هل الحديث عن ضرورة "التفكير من منظور تجاري"، مدعاة لإثارة حفيظة الكليات والجامعات. في حين أنه من الأهمية بمكان أن تمارس المؤسسات الإجراءات بكل شفافية، وأن توظف ما لديها من موارد مثل تحليلات البيانات لدفع مسيرة التغيير داخل المؤسسة وعبر أقسامها المختلفة، فإن مؤسسات التعليم العالي ليست مثل أي مؤسسة تقليدية. تجابه المؤسسات تحديات فريدة من نوعها، أكثرها لا يتناسب مع الميزانية العمومية.
بيد أن هذا لا يعني عدم استفادة المؤسسات من الابتكارات المستخدمة في القطاع الخاص. وبفضل ميلها إلى الاستثمار، يمثل عالم الأعمال – من نواحٍ عدة – أرضية ثابتة للكليات والجامعات التي تشرف على نفقاتها بوعي وإدراك.
لنأخذ مثلا التطور الذي شهدته برمجيات ذكاء الأعمال، فقد استخدمت الأعمال تطبيقات البرمجيات لتتبع مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) – والإيرادات، والتدفق النقدي، وأداء المنتج وغيرها – لسنوات. في حين أن مؤسسات التعليم العالي تدرس كيفية زيادة مستوى المسؤولية وتعزيز أداء الطلاب، فقد بدأت ممارسة إجراءات مشابهة على النطاق الأكاديمي. تؤكد النتائج أن الكليات تفكر وتتصرف على غرار الأعمال أكثر مما يدرك القائمون على الإدارة.
مع دعم Ellucian، قامت الجمعية الأمريكية للبحوث المؤسسية Association for Institutional Research مؤخرا بتطوير استبيان يهدف إلى قياس مدى تطبيق الكليات والجامعات الأمريكية "ذكاء الأعمال" لتقييم الأداء المؤسسي.
أسفر الاستبيان عن أن 90% من الكوادر الإدارية في الكليات ينظرون إلى مؤشرات الأداء الرئيسية باعتبارها هامة لمؤسساتهم، على الرغم من التباين بين هذه المؤشرات وتلك التي يجري تطبيقها في نطاق الأعمال.
وكانت أهم ثلاثة مؤشرات مشتركة على مستوى التعليم العالي أسفر عنها الاستبيان هي:
-
تسجيل الطلاب
-
ولاء الطلاب
-
تخرج الطلاب
يقع جانب كبير من مسؤولية تحديد وتتبع مؤشرات الأداء هذه على عاتق مكتب البحوث المؤسسية في الكلية أو الجامعة، والذي يطلب إليه دوما مشاركة نتائج البحوث والدراسات التي يقوم بها مع قيادات الحرم الأكاديمي. كذلك، تهتم جهات الاعتماد الأكاديمي، والهيئات الحكومية وأعضاء هيئة التدريس اهتماما كبيرا بالاطلاع على هذه المعلومات.
الوصول إلى الموارد المناسبة
كما هو الحال مع أية تقنية، لا تمتع كافة أدوات ذكاء الأعمال بنفس الدرجة. يذكر أخصائيو البحوث المؤسسية عددا من الخصائص التي يراعي أخذها بعين الاعتبار عند الإقدام على شراء النظام الأمثل لذكاء الأعمال. من بين هذه الخصائص القدرة على الوصول إلى كل البيانات اللازمة عبر أقسام المؤسسة المختلفة، والتقاط سجلات البيانات والقرارات المتعلقة بها، وتحقيق مشاركة أكثر الأقسام إن لم يكن جميعها، وإحداث التكامل السلس مع أدوات تخطيط الموارد القائمة بالفعل في المؤسسة والوصول إلى مؤشرات أداء مدمجة لتتبع أداء المؤسسة.
عند ربط الموارد المتوفرة داخل المؤسسة ببعضها بفاعلية، فإنها تسفر عن زيادة معدل تحمل المسؤولية عبر أقسام المؤسسة الأكاديمية. ينعكس ذلك في الأرقام على أرض الواقع. 80% من مؤسسات التعليم العالي تتابع مؤشرات الأداء الرئيسية لرصد إجراءات التسجيل بدرجة أفضل، 73% تستخدم مؤشرات الأداء الرئيسية لتتبع البيانات الأكاديمية. تقوم هذه المؤسسات بالتجميع المنتظم لمخزونات هائلة من المعلومات التي تستخدمها الكوادر الإدارية لتحديد البرامج الناجحة من غيرها.
لا تزال الأدلة الشفهية تلعب دورا في تحمل المسؤولية داخل المؤسسات الأكاديمية. لا شيء ينقل القوة التي يتمتع بها التعليم أكثر من تجربة شخصية مع التحديات والتغلب عليها. بيد أن توافر البيانات بين يديك لتعزيز هذه التجارب، وبخاصة عندما يحين الوقت لطلب مزيد من الدعم، أمر لا يقدر بثمن.
لمعرفة المزيد عن ذكاء الأعمال وقوته في مؤسسات التعليم العالي، اقرأ التقرير كاملا.
مترجم عنWayne Bovier لـ ellucian