تهدف مؤسسات التعليم العالي إلى بناء بيئة تعلم مواتية تتوافر فيها شروط وعوامل ازدهار ونجاح الطلاب. السؤال الذي يتبادر تلقائيا إلى الذهن هو: من أين أبدأ؟
هل هناك سبل سهلة لتحقيق نجاح الطلاب؟ هل توجد استراتيجيات بسيطة وعملية لتحديد الطلاب الضعاف، ومن ثم مساعدتهم للبقاء على مسار النجاح حتى التخرج؟ يبدو أن إدارة كلية جرينفيل تعتقد ذلك – بل إن الأمر لا يبدو عندهم بهذه الدرجة من الصعوبة كما يظن البعض.
مع التركيز على أسلوب توظيف البيانات المتوافرة في سجلات الطلاب – السابقة والحالية – بغرض تحديد الطلاب المهددين بالرسوب أو التسرب من الدراسة، تقوم كلية جرينفيل بتوظيف تقنية التحليلات التنبؤية للغوص في أعماق بيانات الإنجاز ومشاركة الطلاب من أجل اكتساب رؤية حديثة حول تقدم الطلاب ونجاحهم. فقد سعت الكلية إلى اقتناء وسيلة فعالة لاستثمار البيانات المتوافرة لديها لتحديد الطلاب ذوي الأداء الضعيف في مرحلة مبكرة جدا من الدراسة وبفاعلية تفوق الأساليب التقليدية؛
حيث تعني الكلية بتحويل حياة الطلاب إلى الأفضل وتبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على النجاح في الدراسة، ومواصلة التقدم حتى التخرج. من هنا، قامت الكلية في خريف 2013 باستخدام نظام التقارير InsightTM من Desire2Learn و منظومة نجاح الطلاب Student Success SystemTM ودمجهما في بيئة التعلم والوقوف على إمكانيات التنبؤ بنجاح الطلاب.
نظرا لأن التنبؤات في منظومة نجاح الطلاب تعتمد على سجل نجاحات الطلاب في البرامج الدراسية السابقة باستخدام بيئة التعلم المتكاملة من Desire2Learn، فقد بدأت الكلية مرحلة التجريب والتوثيق بتطبيق النظام أولا على البرامج ذات معدلات الالتحاق العليا والطلاب المستجدين. كما استخدمت الكلية درجات الطلاب ومعلومات مشاركتهم من سجلات البرامج الدراسية الحالية والتي تم تطبيق نظام التحليلات التنبؤية عليها. بعد إجراء بعض التعديلات والتحسينات، حصلت الكلية على نتائج مذهلة – لا تتعلق بتأثير التحليلات التنبؤية علة نجاح الطلاب وحسب، بل تتعلق كذلك بالتقارير القيمة عن الإجراءات التي تتبعها الكلية للتدخل وأنماط استخدام بيئة التعلم الخاصة بها.
وفي فترة وجيزة، تمكنت الكلية من عرض مزايا وفوائد منظومة نجاح الطلاب على أعضاء هيئة التدريس، وبدأت في تطوير بروتوكول أفضل الممارسات لاستخدام بيئة التعلم والتفاعل معها. وسرعان ما أدرك أعضاء هيئة التدريس قيمة مؤشرات نجاح الطلاب بما يمكنهم من الانتباه إلى الطلاب الضعاف والمهددين بالرسوب. وبخاصة أعضاء هيئة التدريس ذوي الفصول المكتظة – 50 طالبا فأكثر – حيث أُتيح لهم تحديد الطلاب الضعاف أسرع مما يتوقعون في الظروف والأحوال القائمة بالفعل.
في حين أن آراء أعضاء هيئة التدريس حول منظومة نجاح الطلاب كانت إيجابية جدا – وبخاصة لكونها مباشرة وسهلة الاستعمال – فقد شرعت الكلية في تطوير مهارات المنسوبين حول الاستخدام المناسب للتحليلات التنبؤية وزيادة إدراك الكلية وفهمها لنماذج التنبؤات التي يوفرها نظام التقارير. نظرا لأن البيانات المتوافرة في هذه الأداة تستند على استخدام بيئة التعلم، فإن التحليلات تصبح أكثر دقة عند اتساق استخدام بيئة التعلم على مدار فصول دراسية متعاقبة من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء. ولتحقيق هذه الغاية، ومع سهولة تنفيذ هذه الأداة التنبؤية، فإن جل تركيز الكلية على مدار الـعام 2014 ينصب على تطبيق منظومة نجاح الطلاب على مزيد من البرامج الدراسية التي يشرف عليها أكثر من مزيد من أعضاء هيئة التدريس حتى تتمكن الكلية من ترشيح فحوى نجاح الطلاب باستمرار عبر كافة البرامج الدراسية التي تطرحها الكلية. أضف إلى ذلك، تعمل الكلية على التنفيذ التجريبي لأحد مكونات منظومة نجاح الطلاب الذي يتكامل مع البيانات المتوافرة في نظام معلومات الطلاب التي تطبقه الكلية – مثل بيانات معدل نجاح الطلاب، ودرجات اختبار القبول بالكلية واختبار القبول بالكليات الأمريكية وغيرها – حتى تتمكن الكلية من تحسين أو ترشيح مؤشر نجاح كل طالب على حده.
مع أن هذه التقنية لا زالت في أيامها الأولى في كلية جرينفيل، فإن توقعات التحليلات التنبؤية بتوفير مؤشرات مبكرة حول الطلاب الضعاف – مقارنة بالأساليب التقليدية – تدفع فرصا جديدة أمام أعضاء هيئة التدريس لإدراك وفهم مشاركة الطلاب، وأدائهم وإنجازاتهم التعليمية. عند التعرف على إمكانات الطلاب لتحقيق النجاح، يتوافر أمام أعضاء هيئة التدريس، والموجهين، وغيرهم من المشتغلين في الحقل التعليمي هدية لا تقدر بثمن، ألا وهي الوقت اللازم للتواصل مع الطلاب الضعاف ومساعدتهم في الوصول إلى السبيل المناسب وتحسين فرصهم في تحقيق النجاح.
يضاف إلى رصيد كلية جرينفيل كونها أول كلية تعتمد نظام التقارير من Desire2Learn ومنظومة التحليلات التنبؤية لتحقيق نجاح الطلاب، ومشاركتها تجربتها مع الآخرين.
كيف ترى التحليلات التنبؤية ودورها في تحقيق نجاح الطلاب؟
مترجم عن Rhonda Gregory لـ Desire2learn