في حين أننا لا نزال بعيدين عن الحملة التي أطلقناها عام 2010 والتي كانت بعنوان "الإنجاز الإلكتروني للجميع" ("ePortfolio for all") , إلا أننا نستطيع القول أنه قد تم إحراز تقدم هام، وبدأنا نرصد زيادة مشاريع ملفات الإنجاز الإلكترونية E-Portfolios في عدد كبير من البلدان وتبنيها ملفات الانجاز كاستراتيجيات وطنية وإقليمية"؛
كانت هذه العبارة هي المقدمة التي استهلت مؤسسة The Association for Authentic, Experiential and Evidence-Based Learning مؤتمرها المتخصص بملفات الإنجاز الإلكتروني عام 2012.
الكثير من الجامعات ومؤسسات التعليم بدأت باستخدام ملف الإنجاز الإلكتروني، كونه يوثق الأداء التعليمي للمعلم والمتعلم ويشجع على التفكير التأملي، ويعزز النمو المهني والأكاديمي لديهم، فهو يتيح الفرصة لهم للرجوع إلى ما مروا به من خبرات، وبالتالي يمدههم بالتغذية الراجعة.
من الصعب على من لم يجرب هذه التقنية أن يتخيل مقدار أهميتها والمزايا التي توفرها, ولطالما حاولت أن أدفع بزملائي وخاصة الزملاء الذين تقع على عاتقي مسئولية متابعة أعمالهم والإشراف عليها, إلا أن الاستجابة كانت بطيئة, لذا أشارككم هنا تجربة طالبة جامعية مع ملفات الإنجاز الإلكترونية صادفتني أثناء خلال قراءاتي المتعلقة بهذا الموضوع. إلا أنني رأيت ضرورة وضع بعض المفاهيم والمعلومات المتعلقة بملف الإنجاز الإلكتروني قبل البدء بعرض هذه التجربة, بهدف توحيد الرؤية.
ما هو ملف الإنجاز الإلكتروني E-Portfolio؟
ملفات الإنجاز الإلكتروني E-Portfolio هي منصات للطلاب والمعلمين والخريجين والمهنيين لعرض أعمالهم وأفكارهم. إنها أرشيف التعلم والاكتشاف والتقدم والإنجاز والتفكير. عديدة هي التعريفات الخاصة بملف الإنجاز الإلكتروني والتي أراها بمثابة الذاكرة المنظمة التي تجمع أفضل أعمال المعلم والمتعلم وإنجازاتهم على مر الوقت وعبر سياقات متنوعة. إلا أنني أري أنه من المهم هنا الإشارة إلى تعريف المنظمة الدولية للتربية National Educational Association والتي تعرفه على أنه "سجل للتعليم يركز على أعمال الطلاب وتأملاتهم الفكرية عن أعمالهم، ويتم تجميع محتواه من قبل الطلاب والمعلمين معاً، مشيراً إلى التقدم نحو النتائج الجوهرية والأساسية للتعلم"
يوفر نظام أو ملف الإنجاز الإلكتروني الأدوات اللازمة لـ:
تجربة إيلا Ella و ملفات الإنجاز الإلكترونية E-Portfolios
إيلا Ella طالبة في كلية الإعلام والحوسبة تبلغ من العمر 29 سنة تشاركنا تجربتها مع ملفات الإنجاز الإلكترونية E-Portfolios قائلة:
"لم يكن لدي خبرة عما يسمي ملفات الإنجاز الإلكترونية E-Portfolios قبل الالتحاق بدورة متخصصة بهذا الموضوع فكل ما كنت استخدمه من قبل هو الفيسبوك Facebook وجوجل بلس Google+ . في الدورة بدأت استكشاف ما هو ال e-Portfolio وبدأت أدرك أنه كان شيء يمكن استخدامه لمستقبلي المهني وكأنه السيرة الذاتية لي . وفوجئت بمعرفتي إمكانية استخدام ملف الإنجاز لتوثيق التعلم ومشاريع العمل الجماعي.
في المدرسة وفي فصل الكمبيوتر كنت الطالبة الوحيدة في فصل معظمه من الذكور ولكنني سرعان ما لاحظت أن أدائي كان أفضل بكثير من الطلاب الذكور فيما يتعلق بموضوع التصميم وهيكلة إنتاج المحتوى، في حين أن الطلاب الذكور كانوا أكثر تركيزا على البرمجة وعلى المستوى الوظيفي، إنهم يريدون أولاً حل المشكلة على المستوى الوظيفي وإذا كان لديهم بعض وقت الفراغ يذهبون إلى التصميم.
