يتردد مصطلح الحوسبة السحابية بكثرة على مسامعنا في الفترة الأخيرة. في الحقيقة الكثير منا يستخدم الخدمات السحابية دون أن نعي ذلك. مثال على ذلك استخدامنا خدمات البريد الالكتروني مثل Gmail، او مستندات جوجل Google documents وغيرها من خدمات التخزين.
عند الحديث عن مفهوم الحوسبة, سنجد أن التفسير الأمثل مازال موضع اختلاف كبير بين المهتمين بالمجال التقني مما يبرز مجموعة من التعريفات والتي بالمحصلة النهائية تتقارب من بعضها البعض. وسوف أدرج هنا تعريف المعهد الوطني للمقاييس والتكنولوجيا (NIST) والذي يعرّف الحوسبة السحابية: بأنها نموذج تقني يسمح للمستخدم بالنفاذ المريح و حسب الطلب لمجموعة من الموارد الحاسوبية القابلة للتحكم بها (شبكات, مخدّمات, مساحات تخزين, تطبيقات برمجية, و خدمات أخرى), والتي يمكن بسرعة كبيرة زيادتها أو الاستغناء عن استخدامها وذلك مع ضمان بقاء الحاجة للجهود البشرية في إدارة تلك الموارد والحاجة للتفاعل مع مزودي تلك الخدمات في حدودها الدنيا. وهنا أشير إلى مقال للأستاذ محمد معوض بعنوان " الحوسبة السحابية وتطبيقاتها في بيئة المكتبات" والذي يمكنكم الرجوع إليه لمعرفة المزيد عن الحوسبة السحابية.
التحول إلى الحوسبة السحابية
تحدث "آلآن سوايا" Alain Sawaya مدير عام شركة "سيسكو" Cisco الرائدة في مجال الحوسبة السحابية خلال الندوة التي نظمتها شركة عُمان للبيانات الرقمية في يناير الماضي قائلا : "إن الحديث عن مصطلح “السحابة” كالحديث عن خدمات التخزين السحابي، والموسيقى السحابية، والتطبيقات السحابية، بل حتى أنظمة التشغيل السحابية. وسواء على أجهزة الحاسوب أو الحواسب اللوحية أو الهواتف الذكية، يجعلك تشعر بأن ”السحابة“ تلاحقك في كل مكان.إن كان لديك حساب بريد إلكتروني على ”جيميل“ (أو ياهو أو هوتميل) فأنت تُعتبر عملياً أحد مستخدمي الخدمات السحابية. لأنك تستفيد من الخدمة المقدمة لك على طبق من ذهب، دون أن تكترث لما خلف هذه الخدمة من آلاف المخدّمات والتوصيلات والبرمجيات والمهندسين الذين يتأكدون من أن كل هذا العتاد يعمل بالشكل الصحيح."
[youtube http://www.youtube.com/watch?v=mSbGSHjGsvk]
نشرت مجلة البيان الإماراتية حديثا لطارق غول، المدير العام لشركة "سيسكو" في الخليج وباكستان وبلاد الشام في صفحتها على الإنترنت يوضح فيه أن: أبرز التحولات والاتجاهات الرئيسية في السوق الإقليمي خلال عام 2013 هو الاتجاه إلى "ربط كل شيء بالإنترنت".
كما وأكد أنه في إطار مرحلة النضوج التي تشهدها الحوسبة السحابية، فإنه يتم ترحيل المزيد والمزيد من البيانات وتخزينها في السحب، وبحلول عام 2014، فإن أكثر من 50 في المئة من الأعمال الحوسبية في مراكز البيانات سترتكز على السحب.
وبحلول عام 2020، فإن السحب ستشهد تخزين أو مرور ثلث إجمالي البيانات. وبالإضافة إلى ذلك، ستنمو الإيرادات العالمية من الخدمات السحابية بنسبة 20٪ سنوياً، وقد يرتفع الإنفاق على الابتكار والحوسبة السحابية في قطاع تكنولوجيا المعلومات ليتجاوز تريليون دولار بحلول عام 2014.
يقوم العديد من الأفراد والجامعات والشركات والدول حالياً بالاستفادة من الإنترنت بالفعل، وذلك من خلال تطوير التعليم عبر التحول الديمقراطي لقطاع المعلومات، وإتاحة إمكانية النمو الاقتصادي من خلال التجارة الإلكترونية، وتسريع عجلة الابتكار في مجال الأعمال من خلال تمكــين المزيد من التعاون".
