ربما شاهد البعض منكم فيديو "يوم مصنوع من زجاج A Day Made of Glass" وربما فكر الكثير ممن شاهدوه أن اليوم الذي ستكون فيه المعلومات متاحة بسهولة لأي شخص أينما ذهب ليس بالبعيد، وعندما نتحدث عن معلومات متاحة أينما نذهب لن نستطيع تخيل السياق الذي نتحدث عنه إلا بمشاهدة الفيديو. حيث نرى المستهلكين يستطيعون وباستخدام أجهزتهم النقالة الوصول إلى المحتوى في كل مكان يذهبوا إليه، وبالتالي فإن البيئة الرقمية تتحول باستمرار لاستيعاب سلوك المستهلك. ومع توسع التكنولوجيا، ومع توفر أجهزة تزداد ذكاءً يوما بعد يوم، سوف نبدأ في رؤية فرص جديدة في كل مكان حولنا وسوف تبدأ هذه الأجهزة المتصلة العمل على تغيير تعامل المستهلكين مع هذه الوسائط. الفيديو يظهر تحول جميع ألواح الزجاج الموجودة في حياتنا بكل أشكالها إلى ما يمكن أن يطلق عليه في المستقبل ”الزجاج الذكي“ الذي يستطيع التفاعل مع المستخدم والتحول من استخدام إلى آخر حسب ما يطلب منه وحسب الأداة والجهاز الذي يتعامل معه.
تخيل أن تكون قادراً على الوصول إلى المعلومات في الحمام، في حين أنت تغسل يديك، أو حتى أثناء القيام بإعداد الأطباق في المطبخ. هناك شركة يابانية تدعى Seraku تجعل هذا الاحتمال قائماً من خلال النموذج التجريبي Android-powered mirror. حيث يتم توصيل مرآة إلى أجهزة أندرويد اللوحية Android tablet ومن ثم تبرز واجهة على المرآة. تستخدم أجهزة استشعار الترددات اللاسلكية (RF) والتي تكشف فيها المنطقة القريبة من يديك وتستخدمها للعرض والوصول إلى المحتوى دون الحاجة إلى لمس السطح جسديا. يمكن للمستخدم التحقق من الطقس، الألعاب الرياضية، وضغط المياه ودرجة الحرارة أثناء غسل اليدين، وحتى وزنهم من خلال الارتباط بشبكات قياسية.
[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=SuOdwxGxvjk&w=420&h=315]
هذا النوع من التكنولوجيا ثورة في شاشات العرض وطريقة حصول الناس على المعلومات حول المنتج، ومن هنا يجب على المسوقين البدء في دراسة الطرق التي يمكن استخدامها.
بدأ العديد من الناس تربط حياتهم اليومية بشبكاتهم الاجتماعية. وعند رصد لسلوك المستهلكين نري الكثير منهم، عندما يدخلون إلى مطعم جديد يقوموا بالدخول إلى مواقع الشبكات الاجتماعية الجغرافية أو التي تعتمد على تحديد المواقع مثل Gowalla و Forusquare حيث تقوم الشبكات الاجتماعية بالتعرف على الأماكن المحددة في المنطقة التي هم فيها من خلال تقنية GPS أو تراهم يستخدمون الفيسبوك وذلك لكي يعرف الآخرين أين هم، كما أن البعض يستخدمون باستمرار تطبيقات مثل إينستاجرام Instagram أو بينتيريست Pinterest لتحميل الصور إلى تويتر أو الفيسبوك ليرى الآخرين ما يفعلون. وبعد أن كان الناس يتباكون يوما ما بالمثل الشعبي "داري على شمعتك تقيد". نراهم اليوم مرئيين أمام الجميع ويفاجئك أحدهم وقد كتب على صفحته على الفيسبوك "صحيت من النوم"!! ماذا يعني ذلك؟؟!!!! سلوك جديد أوجده عالم رقمي بدأ يغير فينا الكثير تدريجيا وفي كثير من الأحيان دون وعي لذلك...
الناس تريد وترغب بذلك، والشركات الذكية تخلق من الرغبات مكاسب وأموال...
لم تعد حياتنا الاجتماعية هي المرئية للآخرين فحسب، بل تعدي الأمر أبعد ما نتخيل، حيث بدأنا نسمح للآخرين بمراقبة عاداتنا الغذائية ومتى نأكل؟ ومتى نشرب؟ ومتى نفتح الثلاجة!
شركة Meta Real، والمتخصصة في إعادة تأهيل النظام الغذائي وفقدان الوزن لأكثر من 25 سنة، تساعد عملائها على تناول الطعام بشكل صحيح، ولكن بطريقتها الخاصة، وجدت هذه الشركة مشكلة في التواصل مع عملاءها والبقاء على اتصال معهم في وقت متأخر من الليل. فكان الحل في قفل الثلاجة الافتراضي Virtual Fridge Lock المتصل بالشبكات الاجتماعية. وهو جهاز مغناطيسي يعلق على جانب الثلاجة، يساعد المستخدمين على التمسك بوجباتهم الغذائية عن طريق إرسال تنبيه إلى شبكاتهم الاجتماعية عند فتح الثلاجة في وقت متأخر من الليل.
