في هذه التدوينة، نضع بين أيدي القراء والمهتمين المعايير الأساسية وأهم محفزات التغيير، والتي تدفع المؤسسات إلى البحث عن حلول وبرمجيات جديدة لإدارة كنز المواهب المتوفر لديها؛ وسوف نطرح اعتبارات اتخاذ مثل هذا القرار، في خضم هذا العالم المحير والذي يعج بأنظمة وحلول إدارة المواهب.
في أعقاب الركود الاقتصادي، تتعافى المؤسسات وتسترد طاقتها ووعيها بضرورة التغيير: فجيل الشيوخ يفسح الطريق أمام الشباب للدخول إلى معترك العمل، وقد أصبحت المواهب ذات المهارة العالية - وبخاصة في العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات - عملة نادرا جدا، ومن الأصعب الاحتفاظ بها، بالإضافة إلى أن البرمجيات التي تدعم إجراءات إدارة رأس المال البشري Human Capital Management لا تواكب المطلوب والمقصود.
فالعملاء يقولون أنهم بحاجة إلى شيء مختلف: فهم يريدون برمجيات أكثر مرونة تتوافق مع أسلوب تنفيذ أعمالهم؛ ويريدون تطبيقات تتكامل حتى يكون هناك إصدار واحد فقط من "الحقيقة" عن كل موظف في "ملف تعريفي واحد للموهبة"؛ كما يبحثون عن التحليلات المتعمقة حتى يتمكنوا من الإجابة عن أسئلة هامة حول القوى العاملة لديهم، ويسعون إلى تزويد المنسوبين بتجربة مستخدم متميزة لا تعوق إنتاجيتهم ولا تنتقص من العمل الذي يؤدونه.
لكن لكل مؤسسة في العصر الحديث وضعها وقصتها الخاصة بها: تسعى المؤسسات إلى تحقيق ما هو أكثر من مجرد توفير البرمجيات التي تفي بالغرض وتؤدي المهمة المطلوبة، على الرغم من حداثتها وأناقتها، بل تهدف كذلك إلى ابتكار شيء أعمق أثراً: نسميه بـ "نظام التفاعل والمشاركة."
ولقد فاق هذا المعنى على المسائل التقليدية العامة التي ترتكز على "يَسِّر أداء المهمة"، أو "ساعدني على إنجازها أسرع" أو "نفذها صح لمرة واحدة فقط." المشترون يبحثون الآن عن "حلول إدارة الأصول البشرية" أو "رأس المال البشري"، والتي لا تكتفي بإضافة قيمة إلى الشكاوى، بل توفر سبلا لتحقيق التعاون ين المنسوبين والترابط الاجتماعي في محيط العمل. إنهم يريدون تقديم المعرفة والخبرة من خلال الاتصالات في "الوقت المناسب" و "في العمل."
مفهوم "التفاعل والمشاركة " يضاف إلى معضلة الاختيار التي تواجهها المؤسسات في العصر الحديث: حيث أنها تسعى إلى الاطمئنان إلى حصولهم على الحلول التي تلبي احتياجاتهم، ولعلهم يفكرون في تنفيذ أنظمة جديدة—مع إضافة التفاعل والمشاركة إلى قائمة معايير اختيار الحلول التقنية والتي تشتمل على المرونة، والتواصل الاجتماعي، والتوافق مع الأجهزة النقالة، مع التحليلات المدمجة – نجد أن القائمة تزداد القائمة وتنمو.
مترجم عنKatherine Jones لـ saba