بدأت استخدم مهارات التصميم لدي في التعامل مع ال e-Portfolio الخاص بي. وتعلمت بسرعة كيفية العمل مع الأدوات الجديدة مثل بلوق. لقد استمتعت بذلك، وبدأت في بناء المحتوى بمفردي بناء على تجربتي في الدورة؛ لذلك قررت أن أركز عملي في اتجاهين العمل على محتوى ال e-Portfolio والتصميم.
كان الأكثر متعة في العمل باستخدام الـ e-Portfolio كم الحرية والخيارات المتوفرة والإحساس بالمسؤولية الكاملة عن تعلمي. ولك أن تقرر ما تتعلم . لذلك أحببت الحرية في اتخاذ قرار بشأن التصميم، والمحتوى، وتنظيم موضوعات التعلم الخاص بي . كانت هناك بعض المبادئ التوجيهية والمفيدة للعمل . على سبيل المثال كان من الجيد أن نعرف عن المواضيع الممكنة لمشروع البحث والحصول على الإطار الزمني العام للمشروع. أعتقد أنه اليوم علينا جميعا أن نتعلم كيفية استخدام هذه الأدوات للتعلم والعمل. لدي شعور أنني بحثت كثيرا ووجدت كثير من الأمور التي لم يسبق لي أن سمعت عنها من قبل. لقد تعلمت الكثير حقا.
فأنا باستخدام الـ e-Portfolio يمكنني تجميع كل ما يمكنني العثور عليه حول موضوع معين ومن ثم أبدء عملية التصفية وتحديد ما أجده أكثر فائدة في عملي, وفي وقت لاحق أعطي أهمية أكثر للتركيز على هذه الموضوعات واستكشافها على نحو أكثر عمقا. وقد أفادني اشتراكي في منتدى المهارة Mahara الذي يضم مجموعة متخصصة باستخدامات ملف الإنجاز الإلكتروني، حيث كنا نناقش القرارات بشكل جماعي ونحدد الموضوعات الأفضل والتي تتناسب وفكرة مشروعنا.
أحببت العمل مع الآخرين، ولكن البيئة كلها كانت جديدة بالنسبة لي لذلك أنا لم أستخدم العديد من الاتصالات وتبادل الوظائف في البداية. في وقت لاحق بدأت أتواصل وبدأت أدرك أهمية دعم الطلاب لبعضهم البعض, وأعتقد انه من الجيد عندما يكون المحاضر هو جزء من منتدى النقاش, حيث يكون مستوي المحادثة أفضل، ولكن أيضا ربما لهذا السبب الكثير من الطلاب لا يميلون إلي استخدام ملفات الإنجاز.
مع الـ e-Portfolio أتمكن من التعلم أسرع وبطريقة أكثر فعالية. أنا أرى عملية التعلم الخاصة بي, لأنني وثقت كل الخطوات. يمكن أن أبدأ دائما حيث توقفت في المرة السابقة. يمكننى قراءة أفكاري وتعديل الأشياء. ملفات الإنجاز ساعدتني على تنظيم تعلمي ومنحتني متعة تجربة العمل في المجموعة. يمكنني أن أحدد جدول أعمالي الخاصة وتنظيم المواد. ويمكنني أن التواصل مع الآخرين. يمكنني استخدام المحتوى الذي انتجته حتى بعد انتهاء الدورة أو الفصل الدراسي . يمكنني تقديم نفسي بشكل أفضل وعرض أعمالي والكفاءات التي أمتلكها والدورات التدريبية التي حصلت عليها لأن الآخرين وأرباب العمل المحتملين من الممكن أن يقوموا بقراءتها. وبالفعل كان أن حصلت على دورة تدريبية في إحدى الشركات التي كانت تبحث عن الأشخاص من ذوي المهارات في وسائل الإعلام الاجتماعية.
تجربة إيلا واحدة من التجارب الكثيرة التي تجعلنا نعيد التفكير جدياً بأهمية استخدام ملفات الإنجاز الإلكترونية, وتشجيع طلابنا على استخدامه.
بقلم - هيام حايك