يعمل "جاري آكَرمان" Gary Ackerman – مدير مركز التعليم والتعلم في كلية ماونت فاشوسيت للمجتمع Mount Wachusett Community College- مع أعضاء هيئة التدريس على دمج "التعلم النشط" بالبرامج الدراسية التي يقدمونها عبر الإنترنت وتلك التي تجري وجها لوجه.
يعمل "آكَرمان" على تشجيع أعضاء هيئة التدريس لاستخدام طرق التعلم النشط التالية في كلا النوعين من البرامج الدراسية:
-
العمل الجماعي التعاوني
-
الكتابة من أجل التعلم
-
طرح الأسئلة
-
السقالات التعليمية Scaffolding
-
النقاشات
العامل المشترك بين فنيات وتقنيات التعلم النشط هذه هو التفاعل. وهنا يؤكد "آكَرمان" Ackerman أنه وزملاءه المنوط بهم القيام بهذه المبادرة في التعلم النشط "ينظرون إليه باعتباره نشاطا اجتماعيا ... وأنه إذا لم يتفاعل الطلاب فيما بينهم، فإنهم لا يتعلمون."
ومن أهم التحديات التي تواجه تطبيق التعلم النشط على الفصول الدراسية عبر الإنترنت هو ضرورة التفاوض بشأن العامل الزمني. مثلا، النقاشات التي تستغرق من 45-50 دقيقة داخل الفصول التقليدية قد تستغرق أسابيع على الإنترنت بغرض منح كل الأطراف الوقت اللازم للتفكير والدراسة، ثم الانخراط في تفاعل بناء ومشاركات مفيدة.
من شأن مثل هذا التواصل الغير متزامن أن يمنح الطلاب فرصة مراجعة تصورهم للمفاهيم بمرور الوقت بناء على تفاعلهم مع زملائهم. كما يستطيعون استعراض الأرشيفات المتراكمة من التجربة بدلا من الاعتماد المحض على ذاكرتهم وقدرتهم على استرجاع ما قد قيل.
طبيعة الفصول الدراسية عبر الإنترنت تتطلب التصميم والتشغيل بعناية من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة من فنيات التعلم النشط. من بين أهم عناصر التصميم يأتي اختيار الأدوات المناسبة لتنفيذ فنيات التعلم النشط. بالإضافة إلى أطروحات التقنية، يوصي "آكَرمان" بأخذ التنوع في الاعتبار، حيث أن: "الأدبيات التي بين أيدينا تقول بوضوح أن الطلاب يصيبهم الملل والسآمة إذا ما استخدموا نفس الشيء على طول الخط. ولقد لوحظ أن استخدام البدائل البسيطة مثل VoiceThread كبديل للتواصل الصوتي على مدار محاضرة أو اثنتين يحدث فارقا ملحوظا، ويضفي طابع التشوق والإثارة الكافية لجذب انتباه الطلاب بأساليب لم يرتادوها من قبل."
سبورات النقاش
عندما استفسر أعضاء هيئة التدريس عن التعلم النشط، بدا تركيزهم واضحا على سبورات النقاش، وعندما سألهم "آكَرمان" Ackerman عن تجاربهم السالفة مع "سبورات النقاش"، ذكروا الافتقار إلى التركيز والتشوش المتكرر من جانب الطلاب فيما يخص السائل الذي يوجهون إليه الإجابة.
فقد وُجِدَ أن: " المعلمين يتكبدون عناء فهم الفوارق بين تصميم وإدارة نقاش على الإنترنت مقارنة بالنقاش المباشر. عند انحراف النقاش المباشر عن المسار المطلوب، بإمكان المُعلم أن يقوم بتحويل النقاش إلى مسار آخر. يصعب القيام بهذا على الإنترنت كما أنه يأخذ أسابيعَ، لأنه بحلول الوقت التي يدرك فيه المُعلم انحراف النقاش عن المسار، يكون قد انصرف بعيدا جدا."وهنا يوضح "أكرمان على آليات بدأ النقش: "ولقد عملنا مع أعضاء هيئة التدريس للتفكير جديا وبعناية في كيفية ابتدار النقاش. نفكر في الأمر على نهج التبادل في رمي كرات الجولف؛ حيث يحتاج المرء أن يتأكد من وضع الكرة الصحيح والمسار الصحيح بدعم بعض المقومات الجيدة."