على الرغم من استخدام الكليات والجامعات منذ سنوات للعديد من التطبيقات المستندة إلى الحوسبة السحابية (مثل البريد الإلكتروني)، إلا أنه من الواضح أن الحوسبة السحابية تتطور بسرعة كبيرة إلى نموذج لتخزين البيانات وتبادلها. تتوقع شركة "غارتنر" Gartner للأبحاث التكنولوجية أن أكثر من 50٪ من الشركات العالمية ستتجه لتخزين البيانات السرية في سحابة عامة بحلول نهاية عام 2016. فالحوسبة السحابية أثبت نفسها كاتجاهات تكنولوجية وجدت لتبقى.
تدرك مؤسسات التعليم العالي أن تبني أحدث التقنيات والحلول هو أمر أساسي لزيادة القدرة التنافسية والاحتفاظ بالطلاب. تساعد الحوسبة السحابية على تخفيض النفقات التي تذهب لشراء الأجهزة والبرمجيات أو الصيانة. كما أن الحوسبة السحابية تزود الجامعات بمراكز بيانات افتراضية في متناول الجميع من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، في أي وقت أو أي مكان يتواجدون فيه.
يمكن للحوسبة السحابية مساعدة الكليات والجامعات على:
من الطبيعي سواء كنت صاحب مؤسسة أو جامعة أن تطرح الكثير من التساؤلات حول الجوانب الأمنية لاستخدام الحوسبة السحابية. على سبيل المثال: ما هي التهديدات الأمنية؟ وما هي نقاط الضعف؟ هل فعلا التكامل بين السحاباتعملية آمنة؟ ما هي الجوانب القانونية والسياسات لإدارة العمليات التعليمية على السحابة؟ ومن هو المسيطر حقا على البيانات؟ بالطبع عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الخاصة بالطالب وسرية البيانات الجامعية، فالتحديات الأمنية والمخاوف لا مفر منها.
تشير الدراسات الاستقصائية التي أجرتها مجلة مسح Ed Tech Magazine إلى أن :
كما أن الاستطلاعات تشير إلى أنه بحلول عام 2020 سيركز التعليم العالي بقوة على التكنولوجيا التي تركز على حلول التقنية والمنهجيات السحابية مثل:
عقد المؤتمرات
التعلم عن بعد
الفصول الهجينة Hybrid classes (التعلم عبر الإنترنت وخارج الحرم الجامعي)
نستعرض هنا على سبيل المثال بعض من تطبيقات الحوسبة السحابية التي من الممكن أن تكون مفيدة لمؤسسات للتعليم العالي:
مجموعة جوجل السحابية في الجامعات
تنامى اهتمام الجامعات "بالربط الدائم" بالشبكات اللاسلكية للإنترنت لأنها تمكن الطلاب من استعمال آليات متنقلة لاسلكية لمشاهدة المحاضرات باستخدام خدمة التخزين السحابية لـ Google، ومشاهدة برامج الفيديو التعليمية على موقع يوتيوب، وإجراء الاختبارات على الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان في الحرم الجامعي من خلال الاستفادة من مجموعة منتجات Google الواسعة في مجال الحوسبة السحابية.
مع بداية عام 2013 انطلقت جامعة مراكش بالمغرب باستخدام خدمة الانترنت اللاسلكية "واي فاي" من أجل الاستفادة من منتجات ترتكز على الحوسبة السحابية بتكلفة قليلة تمكن من ولوج الطلاب من أصحاب اللوحات الإلكترونية والأجهزة النقالة للأنترنت 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع. جاءت تلك الخطوة بهدف تعزيز العمل الجماعي بين الطلاب والموظفين، حيث سيسهل عليهم إرسال البريد الإلكتروني، واستخدام جوجل توك (المحادثة الفورية) لمناقشة المحاضرات والتعاون في جوجل دوكس (مستندات جوجل) للعمل الجماعي، علاوة على استخدام جلسات جوجل+ لاستضافة مجموعات الدراسة، والولوج إلى المعلومات بسهولة من أجهزتهم النقالة.
بقلم – هيـام حايك