مدونة نسيج

كيف تختار نظام إدارة التعلم من منظور أكاديمي

Written by هيام حايك | 25/08/2014 09:12:39 ص

 

على الرغم من أن أعضاء هيئة التدريس والطلاب هم المستخدمون الأساسيون لنظم إدارة التعلم, إلا أن الإداريين وخبراء تقنية المعلومات في كثير من الأحيان هم من يحددوا نظام إدارة التعلم المستخدم في الجامعة, وهنا نؤكد على أهمية إشراك جميع أصحاب المصلحة في عملية الاختيار والتطوير والتغيير ، وأهمية التعاون بين موظفي تقنية المعلومات وأعضاء هيئة التدريس، فضلا عن النظر في احتياجات الطلاب...

اختيار نظام إدارة التعلم القادر على مساعدة المؤسسة التعليمية على تحقيق خطتها الدراسية أمر في غاية الأهمية بالنسبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والإداريين و التربويين. ولتحقيق اختيار ناجح، يجب القيام بالتالي :

  • التعرف على مزايا وعيوب البرمجيات المتاحة.
  • إنشاء لجنة لمتابعة الاجراءات الخاصة بالبرنامج سواء على مستوى اختيار برنامج إدارة التعلم، أو عملية صنع القرار، أو وضع معايير الاختيار.
  • دراسة هذه المعايير لتحديد نظام إدارة التعلم الأنسب، مع الأخذ بعين الاعتبار خصائص المؤسسة الأكاديمية وهيئة التدريس والطلاب فيها.

نطرح هنا العديد من الأسئلة التي يتعين النظر فيها من قبل أعضاء هيئة التدريس والمدربين والمعلمين والطلاب المشاركين في الاختيار. بعض الأسئلة المطروحة تلاقى أيضا تطلعات واهتمامات أصحاب المصلحة الآخرين، بما في ذلك مدراء وموظفي الدعم التقني... ونحن هنا لا نضع أفضلية لنظام على نظام ولكننا نسرد عددا من الاعتبارات التي يجب التدقيق فيها أثناء عملية الاختيار؛ سواء كانت المرة الأولي التي يتم فيها الاختيار أو سواء أرادت المؤسسة التحويل من نظام تعلم لآخر فإن الاعتبارات الأساسية هي نفسها، ولا مناص من أن المؤسسات سوف تنتقل من واحدة إلى أخرى في مرحلة ما، ببساطة لأن احتياجات المؤسسات تتغير وأنظمة التعلم تتطور بمعدلات مختلفة.

تعريف أنظمة إدارة التعلم LMS

تعرف أنظمة إدارة التعلم بأسماء مختلفة، بما في ذلك نظام إدارة البرامج التعليمية course management system (CMS) ونظام إدارة المحتوى التعليمي (LCMS) learning content management system وبيئة التعلم الافتراضية (VLE)، ونظام التعليم الافتراضي virtual learning system (VLS)، وقد يطلق عليها آخرون بوابة التعلم learning portal ، أو منصة التعلم الإلكتروني e-learning platform. وقد يطلق عليها نظام إدارة التعلم، لأنه عادة ما يتم تعيين معاملات النظام من قبل المدربين وليس من قبل الطلاب. وقد يكون لكل مصطلح معنى مختلف قليلا، نظرا للتداخل الكبير بينها وفد يكون التعريف الآتي يوضح ماهية أنظمة إدارة التعلم ”برمجيات متكاملة تدعم إدارة أنشطة التعلم والتعليم، من حيث عرض المقررات، والتفاعلات، والتدريبات، والتمارين … والتسجيل في المقررات، وإدارتها، والواجبات، ومتابعة تعلم الطالب، والإشراف على أدوات الاتصال المتزامن والغير متزامن، وإدارة الاختبارات، واستخراج الشهادات ...إلخ . ذلك يعنى أن المؤسسات الأكاديمية تستخدم برامج إدارة التعلم LMS لتخطيط وتنفيذ وتسهيل وتقييم ومراقبة تعلم الطلاب.

إعداد البرنامج يركز على; المحتوى والموارد التعليمية، التسليم وتتبع الأنشطة الطلابية، مثل المناقشة والتعاون؛ إدارة أنشطة التقييم؛ وعرض الدرجات والتقديرات التراكمية. تجري كل هذه الأنشطة خلف جدار افتراضي يوفر قدرا من الثقة، والأمن، والخصوصية. توفر برامج LMS الحديثة مجموعة من المعلومات حول الأنشطة الطلابية والتي يستطيع المدربون والإداريون رؤيتها من زوايا مختلفة. كما يمكن تحليل هذه المعلومات للكشف عن الأنماط التي قد تساعد على تقديم الدعم الأفضل للطلاب. تساعد برامج إدارة التعلم المؤسسات في المحافظة على ترابط برامجها التعليمية, كما تمكن أعضاء هيئة التدريس من تطوير فاعلية وكفاءة البرامج الدراسية، وتقديم التعليمات وتسهيل الاتصالات، وتعزيز التعاون، وتقييم الطلاب. هذا بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام برامج إدارة التعليم LMS لدعم التعليم التقليدي الذي يتم وجها لوجه، فضلا عن التعليم المخلوط وبيئات التعلم الأخرى على الإنترنت.

