تتوافر أعداد هائلة من محركات البحث على الإنترنت، ونراها في كل مكان، على شاشات التلفاز، في الإعلانات، على الأجهزة الذكية... وغيرها. بعض محركات البحث هذه قد اكتسب شهرة ذائعة، ولعل أشهرها على الإطلاق محرك "جوجل" Google، والذي يعد أهم وأوثق محركات البحث للحصول على المعلومات، وبخاصة لطلاب البحث الأكاديمي. قد لا يتفق مع هذا الطرح كثير من عمالقة الفكر الأكاديمي على مستوى العالم. ففي حين أن جوجل قد نجحت في تشكيل منهج العمل على بيئة الإنترنت، فإن كثيرا من الخبراء يتفقون على أنها ليست "الموقع الجامع"، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بمسألة جمع البيانات والمعلومات الأكاديمية.
مزايا جوجل: من المعلوم أن المحتوى ينمو ويزداد بسرعة كبيرة على بوابة جوجل، مما يجعلها الخيار الأفضل للمواد الإخبارية. إذا أردت أن تعرف ما يدور على بعد أميال منك، فإن جوجل يمثل بوابة إلكترونية ممتازة تعني بتجميع الأحداث الجارية في لمح البصر. كما أن بوابة جوجل تتسم بسهولة الاستخدام، مما يفسر شهرتها الكبيرة بين الأوساط العامة. أضف إلى ذلك أن قدر المحتوى الذي توفره، وأسلوب طرحه أمران غاية في الروعة - بيد أنها ليست الإجابة على كل شيء، بما في ذلك البحث الأكاديمي.
المحتوى الجيد مقابل المحتوى الدقيق: لا زالت الأمور غير واضحة بالنسبة لجوجل. الإجابة الشاملة التي تتردد على ألسنة المكتبيين هي أنها لا تحتوي على كافة المعلومات التي يبحث عنها الطلاب والباحثون؛ حيث أن الصحف والمجلات القديمة (مثل التي توفرها مكتبة أسك زاد الرقمية، وقواعد المعلومات من إبيسكو، وكابي، وكريدو ريفرنس، وغيرها)، والمطبوعات العلمية (والتي تعرف بـ "الويب الخفي" Deep Web) لا تكون متاحة ولا يمكن الوصول إليها عبر بوابة جوجل لأسباب محلية أو غيرها مثل سنة الإصدار. لقد سعت "كتب جوجل" Google Books إلى ملأ هذه الفراغات وسد مثل تلك الثغرات، إلا أن مسائل حقوق الملكية الفكرية، وعدم توافر الوصول إلى المكتبات الشقيقة التي تطرح مواقع متعددة للحصول على الموارد ما زالت عقبة كؤود لم تتغلب عليها جوجل حتى الآن.
كثرة المعلومات لا تعني صلاحيتها للبحث العلمي: مما لا شك فيه أن بوابة جوجل توفر العديد من المعلومات – أحيانا يعود البحث عن كلمة مفتاحية واحدة بمئات الملايين من النتائج. على أية حال، مع هذا الكم الهائل من البيانات، ثمة معلومات كثيرة لا يحتاج إليها الطلاب؛ مما يضطرهم إلى قضاء وقت طويل لفرز هذه المعلومات في حين أنهم يقومون بإعداد أبحاثهم أو العمل على أطروحاتهم العلمية. علاوة على ذلك، تسمح بوابة جوجل بنوع من التنافس بين الإصدارات وتواجدها على شبكة الويب. مما يعني اختلاط الغث بالسمين أمام الطلاب، وعليه يتم استهلاك وقت أطول لغربلة النتائج وصولا إلى المطلوب.
قواعد المعلومات الأكاديمية توفر الإصدارات المطبوعة: مع تزايد الموارد في المكتبة، فإن كثيرا من المراكز البحثية يتوافر لديها بالفعل المحتوى العلمي المحكم التي يحتاج إليه الطلاب – كما أن موثوقية وحجية المقالات الأكاديمية غير قابلة للنقاش. تقوم قواعد المعلومات الأكاديمية بفلترة كلمات البحث، مما يقلل عدد النتائج بعد إدخال بعض المعلومات في حقل المورد، كما هو الحال في جامعة يِال Yale University. ومع إضافة فلاتر أخرى متقدمة، يم توفير مزيد من الوقت للتنقل عبر المواد الغير مرغوب فيها.
معالجة جوجل للأسئلة المفتوحة غير جدية: في عالم البحث وقواعد المعلومات، الغرض من تجميع المعلومات هو استكشاف الأفكار والآراء. عند البحث عن عاصمة دولة ما، فإن جوجل يقدم النتيجة في ثوان معدودة بفضل الارتباطات المنطقية التي يستخدمها. لكن عند الإبحار في عوالم الأفكار الخفية والمتعمقة، مثل البيانات العلمية المتقدمة أو غيرها من المعلومات التي تتطلب الوصول إلى أعمال أكاديمية، فلن يكون من اليسير العثور على إجابات الأسئلة المفتوحة التي يبحث الطلاب عنها. تقدم بوابة جوجل ملايين الإجابات، إلا أن أخصائي المكتبة يوفر للمستفيد الإجابة الدقيقة التي يبحث عنها.
يتم تدريب أمناء المكتبات على نحو يعينهم على فهم مثل هذه الموضوعات والمسائل، وعلى أقل تقدير، بمقدورهم توجيه المستفيد إلى المسار الصحيح؛ مما يعين الطلاب على تطوير أفكارهم وأبحاثهم الخاصة بهم. الخيار واضح دون أدنى غموض عندما يتعلق الأمر بمساعدة الطلاب في تحقيق أهدافهم.
المكتبيون: كنز المعلومات للبحوث المتعمقة. في مجال البحث الأكاديمي، من الطبيعي أن يتم الاستشهاد في أي مقالة علمية بمقالة أخرى تختص بموضوع البحث. مع أكثر البوابات أو المواقع الإلكترونية التي يتوصل إليها عبر محرك بحث جوجل، قد يرافقك الحظ عند العثور على بعض الروابط التي تأخذك إلى موضوع بحثك أو جانبا منه. على الجانب الآخر، قواعد المعلومات التي توفرها المكتبات تحيلك إلى فهارس ببليوجرافية مفصلة ومدققة لأعمال أخرى جوهرية، والتي من شأنها تيسير ظهور النتائج بأسلوب أكثر احترافا.
يمكن استخدام محركات البحث المختلفة على الإنترنت ومنها جوجل لأسباب متعددة في العصر الحديث، لكن عندما يتعلق الأمر بالبحث الأكاديمي، فمن الأفضل دائما الاستعانة بالمحترفين وأهل الذكر في المجال.
مترجم عن Liz Van Halsema لـ sirsidynix