هل كبر الأولاد ونحن في غفلة وأصبحوا بهذا القدر من البشاعة؟ هل يحدث هذا بالفعل في بيتي؟ هل من الممكن أن أكون أنا ضحية هذه الجرائم والاحتيال التي تحدث على الإنترنت؟؟
كانت هذه أكثر التساؤلات التي أثارها فيلم Disconnect في الشارع الأمريكي بعد عرضه، مما جعل موضوع الفيلم وموضوع الأمن المعلوماتي مادة غنية للنقاش تداولتها الصحف وخبراء الإنترنت والمحللين الاجتماعيين.
انتبهوا، الكثير مما تم مشاهدته أو سيتم سترونه خلال متابعة في فيلم Disconnect هو حقيقة وتحدث يوميا مع الكثير من المراهقين والبالغين.
تستعرض دراما فيلم Disconnect العلاقات والاتجاهات التي تم تدميرها بسبب إساءة استخدام الإنترنت، إنه الجانب المظلم للإنترنت الذي يجب الاطلاع عليه والوقوف عنده و إعادة النظر في طرق استخدامنا للإنترنت والطرق التي يتوجب علينا اتخاذها لحماية أنفسنا والأهم حماية أبناءنا من خطر الانزلاق في الأبواب الخلفية المظلمة للإنترنت.
يركز الفيلم على الأشخاص الذين تربطهم علاقات حياتية إلا أنهم متصلّون كل الوقت بالإنترنت والهواتف الذكية. ولكنّهم في الوقت ذاته منقطعون عن العالم الحقيقي الذي يحيط بهم. تتنوع القصص في Disconnect بين الزوج الذي يكتشف إدمان زوجته سندي (Paula Patton ) للإنترنت عندما لاحظ نفاد رصيده في بطاقة الائتمان و قيامها بإفشاء أسرار زوجية خاصّة مع أشخاص افتراضيين على مواقع الإنترنت، الزوجة التي تبدو مرتاحة في الحديث مع صديق افتراضي أكثر من الحديث مع زوجها، وبين قيام طالب في المدرسة بالانتحار بعد أن قام زميلاه في المدرسة بخداعه من خلال فتح حساب مزيف باسم «جيسيكا»، ويوهمانه بأنّها معجبة به. والذي يقع في الفخ، ويرسل صوراً لا أخلاقية إلى الفتاة المفترضة. تنتشر الصور في المدرسة، ويصبح الطالب محلّ سخرية تدفعه إلى محاولة الانتحار، مما يدفع والده المحامي المشغول (Jason Bateman) إلى تتبع التاريخ الخاص بعلاقات ابنه على الإنترنت، والشجار مع والد الطالب الذي سبب المشكلة. كما نري في الفيلم نينا (Hope Davis ) المراسلة الصحافية التي تسعي لإنجاز سبق صحافي، وتجري مقابلة مع كايل (Max Thieriot) الذي يعمل أمام كاميرا في أحد المواقع المشبوهة على الشبكة. تأمل نينا فضح هذه الشبكة، لكن العلاقة بين الاثنين تتخذ منحىً آخر أكثر تعقيداً.
[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=JC9x5r9HqbI&w=560&h=315] نري أيضا تركيز النص الذي صاغه أندرو ستيرن Andrew Stern على الخوف من النظم التكنولوجية التي فشلت في متابعة كلمات المرور وغيرها من الضمانات المتعلقة بالخصوصية على الإنترنت وحماية البيانات والهوية الرقمية للأفراد على الإنترنت.
في ظل عالم رقمي... ومعلومات رقمية... وهوية رقمية.. وخصوصية هي حق لنا، يصبح الأمن المعلوماتي ضرورة ملحة.
أمن المعلومات وحماية الهوية الرقمية هما مفهومان لابد من التطرق لهما هنا ... لاستكمال زوايا الطرح للموضوع.
هوية الشخص هي مجموعة المعلومات والتعريفات و المفردات التي تدل على كينونته، مع انتشار الاستخدام الواسع للإنترنت في مجالات متعددة بدأ يظهر مفهوم جديد للهوية الشخصية فرض نفسه بقوة بالرغم من عدم وجود أي تنظيم أو تأطير قانوني أو مؤسساتي لتك الهوية يسمى "الهوية الرقمية".
تتكون الهوية الرقمية من جميع العوامل و المفردات التي تعبر عن وجود شخص في فضاء الإنترنت ... مثل عنوان برتوكول الإنترنت التابع لجهاز حاسوبه على الشبكة أو عنوان بريده الإلكتروني و كلمة السر واسم المستخدم أو الاسم المستعار أو اسم حسابه الإلكتروني على مواقع الإنترنت ”كالفيس بوك“ و غيرها من المواقع الالكترونية. كما هناك جوانب أخرى من التواجد الإلكتروني للشخص على الإنترنت، هي الأخطر و الأهم مثل أرقام الحسابات البنكية التي تخول التعامل مع حسابه البنكي إلكترونيا من خلال موقع البنك على الإنترنت أو تحويل الأموال وتسديد الخدمات والفواتير.
