كثيراً ما نسمع من يقول: أنا علَّمتُ نفسي بنفسي, أو من يقول: أصلحتها بنفسي ووفرت الكثير عليَّ، أو صنعتها بنفسي. إنهم يمارسون تقنيات (Do it yourself (DIY دون سابق معرفة بهذا المصطلح الذي ظهر في منتصف خمسينات القرن الماضي. وبعد انتشار التصنيع الرخيص بالجملة والذي اكتسح الأسواق ووفر المنتجات عقب الثورة الصناعية و اكتشاف الكهرباء, في العادة تكون "افعلها بنفسك" مرتبطة بـ "كيف تعمل الأشياء" (how it works)؛ فالتعامل مع الشيء يتطلب فهم كيفية عمله. ويقوم بهذا في الغالب طلاب كليات الهندسة والمعاهد التقنية، حيث أن مشاريع طلاب الكليات التطبيقية تمثل أحد أوجه التعرف على الطريقة التي تعمل بها الأشياء. لذا تهتم بها الدول المتقدمة باعتبارها حلقة هامة في التعليم والتطوير والإنتاج.
تعرف ويكيبيديا أسلوب افعلها بنفسك (Do it yourself (DIY
"أن تقوم بصناعة أو إصلاح ما يلزمك بنفسك دون الاستعانة بخبراء مدفوعي الأجر وعدم شراء الأجهزة أو الخدمات الجاهزة التي يمكن أن تنفذها يدويا؛ في إشارة إلى مختلف الوظائف والأعمال التي يمكن أن يفعلها الناس في منازلهم ودون مساعدة من المهنيين المتخصصين. وهذه الطريقة لا توفر النقود فقط بل تمنحك وقتا ممتعاً وهواية مفيدة وقد تفتح مصدرا للرزق أيضا."
JerrySchool هو اسم الورشات التي انطلقت في ديسمبر الماضي في جامعة "هواري بومدين" والمدرسة العليا للإعلام الآلي بالجزائر العاصمة، ورشات عمل بعنوان "JerrySchool" لعمل Jerry أي خوادم متنقلة أو حواسيب بأوعية على طريقة DIY عن طريق إحضار قطع إلكترونية قديمة أو رخيصة الثمن وفي متناول الجميع أو حواسيب مغبرّة قديمة وإعادة إنعاشها في شكل جميل.
وقد يكون من المثير للسيدات والآنسات معرفة أن الكثير من أفكار Do it yourself (DIY) المتوافرة على الانترنت موجهة للبيت وكثير من الامور التي تهمهم مثل الاكسسوارات وإعادة استخدام بعض الادوات القديمة في المنزل لصنع قطع جديدة.
التعليم على طريقة افعلها بنفسك Do it yourself (DIY)
الجميع يستكشف، عمليا و واقعيا. الجميع يساهم في شيء فريد من نوعه. الجميع يتعلم. هذا هو جوهر فكرة DIY. ذلك يعيدنا إلى الأساسيات التي قامت عليها فكرة الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية, حيث الناس في كل مكان يتكسبون قدرة أكبر على خلق مجتمعات التعلم والخبرات الخاصة بهم داخل المؤسسات وخارجها. وهذا ما يحدث الآن وسيحدث حتما أكثر من ذلك في المستقبل.
ولكن كيف سيكون هذا التحول؟ هل يمكن لنمو التكنولوجيات والممارسات التكنولوجية حقاً معالجة التحديات الكبرى من حيث التكلفة، والجودة، والوصول؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما هي التكنولوجيا الأكثر قيمة التي تستحق الدعم الأكثر والتوسع؟مع هذا الطرح تري الكاتبة "Anya Kamenetz" صاحبة كتاب DIY U: The Transformation of Higher Education أن ما نشهده الآن وعلى وجه اليقين هو:
-
إطلاق وعود بكثير من المحتويات المجانية أو التكلفة الهامشية، تكنو التهجين، التركيز علي المتعلم والخبرات التعليمية كتيارات قوية لا يمكن تجاهلها. وهي تري أن هذه التغييرات لا مفر منها وأن ما يحدث الآن يمكن تشبيهه بتلال من الوعود المستقبلية.