معظم المعلمين في مؤسسات التعليم العالي الناطقة بالإنجليزية هي على الأرجح على علم ببرمجيات LMS مثل: Blackboard و BrightSpace Integrated Learning Platform و Instructure Canvas و Moodle و Pearson LearningStudio و Sakai , والتي بدأت بالفعل تتبناها العديد من الجامعات العربية.

تختلف برامج إدارة التعلم عن بعضها البعض, حيث البعض منها يوفر للمستخدمين الفرصة لتنفيذ مجموعة متنوعة من الأساليب، مثل مركزية المحتوى، مركزية الأنشطة، مركزية الشبكة، النظام الخطي، التفرعات؛ والبعض أكثر فاعلية لتقديم تعليم غير متزامن، في حين أن البعض الآخر هم الأفضل في توفير التعليم المتزامن. كما أن بعض أنظمة إدارة التعلم يمكنها تقديم المحتوى وتسمح للطلاب بالاطلاع على درجاتهم عبر الأجهزة النقالة، في حين لا يمكن للآخرين. وبالتالي، يجب على المدربين تحديد النَهج المستخدم وتلك التي يمكن استخدامها لتعزيز التعلم في مؤسساتهم, ومن ثم، يجب أن تدرس عن كثب أدوات برامج إدارة التعلم وميزاته، وكيف يمكن استخدامها, وهذا يستغرق وقتا والتزاما. اختيار برامج إدارة التعلم الصحيحة يعتمد بشكل عام، على عوامل كثيرة، بما في ذلك سن الطلاب ونوع التعليم والتعلم وخبرات المدربين وطبيعة المحتوي الذي تريد المؤسسة تقديمه.

التحديات التي تواجه اختيار وتطبيق برامج إدارة التعلم

كما ذكر أعلاه، المؤسسات التعليمية تستخدم برامج ادارة التعلم لمجموعة متنوعة من الأسباب. ومع ذلك، وعلى الرغم من العديد من الفوائد التي يمكن جنيها عند تطبيق أحد برامج ادارة التعليم،

كما ذكر أعلاه، المؤسسات التعليمية تستخدم برامج إدارة التعلم لمجموعة متنوعة من الأسباب. ومع ذلك، وعلى الرغم من العديد من الفوائد التي يمكن جنيها عند تطبيق أحد برامج إدارة التعليم، إلا أن عمليات الاختيار والتطبيق قد تفشل أحيانا عندما تفتقر المؤسسات إلى:

  • القيادة، وليس فقط من قبل الإدارة والقيادات الأكاديمية، ولكن أيضا من قبل ذوي النفوذ السياسي داخل المؤسسة.
  • الالتزام بالعملية، فقد تستغرق الاجراءات الوقت وتتطلب الموارد قبل أن تصبح مخرجات النظام ملموسة.
  • تنظيم عملية الشراء وفق الاحتياجات.
  • التقديرات الواقعية لما يمكن أن يقوم برنامج التعلم به وما لا يمكن القيام به.
  • إشراك أصحاب المصلحة في عملية الاختيار.
  • التوافق مع خطة التعليم أو اتجاهات المؤسسة.
  • تكييف طرق تدريس المعلمين, حيث أن تطبيق نظام إدارة التعلم يمكن أن يؤدي في حد ذاته إلى دفع المعلمين والمدربين إلى إعادة النظر في أساليب تدريسهم.
  • إدراك التغييرات الثقافية المطلوبة لتحقيق النجاح. حيث يمكن أن تنشأ مقاومة للتغيير ، وخاصة بين أولئك الذين على دراية ببرامج التعليم القائمة، ولديهم معرفة بعيوبها وحلولها وكيفية التعاطي معها.
  • شبكة تنظيمية تحدد المسئوليات وتوزع المهام.
  • التدريب المناسب لمصممي المحتوى التعليمي والمعلمين والطلاب والمتخصصين في تقنية المعلومات.
  • دعم الجودة، بما في ذلك جودة الأساليب التربوية والتقنية, والتركيز على جودة التصميم.
  • امتلاك الطلاب والمعلمين مهارات عالية في استخدام الحاسوب.
  • وصول الطالب إلى أجهزة الكمبيوتر، والإنترنت، و / أو برنامج إدارة التعلم.
  • الوصول الكافي إلى الإنترنت للطلاب والموظفين.
  • سهولة استعمال البرنامج, فالبرنامج ينبغي أن يكون سهل الاستخدام، حتى بالنسبة للمستخدمين المبتدئين.
  • توافر الأموال لتغطية تكاليف الأجهزة، بما في ذلك الخوادم والبنية الأساسية للشبكة و النسخ الاحتياطي وإمدادات الطاقة، وأجهزة الكمبيوتر / المحطات الرقمية.
  • الإدارة الفعالة من قبل اللجنة المكلفة بالمتابعة و بشكل كاف لمعالجة احتياجات واهتمامات المستخدمين المحتملين، والتحقق من المعلومات المقدمة من البائعين والخبراء الخارجيين، والتأكد من أن برنامج إدارة التعلم يقوم في الواقع بأداء المهام المطلوبة من قبل المستخدمين.

