من الواضح أن التعليم يمر بمرحلة تحول دراماتيكي, تفرضها التغُيرات المتسارعة لأنظمة التعلم, بفعل التكنولوجيا الجديدة. مما تتطلب تغيراً شاملاً في أنظمة التعليم، والعمل على توفير السبل اللازمة لإرساء ركائز التعليم الإلكتروني وخلق بيئة تعليمية قادرة على مواكبة التطور التقني المتسارع, سواء كان من خلال إدماج الأجهزة النقالة وحصول الطلاب على تعلمهم "في أي مكان وفي أي وقت" أومن خلال توفير المعلومات المتنامية بسرعة في أجهزة الكمبيوتر اللوحية والكتب الرقمية.
يثير هذا التغير تحديات واضحة للنماذج القائمة لطرق التفكير ، والتعلم، والتعليم، واتخاذ القرارات. ملامح المستقبل تبدو واضحة ووشيكة الحدوث, المستقبل الذي يحمل فيه الطلاب النصوص المدرسية وشبكاتهم الاجتماعية في حقيبة رقمية " digital backpack " خفيفة وسهلة الاستخدام ,ممتعة للقراءة ، وترتبط دائما مابين المعلومات والزملاء والمعلمين.
الانتقال من الكتب الدراسية الورقية إلى الكتب الدراسية الرقمية
في السنوات القليلة الماضية، شهدت المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم، توجه العديد من دور النشر إلى تحويل الكتب الدراسية الورقية إلى أشكال رقمية. يرجع ذلك لمجموعة متنوعة من الأسباب. من أسباب هذه التوجهات الحد من تكلفة الكتاب، حيث يبلغ سعر الكتاب الورقي حوالي ضعف سعر الكتاب الرقمي، بالإضافة إلى القضايا الصحية للطلاب و رغبة دور النشر في التقاط حصتها في سوق آخذة في فرض وجودها وتتوسع بشكل متسارع.
تلعب الحكومة دور مهم في قرار تبني الكتب الدراسية الرقمية في التعليم. ففي أوائل عام 2012 طالبت إدارة أوباما جميع المدارس الثانوية في الولايات المتحدة بتسريع عملية الانتقال إلى الكتب المدرسية الرقمية، والعمل على تسليم الكتب المدرسية الرقمية لكل طالب بحلول عام 2017. وبالفعل بدأت كثير من الولايات بتطبيق ذلك عملياً، على سبيل المثال:
القانون الجديد في ولاية فلوريدا طلب من جميع المدارس الثانوية الاعتماد فقط على الكتب المدرسية الرقمية بحلول عام 2015.
في سبتمبر 2012 وقعت مدارس Albuquerque العامة، في نيو مكسيكو، عقدا مدته 7 سنوات مع Discovery Education قيمته 11300000 $ من أجل تحويل الكتب الورقية إلى كتب رقمية.
في عام 2012، ذكرت شركة أبل أن المدارس الأمريكية في أكثر من 600 منطقة قد اشترت لاب توب لجميع طلابها.
كما تعد كوريا الجنوبية من الدول التي بدأت باعتماد الكتب الدراسية الرقمية في المدارس والجامعات، ففي عام 2011 أعلنت وزارة التعليم في كوريا الجنوبية وضع ميزانية قيمتها 2400000000 $ لتمكين جميع الفصول في البلاد للتحول إلى الكتب الرقمية بحلول عام 2015. هذا الاستثمار كان جزءا من خطة كوريا الجنوبية الجديد للتعليم والتي أسمتها "التعليم الذكي" والتي من شأنها أن تسمح للطلاب في جميع أنحاء البلاد بحمل جهاز أيباد خفيف نسبياً، بدلا من الكتب المدرسية الثقيلة.
كورس سمارت Coursemart رائدة للكتب الدراسية الرقمية:
تعد Coursesmart الآن واحدة من الأسماء المشرقة في مجال الكتب الدراسية الرقمية. إنها توفر أكثر من 48.000 من الكتب الدراسية الرقمية، وهو ما يمثل 90٪ من الكتب المدرسية الأساسية المستخدمة حاليا في التعليم العالي في أمريكا الشمالية. تمكن كورس سمارت Coursemart الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من:
الوصول إلى أكبر مجموعة من الكتب الدراسية الإلكترونية على مستوى العالم وغيرها من المواد الدراسية الرقمية.
تمكين الطلاب- بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة – من الوصول إلى الكتب الدراسية الرقمية سواء كانوا متصلين أو غير متصلين بالإنترنت.
تصفح الكتب بكل سهولة ويسر مع إمكانية إضافة التعليقات والحواشي، وإجراء البحث، وتحديد النصوص، وأخذ نسخة منها باستخدام أدوات النسخ واللصق.
الوصول إلى أحدث التطورات التي تم إدخالها على منتجات CourseSmart، بما فيها إتاحة تحليلات CourseSmart والمحتوى التفاعلي، مما يرفع مستوى مشاركة الطلاب ويقلل التكاليف.
كما تتوافق الكتب الرقمية التي توفرها CourseSmart مع كافة الأجهزة، وتدعم أي جهاز يمكنه الاتصال بالإنترنت مثل الحاسوب المحمول، وأجهزة iPad، والأجهزة النقالة التي تعمل بنظام Android.
