التدريب الافتراضي هو أكثر من مجرد محاضرة مباشرةأو عرض تقديمي بسيط. التدريب الافتراضي هو درجة عالية من التفاعلية، مباشر أون لاين online، متزامن له مدرب يقود الفصل. له أهداف تعليمية محددة وواضحة؛ مشاركون يتواصلون من مناطق جغرافية مختلفة.
يُعرف التدريب الافتراضي بأنه نظام تدريب نشط Active Training غير تقليدي يعتمد استخدام مواقع شبكة الإنترنت لتوصيل المعلومات للمتدرب والاستفادة من العملية التدريبية بكافة جوانبها دون الانتقال إلى موقع التدريب ودون وجود المدرب والمتدربين في نفس الحيز المكاني مع تحقيق التفاعل ثلاثي الأبعاد (المحتوى التدريبي الرقمي- المتدربون - المدرب والمتدربون) وإدارة العملية التدريبية بأسرع وقت وأقل تكلفة.
يعتمد التدريب الافتراضي على منصات الفصول الدراسية التي يتم تصميمها للتدريب على الإنترنت. يستحسن في التدريب الافتراضي أن تحتوي الفصول الدراسية على عدد محدود من المشاركين ويفضل أن لا يتجاوز العشرين مشارك لتحقيق أقصى قدر من التفاعل والحوار والاستفادة.
قد يكون التدريب الافتراضي أحد الحلول المهمة للتغلب على العوائق التي تواجه المؤسسات والأفراد وصناع القرار سواء كانت المعوقات على مستوي البعد الجغرافي أو البعد المالي على حد سواء، التدريب الافتراضي يقدم المنحى المقنع والنتائج الفعالة لتلك التحديات.
نحن هنا بصدد تقديم الخطوط العريضة للمزايا التي ينبغي أن تنظر إليها المنظمات عند التفكير في تبني التدريب الافتراضي.
يتم تصميم التدريب الافتراضي بشكل يتلاءم مع الكثير من الناس التي تعمل وتتعلم في آن واحد, فالتدريب الافتراضي يقدم نماذج لأشكال من التعلم وفرتها التقنية المتقدمة، والتي تشتمل على مجموعة متنوعة من أدوات توفر نظام تدريبي متكامل بالنص والصوت والصورة, تتسم بقدرة عالية على التكيف مع ظروف الأفراد وتحقق مبدأ التعلم المستمر, كما تشجع على التفكير و تعزيز المعرفة والمهارات الجديدة مع مرور الوقت. في نفس الوقت وجود المتدربين في أماكن عملهم يعمل على ضمان عدم تعطل الإنتاجية, هذا بالإضافة إلى تمكينهم من ممارسة ما تعلموه بشكل آني.
لا يعنى كونه تدريب افتراضي أن المشاركين لا يستطيعون الانخراط في عملية التدريب، وخصوصا أولئك المهنيين الذين لديهم بالفعل العشرات من العوامل التي قد تؤثر على اهتمامهم في الفصول الدراسية. ولكن الواقع يشير إلى أنه عندما يتعلق الأمر بإشراك المتعلمين الذين هم غير مدفوعين لذلك التدريب, فسوف يعرفون كيف يستفيدون من هذا التدريب وينخرطون فيه بعد ترتيب جداول العمل الخاصة بهم. هذا بالإضافة إلى أن البرامج التدريبية الافتراضية توظف العديد من الاستراتيجيات التي تشجع على إشراك المتدربين وتعمل على تحفيز و إلهام المتعلمين. فالتدريب الافتراضي هو أكثر بكثير من مجرد الويبينار، إنه نهج يعمل من خلال توفير بيئة تعلم افتراضية تثمن الإنتاجية, مدَّعمة بمحتوى غنى بالوسائط المتعددة، لتوضيح المفاهيم الأساسية بكفاءة, وتشجيع الحوار وإدارة الوقت, كما أنها مزودة بآليات لرصد المشاركة الفردية وضمان مساءلة المتعلم.
