مدونة نسيج

كتاب في مهمة رسمية: رحلتي من الرف إلى يد المستفيد

Written by وليد جميل | 29/11/2015 10:19:54 ص

المستفيد يحجزني

دخل المستفيد إلى بوابة مكتبة نيويورك العامة وحجزني – “Breakfast at Tiffany’s” – أنا أحد المقتنيات الكلاسيكية الموجودة بالمكتبة – لاختبار كفاءة وفاعلية النظام، وطلب إرسالي إلى فرع Stapleton للمكتبة في جزيرة ستاتن Staten Island.

 

كما هو معروف، نظام تداول مقتنيات المكتبة في حركة مستمرة، على مدار العام الماضي، تم تداول ما يقدر بـ 38.501.000 وعاء (بما فيها تجديدات الإعارة) بين 150 فرع للمكتبات العامة في كل من نيويورك وبروكلين.

يقوم فريق BookOps – وهو عبارة عن نظام خدمات فنية مشترك – يقوم بإدارة حركة الأوعية لكلتا المكتبتين. عمل الفريق يتضمن معرفة اهتمام وطلب القارئ، وتحديد موقعه الجغرافي، واحتياجات المجتمع، وبرمجيات المكتبة، والمقررات الدراسية، لاختيار الكتب وتحديد عد النسخ المطلوب تزويدها. كما يتابع الفريق نظام إدارة المكتبة ILS لمتابعة تداول المقتنيات حال حركتها وتنقلها بين مختلف الأفرع.

قام نظام الخوارزميات المقعد بتحديد مكاني على الرف في مكتبة نيو أمستردام New Amsterdam Library.

سحبي من الرف

عند قيام أحد المكتبيين في مكتبة نيو أسمتردام بمراجعة "قائمة الاستدعاء" paging list في نظام إدارة المكتبة، وجدني –“Breakfast at Tiffany’s” – بين العناوين المطلوبة لفرع آخر. تم سحب نسخة من الرف، ومسح شيفرتي العمودية، ووضعي في سلة الشحن انتظارا للسائق المختص.

أكثر المكتبات يتوفر لديها مزيج من المقتنيات الكلاسيكية والأفضل مبيعا، إلا أن المقتنيات المتاحة تعتمد على مساحة الرفوف وطلبات القراء.

بعد ذلك، تم تغيير حالتي إلى "قيدالانتقال" In Transit.

قيد الانتقال

قام أحد السائقين بتحصيل السلة التي تحملني “Breakfast at Tiffany’s”، ولقد توقف هذا السائق في 11 فرعا تلك الليلة في Lower Manhattan.

تقوم عشرة شاحنات بتحصيل الأوعية المحجوزة أثناء الدوام ليلا ونهارا، وتسليمها، وكذلك المراسلات أو أي شيء آخر يراد نقله. قام الذراع اللوجستي التابع لـ BookOps بتقسيم المدينة إلى 14 خط سير، كل منها يقدر بحوالي 40 ميلا.

تسافر كل اليوم تلك الشاحنات مسافة 500 ميلا. العام الماضي، قامت بـ 38.000 زيارة لأفرع المكتبات.

وقت الفرز

تقريبا كل وعاء ينتقل منه فرع لآخر يمر من خلال "مركز خدمات المكتبة في Long Island City، Queens. وبمجرد وصول السلة التي تحملني “Breakfast at Tiffany’s”، تم إدخالها إلى جناح الفرز.

وبمجرد وصولي، قام أحد العمال الذين يشرفون على تشغيل نظام الفرز الذي يقدر ثمنه بحوالي 2.3 مليون دولار بانتشالي من السلة ووضعي على سير التوزيع مع توجيه شيفرتي العمودية لأعلى.

نظام الفرز عبارة عن دورة مغلقة، يتكون من سير توزيع يبلغ طوله 238 قدم يتحرك بسرعة 3.5 ميل في الساعة، وبمقدور النظام معالجة 215 وعاء في الدقيقة.

في تمام 11:27 صباحا، تم مسح شيفرتي العمودية، وأثناء تحركي على السير، تم وضعي في وعاء من بين 127 وعاءً دوّارا، ثم انحرف السير فجأة، وتم دفعي مباشرة قابلة الفتحة المناسبة من خلال مزلاق من بين 138 مزلاقا في النظام، عندها نزلت في السلة الموجهة إلى فرع Stapleton، تحت كود ST.

العام الماضي، عالج نظام الفرز الآلي 7.9 مليون وعاء مكتبي.

بعدها، تم وضع السلة وأنا بداخلها في محطة التحميل، في انتظار الشحن تلك الليلة.

قيد الانتقال مجددا

تم تحميل السلة وأنا بداخلها –“Breakfast at Tiffany’s” – على شاحنة تخدم خط سير رقم 4 (#4)، والتي تخدم 13 فرعا على جزية ستاتن.

في مقر BookOps، يقوم الفريق بمتابعة وتدوين حالة الشحنة، وتوفير المتطلبات، وأهداف الإرسالية على السبورة والخريطة. يتواصلون باستمرار مع وزارة الداخلية، مع متابعة أحوال الطقس وتقارير الأرصاد الجوية، والنشرات المرورية لتجنب أية أمور من شأنها تعطيل خط سير الشحنة.

الشاحنات مزودة بجهاز تعقب GPS مما يسهل عملية توجيهها وتغيير مسارها عند الضرورة، كأن يكون لأحد المستفيدين طلب عاجل أو حال تعطل الشاحنة.

قام سائق الشاحنة بتسليم السلة في فرع Stapleton في تمام 4:26 صباحا.

جاهز للتسليم

قام أحد المكتبيين في فرع Stapleton بإخراجي –“Breakfast at Tiffany’s” – ومسح شيفرتي العمودية في تمام 10:21 صباحا. تم لصق مطبوع صغير على ظهري، يحمل لقب المستفيد الذي طلبني، وآخر أربع أرقام من بطاقة المكتبة الخاصة به، ثم وضعي على الرف.

تلقى المستفيد إشعار بوصولي في 29 أكتوبر في تمام 4:22 مساء، وأنه يمكنه استلامي في غضون 24 ساعة، وأنه يمكنه استخدامي لمدة أسبوع، بعدها يتم تحصيلي وتجهيزي للتداول مرة أخرى. الكتب التي لا يتم تحصيلها يتم إرسالها إلى فرع آخر أوسع وأرحب، أو يمكن استبقائها. القرار يرجع إلى خورازميات نظام إدارة المكتبة.

في 3 نوفمبر، تم تسجيل إعارتي وتسليمي إلى المستفيد في تمام 7:37 مساء.

مترجم عن EMILY S. RUEB لـ nytimes