CourseSmart تجربة جريئة لتحليلات التعلم:
أوجدت برامج الكمبيوتر الأدوات التي تساعد المدرسين على تفصيل الدروس حسب الاحتياجات الفردية للطلاب وفقاً لتقدمهم الدراسي، حيث يرسل برنامج الكمبيوتر معلومات إلى المعلم عن كل طالب، مبيناً الانجازات والإخفاقات التي يحققها الطلاب. ذلك يساعد المدرس على تخصيص الدروس حسب قدرات المتعلمين.
بدون مثل هذه البرامج، فإنه سيكون من المستحيل تعديل محاضرة حسب احتياجات كل طالب، ولكن التقنية يمكن أن تساعد على تقديم مستوى متخصص من التعليم.
يذهب ديفيد سترفيلد David Streitfeld الكاتب في صحيفة New York Times إلى ما هو أبعد من الشكل والتفصيل الفردي للدروس حسب احتياجات المتعلمين. فهو يري في CourseSmart تجربة جريئة، فأن يكون هناك أستاذ واحد لأعداد هائلة من الطلاب، هذا بحد ذاته جهد جريء بدأ بالفعل يؤثر على كيفية إعداد المعلمين للمواد والمحاضرات وكيفية ردود الطلاب عليها.
CourseSmart تمكن المعلمين من التعرف على الصفحات التي يتخطاها الطلاب، والإخفاقات في التركيز على النقاط الهامة التي تحتويها المادة، ومن هم الطلاب الذين حتى لا يكلفون أنفسهم عناء تدوين الملاحظات وأولئك الذين لا يقومون بفتح الكتاب على الإطلاق". يقول Streitfeld، "تعامل الطلاب مع المواد الدراسية ومدي انخراطهم مع المواد المقدمة قد يعطي الكليات الإنذار المبكر حول الأماكن التي أخفق فيها الطلاب "ولكن المعلم، أو الإدارة أو المدرسة ككل ليست نهاية لسلسلة من المعلومات. في نهاية المطاف، فإن تدفق البيانات إلى الناشرين، يساعد في إعداد طبعات جديدة معدلة .
يعتقد Vincent Aleven المحاضر في جامعة بيتسبرغ Pittsburgh أن هذه الأدوات يمكن أن تساعد المدربين على رؤية عملية التعلم للطلاب. هذه الأنواع من الدروس تساعد على تقييم نهج التعليم وحل المشاكل وتوفير التغذية الراجعة على مدار المسار التعليمي. النظام يرسل رسائل خطأ إذا اتبع الطالب نهجا غير صحيح، ويوفر تلميحات الإجابة الصحيحة إذا تم طلب ذلك من قبل الطالب. كما يمكن للمشرفين الحصول على تحليل مفصل حول المنهجية التي استخدمها الطالب في حل المشكلة، وليس فقط ما إذا كان الطالب قد وصل إلى الجواب النهائي بشكل صحيح.
خارج الفصول الدراسية، توفر نظم الإشراف الذكية مثل CourseSmart البيانات الكثيرة التي يمكن أن تساعد الآباء والأمهات وغيرهم علي تحديد المدارس والجامعات الفاشلة. هذا التطبيق على شبكة الإنترنت يتيح لأولياء الأمور مقارنة المدارس والجامعات والإنجازات التي تحققها واختيار الجامعة الأفضل لأبنائهم، بناءً على تلك المواصفات.
[youtube http://www.youtube.com/watch?v=pfdxxxQocy8&w=560&h=315]
استطلاع Coursesmart : ازدياد الاعتماد على الكتب الدراسية الرقمية
أشارت دراسة مسحية أجرتها Coursesmart حول اعتماد الكتب الدراسية الرقمية، وعادات الدراسة إلى مستقبل لامع للكتب الدراسية الرقمية. شمل المسح 500 طالب وطالبة، وقد كشفت نتائج المسح الذي تم في مارس 2013 ما يلى:
معظم أفراد العينة (99٪) يملك الآن جهاز رقمي واحد على الأقل، مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة (93٪)، والهواتف الذكية (78٪)، والأجهزة اللوحية (35٪)، وهذه الأجهزة هي الأكثر شيوعا.
الغالبية العظمى من الطلاب (68٪) تستخدم ثلاثة أو أكثر من جهاز كل يوم.
47٪ من الطلاب يتحققوا من أجهزتهم كل 10 دقائق.
59٪ من الطلاب يفضلون جلب الحاسب المحمول أو الأجهزة اللوحية كأداة دراسية، بينما يفضل 41٪ فقط جلب الكتب المدرسية.
79 ٪ من الطلاب أفادوا باستخدام الكتب الدراسية الرقمية (يمثل هذا ارتفاع من 63 ٪ في عام 2011 ) . كما أن ثلثي الطلاب يستخدموا الكتب المدرسية الرقمية أحيانا كثيرة.
7.1٪ فقط من الطلاب اشترى أو استأجر الكتب المدرسية الرقمية.
من الواضح أن هناك تزايداً في الاعتماد على الكتب الدراسية الرقمية. عربيا قد يكون استخدام الكتب الرقمية لم يحقق الانتشار الذي يتحقق في العديد من الدول الأجنبية، وهذا يجعلنا نتوقع: هل أن تستطيع كورس سمارت CourseSmart أن تحقق الانتشار الذكي وإتاحة منصة أمام الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، والمؤسسات في العالم العربي الوصول إلى الكتب الدراسية الرقمية والأدوات الإلكترونية؛ مما يعزز تجربة التعلم لديهم ويشجعهم على الانخراط في مزيد من المشاركة التفاعلية
إعداد: هيـام حـايك- كاتبة بمدونة نسيــج
المصادر: The Digital Reader