يتم تنفيذ الدورات الافتراضية من قبل مدربين متخصصين وذوي مؤهلات عالية من الداخل أو الخارج, ويراعى في تنفيذها موضوع الوقت فعادة مثل هذه الدورات الافتراضية تتراوح مدتها ما بين الساعة والساعة والنصف وذلك للمحافظة على حيوية المشاركين وتفاعلهم, لذا يتم التركيز في الدورات التدريبية الافتراضية على الجانب العملي والذي يضمن تحسين الأداء, وإمكانيات الممارسة بعد الانتهاء من اللقاء التدريبي, بدلا من التركيز على الجوانب النظرية للموضوع.
الكثير من المشاركين في الدورات الافتراضية يقومون بإنشاء منتديات النقاش والحوار مما يعزز تبادل الخبرات فيما بينهم.
ربما غني عن القول أن الميزة الأكبر التي يقدمها التدريب الافتراضي هي الملائمة، فالمتعلمون قادرون على:
تخيل أنك بعد لحظات ستكون في محاضرة حية مباشرة على الانترنت لمدة ساعة. أنت تخطط للمشاركة في هذه الجلسة من موقعك الحالي الذي تتموضع فيه. الآن انظر حولك ... ماذا ترى؟ كم عددالمشتتات المحتملة التي يمكنك تحديدها؟ ما الأشياء المرجحة لسرقة انتباهك أثناء تواجدك في الجلسة التعليمية التي ستكون بعد قليل على الإنترنت؟ إذا كنت مثلمعظم الناس، فمساحة العمل الخاصة بك بلا شك ستكون مليئة بالمشتتات المحتملة، والتي من شأنها أن تُعِيقَك عن المشاركة النشطة في هذه الجلسة الافتراضية. واذا كنت في البيت فاحتمالية المشتتات قد تكون أكثر. بالرغم من أن التدريب الافتراضي يقدم العديد من المزايا - بما في ذلك التعلم المريح في مكتبك أو بيتك - إلا أنه لا يخلو من التحديات.
كمصمم أو ميسر للتدريب الافتراضي، عليك أن تكون أكثر اهتماما بالمثيرات التي قد تشتت المتعلمين المتواجدين في التدريب الذي تقوم به. وهذا قد يكون الجزء الأكثر صعوبة من التدريب الافتراضي ألا وهو الحفاظ على التواصل مع جمهورك. لحسن الحظ، من خلال استخدام مجموعة واسعة من الأدوات المتاحة داخل المنصة، بالإضافة إلى لمسة من الإبداع، يمكنك الاحتفاظ بمشاركين متفاعلين معك طوال الدورة بأكملها.
من المهم أن نلاحظ هنا أنه ينبغي أن تركز الدورات التدريبية الافتراضيةعلى أهداف التعلم. وبالتالي، فإن الهدف من التمارين التفاعلية خلال الفصل هي أكثر من مجرد نشاط لأجل النشاط. وهي ليست مجرد أداة للعب. لابد أن نعي حقيقة أنه يتم تصميم الأنشطة من أجل التخطيط للحصول على هدف ما والاحتفاظ بالمشاركين المعنيين في العملية التعليمية الخاصة بهم. وهي مصممة لتكون مثيرة للاهتمام وذات صلة ومفيدة وجذابة للمتعلمين الكبار, وذات أهداف ومعنى مرتبط بالسياق الخاص بموضوع التدريب الافتراضي.
تصميم التمارين التفاعلية للفصول الافتراضية عملية بسيطة تتكون من ثلاث خطوات.
أولا: البدء بالنتيجة
نبدأ بالنتيجة التي يحتاج المشاركون إلى تحقيقها خلال هذا التدريب. من خلال قيامك بتحديد نقطة التعلمأو هدف محدد لتحقيقه، فإنك سوف تضمن أن الأنشطة التي تقوم بها سوف تقود نحو نتائج التعلم بشكل عام.
ثانياً: النظر في الأدوات المتاحة
تذكر أن هناك العديد من الطرقلتحقيق هذه النتيجة، وأن ما قد تحصل عليه باستخدام أداة معينة قد يغنيك عن الحصول عليه بأداة أخري, على سبيل المثال: عملية طرح سؤال واستقبال ردود المشاركينيمكن القيام بها في نافذة الدردشة، أو من خلال سؤال الاستطلاع، أو برفع الأيدي المُثارة. استخدام أي واحدة من هذه الأدوات يمكن أن يحقق الغرض. لذا من المهم النظر في جميع الخيارات المتاحة أولا، من ثمتضييق اختيارك, وبمجرد الانتهاء يبدأ العمل.