بالإضافة إلى بدأ النقاش مدعوما المقومات الجيدة والمتفتحة، يوصي "آكَرمان" بتوفير ما يسمى بـ "السقالات التعليمية" scaffolding حتى تصبح استجابات الطلاب أكثر تنظيما وتنم عن تفكر وتدبر، بدلا من أن تكون إجابة روتينية آليه مثل "تمام."
تبادل ومشاركة الوثائق
يوصي "آكَرمان" بتوظيف مبدأ تبادل الوثائق ومشاركتها باعتباره أسلوبا يحقق التفاعل مع التعلم النشط والعمل الجماعي التعاوني الذي يكتنفه. يعتبر "مستندات جوجل" Google Docs منصة جيدة للتعاون. هنا يشير "آكَرمان" إلى إشكالية ومفهوم "الغش" عند أعضاء هيئة التدريس: "إننا نحاول أن يتفهم أعضاء هيئة الدريس لدينا أن التصميم الجماعي لمستند أو وثيقة على الإنترنت ليس غشا. إنه نوع من التفاعل والتواصل لا مناص عن استخدام الطلاب له بأي حال. القضية هي كيفية تنظيم هذا التواصل والتفاعل وجعله أكثر نشاطا."
من أحد الطرق لجعل العمل التعاوني على وثيقة أو مستند أكثر نشاطا هو استخدام القوالب، حتى يتوفر للطلاب هيكل منظم عندما يبدؤون العمل على المهمة المنوطة بهم، مما يساعد في بقاء الطلاب على المسار الصحيح وعدم انحرافهم عنه.
المدونات
يمكن أن تصبح المدونات منصات فاعلة للنقاشات. ساعد "آكَرمان" أحد المدرسين في مجال الأعمال في استخدام المدونات لأداء مهمة كتابة دراسة حالة case study، ما جعلهم يفكرون في المسائل الأخلاقية من زوايا متعددة. شمل المحفز المبدئي على عرض الحالة، وطُلِب إلى الطلاب أن يجدوا لها حلا. كما طلبت محفزات المتابعة إلى الطلاب دراسة الحالة من وجهات نظر متعددة، منها مثلا ما يراه أخصائي الموارد البشرية. كما ساعد تنسيق المدونة الطلاب في الوقوف بوضوح على تنوعات الآراء حول حالة واحدة.
توصيات البدء في التعلم النشط
يعتمد دمج فنيات التعلم النشط في البرامج الدراسية عبر الإنترنت على الأهداف التعليمية التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها، وأسلوب التدريس الذي يعتمده الكادر التعليمي، ومدى أريحية استخدام التقنية. "إني أراها سلسلة.... في رأيي، كلما كان التعلم نشطا، كان أفضل.... أحاول تحريك أعضاء هيئة التدريس في مراحل هذه السلسلة ولذا فإن كل جهد ولو قليل يحرز تقدما.
عندما أعمل مع أعضاء هيئة التدريس، دائما ما أبدأ حواري معهم بـ "ما الشيء الجديد الذي يحتوي عليه المنهج لديكم؟ ما الشيء الذي لا يعمل جيدا في رأيكم؟ هذه هي المحاور التي أحاول أن أجد نقطة انطاق عندها. أحاول تحسينها بدلا من إقحام استراتيجيات التعلم النشط فيما يمثل قيمة لدي الكادر التعليمي، ويجده يحقق المقصود بصورة جيدة. إننا نبحث عن شيء لا يرتاح إليه الكادر التعليمي، فنعمل على تحسينه. عند تحقيق هذا المبدأ، نأمل أن يواصلوا تنفيذه في الفصل الدراسي القادم، بل ويتسع المجال أكثر فأكثر.
مترجم عن Rob Kelly لـ facultyfocus