-
ارتفاع رسوم التعليم الجامعي أكثر من أي قطاع آخر يقدم الخدمات الرئيسية على مدى السنوات العشرين الماضية. تسعة من أصل عشرة مدارس ثانوية أمريكية يطمحون للذهاب إلى الكلية ، بعد تراجع الولايات المتحدة من زعيم عالمى للتعليم لتصبح فقط الأمة العاشرة الأكثر تعليما.
-
ما يقارب نصف طلاب الجامعات لا ينهي مرحلة التعليم الجامعي ومن ثم لا يتخرجون، إضافة إلي أعداد كثيرة من الطلاب الذين يعانون من جراء مستويات غير مسبوقة من الديون والقروض الاتحادية والخاصة، مما يجعل الأمر بمثابة فقاعة ائتمان مماثلة لأزمة الرهن العقاري. وبالنظر إلى تاريخ العديد من الكليات والجامعات الأمريكية نقتنع أن الكثير من جوانب ما يسمى بالأزمة الحالية في التعليم العالي هي في الواقع مجرد خصائص للمؤسسة, والبحث عن برستيج prestige يليق بالمؤسسة الأكاديمية. فلطالما شهدنا تغيرات في الغايات التربوية والتي كان دائما يتبعها الإعلان عن اتجاه للتوسيع. الكثير من الجامعات على ما يبدو تقوم بزيادة الرسوم الدراسية ببساطة لتبدو الجامعة المرموقة. المشكلة هي أنه لا يتم معرفة ما يحدث حقاً داخل الفصول الدراسية في الكليات. فالولايات المتحدة لديها مقاييس لأداء المدارس الثانوية، ولكن لا توجد لديها معايير وطنية للتعليم العالي, وبالتالي فإن التصنيفات تعتمد على التفرد والإنفاق. والكليات تصبح مرموقة أكثر إذا قبلت عدد أقل من الطلاب وأنفقت المزيد من الأموال عليهم ( والتي نتساءل هنا هل تذهب في صلب العملية التعليمية, أم هي مجرد كماليات وشكليات؟)، في مقابل رفع فرصهم للنجاح، وتحسين ثقتهم بأنفسهم، أو جعلهم أكثر كفاءة أو تحصيل وظائف مميزة. فكلنا نعلم أن فرص حصول خريج جامعة هارفارد تختلف عن غيره من خريجي جامعات كثيرة.
-
ما نحتاج إلى معرفته يتغير بسرعة أكبر من أي وقت مضى، والمد المتصاعد للمعلومات يهدد بإغراق المعرفة والحكمة. أمريكا لا تستطيع أن تستعيد ريادتها الاقتصادية والثقافية في وجود أعداد جهلة من السكان على نحو متزايد. خيارنا واضح: تغيير جذري في الطريقة التي يتم فيها تسيير التعليم العالي، أو نستسلم للأبد ونكتفي بما هو موجود.
الفيديو الآتي قد يكون طويل قليلا وقد يكون تكون مشاهدته على الانترنت ليست بالسهلة عند البعض ولكنى انصح بتحميله ومشاهدته,, اعتقد انه يستحق المشاهدة.
حلول جامعية على طريقة "اعملها بنفسك" (Do it yourself (DIY
ترجع جذور كلمة "جامعة" و "كلية" إلى مفهوم المجتمع. في عصر التواصل المستمر ووسائل الاعلام الاجتماعية، حان الوقت للخروج من ألفية متجانسة في العمر، تحكمها جدران، لألفية كغرس اللبلاب, والتحول إلى شيء أخف وزنا بكثير، وأكثر نفاذا.
تري Anya Kamenetz أن المستقبل يكمن في شبكات ومسارات التعلم الشخصي؛ التعلم الذي يمزج النهج التجريبي بالرقمي. فنماذج التعليم مجانية ومفتوحة المصادر متوفرة وعلى نحو متزايد، وسوف يقرر الطلبة ماذا ومتى وأين يريدون أن يتعلموا. وهي تري في الجامعة كاتدرائية الحداثة والعقلانية، ومع الحضارة كلها لدينا أزمة، ونحن على وشك الانزلاق بعيدا عن الإصلاح.
