library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

مكتبات بلا كتب: الوجه الجديد للمكتبات الأكاديمية

نُـشر بواسطة هيام حايك on 27/03/2018 02:25:43 م

 200902_NY_N111_publication.jpgالمكتبات الجامعية تعيش اليوم فترة انتقالية. حيث ولعقود من الزمان، استحوذت الرفوف المفتوحة على جزء كبير من مساحة المكتبة، ومن خلال الكتب المتراصة على الرفوف، كان يتم توفير المعلومات للطلاب والعلماء. ولكن الآن، ومع تزايد توافر المعلومات في شكلها رقمي، يتساءل الكثيرون عن القيمة المضافة للأرفف في المكتبات الجامعية والتي تتحول ببطء إلى بيئات دراسية، وحيث يتم

استبدال الأرفف المفتوحة بمجموعة متنوعة من خدمات المكتبة الأخرى. هذا الواقع الجديد جعل الكثير من الجامعات تذهب إلىالتفكير في اعتماد بيئة جديدة من المكتبات، تتمثل في وجود مكتبات بلا كتب.

ماذا يعني مكتبات بلا كتب

مكتبات بلا كتب هي المكتبات العامة والأكاديمية والمدرسية التي ليس لديها أي كتب مطبوعة. وبدلا من ذلك، فهي تقدم مجموعات رقمية كاملة من الأعمال الأدبية، ومواد للقراءة، ومواد بحثية علمية وأكاديمية. وعادة ما تستخدم المكتبة التي لا تحتوي على كتب المساحة التي كانت تستخدم في السابق للكتب لتقديم الحواسيب العامة والقراء الإلكترونية وغير ذلك من التقنيات المستخدمة لاستهلاك وإنتاج الوسائط الرقمية.  وعلى مدى العقد الماضي، اثبتت العديد من المكتبات البحثية الرئيسة نجاحها بدون كتب.

في عام 2012، أغلقت مكتبة ويليـــام ويلتش الطبيـــة بجامعـــة جونـــز هوبكنـــز Welch Medical Library. بناءها المادي وانتقلت تماما على الإنترنت. وفي تصريح لها، قالت مديرة المكتبة نانسي روديرر  Nancy Roderer لمجلة مجلة Library Journal الأمريكية والمتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات في عام 2012 "لقد أخذنا هذا القرار بعد أن نظرنا في الاتجاهات الحالية للمكتبات، وبعد رؤيتنا أن استخدام المبنى قد انخفض، كما أن استخدام المواد الورقية قد قل، في الوقت نفسه رأينا زيادات كبيرة جدا في استخدام المواد على الإنترنت"، وأضافت قائلة "هذا لا يعني أنه الشيء الصحيح بالنسبة للمكتبات الأخرى، ولكن هذا هو الشيء الصحيح بالنسبة لنا".

  • تم افتتاح جامعة بوليتكنيك فلوريدا في عام 2014 لم يكن لمكتبتها أية كتب مطبوعة. تقول مديرة المعهد، الدكتورة كاثرين ميلر، "بما أننا جامعة جديدة، الجميع كان مع خيار إتاحة نظام رقمي بالكامل. فالموارد الرقمية جزء من مهمة الجامعة ". وقد استقبل الطلاب هذا الخيار بحماس كبير. وقد عبر أحدهم عن ذلك موضحاً: "عندما تحصل على كتاب مطبوع، فإنك تقضي وقتًا في القراءة للعثور على ما تحتاجه، ولكن مع إمكانية الوصول إلى نظيره الرقمي، يمكنك الوصول مباشرة إلى حيث تريد. إن توفر هذه المعلومات في متناول يدنا أمر لا يمكن للمكتبات الأخرى تقديمه."

