طلاب الجيل Z هم المجموعات الأولى الفعلية من المواطنين الرقميين "أو جيل مدمني الشاشات "screengagers"، وهم يطالبون المكتبات بتوفير مساحة أكبر من سابقيها. وهذا يتطلب النظر في التصميمات الداخلية للمكتبات والاعتبارات الخاصة بمزاوجة التقنية لتصميم الفضاء والأثاث للطلاب الذين يتعاملون الآن مع خدمات المكتبات بطرق جديدة. طلاب جيل Z لديهم عين ثاقبة وناقدة للتصميم، ويريدون أماكن مريحة وأنيقة تحفزهم وتلهمهم. دورنا هو جمع كل الخيوط معا لخلق المساحات الوظيفية التي تبعث الخيال والإبداع وجعل الطلاب يريدون أن يكون هناك.
أظهرت البحوث التي أجرتها شركة دمكو Demcoمع أمناء المكتبات الجامعية في عام 2014 بعض الأفكار المثيرة للاهتمام حول القضايا التي تواجهها المكتبات الجامعية في تقديم خدمات المكتبة لطلاب الجيل Z. وتابع الباحثون المحادثات حول تصميم المكتبة على وسائل الاعلام الاجتماعية، ومقابلات الوفود المشاركة في المؤتمرات والمناسبات، وتحليل وتصميم المشاريع والتي أبرزت مواضيع مختلفة أهمها طبيعة التصاميم وإدارة المساحات.
تصاميم بسيطة وبديهية Intuitive Design
الميزة الرئيسة للتصاميم البديهية هي أنه ينبغي أن تكون "غير مرئية". التصاميم تكون بديهية عندما يمكن للمستخدمين التفاعل دون انقطاع، أو توجيه انتباههم إلى نقطة محورية هامة. التصاميم البديهية ترتكز على الخبرة الجيدة في تصميم وتأثيث وتوفير الموارد للمساحات المكتبية وفهم لكيفية تكوين الفضاءات في المكتبة لجعلها بديهية. الألوان والإضاءة والمفروشات يمكنها توجيه الطلاب لا شعوريا إلى ما يحتاجون إليه.
التصاميم البديهية تأخذ الشكل الرسمي وتمنح المستخدم الإحساس بالملكية، بحيث يشعر أن هذا المكان خاص به، إنها تصاميم تقوم على الجمع بين الدراسة الفردية مع أنشطة المجموعة، ولكن من دون حدود أو قيود. المساحات مصممة بشكل حدسي وبما يمنح الاسترخاء والمتعة، وهذا بدوره يجعلها محفزة وملهمة.
إدارة المساحة Managing the space
التقنية، وكيفية إدارة التحول إلى الأجهزة النقالة، كان موضوع قوي في المناقشة. ومع تطور أساليب التعلم، كان هناك مطالب لمزيد من الدعم مثل منافذ شحن الهاتف المحمولة، وموزعات كهربائية لمجموعات الدراسة، ومجموعة من آجهزة الآي باد iPad ومرافق التخزين.
حلول الأثاث تتضمن تسهيلات تقنية إضافية، حيث أن نقاط الشواحن ضرورية. ووحدات الفرز والوحدات المتنقلة والطاولات والكراسي القابلة للطي وحاملات الآي باد والعربات، هذه جميعها "جزء من الأثاث" من مساحة المكتبة الحديثة، يمكن الوصول إليها: " نحن نبحث عن التكامل بين مختلف المناطق. طلابنا لديهم أجهزة الحاسوب المحمول، ولكن لديهم أيضا ملفات وأوراق وأقلام، كل شيء، لذلك نحن بحاجة إلى أن يكون الفضاء الذي يستخدمونه كبيرا بما فيه الكفاية. "
التصميم البسيط مع الموارد البسيطة يمكن أن يقلل من الوقت الذي نقضيه في إدارة الفضاء وتوفير المزيد من الوقت لدعم الطلاب.
الهدف هو خلق مساحة يتم إدارتها ذاتيا حيث يمكن للطلاب حجز مساحات العمل التي يحتاجونها، واستئجار أجهزة الكمبيوتر المحمولة – كما أن البرامج الإدارية التي تدعم هذه الوظائف توفر بيانات مفيدة لدفع القرارات المستقبلية للموارد.
