على الرغم من أن ظاهرة التعلم الاجتماعي لها من الأهمية ما لغيرها من أساليب التعلم الأخرى، إلا أن الكثيرين في مجال التعلم ليسوا متأكدين من أثره بسبب المفاهيم الخاطئة حوله، ونقص البيانات لإظهار أثره. توضح هذه المقالة كيف يمكنك استخدام التعلم الاجتماعي بشكل فاعل لإشراك المتعلمين.
ما التعلم الاجتماعي؟
بعبارات بسيطة، التعلم الاجتماعي هو التعلم مع الآخرين ومن غير الالتزام بنوع معين من التعلم. التعلم الاجتماعي يمكن أن يكون أي شيء -اكتساب المعرفة عن شيء عند مناقشته مع أصدقائك أو زملائك، أثناء محادثة مع مشارك في رحلة على متن طائرة، ويمكن أن يحدث التعلم حتى عند التصفح والتفاعل مع الناس على مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر، ولينكدن، وهلم جرا. السؤال هنا كيف يمكنك استخدام التعلم الاجتماعي؟ هذا النوع من التعلم -الذي يتخلله التعاون - لا يخلو أبدا من الأثر الإيجابي، وقد أحدثت ظاهرة التواصل الاجتماعي ثورة في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الأمور وكيفية تغلغلها في حياتهم اليومية. كما أثرت على جميع مناحي حياتهم بشكل رائع، وإن لم يتم الاستفادة من هذا النوع التعلم، فالمتعلمون والمتخصصون وحدهم هم من يجب أن يلوموا أنفسهم لتضيعهم هذه الفرصة.
ما هي المفاهيم الخاطئة المحيطة بالتعلم الاجتماعي؟
هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول التعلم الاجتماعي، وما نسرده هنا مجرد عدد قليل منها:
في الوقت الذي يحوز فيه اعتماد التعلم الاجتماعي على صدى كبير من قبل المنظمات في هذه الأيام، من المهم أن نعرف أن مفهوم التعلم الاجتماعي كان متواجدا منذ أكثر من خمسة عقود، الا أن الديناميكيات الحالية (ظهور قنوات التواصل الاجتماعي، والتقنية، وملامح المتعلم المتغيرة) سرَّع عملية اعتماد المؤسسات لهذا النوع من التعليم الآن.
في حين أن هذا النوع من التعليم يقبل عليه الكثير من جيل الألفية، التعلم الاجتماعي يستطيع أن يكون جيدا لجميع المتعلمين بغض النظر عن العمر.
بالتأكيد يمكن استخدام قنوات التواصل الاجتماعي للتعلم الاجتماعي، وهناك حاجة إلى منصات مخصصة مدعمة باستراتيجية تعلم واضحة إذا كنت ترغب في تحقيق نتائج تعلم محددة.
التعلم الاجتماعي يوفر التعليم ويطور من أداء الفريق عند التعاون مع قنوات أخرى لتقديم التعلم. كما أن الأثر المرغوب فيه يتناسب بشكل مباشر مع استراتيجية التعلم التي يتم وضعها .
ضروريات اعتماد التعليم الاجتماعي
التعلم الاجتماعي في حد ذاته ليس مفهوما جديدا. لقد كان جزءا من آلية التعلم لدينا، وهناك العديد من النظريات لدعم هذا الادعاء. نظرية التعلم الاجتماعي، ونظرية التعلم النشط على وجه الخصوص تجعل من التعلم الاجتماعي حالة قيمة من المهم الأخذ بها. يعتمد التعلم الاجتماعي على معرفة المزيد حول كيفية وضع هذه النظريات والحاجة إلى دمج مكونات التعلم الاجتماعي في تدريب الشركات وإعطاء الفرصة للمتعلمين والمؤسسات للاستفادة من التعلم الاجتماعي على حد سواء؛ وللوقوف على أهمية التعلم الاجتماعي يمكنك إلقاء نظرة على هذه الحقائق والإحصائيات:
كيف يمكنك استخدام التعلم الاجتماعي؟
يمكنك أن تبحث في التعلم الاجتماعي من خلال المنظور الأكبر " النظام البيئي للتعلم والأداء ". كما يمكنك استحضار مزيج من أنواع مختلفة من التعلم، ومزج التعلم الرسمي وغير الرسمي، واستكمال التعلم الخاص بك مع التعلم الاجتماعي وعناصر دعم الأداء. وهذا سيوفر للمتعلمين المزيد من الخيارات وطرق التعلم وتجربة "التعلم كسلسلة متصلة".
