دائما أحب متابعة المكتبات وما يتعلق بها في وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة – المرئية والمقروءة والمسموعة؛ وهنا تكمن المعادلة السحرية: حب المكتبات + احتياجات المستفيدين الحقيقية = نجاح المكتبة.
تحضرني هنا مقولة وردت في مقالة نشرتها مجلة the Atlantic، بعنوان: "أبقوا المكتبات، وتخلصوا من الكتب!" مفادها: "المكتبة هي تلك المؤسسة بالغة الأهمية لذلك النوع من المجتمع الذي يريد أن يحيا فيه البشر..."
أجرت مؤسسة Pew دراسة جديدة دراسة جديدة تحت عنوان "المكتبات في مفترق الطرق"، أشارت نتائجها إلى أن حتى الذين لا يستخدمون المكتبة في الوقت الراهن يدركون أهميتها. وانطلاقا من موقعنا كشركاء نجاح للمكتبات، فإننا في إنوفيتيف نعمل مع المكتبات على غرس تلك المحفزات والركائز في نفوس المستفيدين النشطين والقائمين عليها من أجل الاستمرار في خدمة المجتمعات التي تعتمد على المكتبات. عندي يقين قوي في هذا الأمر، وهذا ما حداني إلى تحويل مساري المهني من التعليم الثانوي إلى برمجيات المكتبات منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو ما يحمسني على الذهاب إلى العمل يوميا.
مثل أي طفل، كان الذهاب إلى المكتبة عبارة عن هدية أتطلع إليها كل أسبوع. في الجامعة، دائما أحببت أن أكون في المكتبة من أجل أبحاثي ودراساتي، بغض النظر عن استخدامي لموارد المحتوى المتاح أو الاستفادة فقط من البيئة التعاونية الهادئة التي توفرها المكتبة.
لكن أحيانا أفضل الذهاب إلى مقهى قريب مني، أو محل لبيع الكتب أو مركز تصوير بدلا من المكتبة لأن المكتبات المحلية لم تكن لديها إمكانية تلبية ما أحتاج إليه، إما للسياسات العتيقة المطبقة، أو نقص الموارد، أو ضيق المكان، أو فهمي الخاطئ أن الأعمال التجارية مجهزة بصورة أفضل لتوفير ما أحتاج إليه. ومن هنا كانت النتيجة هي الانفصال بين القيم التي اعتنقها، والجهة التي أقصدها، حبي للمكتبات، لكن وجهتي لمن يلبي طلبي!
لحسن الحظ أن المكتبات العامة والأكاديمية قد بذلت الكثير على مدار العشر السنوات الأخيرة لتطمين المستفيدين مجددا بشأن ما ترسخ في وجداننا عن المكتبات منذ نعومة أظافرنا: المكتبات للجميع! كل ما تسعى إلى تعمله، أو ابتكاره، أو تعليمه، أو مشاركته، أو إنجازه، أو الاحتفاء به، هناك من يساعدك في المكتبة للقيام بالخطوة التالية—حتى لو كان الأمر يتطلب معدات متخصصة—ويحفزك على الشروع في المرحلة التالية.
من حسن حظي أن أعيش في مجتمع حافل بالمكتبات الرائعة التي تتيح مساحات مفيدة وخدمات هامة للجميع.
حدثنا عن تجربتك أنت مع المكتبة القريبة منك!
هل كنت تذهب إليها؟ كيف كانت؟ ما الخدمات التي كانت تقدمها؟
كيف أصبحت الآن؟ هل تغيرت السياسات والقيود المتبعة فيها؟
هل طورت من خدماتها؟
وفي النهاية: هل لا زلت تحب مكتبتك؟
مترجم عن Sarah Auger لـ iii