حيث يستهلك قطاع التعليم العالي قدرا كبير جدا من الورق. فجامعة كلارك Clark University – على سبيل المثال – استهلكت 1,238 رزمة ورق عام 2006 فقط.
ووفقا لمؤسسة Conservatree – وهي منظمة معنية بنشر المعلومات والإرشادات حول الاستخدام البيئي للورق – فإن هذه الكمية من الورق تعادل قطع 743 شجرة في هذا العام وحده. وهذا يدعو إلى التساؤل: كم شجرة تستهلك كل من جامعة UC Berkeley أو Clemson ؟ ما هي كمية الحبر والمعادن النفيسة التي تستهلكها الجامعات لسد احتياجاتها من الأحبار، والطابعات، وماكينات تصوير المستندات، وغيرها من تجهيزات تخزين الورق؟
تعتبر جهود تدوير الورق وإعادة استخدامه بداية لا باس بها نحو تقليل استهلاك الورق، لكن حان وقت استبدال الورق تماما. تتوفر التقنية الآن في متناول أيدينا. الأجهزة الكفية وتطبيقاتها من أهم الأدوات التي تدعم الانصراف عن استخدام الورق واستبداله سواء أثناء إعداد المواد الدراسية أو داخل الفصل بالفعل.
ويعتبر قطاع التفتيش والفحص من المجالات التي يمكن لتطبيقات الأجهزة الكفية أن تخفف من آثار استخدام الورق، حيث أن إدارة المنشآت الجامعية يتطلب القيام بالعديد من أعمل الفحص والتفتيش، مثل القيام بأعمال الصيانة اليومية للأرضيات، والمطابخ، وسكن الطلاب، وصالات الألعاب الرياضية وغيرها من المنشآت والملحقات التي يعجز عن سردها هذا المقال. وهنا نتساءل: كم من هذه المهام لا يزال يجري تسجيله على الورق؟ كم منها يحتاج إلى أكثر من نسخة، وتجهيزات للتخزين؟ بمقدوري أن أؤكد لكم أن أغلب أعمال الفحص والتفتيش لا تزال يتم تسجيلها على الورق، وتحتاج إلى إنتاج أكثر من نسخة، وتتطلب تخزينها لعدة سنوات على الأقل.
وفي كلتا الحالتين، فإن تطبيقات الأجهزة الكفية تتجاوز عملية استهلاك الورق كلية. وعند قيامك بملأ البيانات باستخدام الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي، فإن مشاركتك تذهب مباشرة إلى السحابة حيث يمكنك الاطلاع عليها في أي وقت تريد، بدون الحاجة إلى أوراق، أو أحبار، أو مكان لتخزين هذا العمل. فقد أصبحت البصمة الخاصة بحجم بت واحد فقط بعد أن كان حجمها 8,5 في 11.
يبدو هذا رائعا جدا، لكن الطالب اللحوح لا يكف عن الشكوى. ماذا عن المعادن النفيسة والأثر البيئي الناجم عن الاستثمار في مزيد من التقنية. العديد من تطبيقات الأجهزة الكفية لا تتطلب الاستثمار في أجهزة بعينها. فكثير من الناس يعمل من خلا طيف واسع من منصات الهواتف، بما فيها أجهزة iPhone، و Android، و Blackberry. ومع سياسة "أحضر جهازك" BYOD، يمكنكم تطويع التقنية التي يستخدمها الموظفون لديكم، ومن ثم الحد من الأثر البيئي بقدر أكبر بكثير (وارتفاع معدلات التوفير)
ولا تعتبر تطبيقات الأجهزة الكفية – وبخاصة فيما يتعلق بجمع البيانات – الأسلوب الوحيد أمام الجامعات للحد من استخدام واستهلاك الورق؛ حيث أن تشجيع إجراء البحوث وعقد الاختبارات على أجهزة الحاسوب والأجهزة الكفية بدلا من الورق يعتبر تحولا ثقافيا وحضاريا آخر يلزمنا القيام بها.
بيد أن استخدام تطبيقات الأجهزة الكفية يعد بداية رائعة نحو التحول الأكبر من الورق إلى التقنية!
مترجم، للاطلاع على المقال باللغة الإنجليزية، اضغط هنا.