هذا ويرى البعض أنه لابد من الأخذ بالاعتبار أن تكلفة الكتب المدرسية آخذة في الارتفاع، كما أن الصحافة المطبوعة تنهار ويبدو أن إمكانية الوصول إلى الموارد الرقمية هي الحل الأمثل الفاعل من حيث التكلفة للجامعات التي تواجه تحديات مالية.  في ذات الوقت مشاكل الوصول وحقوق الطبع والنشر تحد من فائدة المكتبات بدون كتب، لأن غالبية المحتوى الرقمي لا تزال غير متوفرة للاقتراض على الإنترنت وأكثر من ذلك بكثير لم يتم رقمتنه.

هل المكتبات الرقمية بالكامل أمر جيد أم لا؟

تتبنى الجامعات في جميع أنحاء العالم الوسائط الرقمية؛ ومع استمرار هذا الاتجاه، بدأنا نتجه للتعامل مع مكتبات رقمية بالكامل، لكن هل هذا أمر جيد أم لا؟ نستعرض هنا بعض وجهات النظر في هذا الشأن

  • الكتب المدرسية أغلى من أي وقت مضى. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك حوالي 73 ٪ مما نشر منذ عام 2006، متاح مجانا من خلال مبادرات الكتب المدرسية المفتوحة. وهذا من شأنه تمكين الجامعات من إنفاق مبالغ أقل على الشراء دون التضحية بالمصداقية الأكاديمية للكتب المدرسية المنشورة.
  • يعد العثور على المعلومات رقميًا أسهل من العثور عليها في كتاب. المعلومات الرقمية قابلة للتحديث على الفور، وهذا يعني أنه يمكن تغييرها للرد على الاكتشافات الجديدة ونقل النتائج الجديدة في غضون ثوان. إنها قابلة للبحث، دون الحاجة إلى قضاء بعض الوقت في البحث يدويًا من خلال الكتب. وهي متاحة للجميع مع اتصال بالإنترنت وإمدادات الكهرباء ولا تتطلب مساحة التخزين أو الصيانة اللازمة للعناية بالكتب المادية.
  • لا شك أن الوسائط الرقمية أكثر ملاءمة من الطباعة. من السهل حمل الجهاز اللوحي بدلاً من حقيبة مليئة بالكتب، فمن الأسهل البحث باستخدام ctrl + f بدلاً من استخدام الآلاف من ملصقات الملاحظات.

 هل المكتبة الجامعية لم يعد لها حاجة؟

لنفكر معا، إذا انتقلت جميع مواردنا إلى العالم الرقمي، فهل هناك حاجة إلى "مكتبة" على الإطلاق؟ سوف يصبح الوصول عن بعد، من الناحية النظرية، هو القاعدة وسيصبح وجود بناء مخصص للمكتبة غير ضروري. ولكن من ناحية أخري، تعد المكتبات الجامعية أكثر من مجرد غرف بها كتب، إنها مراكز اجتماعية. إنها مراكز تعاون ومناقشة، وهذا التعاون، يشجع على تبادل الأفكار والآراء التي تغذي التقدم الاجتماعي والفكري والعلمي. ولقد كانت المكتبات على مدار سنوات طويلة هي الأماكن التي تقدم المجتمعات، وتبتكر قضايا عالمية أفضل وتشعل الثورات.

المكان أمر هام في قضية التعلم. الإعلام الرقمي هو أهم تطور في مجال التعليم والبحوث في التاريخ، لكن قدراته المعززة لا تفضي إلى التعليم. يتعلم الناس من بعضهم البعض. وفي هذا السياق يقول ميلاني لينغ، مدير، شركة Innova Design Group المتخصصة في مجال الأثاث في المؤسسات التعليمية "تشير جميع الأدلة إلى أن المكتبات تتحول إلى مراكز تفاعلية ومقاهي ومراكز معرفة عالية التقنية حيث يمكن للطلاب الوصول إلى الأعمال الرقمية والتعاون في المشاريع. بالنسبة للجيل القادم، يمكن للمكتبات التقليدية أن تكون شيئًا من بقايا الماضي.

