على مدار الأيام الماضية، سلطنا الضوء على المهارات الضرورية لكل مكتبي يراوده حلم تبوء منصب إدارة المكتبة يوما ما. وكان مصدرنا في هذه التدوينات ورشة تدريبية عقدتها "سارة هافتون" بعنوان "المهارات العشر الواجب توافرها في مدير المكتبة"، حيث استعرضت آرائها وتجاربها حول المهارات التي تمنت لو تعلمتها وأتقنتها قبل أن تصبح مديرة للمكتبة. في التدوينة الأولى، ناقشنا أول مهارتين ضروريتين: ألا وهما: إدارة النزاعات والإلمام بالمسائل القانونية. في التدوينة الثانية، تعاملنا بمعق أكثر مع مهارات بناء علاقات قوية مع الإدارات العامة، وإدارة منشآت المكتبة بفاعلية، بالإضافة إلى قراءة الميزانية. أما في التدوينة الثالثة، فقد استعرضنا أطروحات "سارة" فيما يتعلق بانضباط المنسوبين، وأهمية التواصل مع الأجيال المختلفة، ثم كيفية الانخراط في حوارات ترويجية تحفز على الاستفادة من المكتبة.
عودا على بدء، تذكر "سارة" كيف تمكنت اكتساب هذه المهارات عن طريق الخبرة والتجربة فقط لشغلها منصب مدير مكتبة سان رافاييل العامة. ولم تُخفِ "سارة" – عند عرضها ومشاركتها لهذه المهارات – أمنيتها أن لو تعلمت هذه المهارات قبل تبوئها هذا المنصب، لذا فإنها تمنح كل مكتبي يراوده حلم الإدارة يوما ما أن يجهز نفسه من الآن.
في هذه التدوينة الرابعة والأخيرة، كلنا شغف وتطلع لأن نعرف ما ستقوله "سارة" عن التباعد العاطفي وتجنب الإرهاق.
التباعد العاطفي
تؤكد "سارة" أنها لا تعني بهذا المصطلح أن "يصبح المرء بلا قلب مجردا من الأحاسيس والمشاعر. بل ما ‘نيه هو فصل محيط العمل تماما عن بيئة البيت – فلا تستيقظ الساعة الثانية ليلا مثلا يساورك القلق بشأن نزاع دائر بين المنسوبين أو أن تشعر بالأسى تلقاء تباعد أصدقاء المكتبة."
كمدير للمكتبة، يتوقع الجميع منك رأب "صدوع" كثيرة تنشأ عن أنظمة، وقرارات وعلاقات مختلفة داخل المكتبة. وفي أغلب الأحول، سوف تنحي احتياجاتك الشخصية جانبا لرأب تلك الصدوع. مع أن "الإيثار" سمة أساسية لأي قائد، من الأهمية بمكان أن تعرف مكان وتوقيت الفصل بين العواطف الداخلية في حياتك الخاصة والعواطف الخارجية داخل المكتبة.
فكر في هذا الأمر: تريد أن تجعل الجميع سعداء، أليس كذلك؟ تريد أن تحقق مكتبتك أفضل ما يمكنها. ماذا عن نظم إدارة المكتبة؟ هل تلبي احتياجات المجتمع الذي تخدمه؟ هل يلقى توجه المكتبة قبول المنسوبين؟ هل يتمتع المنسوبون بعلاقات طيبة فيما بينهم؟
باعتبارك "حلّال العقد" للمكتبة، سوف تتعب من مراقبة كل شيء بعين المُصلح—وبخاصة عند الأخذ في الاعتبار مقدار اهتمامك بصالح المكتبة. الشيء بالشيء يذكر، ألا يتعين عليك أن تعتني بنفسك؟ ماذا عن سعادتك أنت؟ الاعتناء بمكتبك أمر هام، وكذلك الاعتناء بنفسك.
لذا، ماذا بوسعك؟ اعتني بمهمة واحدة في كل مرة. بدلا من التركيز على ملايين المهام لإنجازها في العام المقبل، ركز على الهدف المشترك: ماذا بوسعك عمله اليوم للمحافظة على تشغيل وتقدم مكتبتك في الاتجاه الإيجابي؟ على الرغم أن اعتبار نفسك مؤولا دائما معالجة السلبيات داخل المكتبة، يجب أن تراعي دائما حالتك الذهنية.
لكن "ليست هناك إجابة واضحة"، عند رعاية المجتمع والمكتبة، فمن الصعب ألا تهتم بصالح المكتبة. على أرض الواقع، لن يذهب عنك هذا القلق أبدا. ضع قانونا تسير عليه: كن مديرا عظيما في المكتبة، وكن أنت في البيت. سعادة مرؤوسيك مُكمِّل لنجاحك على مستوى إدارة المكتبة على المدى الطويل. باختصار، الأمر يتعلق بالتوازن. وازن بين الاهتمام بمسؤولياتك وشؤون المكتبة والاهتمام بنفسك وشؤونك الشخصية.