إن استبدال بعض المهام والمناهج التعليمية من خلال التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية والتعلم الموجه ذاتيا - يمكن أن يحد من معدلات التسرب والتخفيف من دوامة تكلفة مدمرة.
من خلال هذا الطرح،Kamenetz لا تدعو إلى ترك الطلاب الجامعة خلف ظهور المعلمين، ولكنها تتصور مستقبل تعليمي حيث 80 في المائة من طلاب الجامعات الأميركية الذين يلتحقون بكليات وجامعات غير انتقائية (الجامعات العامة السائدة وكليات المجتمع) يبنون تعليمهم الشخصي وينتقون التدريب الخاص بهم .
مسارات التعليم خارج أسوار الجامعة تتواجد اليوم بشكل كبير من خلال أشكال مختلفة من التطبيقات المتاحة مجانا على الإنترنت مثل المقررات الإلكترونية ذات الالتحاق الهائل ( MOOC ) وتعليم الاقران الجامعي P2PU الذي بدء ينتشر في عام 2009 بتمويل من "مؤسسة هيوليت" Hewlett Foundation و "مؤسسة شاتلوورث" Shuttleworth Foundation للتعليم المفتوح التي يتيح للمستخدمين التنظيم والمشاركة في دورات ومجموعات الدراسة للتعرف على مواضيع محددة. الكثير من الجامعات الآن بالفعل تستخدم تطبيقات بلوق Blog، يوتيوب Youtube، الفيسبوك Facebook، تويتر Twitter، للتحرك نحو هذا النموذج الجديد للتعليم العالي.
الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة كنموذج (Do it yourself (DIY
تجربة الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة هي تجربة مثيرة جدا للاهتمام، حيث يمكنك الوصول إلى مجموعة متنوعة من الموارد التي تقوم بإعداد وتدريب الطلاب، يرجع تاريخ هذه الجامعة إلى عام 1960، عندما كانوا يعقدون الصفوف الدراسية على شاشات التلفزيون، الآن تتصدر الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة إنشاء المناهج التعليمية.
وفي عام 1971، استوعبت الجامعة حوالي 25.000 طالب في الوقت الذي كان مجموع الطلاب في التعليم التقليدي بالمملكة المتحدة حوالي 130.000 طالب جامعي. توفر الجامعة المفتوحة ببريطانيا فرصة التعليم الجامعي للراغبين في مواصلة التعليم العالي بدوام جزئي أو/و التعليم عن بعد. من خلال إتاحة التعلم كمصدر تعلم افتراضي مفتوح the open source Virtual Learning Environment (VLE).
يبلغ العدد الكلي للدارسين 200 ألف دارس مسجلين في برامج متنوعة تقدمها الجامعة مدعمة بحوالي 7000 محاضر أكاديمي و مشرفي تعلم، حوالي 150 ألف منهم في مرحلة التعليم الجامعي و حوالي 30 ألف مسجلين في برامج الدراسات العليا بالإضافة إلى انواع البرامج الدراسية الحرة. ما يقرب من 13.000 طالب في الجامعة المفتوحة لديهم إعاقات صحية.
في عالمنا العربي هناك الجامعة العربية المفتوحة. يبلغ العدد الكلي للملتحقين بها حوالي 33881 طالبا وطالبة ويمثل عدد الإناث 50% من المجموع الكلي، كما أن الجامعة قد خرَّجت قرابة 20 ألف طالب وطالبة خلال سنواتها العشر. هناك اتفاقية بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة تلتزم بموجبها الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة بتوفير المواد التعليمية والموارد العلمية للمقررات والحقائب الدراسية التي تشتمل على الموارد السمعية والبصرية ويتبع ذلك بطبيعة الحال التزام متواصل من الجامعة العربية المفتوحة بمعايير الجودة.
