآخرين.

البيانات الكبيرة تحد من الخصوصية

في عام 1995 قام  الاتحاد الأوروبي بوضع  تشريعات الخصوصية التي تُعرف "البيانات الشخصية" على أنها  أي معلومات يمكن أن تُعرف هذا الشخص، بشكل مباشر أو غير مباشر. إلا أن تزايد استخدام الأجهزة الرقمية، التي تسمح لنا باستخدام البيانات،  عمل على زيادة تعقيد هذا التعريف وقلل من فرص الفصل بين ما هو خاص وما هو متاح ، فنحن نعيش الآن في عصر البيانات الكبيرة داخل بركة  من المعلومات الشخصية يسبح الجميع فيها على الإنترنت وحيث  يمكن للبيانات الكبيرة سحب هذه المعلومات معا لتشكيل لمحة دقيقة من أي شخص معين. وكلما كنت تستخدم خدمات الإنترنت، المزيد من البيانات  سوف تكون  متاحة، وبالتالي هناك المزيد من الفرص لجعل ملفك الرقمي الخاص بك أكثر دقة.

 وقد يهمك ان تعرف أن كمية البيانات التي تم إنشاؤها في عام 2011 قد بلغ 1.8 زيتابايت  ومن المتوقع  بحلول عام 2020 أن تصل إلى 44 زيتابايت.  وإذا كنت تعتقد هذه الأرقام تتعلق فقط للشركات الكبيرة، فعليك التفكير مرة أخرى.  فنحن جميعا أصبحنا مبدعين في خلق الكم الهائل من البيانات: ففي كل دقيقة من كل يوم هناك:

  • 4 ملايين من عمليات البحث على جوجل يتم تنفيذها

  • 240 مليون من رسائل البريد الإلكتروني يتم إرسال

  • 72 ساعة من الفيديو يتم تحميلها

  • 5 مليون قطعة من المحتوى في الفيسبوك يتم تشاركها

  • 277، 000 تويت يتم إرسالها

ما يثير القلق هو أن جميع هذه البيانات غير مجهولة. حيث يمكن تحليل كل قطعة من البيانات ضمن البصمة الرقمية الخاصة بك لفهم من أنت، ماذا تريد، وبطبيعة الحال، ما قد ترغب في شراءه في المستقبل. كما أصبحت التقنيات القابلة للارتداء تقنية شائعة لجمع البيانات حول صحتك وعادات الشراء.

مفهوم إمكانية الربط linkability  هو. مفتاح لأي تحليل للخصوصية على شبكة الإنترنت، "لأن linkability  يعمل  على تآكل قدرة المستخدمين للحفاظ على البيانات الشخصية في سياق واحد، وهو بالتالي يقوم  بإدارة الخصوصية الخاصة بهم.