بدايةً من المهم أن نعترف أولاً بأن الجائحة العالمية المعروفة بـ COVID19 سوف يكون لها تأثيرات كبيرة وممتدة على العالم أجمع خلال السنوات القادمة. كما ومن الواضح أنه وبعد مرور عامين تقريبًا على انتشار هذه الجائحة، أن التعليم العالي الذي عرفناه لن يعود أبدًا، وأن أحد الدروس الرئيسة من الجائحة هو أهمية المضي قدمًا في رحلة التحول الرقمي، وهذا ما أشارت إليه Educause في اجتماعها السنوي في فيلادلفيا في نهاية أكتوبر الماضي، وحيث كشفت خلال هذا الاجتماع عن أهم 10 قضايا تتعلق بتكنولوجيا المعلومات لعام 2022.
أهم 10 قضايا تتعلق بتكنولوجيا المعلومات لعام 2022
تم تطوير قائمة أهم 10 قضايا في مجال تكنولوجيا المعلومات من قبل لجنة من الخبراء تتألف من قادة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومدراء تقنية المعلومات وأعضاء هيئة التدريس. هذا ويتم التصويت عليها من قبل أعضاء EDUCAUSE في استطلاع سنوي.
لنتعرف معاً على أهم 10 قضايا في مجال تكنولوجيا المعلومات في عام 2022 وما بعده.
أشار تقرير Educause Top 10 Issues إلى أنه نظرًا لأن الأمن السيبراني أصبح أكثر تكلفة وتحديًا، فإن المؤسسات التي تتعاون لإدارة الأمن السيبراني بشكل جماعي يمكنها مشاركة التكاليف والخبرات، مما يقلل العبء على المؤسسات الفردية ويزيد مستوى جودة وفعالية الأمن السيبراني في المؤسسات من جميع الأحجام. كما ترى سوزان جراجيك نائبة رئيس EDUCAUSE للشراكات والمجتمعات والأبحاث، ضرورة التركيز على معالجة المخاطر الجديدة الرئيسة للأمن السيبراني، وقدرة التعليم العالي على العمل بكفاءة وإدارة المخاطر بشكل فعال، حيث أن تهديدات الأمن السيبراني تتزايد عالمياً، ويصبح التعرف عليها أكثر صعوبة على المستخدمين.
وصف الكثيرون هذه القضية بالقضية المخيفة، فأنت هنا أمام خيارين إما أن "تتطور أو تنقرض" . وهذا يعنى أن التحول الرقمي لم يعد اختياريًا إذا كانت المؤسسات ستستمر. وقد أشار تقرير Educause إلى أنه على الرغم من تسريع COVID للتحول الرقمي، إلا أنه غالباً ما تكون الاستجابات الخاصة بالمؤسسات مستعجلة وتكتيكية، مما أدى إلى إصلاحات قد لا يمكن تطبيقها أو يمكن تطبيقها بعد الوباء. وفي هذا الإطار، سيحتاج قادة المؤسسات إلى إنشاء خطة إستراتيجية شاملة مع العناصر التي يمكن تحديد أولوياتها ومعالجتها بشكل تدريجي لتحقيق التوازن بين الموارد المحدودة والنتائج الدائمة ذات المغزى.