وفي حديثه عن الوجه المتغير للمكتبات في المملكة المتحدة، أضاف ميلاني: "ستظل المكتبات بدون كتب أماكن مريحة لدراسة النص بعيدًا عن الفصل الدراسي كما أن الأماكن التي تم رفع الكتب المادية منها ستوفر مساحة إضافية، حيث ستضم هذه المرافق محطات الكمبيوتر، والمكاتب، ومناطق الدراسة التفاعلية وأماكن مريحة حيث يمكن للناس استيعاب النصوص الرقمية الخاصة بهم. كما يمكن للمكتبات الأكاديمية، التكيف مع تقديم خدمات جديدة، مثل المقاهي، التي تعمل على تحسين تجربة المستخدم وجذب الطلاب.

من المفيد أيضًا الأخذ في الاعتبار أن الانتقال إلى نظام رقمي هو حل أكثر مراعاة للبيئة. إن قراءة كتاب إلكتروني لا يستلزم استنزاف الموارد بنفس الطريقة التي تتعامل بها الكتب المطبوعة -فكلما لجأت الجامعات والكليات والمدارس إلى الحد من آثار بصماتها الكربونية، فقد تتطلع إلى زيادة الرقمنة كاستراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق ذلك.

لماذا تذهب مكتبات الكلية باتجاه مكتبات بلا كتب

المعظم منا قد قرأ حول هذه الكلية أو تلك التي بدأت برفع الكتب من على الرفوف في مكتباتها.  وقد كانت جامعة ستانفورد واحدة من أوائل التي رفعت الكتب في عام 2010، وقد تبعتها العديد من الكليات الأخرى.

قد يعترض الكثير من التقليدين والمنحازين للكتاب بشكلها المادي على مكتبة بدون كتب، ولكن في حقيقة الأمر هذا التصوّر لا يعتمد على فهم صحيح لوظيفة الكتاب والمكتبات، فقد كانت المكتبات دائمًا أكثر من مجرد مستودعات للكتب. وعندما يتعلق الأمر بالتعليم وما هو الأفضل لتعليم الطلاب. فمجرد القدرة على تصفح رفوف الكتب القديمة، عندما تتغير المعلومات الطبية كل خمس سنوات، يصبح غير كافي ولا جدوى منه.

قواعد البيانات الإلكترونية مع النصوص الكاملة للمقالات والمعلومات الأخرى على الإنترنت هي أكثر سهولة وأكثر توافر. التصفح عبر الإنترنت يفوق بكثير النظر إلى الرفوف.

يقول Nate Hoffelder الكاتب والمتخصص في القراءة الرقمية: في عام 2009 عملت في مكتبة أبحاث قانونية ومن واقع خبرتني يمكنني القول أنه: " لا يحتاج الطلاب ببساطة إلى الكتب التي تستهلك المساحة، وهم لا يتصفحون المكتبات في معظم الأحيان. هناك كتاب معين يريد الطلاب أن يجدوه في معظم الحالات. وعادة ما يطلب الناس مني إحضاره دون الدخول إلى الرفوف وفي كثير من الأحيان يكون هذا الكتاب محجوز أو معار أو في الصيانة، الكثير من الكتب الموجودة على الرفوف لا يتم طلبها، لذا فهم يأخذون مساحة يمكن استخدامها بشكل أفضل. ومع سهولة الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، أصبحت التصنيفات الكثيرة للمواد المكتبية هي ليست محل احتياج وبدأ التخلص من كثير من هذه التصنيفات بداية بدليل الهاتف والأطالس وكتب الأدلة وكتب الحقائق، فهي لم تعد ذات جدوى في وجود الانترنت وخرائط جوجل Google Maps وغيره من التطبيقات. والآن وجدت بعض المكتبات أن مجموعاتها بالكامل يمكن دفعها إلى الغرفة الخلفية بحيث يمكن تخصيص مساحة أكبر للتعلم."

وبعد هذا العرض، نتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو، وقد يتم استبدال الكتب والمكتبات بوسائل الإعلام الرقمية بالكامل في يوم من الأيام، ولكن يجب أن نكون جميعًا على دراية بما سيتم فقدانه، وكذلك ما سيتم اكتسابه، إذا حدث ذلك.