المتعلمون يحبون التعلم بطرق مختلفة. وتختلف تفضيلاتهم عن بعضهم البعض. وقد يكون تزويدهم بمنصة مع خيارات متعددة للتعلم عاملا على رفع احتمالية تلقي التعلم الجذاب لدى المتعلمين المختلفين. إلى جانب ذلك، فإن هذا النهج يساعدك ليس فقط في تحقيق المستويات المطلوبة من اكتساب المعرفة وتطبيقها في عملك ولكنه سيوفر عائدا إيجابيا على الاستثمار في التدريب الخاص بك.
دراسة حالة - بوابة التعلم الاجتماعي الداخلي لشركة EI Design
شركة EI Design متخصصة بتزويد حلول دعم التعلم والأداء وهي تقدم منصات التعلم الاجتماعية المخصصة لعملائها. وهنا نشارككم دراسة حالة تبين كيف اعتمدت هذه الشركة على التعلم الاجتماعي لتعزيز عدة مبادرات.
الهدف من بناء منصات التعلم الاجتماعية
يوضح خبراء EI Design أنهم قاموا ببناء منصة التعلم الاجتماعية بهدف تعزيز وجود بيئة عمل تعاونية، ورفع وتيرة التفاعل بين أعضاء الفريق، وخلق مجتمعات التعلم والممارسة، وتوفير وسيلة للموظفين لتلقي الدعم على رأس العمل.
تأثير منصات التعلم الاجتماعية
مكنت منصات التعلم الاجتماعي الموظفين من:
عدم التردد في طلب المساعدة من أقرانهم، في أي وقت يريدون
تلقي الدعم أثناء العمل.
التعاون مع أعضاء الفرق الأخرى.
التعرف على العمليات التي تقوم بها الشركة وموضوعات التعلم الأخرى ذات الصلة بالمنظمة بطريقة مبسطة وغير رسمية.
امتلاك الموظفين وعيا أكثر بما يحدث في المنظمة وما يقوم به أعضاء الفرق الأخرى.
تعزيز ثقافة العمل التعاوني مع لمسة شخصية.
إثراء معارفهم وتعلم مهارات جديدة لمساعدتهم في عملهم.
مميزات منصات التعلم الاجتماعية
يمكن للموظفين تحميل صورتهم، وتخصيص حسابهم، وتقديم وصف عن أنفسهم، وجعل التفاصيل الشخصية (مثل عيد ميلادهم، عنوان، الفيس بوك، وتويتر ، الخ) معروفة للآخرين.
يمكن للموظفين :
وعلاوة على ذلك، يمكنهم: التعليق والتتبع والتنويه للمستخدمين الآخرين والاستفادة من دعم التضمين (مشاركة يوتيوب وغيرها من الروابط على شبكة الإنترنت التي سوف تكون جزءا لا يتجزأ بسهولة في المنصة).
وكما ترون من دراسة الحالة هذه، فقد نجحت EI Design في إنشاء العديد من المجتمعات حيث يحدث التعلم وتبادل المعرفة والمزيد من القيمة المضافة (مثل زيادة الإثراء من خلال إسهامات المستخدمين الآخرين). هذا بالإضافة إلى أن هذه المجتمعات يتم إدارتها من قبل المتعلمين مما يتيح لهم السيطرة المطلوبة والملكية لنشر التعلم مع نظرائهم.
آمل أن توفر هذه المقالة البصيرة المطلوبة حول التعلم الاجتماعي وكيف يمكنك استخدامه لإشراك المتعلمين. إذا كان لديك أي استفسارات محددة، أو وجهة نظر معينة من الجيد أن تشاركنا إياها ولا تنسَ أن هذا تطبيق عملي لمفهوم التعلم الاجتماعي.