When It Comes to Work, Can You Care Too Much?
7 Tips On Turning Off Work Mode When You’re Not At Work
Switching off from the 24-7 work ethic
كيف تتفادى الإرهاق
تشير "سارة" هنا إلى "أحد الاتجاهات المعتادة التي يتبعها مديرو المكتبة الجدد، ألا وهي الضغط على أنفسهم في السنوات الأولى، فيضاعفون ساعات العمل ... ويسعون إلى إنجاز الأمور بسرعة فائقة ... إنهم يدفعون أنفسهم إلى حد "المرض أو الإرهاق" بما يؤثر على أدائهم."
ينتشر الإرهاق بين كافة أنواع المناصب، لكن يمكنك التغلب عليه وتفاديه في المستقبل. تطرح "سارة" بعض من الاقتراحات التي تساعد مدير المكتبة على تنشيط وتجديد رؤيته في عمله وخبرته.
استرد طبيعتك خارج محيط العمل. أترك شخصية مدير المكتبة ورائك في بيئة العمل، وكن الشخص الطبيعي في بيتك. لا ترد على مراسلات العمل في ساعات متأخرة ليلا بزعم إنجاز عمل الغد اليوم. بدلا من ذلك، اترح لبدك ووجدانك فسحة من الوقت يستريحا فيها. من الجيد أن تكون على طبيعتك في نهاية اليوم.
يجب أن تخفف من توقعاتك. ماذا بوسعك أن تحققه على أرض الواقع في الوقت المتاح؟ على الرغم من تطلع كل إنسان إلى توقعات عالية، فإن تخفيف هذه التوقعات –ن شأنه أن يحدث فارقا جوهريا في نظرتك إلى المهام التي تؤديها يوميا. مجددا، لا تنسى الصورة في مجملها: هل يسهم كل ما تقوم به في تطور وتقدم المكتبة؟ عند مراعاة هذا الهدف، تصبح كل مهمة ذات صلة قصة نجاح.
لا تعمل 80 ساعة أسبوعيا. قد تظن أن العمل لساعات إضافية كل أسبوع من شأنه أن يمنحك تحكم وسيطرة أكثر على حجم العمل، لكن في هذا الأمر: في ظل عالم المكتبات الحديث الذي يتسم بالتغير السريع والتركيز أكثر على المجتمعات التي تخدمها، لن ينتهي العمل يوما ما. لا بد أن تعطى نفسك بعض الراحة بالعمل خلال الساعات المعتادة. عند العمل 40 ساعة أسبوعيا مع الراحة الكافية، تتحسن جودة العمل أكثر من العمل على مدار 80 ساعة مع قليل من الراحة. بل الأفضل من ذلك أنك تجد حالتك المزاجية في كامل سلامتها، وإيجابيتها، مما يتيح لك تفادي الإرهاق أكثر وأكثر.
تعلم تفويض بعض المهام. قد يصعب هذا الأمر على بعض من يتولى مناصب قيادية، إلا أن تفويض بعض المهام إلى المنسوبين من شأنه أن يخفف عنك عبأ ثقيلا جدا. ماذا بوسعك إنجازه في ساعات عملك، وماذا لا يسعك القيام به؟ حتى مع أن الآخرين قد تكون لهم أساليب مختلفة في إنجاز الأشياء، فإن إسناد المشاريع إلى المنسوبين لن يخفف من أعبائك وحسب، بل يتيح لهم فرص الترقي الوظيفي.
أكثر مدراء المكتبات الجدد يراودهم بناء المكتبة التي يحلمون بها في أول أسبوع من توليهم هذا المنصب، لكن الأهم هو أن يدركوا أن "مكتبة الأحلام" تحتاج إلى الوقت اللازم لبنائها. تحمس لمنصبك الجديد، لكن حاذر من الإرهاق الوظيفي باتباع النصائح التي تقدمها "سارة" هنا. ساعتها، من الممكن أن تحقق مزيدا من النجاح في منصبك ومكتبتك.
Library Burnout: Causes, Symptoms, and Solutions
نأمل أن تكون تجربة "سارة" ونصائحها ذات فائدة لكل مدير مكتبة وكل من يراوده حلم تقلد هذا المنصب يوما ما. كما أن مدير سوف يكتشف مع الخبرة والتجربة مهارات وأساليب أخرى لجعل المكتبة "مكتبة الأحلام" التي يرنو إليها.
هلا شاركتنا خبرتك في إدارة المكتبة؟
هل تروي لما تجربة واقعية نفيد منها معا في إدارة فاعلة وناجزة للمكتبة؟
هل تتحدث إلى أحد في السوق، في المصعد عن الخدمات التي تقدمها مكتبتك؟
مترجم عن Liz Van Halsema لـ sirsidynix