يوفر الشكل التالي قائمة بالأدوات المشتركة التي تتواجد في منصات البرامج التدريبية الافتراضية و يعرض نماذج لاستخداماتها .
ثالثا: قدراتك الإبداعية
هنا الدور هو دورك أنت, والمنصة والأدوات ملعبك التي يمكنك استخدامها بلا حدود! فالمنصة تحتوي على الأدوات العديدة وكل أداة لها وظيفة وأهداف تحققها ولكن استخدامها يتوقف على مقدار الإبداع في استخدامك لهذه الأدوات وتوظيفها لأدوات تفاعلية متدفقة لإشراك المشاركين. عملية التصميم هذه مزيج من "الفن" و "العلم"، فالمنصة توفر لك الأدوات التي تعمل بطريقة معينة, وهذا هو العلم. أما التصميم الذي يعتمد على إبداعك فهذا هو الفن، ويتضافر هذان الجانبان ( العلم والفن) معا لخلقتمرين تفاعلي.
نماذج للأنشطة التفاعلية
كثيرة جدا تلك الأنشطة التفاعلية التي من الممكن استخدامها داخل الفصول الافتراضية. نقدم هنا يعض الأنشطة "جاهزة للاستخدام". يمكنك استخدام هذه التمارينمن خلال تعديلها وتكييفها للاستخدام الخاص بك. يمكنك أيضااستخدامها كنقطة بداية تساعدك على إطلاق شرارة الإبداع الخاص بك.
سحابة الكلمات أو غيمة الكلمات هي طريقة انتشرت في عالم الإنترنت مؤخرا لنشر الأفكار الجديدة.
هدف النشاط: بناء علاقة، ورفع الوعيبالموضوع الذي تم اختياره
الأدوات المستخدمة: مشاركة الشاشةScreen sharing
يبدأ هذا النشاط قبل بدء جلسة التدريب. حيث يتم من خلال البريد الالكتروني إرسال رسالة إلى المشاركين. إرسال رسالة بريد إلكتروني شخصيةلكل مشارك على انفراد يساعدك على بناء علاقة معه أو معها قبل بدء الدورة. كما أن هذه المرحلةتعزز مشاركة المشتركين من خلال دعوتهم للمشاركة. يمكنك من خلال هذه الرسالة أن تطلب من كل شخص الرد على سؤال سريعله علاقة بموضوع الدورة.
على سبيل المثال، يمكنك أن تسال المشاركين أن يصفوا خبرتهم حول التدريب الافتراضي. معظم المشاركين
في الغالب سيستجيبون للسؤال لأنه لن يأخذ منهم الوقت الكثير. بعد ذلك قم بتجميع هذه الكلمات وضعها على شكل غيمة سحابية باستخدام أحد البرامج المتوفرة على الإنترنت مجانا. وضع سحابة الكلمات على شريحة. ثم، خلال دورة تدريبية الافتراضية، وفي الوقت المناسب من الدرس، استخدم أداة تقاسم الشاشة لتبادل الشريحة والتي تحتوي على ردودهم. أطلب من المشاركين تحديد كل من الاستجابات الخاصة بهم والردود الأخرى التي كانت لها صدى لديهم.
هدف النشاط: معرفة مفردات الكلمات ذات الصلة المتعلقةبموضوع التدريب
الأدوات المستخدمة: توزيع الموادMaterial distribution
هل تشعر أن موضوعات التدريب التي تتكلم حولها من الممكن أن ينظر إليها البعض على أنها جافة ومملة؟ إذا كانت كذلك من المهم أن تضع بعض التوابل على تدريبك حتى لو كان ذلك مع لوحة بنغو! للعب هذه اللعبة الممتعة والتفاعلية, قم بتصميم مذكرة تحتوي على كلمات مرتبطة بموضوع التدريب وعلى غرار ورقة البنغو التقليدية، وتأكد من أن هذه الكلمات سيتم استخدامها خلال التدريب الافتراضي الذي تقوم به.
