"في السنوات الخمس المقبلة سوف تتنافس الشركات الغربية، مع رجال الأعمال الأفارقة الشباب الذين سينجحون في بناء الجيل القادم من الشركات ذات رؤوس أموال بالمليارات."
هذ ما يتوقعه Mariéme Jamme، رئيس مجلس إدارة Spot One Global Solutions والمتخصصة في مساعدة شركات التكنولوجيا في أفريقيا وأوروبا وأمريكا لتطوير أعمالهم، ودخول أسواق جديدة، والعثور على شركاء في مناطق جديدة.
يقف وراء هذا التوقع الأدوار الجديدة للتكنولوجيا وتعزيزها لتحقيق المساواة في إمكانية الوصول إلى المعلومات حول العالم، ليس للدول النامية فحسب بل للعديد من المجموعات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية.
التكنولوجيا الجديدة هي موكب مستمر لا هوادة فيه,,, يوميا هي في تغير ,,, ويوميا تطالعنا التكنولوجيا جديدة وعلى جبهات عديدة ,,, وعادة ما يعلن عنه باعتباره إنجازا عظيما، وقائمة "الأشياء العظيمة المقبلة" تنمو أكثر من أي وقت مضى.
بالطبع ليس كل التكنولوجيا الناشئة سوف يكون لها نفس التأثير على تغير المشهد السياسي والاجتماعي, إلا ان هناك تكنولوجيات سيكون لاحقا لديها القدرة على تعطيل الوضع الراهن، وتغيير طريقة معيشة الناس وعملهم وإعادة ترتيب المنظومات القيمية. ولذلك فمن الأهمية بمكان فهم قادة الأعمال والسياسة لهذه التكنولوجيات التي تهمهم وتنظيم أوراقهم وفقا لذلك.
اشار تقرير معهد كينزي العالمي ( 2013 ) والذي حمل عنوان: " التكنولوجيات المدمرة: التقدم الذي سيحول الحياة ، والأعمال التجارية، والاقتصاد العالمي." الي 12 تقنية والتي يمكن أن تقود التحولات الاقتصادية الضخمة وتحدث اضطرابات في السنوات القادمة.
وقد تم تقدير التأثير الاقتصادي المحتمل لها ما بين 14 تريليون دولار و 33 تريليون دولار في سنويا في عام 2025. هذا التقدير يعتمد على تحليل متعمق للتطبيقات التكنولوجية المحتملة الرئيسية والقيمة التي يمكن أن تنشأ من خلال العديد من الطرق، بما في ذلك فائض المستهلك consumer surplus والذي يرتفع من خلال منتجات أفضل , وأسعار أقل وبيئة أنظف، وصحة أفضل.
ومن الأمثلة على التكنولوجيات التي سماها التقرير بالمدمرة ما يلي:
الإنترنت عبر الهاتف النقال Mobile Internet
خلال بضع سنوات ليست بالكثيرة تحول استخدام الأجهزة المحمولة التي تدعم خدمة الإنترنت من باب الترف والرفاهية لشريحة من الأفراد ليصبح أسلوب حياة لأكثر من مليار شخص يمتلكون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية .
في الولايات المتحدة، حوالي 30% من صفحات الويب وما يقارب من 40% من وسائل التواصل الاجتماعي يتم الوصول إليها وتصفحها من خلال الأجهزة النقالة، من المتوقع بحلول عام 2015، أن يتجاوز استخدام شبكات الإنترنت اللاسلكية استخدام السلكية منها . الانتشار الواسع للتطبيقات يُمكن المستخدمين من التعامل مع الروتين اليومي لحياتهم بطرق معرفية جديدة، و التفاعل مع العالم المادي من حولهم بادراك ومفهوم جديد. تكنولوجيا الإنترنت عبر الهاتف النقال تتطور بسرعة، مع واجهات وأشكال بديهية جديدة، بما في ذلك أجهزة يمكن ارتداؤها. الإنترنت عبر الهاتف النقال يحتوي على تطبيقات خاصة بشركات القطاع العام والخاص، والتي تعمل على تسهيل وتمكين العديد من الخدمات بكفاءة أكثر, وخلق فرص لزيادة القوى العاملة الإنتاجية في الاقتصاديات النامية. الإنترنت عبر الهاتف النقال يمكن مليارات الناس من العمل في عالم متصل.
أتمتة العمل المعرفي Automation of knowledge work
التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وواجهات المستخدم الطبيعية (على سبيل المثال، التعرف على الصوت) يتيح إمكانية أتمتة العديد من الأعمال والمهام المعرفية التي طالما كانت تعتبر مستحيلة أو غير عملية لأداء الآلات. على سبيل المثال، يمكن لبعض أجهزة الكمبيوتر الإجابة على الكثير من الأسئلة العامة , كالاستفسار عن برنامج معين. لذلك الموظفين أو العملاء يمكنهم الحصول على المعلومات من تلقاء نفسهم ودون الحاجة إلى تدريب متخصص. هذا يفتح آفاقا واسعة للتغيير في مجال تطوير و تنظيم العمل المعرفي. كما يمكن استخدام أدوات التحليل المتطورة لزيادة مواهب الموظفين ذوي المهارات العالية، وفي وجود تزايد للأعمال المعرفية التي يمكن تقوم بها الآلات, من الممكن أيضا أن تصبح بعض أنواع الوظائف مؤتمتة بالكامل.