نظرًا لأن التكنولوجيا الرقمية أصبحت الطريقة الافتراضية للتعلم، فقد تسبب كوفيد-19 في تبني الأدوات الرقمية حتى من قبل أعضاء هيئة التدريس الأقل مهارة من الناحية التقنية. وهذا بحد ذاته انجاز ما كان سيحدث بهذه السرعة في الظروف العادية. من أجل هذا من الضروري إعادة تقييم كيفية دمج التكنولوجيا في الحرم الجامعي واستخدام المهارات التي اكتسبوها بعد عودتهم للتدريس الوجاهي. كما وستحتاج الجامعات إلى زيادة الاستثمار في دعم طاقم التدريس وحثهم على المشاركة في التصميم التعليمي وخطط التعلم الهجين، لضمان تمتع أعضاء هيئة التدريس بالطلاقة الرقمية للتفاعل مع الطلاب بشكل خلاق
كشفت جائحة COVID-19 عن حقيقة صعبة: النظام الجامد المصمم منذ أكثر من قرن من الزمان غير مجهز بشكل جيد لتلبية احتياجات الطلاب. على الرغم من الجهود البطولية للعديد من المعلمين، إلا أن النظام التعليمي ترك الكثير من الطلاب وراء الركب ولم يتمكن في خدمتهم في الأزمات. لدينا الآن فرصة لإجراء تحسينات كبيرة، ومن الجيد أن نتذكر هنا مقولة “ونستون تشرشل” “لا تدع أي أزمة جيدة تذهب سدى". بالطبع أحد الدروس الرئيسية من الوباء هو أهمية المضي قدمًا في رحلة التحول الرقمي.
أشار تقرير Educause Top 10 Issues، إلى أن " الحرم الجامعي الرقمي سيصبح مهمًا مثل الحرم الجامعي المادي. وسوف يتعايشون معاً في العديد من المؤسسات، مما سيجبر القادة على التفكير فيما يمكن القيام به في الحرم الجامعي فقط وما يمكن القيام به افتراضيًا.
سد الفجوة الرقمية يتعلق بأكثر من مجرد الوصول إلى إنترنت موثوق وعالي السرعة. يحتاج الطلاب أيضًا إلى الوصول العادل إلى الأجهزة والبرامج والمهارات المطلوبة ليكونوا طلابًا ناجحين، كما وأن قادة التعليم العالي لديهم دور محوري يلعبونه في إعادة تصور معنى الإنصاف.
تقوم العديد من المؤسسات بتطوير العروض والمزايا لخدمة الطلاب عبر المناطق والبلدان والعالم. أشار تقرير Educause إلى أن القضية رقم (7) تضمنت كيفية قيام قادة المؤسسات التعليمية بتقديم مناهج تراعي المساواة الرقمية لتشمل ليس فقط الوصول العادل إلى الاتصال والأجهزة، ولكن أيضًا الوصول العادل إلى مساحات التعلم. وفي هذا السياق يقول التقرير: "يجب أن تشمل البنية التحتية الجديدة التجارب الرقمية والتفاعلات مع المؤسسة، وتقديمها بسلاسة وبشكل حدسي.
الخدمات السحابية تعمل على تحرير الموارد الحالية وتوسيع نطاقها وتقليص التكلفة، بحيث يتعين على المؤسسات الدفع فقط مقابل ما تستخدمه. كما وتحتاج الجامعات إلى التأكد من أن لديها استراتيجية متماسكة عبر الأقسام لإدارة المخاطر. الجديد هذا العام هو الإقبال السريع على التعلم عبر الإنترنت والعمل عن بعد.
أشار تقرير Educause إلى أن الحاجة إلى الحفاظ على استمرارية الأعمال فاقت الحاجة إلى التخطيط وتخفيف المخاطر من خلال شروط العقد السحابية المناسبة
على الرغم من أن الجامعات لديها خطط للتعافي من الكوارث، إلا أن معظمها لم يتدرب على الخطة ولم يكن لديه سيناريو لمواجهة الجائحة. وجد الكثيرون أن خططهم كانت غير كافية وكان عليهم الاستثمار في سياسات جديدة. كما وأظهر الوباء المؤسسات التي لديها علاقات قوية بالفعل مع مزودي الحلول، لأن هذه المؤسسات كانت قادرة على التفاوض بسرعة على خدمات إضافية وأماكن استضافة ميسورة التكلفة.
وهنا يمكن الحديث عن مساحات للصانعين (Makerspace &FabLab)، ومشاريع متعددة التخصصات، والتدريب الداخلي وأنشطة ريادة الأعمال. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن قادة المؤسسات "سيحتاجون إلى تشجيع ومكافأة التعاون متخطين حدود الأقسام والمؤسسات لتمكين أعضاء هيئة التدريس من توسيع نطاق فرص التعلم التي يقدمونها للطلاب."