تتطلب حماية الهوية الرقمية ما يعرف بإدارة الهوية، والذي يعني السيطرة والتحكم بالمعلومات الخاصة بالمستخدمين على أجهزة الكمبيوتر. تعتبر نظم إدارة الهوية والوصول الإطار العام للأعمال التي تسهل إدارة الهويات الإلكترونية. حيث توفر أنظمة حماية متقدمة لحماية الأنظمة والتطبيقات والبيانات الحساسة، ولتحسين وتبادل المعلومات، وهناك الكثير من الشركات والنظم الرائدة في هذا المجال مثل: CA Technologies IdM و Oracle IM 11g، Fischer International Identity و SailPoint .
موضوع إدارة الهوية تم تناوله بشكل مفصل في التدوينة التي حملت عنوان: حلول إدارة الهوية والوصول في بيئة التعليم العالي.
تتعدد تعريفات أمن المعلومات وتتنوع حسب زاوية الرؤية، إلا أنه بشكل عام يشير إلي الرؤى والسياسات والإجراءات التي تصمم وتنفذ على مستويات مختلفة، فردية ومؤسسية ومجتمعية، وتستهدف تحقيق عناصر الحماية والصيانة المختلفة التي تضمن أن تتحقق للمعلومات السرية أو الموثوقية، أي التأكد من أن المعلومات لا تُكشف ولا يُطَّلع عليها من قبل أشخاص غير مخولين بذلك، و التأكد من أن محتوى المعلومات صحيح ولم يتم تعديله أو العبث به.
يشير مركز الجزيرة للدراسات أن الفاتورة الإجمالية لجرائم أمن المعلومات عالميا وعربيا في عام 2011 وحده تقدر بحوالي 388 مليار دولار أميركي، أما التكلفة النقدية المباشرة لهذه الجرائم والمتمثلة في الأموال المسروقة ونفقات إزالة آثار الهجمات فتقدر بحوالي 114 مليار دولار. وقد بلغ المعدل الزمني لوقوع جرائم المعلومات حول العالم 50 ألف جريمة واعتداء في الساعة، تأثر بها 589 مليون شخص، وهو رقم أكبر من عدد سكان الولايات المتحدة وكندا وغرب أوروبا مجتمعين، ويعادل 9% من إجمالي سكان العالم.
كلنا كما عرض الفيلم معرضون للتهديد والقمع والترهيب على الإنترنت، تتنوع الأساليب والطرق التي تمارس علينا لجذبنا لأن نكون ضحية هذه الشبكة العملاقة المترامية الأطراف جغرافيا وديموغرافيا، ولكن الصغار هم الحلقة الأضعف. فيما يلي بعض برامج الفلترة التي ينصح بها من أجل أمن الصغار وحمايتهم على الإنترنت.
ChildWebGuardian
يقوم البرنامج بالتأكد من مضمون الصفحات التي يتصفحها الأبناء فإذا كانت ذات محتويات لا أخلاقية يقوم بحجبها تلقائياً بطريقة البحث عن الكلمات الغير أخلاقية في هذا الموقع مع الاحتفاظ بعنوانه وهو متوافق مع جميع إصدارات ويندوز.
NetPurity 6.0
يمنع الدخول للمواقع الغير مناسبة، ويحدد مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت.
chibrow 6.01
متصفح إنترنت خصص للصغار، يمكنهم من تصفح آمن في الإنترنت بدون الخوف من التوغل في محتويات ممنوعة. الخبراء يقولون أن هذه مواقع تضمن الأمن والسلامة ... ولكن هل هذا يكفي؟ هل هذا يضمن سلامة أبناءنا؟ نقوم بتثبيت هذه البرامج ونراقب؟! ما شعور أبناءنا وهم مراقبون؟ ألسنا نقوم بعملية ترهيب هنا؟ قد يكون البعض مع المراقبة، لكن مع الثقة والتوعية....
من المهم هنا أن نشير إلي بعض النقاط الواجب الاهتمام بها في تعاملنا مع الأبناء لتجنب بعض المخاطر مثل:
في النهاية فيلم Disconnect ينبه إلى خطورة التكنولوجيا الحديثة وكيف يمكن أن تعيد تعريف علاقاتنا الخاصّة والعامّة. الفيلم يعكس فكرة واحدة: الشبكة مكان مظلم، والأخذ بالتدابير الواقية واجب. ومهما بلغت درجة ذكاءنا ووعينا لابد من الحذر في التعامل مع الكثير من الافتراضيين الذين قد تصور لنا هذه الشبكة أنهم الأقرب وهم موضع الثقة. لابد من وجود فصل مابين الواقع الحقيقي والافتراضي. الفيلم يقدم الجوانب القاتمة للإنترنت على طبق واحد: سرقة الهوية والتسلط عبر الإنترنت والتواصل الاجتماعي المخادع، والمواقع التي تنعدم فيها القيود والقمار و ضمن سياق واقعي أقل ما يمكن التعبير عنه أنه الاغتراب الذي يعيشه الأفراد في المجتمعات المعاصرة، والذي حصل بفعل الإدمان على الإنترنت وثورة التواصل الاجتماعي.
اعداد: هيام حايك – كاتبة بمدونة نسيج