يتم توزيع هذا القفل الافتراضي على زبائن شركة Meta Real عندما يقومون بالتسجيل على البرنامج. في كل مرة يتم فتح الثلاجة في وقت متأخر من الليل، يرسل الجهاز تنبيها إلى الشبكات الاجتماعية للمستخدم، ليخبر كل أصدقاء المستخدم والمسئولين في برنامج التأهيل عن إخلاله بالاتفاق وعدم قدرته على ضبط نفسه. ومن ثم تبدأ التعليقات والرسائل على غرار"انتبه يا رجل كلنا نراك".
[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=PsCGnbMpxOk&w=560&h=315]
وكما نلاحظ أصبح الناس يستطيعون الوصول إلى كمية أكبر من المحتويات، لاسيما مع ما يقرب من 116 مليون من مستخدمي الهواتف الذكية ونحو 55 مليون مستخدم الكمبيوتر اللوحي. بالإضافة إلى إمكانية مزامنة هذه الأجهزة إلى جهاز التلفزيون، وأجهزة الألعاب، والسيارات.
من الواضح أن الأجهزة المتصلة بالإنترنت ستصبح المحرك الرئيسي في كيفية إرسال واستقبال المعلومات للمستهلكين باستخدام عدد مختلف من الأجهزة للوصول إلى المحتوى، وبالتالي سوف يجد المسوقين أنه لا مفر من بناء الاستراتيجيات الرقمية التي تتكامل وهذه التقنيات، للمحافظة على الاستمرارية وضمان الحصة السوقية التي تتطلع إليها الشركات.
يتغير استخدام المستهلكين للمنصات الرقمية بسرعة البرق. ذلك يستدعي قيام وحدات التسويق في مؤسسات التعليم العالي باستشراف المستقبل لتحديد الخطوات المستقبلية والتي تضمن الاستمرارية وتحقق المنافسة. فليس سرا أن مؤسسات التعليم العالي تمر بمرحلة تنافسية أكثر من أي وقت مضى. اليوم نرى المؤسسات التعليمية تتنافس بشكل محموم في محاولة للتسلق فوق بعضها البعض لتكون أول من يصل إلى الطلاب المحتملين. وليس فقط بهدف الربح وحسب. فالعديد من المؤسسات غير الربحية تحشد الميزانيات لإدارات التسويق وللدعاية الخاصة بهم من أجل التمسك بمكانتهم من السوق، حيث يكرس البعض منها أكثر من 20% من الإيرادات السنوية لصالح الحملات التسويقية. ودائماً ما تكون القوة الدافعة وراء هذه القرارات هي التوقعات المتزايدة لأعداد الطلاب.
الأساليب المتنوعة للتعلم التي برزت بفعل التكنولوجيا، وما يرافقها من مجموعة واسعة من تفضيلات الطلاب، يعني أن المؤسسات أصبحت بحاجة إلى الاستجابة مع حلول البرامج والخدمات الجديدة. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن يفهم الطلاب و بوضوح كيفية مواءمة هذه الخيارات مع حالات فريدة من نوعها. هذا الواقع يعني إجراء إصلاح جذري لعمليات التعليم الحالية بما يتناسب والتغييرات التي قد تشمل:
أي مؤسسة ذات قدرة تنافسية عالية من المرجح استخدامها للتكنولوجيا لتأسيس و إدارة العلاقة الشخصية لذوي الاستفسارات. للأسف، هذا التخصيص في كثير من الأحيان لا يتجاوز مستوى الفائدة من البرنامج. ولكن لدينا الآن تحليلات الويب المتاحة لتحديد وتوقع احتياجات الطلاب المحتملين حتى قبل البدء في تعبئة نموذج الالتحاق. مما يتيح المجال لنتوقع متطلبات جماهيرنا ذات الصلة ومراقبة سلوكهم حتى قبل أن تصل إلى موقعنا على شبكة الإنترنت. فتحليل أجهزة الوصول إلى الإنترنت تتطلب توفير تعليم يتناغم وهذه الأجهزة. شريحة كبيرة من الطلاب تستخدم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وهي فرصة لتسويق محتوي تعليمي يتناسب وهذه الأجهزة.
عملية الاستعراض الشهري لنتائج الحملات التسويقية لتخصيص الموارد وتعديل خطط التسويق قد ولت، وأصبحت لا تتناسب وسوق يتسم بدرجة عالية من التنافس. يجب أن يكون هناك قسم من أقسام التسويق والتكنولوجيا لديه الخبرة، متواجد في مكان ما، للاستفادة من البيانات التي يتم التقاطها والأنشطة الجارية التي تسفر عنها تحليل البيانات. وهذا يتطلب تكنولوجيا متطورة، والتكامل المحكم بين الأنظمة، وتحليل البيانات وإعداد التقارير المستمرة. يجب على إدارات التسويق توسيع القدرات التحليلية ومواءمة هذه المهام مع أنشطة التوعية والقبول.
البطاقات البريدية، وعروض الكتب والمراسلات المطبوعة والتي يمكن القول أنها بدأت تتآكل، لابد من النظر فيها ومراجعة مدى جدواها في ظل انتشار الأجهزة المحمولة. وسيكون من الضروري النظر للمحمول على أنه أكثر من وسيلة للاتصال. فالمسوقين بحاجة إلى تطوير محتوي تسويقي تفاعلي بالكامل يتلاءم و مجموعة متنوعة من الأجهزة النقالة.
عقبات أمام التسويق في مؤسسات التعليم العالي
إعداد: هيـام حـايك – كاتبة بمدونة نسيــج
المصادر:
http://www.xanedu.com/blogs/digital-accesibility-effects-higher-education-publishing/