العديد من قواعد البيانات ومحركات البحث مثل الباحث العلمي Google Scholar وCiteSeer يقوم بتتبع الوثائق العلمية، وبالتالي تصبح عملية البحث أسهل. ومع ذلك، فإن التغطية الفعلية لبعض محركات البحث وقواعد البيانات لا تزال غير معروفة. قد يتساءل طالب أو باحث ما, إذا ما كان هناك محرك بحث واحد أو قاعدة بيانات كافية للحصول على نتائج شاملة في مجال معين. على سبيل المثال، ذكرت شبكة العلوم Web of Science أنه اعتبارا من يناير 2013 سيكون لديها أكثر من 49.4 مليون تسجيله، كما أن الباحث الأكاديمي من مايكروسوفت Microsoft Academic Search (MAS) يغطى ما قدره 48.7 مليون وثيقة. أما الباحث العلمي Google Scholar فالتسجيلات العلمية هي الأكثر في هذا المحرك, ومدى التغطية كان هدفا للعديد من الدراسات والتي سنتناول أحدثها في هذه التدوينة.
نسبيا المكتبات الرقمية الصغيرة وقواعد البيانات، مثل CiteSeer وPubMed تميل إلى التركيز على مجالات معينة من الوثائق، ومعظمها يتم فهرستها أيضا عن طريق محركات البحث الكبيرة مثل الباحث العلمي من جوجل و الباحث الأكاديمي من مايكروسوفت. في عام 2006, تم تقدير عدد الأبحاث المنشورة بما يقرب من 1.35 مليونا، بينما في عام 2011 تم تقديرها يما يقارب 1.8 مليون وثيقة. ولكن على الرغم من توافر تقديرات سنوية، إلا أن العديد من الأبحاث لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى العدد الإجمالي للوثائق العلمية المنشورة. تقدير عدد الوثائق العلمية المتاحة على شبكة الإنترنت يختلف تماما عن التقديرات التي تضعها شبكة الإنترنت نفسها، وذلك يولد تحديات مختلفة. الدراسات السابقة التي وضعت تقديرات لحجم شبكة الإنترنت مثل دراسة "لورنس وجايلز" Lawrence & Giles Bharat and Broader لا يمكن أن تستخدم الآن لتقدير عدد الوثائق العلمية على شبكة الإنترنت لأسباب عديدة. على سبيل المثال، لم تعد محركات البحث تقبل الطلبات الآلية خوفا من هجمات حجب الخدمة denial of service attacks و هي هجمات تتم عن طريق إغراق المواقع بسيل من البيانات غير اللازمة يتم إرسالها عن طريق أجهزة استخدام لأجهزة أخرى. هذه الأجهزة الوسيطة تسمى zombies، وهي تقع تحت تصرف المهاجم.
المقالة العلمية هي وثيقة قصيرة، تم كتابتها من قبل خبراء، لغيرهم من الخبراء وطالبي الخبرة، بهدف توصيل المعلومات الجديدة. يمكن نشر نتائج البحوث بطرق مختلفة، على سبيل المثال: المقالات في المجلات، تقارير البحوث والأطروحات، والكتب. لتحديد نوعية ومصداقية المادة العلمية المنشورة تحتاج إلى معرفة ما إذا كان قد تم مراجعة الوثيقة من قبل الباحثين الآخرين لضمان أعلى مستويات الجدارة الأكاديمية والقيمة البحثية والجودة العلمية والدقة المعلوماتية. عملية استعراض الأقران– أو ما يسمى بالمراجعة المحكمة – هي ما يجعل من هذه الوثائق خاصة ومميزة, وكلما زاد عدد المراجعين لهذه المادة العلمية زاد الوزن العلمي لتلك المادة وفاقت غيرها من تلك التي لم تخضع لمثل هذا التدقيق.
المقالات العلمية تتبنى حلول العديد من المشاكل في العالم, حيث غالبا ما يدور موضوع المقالة حول قضية من القضايا التي تهم حياة الفرد أو المجتمع، بحيث تعالج المقالة مشكلة أو فكره بعينها. تتميز المادة العلمية ببنية أو نموذج معين، يشتمل في الغالب على العناصر التالية:
المستخلص Abstract: موجز حول الدراسة , يوفر للقارئ نظرة عامة حول طبيعة ومحتوى المادة مع بيان الغرض الأساسي للدراسة والأسلوب المستخدم، والنتائج والاستنتاجات التي خلصت إليها هذه المادة.
المقدمة Introduction: يبدأ المقال عموما بوصف لخلفية هذه الدراسة و التي عادة ما تحتوي على لمحة عامة عن الأبحاث السابقة ذات الصلة, ومن ثم يتم عرض الهدف والمشكلة الخاصة بالبحث, ومن ثم التنويه للإطار العام للدراسة والمنهجية التي سيتم تناول موضوع المادة من خلالها.