المكتبات الحديثة بدأت بدمج العديد من الخدمات الأخرى، لا سيما مكتبات الجامعات حيث الخدمات المهنية، وأماكن الضيافة، والمقاهي ومساحات المناظرات والنقاش وأماكن الإنتاج. المرونة هي الخاصية التي لابد أن يتصف بها أثاث المكتبة وحيث يمكن تركيبه وتفكيكه بسهولة ودون الحاجة لأدوات خاصة، أو مهارات خاصة، أو مساعدة الموظفين والطلاب.
8 نصائح لإعادة تصميم مكتبتك، بما في ذلك الأثاث ورفوف
تقوم الكثير من المكتبات في هذه الأيام بإعادة التصميم الخاص بمساحاتها وتجري التحسينات الرائعة وذلك كمتطلب لما يتم طرحه من كم كبير من القراءات الإلكترونية وسهولة الوصول إلى المعلومات على شبكة الانترنت. من المؤكد أن المكتبات لن تختفي في الوقت القريب، ولكن المهم أن تخطط لتحديث طرق التخزين في المكتبة بما في ذلك الرفوف وأثاث المكتبة لمتابعة خدمة جمهور متنوع يزور المكتبة بشكل أكبر لحضور الفعاليات المجتمعية وتبادل الأفكار أو لاستعارة المواد الرقمية.
وفيما يلي أهم النصائح لإعادة تصميم المكتبة التي تعمل بها:
- انظر إلى ماذا ينظر إليه عملائك
أنت تعتاد على الطريقة التي تبدو فيها مكتبتك لأنك هناك كل يوم. امسح هذه الصورة من عقلك، وحاول إلقاء نظرة على المكتبة بعيون جديدة. تظاهر وكأنك لم تكن هنا من قبل، وافحص ما إذا كانت الأمور التالية متوافرة:
من السهل تحديد الأقسام المختلفة للمكتبة من المدخل.
يمكنك الذهاب مباشرة لنقاط الحصول على المساعدة.
علامات أماكن الاستراحة مرئية من المنطقة الرئيسية.
والهدف من ذلك هو منع أي تشويش بصري على الأماكن التي تريد الذهاب إليها بسهولة.
- إزالة الحواجز البصرية والمادية
العملاء يريدون استخدام المكتبة بسهولة وعلى أكمل وجه. خذ بعين الاعتبار وضعية الرفوف بحيث تكون غير مرتفعة لخلق جو أكثر انفتاحا. وهذا ينبغي أن يكون من السهل تنفيذه في ظل تقليل المجموعات المادية ووجود كمية متزايدة من المواد الرقمية في المكتبات اليوم. كما لابد من إعادة النظر في القاعات المغلقة وفتحها حيث يميل جيل الشباب إلى العمل أكثر كفريق واحد في هذه الأيام، وستكون القاعات أكثر ملائمة للدراسة إذا كانت مفتوحة وليس مغلقة تماما.
- تذكر الأقل هو الأكثر
التقليص التدريجي للافتات والاشارات يجذب الانتباه الإيجابي. الفوضى البصرية غير جذابة للعين. الكتب بحد ذاتها تلفت النظر ضمن أثاث المكتبة فلا تقم بإضافة المزيد من الضوضاء البصرية، من خلال ملأ المساحة الحرة بمجموعة من القواعد والمعلومات حول خدمات المكتبة. ضع فقط المعلومات الغير بديهية، ذلك يسمح بمزيد من التفاعلات بين الموظفين والعملاء للرد على الأسئلة.
- النظر في الكل وليس في الجزء
تذكر أهمية التنسيق في الألوان ومدى مطابقتها لأثاث المكتبة. عدم تجانس طلاء الجدران والأثاث وطلاء الجدران ووجودهما بشكل مختلف دون سبب واضح يظهر التنافر. لا نقبل كل قطعة تم التبرع بها للمكتبة فقط من أجل تخفيض التكاليف. الاتساق في اللون والشكل والمواد يساعد العملاء على فهم مكتبتك.