إنترنت الأشياء Internet of Things
ونعني بإنترنت الأشياء اندماج الأشياء المادية في الإنترنت بتضمين شرائح ذكيه لتصبح الأشياء قادره على الاتصال وبالتالي تصبح عنصرا مشاركا ونشطا في الحياة اليومية والعمليات التجارية. والخدمات المتاحة للتفاعل مع هذه "الأشياء الذكية" عبر الإنترنت عديده منها:
- الاستعلام عن مكان وجود الشيء أو التغير في حالته,
- رصد تدفق المنتجات, مما سيساعد الشركات على تلافي نفاذ بالمخزون أو خسارة بالمنتجات لأن جميع الأطراف المعنية (سواء كان إنسان أو شي مادي) من شأنها التعرف على أي من المنتجات المطلوبة والمستهلكة.
- متابعة القطع المسروقة والتعرف على موقعها بسهوله.
- سهولة التحكم بالأشياء ومتابعتها عن بعد.
- متابعة نمو المحاصيل من خلال تتبع تدفق المياه من خلال الأنابيب.
إنترنت الأشياء يساعد الشركات ومؤسسات القطاع العام على إدارة الأصول وتحسين الأداء، وخلق نماذج تجارية جديدة. مع المراقبة عن بعد، كما أن إنترنت الأشياء لديها أيضا إمكانات كبيرة لتحسين صحة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويقلل من الأسباب الرئيسية لارتفاع تكاليف الرعاية الصحية
التكنولوجيا السحابية Cloud technology
تعتمد البنية التحتية للحوسبة السحابية على مراكز البيانات المتطورة والتي تقدم مساحات تخزين كبيرة للمستخدمين كما أنها توفر بعض البرامج كخدمات للمستخدمين. وهي تعتمد في ذلك على الإمكانيات التي وفرتها تقنيات الويب 2.0.
مع التكنولوجيا السحابية، يمكن أن يتم تداول أي تطبيق أو خدمة على شبكة الإنترنت، مع الحد الأدنى من البرامج أو تجهيزات التخويل المطلوبة. من أجل القيام بذلك، موارد تكنولوجيا المعلومات (مثل الحوسبة والتخزين) تتاح على أساس توفير خدمات إضافية حسب الحاجة، وتتم الإضافة بسلاسة، دون الحاجة إلى استثمار في الأجهزة الجديدة أو البرمجة. السحابة تعمل على تمكين النمو الهائل المستند إلى خدمات الإنترنت سواء على مستوي البحث أو تدفق وسائل الإعلام وتخزين البيانات والممتلكات الشخصية (الصور والكتب والموسيقى)، وتُعد القدرة على نقل البيانات الشخصية على المستوى الدولي من المكونات الحيوية للعولمة الاقتصادية، شأنها شأن التدفق الدولي لرأس المال والتجارة الدولية، وينبغي أن تنال نفس الدرجة من الاهتمام. فضلا عن أن قدرات المعالجة قادرة على تمكين أجهزة الإنترنت النقالة لتفعل العديد من الخدمات مثل الاستجابة إلى الأوامر المنطوقة كالسؤال عن الاتجاهات. تشمل المزايا التجارية لخدمات الحوسبة السحابية خفض تكاليف تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات، والنفاذ إلى مجموعة واسعة من التطبيقات (دون الحاجة إلى تنزيل أو تركيب أي شيء)، والنفاذ المتاح في أي وقت وفي أي مكان، والمرونة في استيعاب الطلبات المتغيرة لأن العملاء يدفعون مقابل الخدمات التي يحصلون عليها فقط. يمكن للسحابة أيضا تحسين اقتصاديات تكنولوجيا المعلومات للشركات والحكومات، و توفير قدر أكبر من المرونة والاستجابة. أخيرا، يمكن للسحابة تمكين نماذج تجارية جديدة تماما.
تتنبأ شركة سيسكو بأن “الحركة العالمية السنوية للحوسبة السحابية عبر بروتوكول الإنترنت ستصل إلى 1,6 زيتابايت في نهاية عام 2015 وبأن حركة الحوسبة السحابية عبر بروتوكول الإنترنت ستمثل أكثر من ثُلث (34 في المائة) من مجموع حركة مراكز البيانات بحلول 2015.