المواد والمنهجيةMaterial and Methods : في الجزء الخاص بالمنهجية يقوم المؤلف بوصف الطرق والمواد المستخدمة. يجب أن يكون الوصف دقيقا جدا ويحتوي على كل التفاصيل التي تُمكن باحثين آخرين من تحديد مصداقية وموثوقية هذه المناهج وتكرار التجارب.
النتائج Results: هنا يتم وصف نتائج البحوث، جنبا إلى جنب مع الجداول والرسوم البيانية، إن وجدت.
المناقشة والاستنتاجات Discussion and Conclusions: في جزء المناقشة والاستنتاجات يتم تقييم النتائج المعروضة. وتناقش الاعتبارات المنهجية وكذلك إمكانيات مقارنة النتائج الحالية للدراسة بنتائج الدراسات السابقة في هذا المجال.
المراجع References: جميع الوثائق المشار إليها في هذه المادة لابد من الإشارة إليها في قائمة المراجع.
هل يمكننا تقدير عدد الوثائق والأوراق العلمية الأكاديمية المنشورة على شبكة الإنترنت؟ هل يمكننا تقدير الأعداد المتاحة منها للاستخدام بحرية؟ ما هي أعداد الوثائق المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي يغطيها الباحث العلمي من Google؟
من الدراسات الحديثة التي هدفت إلى التعرف على عدد الوثائق العلمية المتاحة على شبكة الإنترنت, الدراسة التي قام بها Madian Khabsa & Giles, C. Lee وتم نشرها في مايو 2014. قام الباحثان باستخدام طريقة تثبيت العلامة وإعادة الأسر capture/recapture من خلال دراسة تغطي اثنين من محركات البحث الأكاديمية الرئيسية, وهما : الباحث العلمي من جوجل (Google Scholar ) و الباحث الأكاديمي من مايكروسوفت (Microsoft Academic Search). وعندما نتحدث عن الوثائق الأكاديمية والعلمية في هذه الدراسة, فنحن بصدد كل ما هو علمي "scholarly". فالوثائق العلمية نعني بها هنا المجلات وأوراق المؤتمرات والأطروحات ورسائل الماجستير والدكتوراه والكتب والتقارير الفنية وأوراق العمل, مع استبعاد براءات الاختراع.
بينت التقديرات التي أظهرتها دراسة Madian Khabsa & Giles, C. Lee ( 2014 ) أن:
الباحث العلمي من Google يوفر الوصول إلى النصوص الكاملة للمقالات في العديد من قواعد البيانات. و هذا تطور مثير, يمكن وصفه بـ "الوقوف على أكتاف العمالقة" لرؤية المد المتزايد من البيانات و التي قد تكون مخبأة داخل قواعد بيانات في المكتبة.
الباحث العلمي من Google عبارة عن محرك بحث خاص بالمؤلفات العلمية والأكاديمية التي يحتاجها الباحثون والدارسون. يساعد الباحث العلمي على التعرف على أكثر الأبحاث العلمية صلة بمجال بحثك في عالم البحث العلمي. يتيح الباحث العلمي البحث باستخدام معايير بحث خاصة بالمكتبات، مثل اسم الكاتب وتاريخ النشر. تقتصر نتائج البحث على وثائق أكاديمية وعلمية يمكن الاعتماد عليها كمراجع للأبحاث، فصفحات المنتديات مثلا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تظهر ضمن نتائج البحث. يجمع الباحث العلمي من جوجل كل نسخ المقالة الواحدة ضمن رابط واحد مما يسهل وينظم عملية الحصول على المعلومات. هذه الميزة قد تسمح مثلا بالحصول على نسخة مجانية للمقالة من خلال الموقع الشخصي لكاتبها مع أنها غير مجانية في موقع دار النشر.
سهّل التعاون بين شبكة العلوم Web of Science والتي تعتبر رائدة في مجال بيانات البحوث العلمية والباحث العلمي من جوجل Google Scholar التحرك السلس بين المصادر المفتوحة و الجيل التالي من شبكة العلوم ومحتواها الموثوق من خلال الاستشهادات, وهذا ساعد على تلبية احتياجات الباحث من خلال:
كما يمكن للباحث العلمي Google Scholar الربط بين النصوص الكاملة لقواعد EBSCOhost والدوريات الإلكترونية، حيثما كان ذلك متاحا؛ وبالرغم من أن هناك الكثير من الموارد لا تتيح النص الكامل لأصحاب الاشتراكات, وتكتفي بإتاحة المستخلص والكلمات المفتاحية, إلا أن ذلك قد يفتح المجال للأذكياء من الباحثين لاستثمار ما بين أيديهم, والبناء عليه.
اعداد: هيام حايك – كاتبة بمدونة نسيج
المصادر: http://www.plosone.org/article/info%3Adoi%2F10.1371%2Fjournal.pone.0093949