- تذكر حجم واحد لا يناسب الجميع
بالرغم من أن التناسق مهم في كل قسم من أقسام المكتبة، إلا أن ذلك لا يعنى أن كل ما هو داخل المكتبة تفس المكون. وهذا يعني أن قسم الأطفال يمكن أن يتضمن تصاميم تناسب الأصغر سنا، والكثير من الألوان لجذب هذا الجمهور. بينما القسم الخاص بسن المراهقة ينبغي أن تتوافر فيه كراسي، طاولات الدراسة ومحطات الحاسوب بحيث يمكن لكل عميل اختيار التجربة التي يريدها. المقاعد في كل منطقة قد تختلف في اللون والشكل، ولكن ينبغي أن تندرج ضمن فئة التصميم نفسه من أجل التناسق البصري.
- مواكبة الطبيعة البشرية
عندما تستقر مع كتاب جيد، لابد أن هناك بعض الجوانب التي من المرجح أن تزيد متعة القراءة لديك قد يكون منها الضوء الطبيعي والمناظر الجميلة في الهواء الطلق مع وجود الخصوصية. افحص ملامح المكتبة الحالية وتأكد فيما إذا كانت تدعم قراءة الكتب وتوفر هذه الأجواء. قد يكون بإمكانك تدوير رفوف المكتبات أو إعادة ترتيب الأثاث للسماح لمزيد من الضوء الطبيعي وبعض المناظر الخارجية، التغيير قد لا يتطلب أكثر من عيون جديدة منتعشة والقليل من الوقت لإعادة ترتيب الفضاء الداخلي لمكتبك.
- لا تهمل الإضاءة ضمن حساباتك
فيما أنت تسعى جاهدا لتحقيق المزيد من الضوء الطبيعي في الداخل، تذكر أن ا العين البشرية تتعب بسرعة عند الحاجة إلى ضبطها باستمرار، ويحدث ذلك على سبيل المثال عند وجود جدار معتم بجوار نافذة مضاءة بألوان زاهية. في أي مكان يتواجد فيه الضوء المباشر ينبغي أن تكون المفروشات وألوان الطلاء أقل حدة ليس فقط لإحياء الفضاء، ولكن لتقليل التباين والحد من الإجهاد البصري للعين.
- قم بتقسيم المكان إلى مناطق Zones
كثير من الناس يتزاحمون على مكتبة للحصول على الهدوء أو القيام بحل الواجبات المنزلية، كما نجد أخرين يأتون المكتبة لحضور الفعاليات المجتمعية الحرة مع أطفالهم. يمكن تحقيق التوازن بين هذه الأنشطة المتضاربة وإبقاء الجميع سعداء عن طريق الفصل بين المساحات حيث كل نشاط يأخذ مكانا مخصصا له. على سبيل المثال، توفير مقاعد مريحة ومكاتب الدراسة بعيدا عن منطقة الخروج من المكتبة وآلات النسخ. كما أن الهندسة المعمارية للمبنى أو استراتيجية وضع رفوف المكتبة يمكن أن تضيف الشعور بالخصوصية وتحمي الأماكن من الضجيج الصوتي.
وفي النهاية، تذكر دائما أن مكتبتك لديها إمكانات كبيرة جدا لجذب العملاء من جميع الأعمار. بغض النظر عن الخدمات التي تقدمها، فقط تأكد من أن أثاث المكتبة والبيئة المادية مغرية على القدوم ...
أؤكد ثانية على أهمية التصميم الجيد للمكتبة والأثاث المريح والبيئة المادية الصحية، على سبيل المثال أنا أعمل في مكتبة حيث الكثير من العملاء يأتون في الصيف للإحساس بمتعة التكييف والهرب من حر البيوت، وأنا لا أجد في هذا ضيرا، مما لاشك أنا لا أريد أن يأتي المستفيد فقط لمجرد الجلوس والاسترخاء على المقاعد المريحة والجو اللطيف، ولكن هذه الأجواء جعلته داخل مكتبتي وهي فرصتي لجذبه تدريجيا للذهاب إلى رفوف المكتبة والتوجه إلى أمناء المكتبات للسؤال والاستفسار، ألستم معي في هذا؟