قد يؤدى استخدام برنامج للتعلم الإلكتروني أو الانتقال إلى برنامج آخر إلى اضطرابات كبيرة داخل المنظمة, وتحمل النفقات الكبيرة و الوقت, في الوقت الذي يمكن أن يكون من الصعب فيه تحديد العائد على الاستثمار (ROI) ، مما يستدعى النظر في تكاليف الاستثمار في برامج إدارة التعلم ومقارنة تكاليف هذه النظم بتكاليف إدارة الأقسام الأخرى في المؤسسة, بعد هذه المقارنة قد تبدو تكلفة الحصول عليها معقولة بالنظر إلى موازنات الأقسام الأخرى.

بمجرد تثبيت LMS، يصبح نظاما ذا مهام حرجة يعتمد علي مهارات المعلمين والطلاب, فالنظام متاح لاستخدامهم على مدار اليوم والساعة, مما يعنى أن إخفاق النظام أو تعطله في أحد الوظائف لأي جزء من النظام يؤدى إلى تكبد عواقب وخيمة و تكاليف كبيره. ولعل أهم خاصيه يجب أن تتمتع بهاء هذه الأنظمة على الإطلاق هي خاصيه الاعتمادية والتي تتضمن الموثوقية والجاهزية والأمن والأمان. الاستخدام الفعال والكفوء للبرنامج قضية حاسمة في تقييم برامج إدارة التعلم وبناء الاتجاهات حوله, وربما يصبح البرنامج الأكثر قيمة أو الأكثر كرها في المؤسسة.

ومن الأسئلة المهمة هنا والتي لابد للإدارة الأكاديمية طرحها "ما هي التكلفة التي ستتحملها الجامعة إذا لم يتم هذا الاستثمار؟" على سبيل المثال، هل سيقل عدد الطلاب الذين سيلتحقون بالجامعة؟ أم هل ستقل المخصصات المالية والتبرعات المقدمة لأنهم لا ينظرون المؤسسة بأنها مبتكرة وتنافسية؟ عند اختيار نظام إدارة التعلم، يجب أن تدرس بعناية آثار ونتائج تطبيقه على المدى القصير وعلى المدى البعيد أيضاً.

الاختيار ما بين البرامج الخاصة والبرامج المفتوحة المصدر والبرامج المستندة إلى السحابة

يعتمد خيار البت في الحصول على برمجيات إدارة التعلم الخاصة أو المفتوحة المصدر أو السحابية على مدى قناعاتك بهذه الأنظمة ومن ثم الأولويات التعليمية وطرق إعداد وتنصيب البرنامج، وقدرة أي من الأشكال الثلاثة على تلبية احتياجاتكم. في أي حال وقبل اختيار البديل المناسب - يجب سرد الميزات التي تهم المؤسسة الأكاديمية, كما يجب فصل الاحتياجات عن الرغبات والتمنيات. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج إلى تحديد تأثير الاختيار على العملية الحالية. على سبيل المثال، لابد من طرح العديد من التساؤلات حول إمكانية قيام حلول برامج التعلم بالتالي:

  • هل ستوفر احتياجات المؤسسة الأكاديمية من الموثوقية و الاستقرار والمرونة والتدرجية، والأمن؟
  • هل سيتم دمجها بسهولة مع النظم القائمة وعلى مستوى البرامج والأجهزة على السواء؟
  • هل سيتم مطالبة موظفي تقنية المعلومات بتلقي المزيد من التدريب؟ وإذا كان ذلك يتطلب التدريب، هل يمكن تقديمه على الإنترنت، وكم سيكلف؟
  • هل سوف يتطلب توظيف موظفين إضافيين ممن يمتلكون من المهارات التي تختلف عن تلك التي يمتلكها الموظفون الحاليون؟ كم عدد الموظفين وهل ستكون هناك حاجة لدعم حلول برامج ادارة التعلم؟
  • هل ستحتاج إلى دعم وعملية صيانة واسعة النطاق مع مرور الوقت؟ وهل الباعة تقدم خطط دعم المستويات التي يمكن أن تشملها الميزانيات القائمة؟

يجب النظر في العديد من الأسئلة الإضافية التي لابد طرحها من قبل موظفي تقنية المعلومات ومتخذي القرار والنظر فيها بعناية واهتمام أثناء عملية المفاضلة بين النظم لاتخاذ قرار الحصول على أي برنامج.

إعداد: هيـام حـايك - كاتبة بمدونة نسيــج
المصدر:
http://www.educause.edu/ero/article/selecting-learning-management-system-advice-academic-perspective