شارك هذه الوثيقة مع المشاركين باستخدام أداة توزيع المواد, واطلب منهم طباعة هذه المذكرة أو جعلها متاحة أمامهم على الشاشة حتى يتمكنوا من رؤيتها. من ثم قم بإخبارهم بالمهمة المطلوبة منهم والتي تتمثل في وضع علامة على الكلمة الموجودة في الورقة التي أمامهم عند سماعها أثناء التدريب. وفي حال اكتمل لديهم خط أفقي أو عمودي من الكلمات التي تم سماعها فعليهم أن يقولوا كلمة " بنغو" إما بصوت عال أو فينافذة الدردشة. يمكنك تقديم الجوائز الافتراضية للمشاركين مثل بطاقات الهدايا الإلكترونية، أوتطلب من المشاركين التصفيق للمشتركين الفائزين. هذا النشاط يحفز المشاركين على متابعة الاستماع للتدريب ويثير جو من الحماس داخل التدريب. نحتاج إلى هذا النوع من اللعب مهما كبرنا "لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا؛ إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب. - جورج برنارد شو ".
هدف النشاط: مناقشة موضوع يتصل بالتدريب
الأدوات المستخدمة: الدردشة
في كثير من الفصول والدورات التدريبية التي تكون وجها لوجه، من الشائع أن نقول "انتقل إلى
شخص بجانبك وتحدث معه في الموضوع إكس واي زد "XYZ" " أليس من الرائع أن تقوم بفعل ذلك النشاط نفسه في الفصول الافتراضية؟ بالطبع يمكنك ذلك باستخدامنافذة الدردشة!
الخطوة الأولى هي تكوين المجموعات وهذه قد تأتي بطريقتين, الأولى أن تعلن أنت عن تكوين المجموعات الزوجية، والثانية أن تترك الخيار للمشاركين في اختيار الأزواج وهذه التي يوصى بها أكثر ولكن في حالة شعورك أن المشاركين غرباء عن بعضهم البعض وهذا من الممكن أن تلمسه من الأحاديث الجانبية التي تدور في نافذة الدردشة, فيمكنك استخدام الخيار الأول.
بعد إعلان المشاركين عن تكوين المجموعات والذي يكون خلال وقت محدد تأتي مهمتك والمتمثلة في طرح سؤال له علاقة بموضوع التدريب الذي تقوم به افتراضيا, على سبيل المثال الموضوع الذي تقوم بطرحه حول الحوسبة السحابية. من الممكن أن يكون السؤال الموجه للمجموعات: " ماهي العوائق التي تحد من انتشار استخدام الحوسبة السحابية؟ " ومن ثم اطلب من المجموعات مناقشة ذلك داخل مجموعاتهم ومن ثم الخروج بتصور للإجابة والاتفاق على أن يطرحه أحدهم في نافذة الدردشة. لنتخيل معاً الحالة الموجودة أمامنا: مشاركون يتعرفون على بعضهم البعض ويتشاركون في المناقشة !!! ألا تجد ذلك سوف يعمل على ابقاء تدريبك نابضا بالحياة؟ ألا تجد ذلك سوف ينقل المشاركين من مجرد متلقيين سلبيين إلى مشاركين فاعلين؟ ألا تجد في هذا النشاط تعزيزا لموضوع التدريب وفتحا لآفاق جديدة للمناقشة؟
مما لاشك فيه أن التدريب الافتراضي المحكم التصميم يساعد الشركات على الاحتفاظ بعملائها فعلى سبيل المثال أعلنت Desire2Learn أن معدل احتفاظها بالعملاء يقارب ما مقداره 98٪ مما يجعلها وكما ترى ديلويت من بين أسرع شركات التقنية نموا في كند, وقد نشر موقع "ماركت واتش" Market Watch في 15 مايو الماضي خبر تحويل خمسة مدارس إلى هذا النظام.
إعداد: هيـام حـايك – كاتبة بمدونة نسيــج
المصادر: https://www.trainingindustry.com/conferences/training-industry-conference-and-expo-2014/speakers/cindy-huggett.aspx
