قد تنجح مؤسسة ما في بناء قاعدة عريضة من المعجبين أو الهواة بصفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لكن هل تنتهي المسألة عن هذا الحد؟
في الواقع، هذا الإنجاز يأخذنا إلى منتصف الطريق، النصف الآخر يكمن في أن تنجح المؤسسة في ربط ذلك الحراك على صفحتها الاجتماعية بأنشطتها على مختلف منصاتها الأخرى، ومن هنا تجد المؤسسات تحرص على قياس أثر الصفحات الاجتماعية على محتوى مواقعها الرسمية، كما تقوم بتغذية شركائها بالأفكار والابتكارات التي استقتها من الحوارات والنقاشات الساخنة على الصفحات الاجتماعية. علاوة على ذلك تقوم المؤسسات بدمج محتوى صفحتها الاجتماعية بذكاء وفي السياق المناسب عبر موقعها الرسمي.
إلتزم بالتخطيط الاستراتيجي "لماذا؟"
غالبا ما تترد في المؤسسة عبارات: "نحتاج إلى موقع جديد. لابد من تجديد صفحتنا الرئيسية. نحتاج إلى موقع مصغر. نحتاج إلى صفحة تواصل اجتماعي."
لكن قبل الشروع في عمل هذه الطلبات، لا بد أن نسأل: "لماذا؟" لأن الإجابة على هذا التساؤل تضع التخطيط الاستراتيجي الذي تنبثق عنه الحلول الناجزة.
تتوفر البيانات، والبحوث والدراسات، لكنها لا تكفي للانطلاق، لا بد أن نسأل "لماذا؟" أولا، فالإجابة هنا تدلنا على مميزات التخطيط الاستراتيجي في تحقيق أهدافنا بفاعلية واستدامة.
أخــرج بتخطيطك للنــور
الولع بالمحتوى ليس غاية في ذاته، والاهتمام وحده ليس وسيلة نقل فعال، لا بد من التجديد والتغيير باستمرار، كثيرا ما نفكر في الرسائل الإلكترونية، الرسائل القصيرة، تقييم المحتوى، إعداد إرشادات المحتوى، سير العمل أو إدارة المحتوى، لكن الفكر يبقى حبيس الرأس أو الأدراج إن لم يخرج إلى النور لينفع صاحبة والمؤسسة التي يعمل بها.
قد لا يرغب البعض في التغيير، لكن من لا يتغير ينقرض، ويصبح في صفحات التاريخ، ومن هنا لا بد من التغيير. الأفضل أن يتسم المحتوى بالاختصار غير المخل، والمعلومة المباشرة والمفيدة التي يمكن ترجمتها إلى واقع عملي.
بلا شك، التعاون هو الدافع الفعلي للابتكار والنجاح، وتعد الأهداف التنافسية وغياب روح التواصل داخل المؤسسة من أكبر العوائق أمام إعداد تخطيط استراتيجي للمحتوى.
ولهذا نؤكد أن المحتوى والتواصل بشأنه لا يختصان بقطاع أو إدارة بعينها داخل المؤسسة، بل يتخللان كافة قطاعات وإدارات المؤسسة. وبناء عليه، لا بد من بناء جسر قوي من العلاقات داخل المؤسسة بكاملها لبناء محتوى ناجح. والتعاون يعنى مزيدا من الانتشار.
لا تجرد المحتوى من معاني الإنسانية
مهما كان المحتوى علميا، أو فنيا، فالذين يقرؤونه في النهاية بشر، فلا بد أن يحمل طابع الإنسانية، والاهتمام بجوهر القارئ والتفاعل معه، وأن يكون له أثر محفز لدى الشركاء.
التحديث الدوري للمحتوى
الحراك على شبكة الإنترنت محكوم بالتجديد والتحديث، فزوار المواقع النمطية يتناقصون، ثم يتلاشون، ثم يختفون لما تحتويه هذه المواقع من محتوى عفا عليه الزمان.
