المشهد: طيلة خمس سنوات وأنت تمارس التعلم التقليدي، ولأسباب ما وجدت نفسك أمام خيار تدريس نفس البرامج عبر الإنترنت... في الفصل الدراسي القادم. هنا تجد نفسك مضطرا إلى تحويل المنهج التقليدي إلى منهج إلكتروني تفاعلي ناجح. فماذا تفعل؟
فيما يلي نقدم إليك خمسة خطوات تحقق لك هذه الغاية:
تقسيم المنهج الدراسي
نقصد هنا تقسيم المنهج الدراسي الخاص بك إلى أجزاء سهلة وبسيطة يسهل عليك إدارتها. وعند التفكير في العناصر الأساسية للوحدات الدراسية، يمكنك تقسيم المحتوى بطرق متنوعة بما يضمن التتابع المنطقي. الهدف الأساسي هو أن يبقى حجم العمل الأسبوعي للطلاب في نفس الإطار، وأن تمنحهم أدوات مختلفة للتعلم والتقييم الذاتي داخل كل وحدة.
تخيل وقرر الهيكل العام
طبعا تصميم المحتوى التعليمي غاية في الأهمية، وبخاصة في التعلم الإلكتروني، فبه يقوم صلب التعلم أو ينكسر. هنا نؤكد على أهمية وضوح وتناغم التصميم بما يتيح للطلاب التفاعل مع المادة التعليمية وأن تلبي توقعاتهم.
لذا، فكر مليا في الهيكل العام للمحتوى التعليمي. ارسم صورة كبيرة لهذا المحتوى متضمنة التوزيع الأسبوعي، وكيفية تقيم الطلاب. مثلا: هل ستعقد اختبارا أو ملتقى كل أسبوع؟ هل تفضل الاختبار المصغر أسبوعيا، ثم الواجب والاختبار الأكبر في نصف الفصل الدراسي والاختبار الختامي؟ إنك تحتاج إلى تحويل المقرر الدراسي من طريقين: الأول يتعلق بالمحتوى – المحاضرات، النقاشات، التمارين العملية، والثاني يتعلق بأساليب التقييم - الاختبارات المنبثقة، ممارسة التحديات، اختبارات نصف الفصل الدراسي والاختبار الختامي.
اختار أدواتك – استثمر مرونة بيئة التعلم لصالحك أنت
يمكن تحويل المحتوى التقليدي برفق وسلاسة إلى محتوى إلكتروني عند اختيارك للأدوات المناسبة. على سبيل المثال، قم بتحويل العروض التقديمية PowerPoint إلى دروس إلكترونية في نظام إدارة التعلم الإلكتروني الذي تستخدمه والتي يستطيع الطلاب طباعتها للرجوع إليها فيما بعد. كما يمكن تحويل النقاشات التقليدية داخل الفصل إلى منتدى إلكتروني يتيح للكادر التعليمي طرح الأسئلة مع ضرورة وجود عدد محدد من الإجابات بما يشجع الطلاب على المشاركة والتفاعل في الحوار. إليك بعض الأمثلة الأخرى للأنشطة التقليدية التي يمكن تحويلها إلى بيئة التعلم الإلكتروني:
كما يمكنك إضافة المحاضرات الهامة إلى بيئة الفصل الإلكتروني. سجل مقطع فيديو لك، وأضف نص المحتوى والتعليقات لاستيعاب متطلبات إتاحة المادة التعليمية للدارسين بالإضافة إلى مختلف أنماط التعلم الأخرى. تذكر دائما أن المرونة هي الركن الأساسي في التدريس الإلكتروني، وأنه يمكنك تحويل أي عملية تعليمية إلى مادة إلكترونية.
المراجعة والتحرير
تعامل مع المحتوى التعليمي بموضوعية وحيادية، عندها تكتشف صعوبة قياس تفاعل المتلقي مع المادة الإلكترونية. هنا يأتي دورك. اخرج بعيدا عن المحتوى الذي تقوم بتطويره. كما أن إلقاء طرف آخر نظرة عليه له قيمة عالية. لذا، استعن بزميل لك أو طالب عندك ليعطيك ملاحظات حيادية عليه، أو استضفه عند مباشرة التدريس الفعلي.
سجل المتابعة المستمر
التغييرات المستمرة – أسبوع تلو الآخر ومن فصل لفصل دراسي آخر – أمر طبيعي على مدار الدراسة، وبخاصة ثناء التدريس المباشر. احتفظ بدفتر أو مفكرة لتسجيل التطورات والتغييرات. مثلا عند وجود أعداد كبيرة من الأسئلة والاستفسارات من الطلاب حول موضوع أو واجب معين، من الجيد إعادة تحديد أو توسيع نطاق التعليمات. دون ذلك في المفكرة لأخذها بعين الاعتبار في الفصل الدراسي التالي. فكر كذلك في إتاحة الوحدة التي تقوم بتدريسها في الوقت الراهن فقط للطلاب، بما يمنحك متسعا من المرونة لتكييف المحاضرات والواجبات فيما بعد بناء على الآراء والاقتراحات والتعليقات على تلك الوحدة.
التدريس الإلكتروني عملية ديناميكية نشطة. مع الممارسة، سوف تكتشف أن الدرس الإلكتروني ذي البناء الواضح والمحتوى الجيد له تأثير ممتد ليدعم الوصول إلى المادة التعليمية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع كما يتوقع الطلاب.
أهل نفسك للنجاح في التحول إلى التدريس الإلكتروني مدعوما بتجزئة المنهج الدراسي، والتصميم المعتبر، والاختيار الأمثل للأدوات، والتحرير المحايد، والقدرة على تحديد الاحتياجات اللازمة في المستقبل.
مترجم عن Jessica Harris و لـ facultyfocusSami Lange