وسواء أكان الطلاب أرباب أُسر أو مهنيين، فإنهم – وغيرهم - تتوفر لديهم الحماسة نحو التعليم عبر الإنترنت، طالما يتم ذلك على النحو الصحيح. لكن تحدثنا التجربة أن "الفصول الدراسية عبر الإنترنت" لم تأت بخبرات جيدة، حيث تصبح نتائج التعلم أمراً هامشيا في أحسن الأحوال.
نقدم هنا خمسة طرق إلى المعلمين لتمكينهم من الاتصال الحقيقي بطلابهم، ومن ثم التأكد من أن تجربة التعلم عبر الإنترنت جديرة باهتمام الجميع.
١- كن مشاركا
في بيئة التعلم عبر الإنترنت تختفي "الصفوف الخلفية". من المعروف أن الكثافة الطلابية في فصول المدارس المرموقة تقل عن 20 طالبا في الفصل، وبهذا يصعب على الطالب الانصراف عن المشاركة أو الانزواء داخل الفصل. ومن هنا، ينبغي على المعلم أن يحفز طلابه على الاستعداد والتجهيز مسبقا؛ تحدث إلى كل طالب منهم.
باختصار، لا بد أن يكون الفصل الدراسي عبر الإنترنت – مثله مثل الفصول التقليدية – منتدى للحوار، والنقاش والاستفسار. اغرس الإحساس بالمسئولية في نفس كل طالب، وتأكد من مشاركة الجميع دون استثناء.
٢- كن متاحا (يمكن الوصول إليك)
يحتاج الدارسون عبر الإنترنت أن يكونوا على اتصال بمعلميهم، تماما مثل أقرانهم في الفصل التقليدي. لذا، كن متاحا يمكن الوصول إليك أثناء ساعات العمل - بشحمك ولحمك. يشعر الطلاب بأريحية وأكثر اتصالا بمعلميهم عند توفر الاتصال بهم عبر البريد الإلكتروني. لذا، أجب على أسئلتهم في الوقت المناسب وبصفة مضطردة – على سبيل المثال بعد 48 ساعة.
كما يلزم المدارس توفير دعم فني عالي الكفاءة ولساعات إضافية لضمان حصول الطلاب على المساعدة المنشودة. ومن شأن هذه "الإتاحة" أن تعمل على بناء جسور الثقة والأمان بين الطلاب والمؤسسة التعليمية والمعلمين على حد سواء.
٣- إسناد العمل الجماعي
يشعر الطلاب بمزيد من المشاركة عند إعداد بعض الواجبات التي تتطلب العمل الجماعي. العمل الجماعي من شأنه مساعدة الطلاب على بناء العلاقات وإنشاء الصداقات وتقليل مشاعر الوحدة والانعزال. ومن أمثلة الآليات التي تغرس الترابط والاتصال داخل الفصل الدراسي عبر الإنترنت إعداد المشاريع، والمنتديات المباشرة، والنوادي الاجتماعية أو النوادي الأكاديمية.
٤- تقديم التغذية الراجعة في حينها
يحتاج الدارسون عبر الإنترنت إلى التغذية الراجعة والتعليقات باستمرار وفي حينها حتى يتسنى لهم بناء الفهم السليم والمهارات المرجوة. يتوقف هذا الأمر على كثافة الفصل، فكلما زادت الكثافة الطلابية، كلما تباطأت التغذية الراجعة. لذا، فإن المدارس المرموقة تعمل على الحد من كثافة الفصول لديها، مما يساعد على تقديم التغذية الراجعة الهادفة.
٥- أنشئ علاقة شخصية مع الطلاب
قبل البدء في عملية التدريس، قم بقراءة سِيَر طلابك. ثم قم بإرسال سيرتك مصحوبة برسالة ترحيب دافئة. في الحقيقة، مشاركة بعض الاهتمامات مع الطلاب تساعد على بناء علاقات قوية معهم. استخدم السبورة المخصصة لمادتك للتواصل مع طلابك في فترات الاستراحة بين الدورات الدراسية. كما أن إرسال بعض الاقتراحات المفيدة والروابط المتعلقة بموضوع الدراسة تعطي الطلاب انطباعا بأنك قريب منهم في كل الأوقات.
تتميز بيئة التعلم المستقلة والمرنة عبر الإنترنت بجاذبيتها للطلاب على اختلاف مشاربهم. كما يمكننا التأكد من أن المقررات ترقى إلى مستوى توقعاتنا من خلال توفير عملية تعليمية مباشرة تتسم بالدقة والمشاركة الفعالة.
مترجم عن مقال كتبـه Chip Paucek للـ Edudemic