لا بد من تجديد المحتوى وتحديثه بصفة دورية، ومن الأفضل وضع خطة استراتيجية يشترك فيها كافة المعنيين في المؤسسة، ويمكن البدء بصفحات الأخبار والصفحة الرئيسية. لكن ينطبق هذا الأمر على المواقع، والمدونات، وصفحات الأخبار، وصفحات التواصل الاجتماعي، مما يمثل فارقا تمييزيا كبيرا لسمعة المؤسسة بين القرناء، كما يأتي بحراك ومشاركة أقوى وأكثر فاعلية من قبل المستخدمين، والمهتمين، والمتابعين.
التسرع لن يفيدك
عند التفكير في إنشاء أو تحديث موقع أو صفحة تواصل اجتماعي أو تدشين حملة تسويق، تمتلك الإنسان الإثارة لدرجة أنه يغمض عينيه ويتصور إنشاء الموقع، أو الانضمام إلى شبكة التواصل الاجتماعي وجذب عدد لا حصر له من المهتمين، أو إرسال كافة النشرات الإخبارية. لكن في خضم هذه الأفكار، لا ننسى أبدا أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.
حملات التسويق، إعداد المحتوى، أو تجديد الموقع، كل ذلك يتطلب المتابعة المستمرة بعد الانطلاق، الالتزام الزائد يأتي بالكلل في نهاية المطاف، مما يؤثر سلبا على مستوى الجودة حتما. لذا، الأهم هو الثبات لا التسرع.
المؤسسة لها شخصية، كذلك المحتوى
محتوى أي مؤسسة هو انعكاس مقروء لذاتها وكيانها الاعتباري، وما تمثله، فلا بد من تطويع المحتوى ليكون انعكاسا فريدا لشخصية المؤسسة وعلما على علامتها التجارية الخاصة بها.
كل مؤسسة تقوم بالتوسع إما على المستوى الأفقي، أو المستوى الرأسي، مما يعني دخول أسواق جديدة وتقديم منتجات جديدة، ومن هنا تظهر الحاجة إلى أقلمة نغمة المحتوى وأسلوب عرضه وفقا للشرائح الجديدة، مع الحفاظ على القاعدة السابقة.
راجع المحتوى وقم بتطويره
كفانا مضيعة للوقت في إعادة اختراع العجلة، فكل مؤسسة لديها كنز هائل من المحتوى الذي يمكن إعادة صياغته وتوجيهه بطرائق متعددة للحفاظ على تدفق مستمر للمعلومات عبر قنوات الاتصال المختلفة.
مثلا، الدراسات التقنية الممتازة يمكن تقسيمها إلى عدة تدوينات يتم ربطها بالنهاية بالدراسة للاطلاع عليها. كما يمكن مشاركة قصص النجاح، دراسات الحالة، العروض التوضيحية على صفحة التواصل الاجتماعي.
تصنيف المتابعين للمحتوى هام جدا، حيث يمنح المؤسسة دليلا إرشاديا حول نشر المحتوى المناسب عبر قناة الاتصال المناسبة. فهم شخصية المشتري واهتماماته يحدد الوسيلة المثلى للوصول إليه. الحكمة تقول: المحتوى المناسب في المكان المناسب.
إبتكر، دائمــاً
القناعة بالوضع الراهن يؤدي إلى الركود، والركود انسحاب من المشهد وأفول نجم. لا بد من فتح آفاق جديدة من التواصل مع الشركاء بأساليب جديدة، مثل إعداد المخططات البيانية infographics، النشرات الإخبارية، وملفات الفيديو، ثم إرسالها إلى الشركاء والمهتمين.
وهذا يدعو إلى التساؤل: أين نحن من عالم المحتوى الفعال؟
إعداد: وليد شحاتة
مسئول إدارة المحتوى – نسيج