الروبوتات المتقدمة Advanced robotics
على مدى العقود القليلة الماضية ، اتخذت الروبوتات الصناعية للقيام بالمهام الجسدية الصعبة والوظائف الخطرة ، أو القذرة ، مثل للحام و الطلاء بالرش, وفي المجالات الخاصة بالطاقة الذرية حيث يعتبر فلز اليورانيوم المشع المادة الخام الأساسية في هذه الصناعات. ونظرا لأن هذا الفلز من العناصر الخطرة جدا , حيث لو وجدت منه كمية قليلة جدا فإنها تصدر إشعاعات غير مرئية (إشعاعات ألفا وبيتا وجاما) وهي إشعاعات ذرية تخترق الخلايا البشرية وتقتلها تماما.
وقد كانت هذه الروبوتات في السابق مكلفة ، ضخمة ، وغير مرنة موصولة بالأرض و محاصرة لحماية العمال . الآن ، الروبوتات أكثر تقدما تكتسب الحواس المعززة والبراعة والقدرة الاستخباراتية ، وذلك بفضل التطور الهائل للحواسيب و الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار و التقنيات و الهوس في تطوير البرامج الفضائية. هذا التطور يسهل من تعامل العمال مع الروبوتات و التفاعل معها. كما يوفر احتمالات لأن تكون مدمجة أكثر و قابلة للتكيف، مما يجعل من الممكن نشرها بسلام جنبا إلى جنب مع العمال.
و بسبب التقدم في الاتصالات اللاسلكية مثل واي فاي (أي في الشبكات المنزلية)، فقد ارتفعت قدرة الروبوتات الدقيقة على الاتصال للغاية، وأصبح بإمكانها التعاون مع الروبوتات الدقيقة الأخرى في إنجاز مهام أكثر تعقيدًا. من المتوقع أن تكون الروبوتات الدقيقة ناجحة جدًا في الكثير من التطبيقات، مثل البحث عن الناجين في أنقاض المباني المنهارة بعد الزلازل، أو عمليات فحص القناة الهضمية.
تؤدي الروبوتات حاليا الكثير من الأعمال في المصانع، وقد أدّى هذا إلى إنتاج مكثّف لعدد من البضائع بشكل أبخس، كما يمكن لها أن تضع مئات الآلاف من المكونات الإلكترونية في ساعة، وبهذا فهو يتفوق على الإنسان في السرعة والدقة والموثوقية.
هذه التطورات يمكن أن تساهم في عملية استبدال وإحلال للأيدي العاملة في الكثير من أكثر مهام التصنيع ، وكذلك في عدد متزايد من الخدمات والوظائف والتي ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية و استعمال التجهيزات بشكل فعال و تخفيض تكاليف العمل، وإنجاز العمل في وقت أقصر وتأمين عائدات استثمار جيدة.
الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D printing
حتى هذه اللحظة لايزال يتم استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى حد كبير من قبل بعض مصممي المنتجات والهواة وفي بعض تطبيقات التصنيع المنتقاة . ومع ذلك، فإن القيمة المضافة في التصنيع الألي يتحسن، و مجموعة من المواد المستخدمة تتوسع، و الأسعار ( لكلا الطابعات والمواد) آخذة في الانخفاض بسرعة ، وبذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد تذهب بالصناعة إلى نقطة حيث يمكن أن نرى التبني السريع لها من قبل المستهلكين واستخدامات التصنيع.
مع الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن للفكرة أن تتحول من تصميم جرافيكي إلى جزء من منتج نهائي متخطيا العديد من مراحل التصنيع الاعتيادية ، ومن الميزات في الطباعة ثلاثية الأبعاد أنها تساعد في صناعة منتجات حسب الطلب مما يساعد في تحسين عملية الإنتاج وتوفير قطع التبديل والصيانة. الطباعة ثلاثية الأبعاد توفر العديد من المواد الخام المستهلكة في الصناعة التقليدية وتسمح بتصنيع أدوات وأشكال صعبة وفي بعض الأحيان مستحيلة التصنيع في الطريقة التقليدية،،،استطاع العلماء أيضاً من تطوير التقنية واستخدام "الطباعة الحيوية" التي تكون أعضاء حيوية عن طريق ترتيب عدة طبقات من الخلايا البشرية ومواد معززة لها للنمو والحماية
الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون لها قدرة كبيرة على دعم القطاع الصناعي والمنتجات الاستهلاكية وتحقيق وفورات كبيرة فمثلاً حقيبة أو جراب حماية تليفون آي فون يكلّف 27 سنتاً لطباعته في حين يوجد في محلات أبل بـ 20 دولاراً، كما أن الأجزاء المتوافقة مع عظام القدم في الأحذية، تكلف ما يتراوح بين 500 و800 دولار عند شرائها و2 دولار بطباعتها على الطابعات الثلاثية الأبعاد.
إعداد: هيـام حـايك – كاتبة بمدونة نسيــج
المصادر:
http://www.mckinsey.com/insights/business_technology/disruptive_technologies