المقررات الإلكترونية ذات الالتحاق الهائل ( MOOC ) كنموذج (Do it yourself (DIY
تعد المقررات الإلكترونية المفتوحة ذات الالتحاق الهائل - MOOC من أحدث الاتجاهات في التعليم المفتوح والتي يُقدَّم فيها المحتوى التعليمي عبر الانترنت لمتعلمين من أماكن مختلفة.. المقررات المفتوحة ذات الالتحاق الهائلMOOC، تمثل فرصة لأولئك الباحثين عن المعرفة والتي تُقدم مجانا لتبادل المعارف والأفكار وللاستفادة من خبرات الآخرين في بيئة تعليمية مفتوحة، لا يشترط فيها أن يكون المشارك من نفس المؤسسة التعليمية .
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في التعليم المجاني ويريدون أن يصنعوا تعليمهم بأنفسهم وعلى نمط (Do it yourself (DIY نستعرض لهم هنا
أفضل 10 مواقع حول MOOCs
-
:Udemy Free Coursesهو مثال لموقع يسمح لأي شخص ببناء أو أخذ دورات على الإنترنت. بهدف دمقرطة التعليم عن طريق تمكين أي شخص للتعلم من الخبراء في أنحاء العالم.
-
ITunesU Free Courses: تتيح تطبيقات أبل الحرة الفرصة أمام الطلاب للوصول إلى جميع المواد اللازمة للدورات في مكان واحد والحق في التطبيق، فالطلاب بإمكانهم تشغيل الفيديو أو الاستماع إلى المحاضرات وقراءة الكتب واستعراض العروض التقديمية.
-
Stanford Free Courses: ستانفورد تقدم مجموعة متنوعة من الدورات المجانية ابتداءً من ميكانيكا الكم لمستقبل الإنترنت وقد كانت دورة مقدمة في الذكاء الاصطناعي من أنجح الدورات التي قدمتها. يلتحق دورات ستانفورد أكثر من 160000 طالب من 190 بلدا.
-
UC Berkeley Free Courses: جامعة بيركلي تقدم مجموعة متنوعة من الدورات.
-
:MIT Free Courses يقول Dick K.P. Yue, ، أستاذ الهندسة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا " فكرتنا بسيطة: هي نشر كافة المواد عبر الإنترنت وإتاحتها على نطاق واسع للجميع."
-
:Duke Free Courses مجموعة متنوعة من الدورات باستخدام ITunesU.
-
Harvard Free Courses يتم الإعلان عنها وكأنها أمر لا يصدق، تعليم مجاني في هارفارد، دورات لتطوير المهارات في مجالات مختلفة وشهادات معتمدة ووعود بتوفير فرص عمل, إلى جانب أنه لا يتوجب تقديم طلب. "
-
UCLA Free Courses: أكثر من 200 دورة سنويا على الإنترنت
-
Yale Free Courses: تقدم الوصول الحر والمفتوح لمجموعة مختارة من الدورات التمهيدية تُدرس من قبل المعلمين والعلماء البارزين في الجامعة والهدف من هذا المشروع هو توسيع نطاق الوصول إلى المواد التعليمية لجميع الذين يرغبون في التعلم ".
-
:Carnegie Mellon Free Courses تقدم جامعة "كارنيجي ميلون" العديد من الدورات المجانية لتعزيز فكرة "لا مدربين، لا ديون ، لا رسوم ".
موضوع التعليم الذاتي أو "افعلها بنفسك", هو موضوع كبير. وفي هذه المدونة نحاول تسليط الضوء على بعض الجوانب من موضوعات نري أنها قد تكون مهمة, ونحاول تقديم بعض المعلومات عنها من باب المعرفة بالشيء والحرص على أن يكون قراؤنا مواكبين لما يَستجِد من حولنا, مستهدفين دفعك إلى مزيد من البحث عن هذا الموضوع ومشاركتنا تجربتك وخبرتك.
إعداد – هيــام حايك
المصادر:
http://www.huffingtonpost.com/anya-kamenetz/diy-u-educational-access_b_773239.html