التدريب الافتراضي هو جزء من أساليب التدريب المهني المبتكرة الجديدة. هذا المصطلح يمكن أن يكون مربكا ومصدراً للتساؤل. في هذه التدوينة، سوف نحاول الإجابة على أهم الأسئلة التي قد يتم تداولها في هذا السياق.
أولا: رؤية عامة حول التدريب الافتراضي
التدريب الافتراضي يقوم على محاكاة التدريب في بيئة تمكن المستخدمين من التفاعل المباشر مع الأشكال والمجسمات ثلاثية الأبعاد في بيئة هولوغرافية انغماسيه وتفاعلية غامرة، بحيث سيكون المتعلم قادرا على خوض تجربة التدريب واختبار مدي تعلمه بنفسه بطرق مختلفة. وهو يتم في بيئة افتراضية أو محاكاة، أو عندما يكون المتعلم والمدرب في مواقع منفصلة. التدريب الافتراضي يمكن أن يتم بشكل متزامن أو غير متزامن. وقد تم إنشاء أول تدريب افتراضي في عام 2002 من قبل الجيش الأمريكي، وكان يسمى جيش أمريكا " America’s Army ". وكان الهدف من هذا التدريب الافتراضي إشراك الشباب في الجيش الأمريكي. ومع مرور الوقت، تم تطوير هذا التدريب الافتراضي لإعداد الشباب وتزويدهم بالخبرة المشابهة للواقع الحقيقي قبل الذهاب في ساحة المعركة.
لماذا يستخدم التدريب الافتراضي؟
الهدف الرئيس من التدريب الافتراضي هو إشراك المتعلمين في عملية تعلمهم من خلال الجمع بين الجانب الترفيهي الممتع للتعلم والذي يعتمد على الألعاب والجانب الجاد من التعلم، وبما يحفز المتعلمين على الانخراط في التعلم، كما يهدف التدريب الافتراضي إلى اكساب المتعلمين مهارات جديدة، فمع ألعاب المحاكاة، يصبح التعليم الافتراضي ليس من أجل نقل المعرفة فقط، بل ونقل المهارات بالدرجة الأولى.
من الذين يستهدفهم التدريب الافتراضي؟
وبالرغم من أن تطوير مجالات التدريب الافتراضي تمت في البداية لتلبية الاحتياجات العسكرية فقط، نجد اليوم أن جميع أنواع الشركات مهتمة بنشر هذه الأصول التعليمية، بسبب الإمكانيات القوية للتدريب الافتراضي والتي يمكن أن تستفيد منها جميع القطاعات، حتى تلك الأكثر تقدما، مثل الصحة والتعليم، وغيرها من شركات المبيعات، والاتصالات، والموارد البشرية، أو النقل، والتي ترى أن لها مصلحة في التدريب الافتراضي. كما أن التدريب الافتراضي يمكن تنفيذه مع كل أنواع الشركات، وبغض النظر عن حجم الهيكل التنظيمي للمؤسسة أو الشركة.
في أي المجالات يستخدم التدريب الافتراضي؟
لماذا يجب على الشركة استخدام التدريب الافتراضي بدلا من التدريب الكلاسيكي (الفصول الدراسية)؟
العالم يتطور وكذلك تتطور المؤسسات. بفضل التقنية والابتكار، يمكنك تحسين أداء العمل الخاص بك، والتدريب الافتراضي يمكن أن يساعدك في هذا. التدريب والتعلم من خلال المحاكاة ميزة تنافسية حقيقية لشركتك لأسباب عديدة، من أهمها أنه:
ثانياً: كيفية إنشاء استراتيجية تدريب افتراضي ناجحة
هناك عدد متزايد من المنظمات، سواء العامة أو الخاصة، تستخدم التدريب الافتراضي لتطوير مهارات الموظفين، إلا أنه يمكننا القول أن بناء استراتيجية تدريب افتراضية ناجحة فن، حيث ينبغي التحقق من وجود العديد من الإجراءات من أجل تقديم تجربة افتراضية مفيدة وجذابة للموظفين. ولكن ما هي هذه الإجراءات، وما هي التقنيات التي ينبغي استخدامها عند وضع استراتيجية تدريب افتراضية تقدم أفضل عائد على استثمارك؟
الكثير من خبراء التدريب الافتراضي، بصفة خاصة، ينصحون بما يلي:
واحدة من أهم جوانب استراتيجية التدريب الافتراضي الناجحة هي التنظيم. من خلال إنشاء مخطط يمكنك البقاء على الموضوع أكثر فعالية. في حال لم تكن على دراية كافية بالموضوع، تحدث مع الخبراء المتخصصين وجمع رأيهم حول ما يجب أن تغطيه وما هي المعلومات التي يمكنك تركها. من الضروري أن يكون هناك دليل توجيهي يجب أن تتبعه الدورة التدريبية لضمان تغطية جميع المحتويات الحيوية. وثمة عنصر رئيسي آخر من عناصر الإعداد هو إنشاء المواد التعليمية مقدما والتحقق من أنها تقدم المعلومات بفعالية.
عند إنشاء استراتيجية التدريب الافتراضية الخاصة بك، يجب أن يكون لديك دائما فهم راسخ لموظفيك وما يأملون في تحقيقه من خلال تدريبهم. ستساعدك أهداف التعلم الأولية هذه على اختيار أجزاء أساسية من المعلومات التي يجب تضمينها في خطة التدريب، كما ستساعدك أيضا على وضع استراتيجية تعلم افتراضية تلبي احتياجات التعلم المتنوعة.
حتى لو كانت استراتيجية التدريب مصممة بعناية، ومنظمة تنظيما جيدا، تأكد أنها سوف تذهب عبثا إذا كان الموظفون لا يدركون أن مثل هذا الحدث سوف يتم. لذلك، سوف تحتاج إلى التأكد من نشر معلومات حول الدورة التدريبية الافتراضية أو الحدث في وقت مبكر، لتعزيز حضور الموظفين.
يجب أن يكون التدريب الافتراضي من السهل الوصول إليه، حتى بالنسبة للموظفين الذين ليسوا على قدر كبير من الدراية والمهارة باستخدامات التقنية. كما يجب أن تكون الملاحة بسيطة ومباشرة، ويجب على كل موظف أن يعرف بالضبط كيفية تسجيل الدخول إلى النظام من أجل حضور الحدث المباشر. قد ترغب أيضا في النظر في تقديمه على أكثر من منصة واحدة، أو تسجيل الحدث وتحميله للرجوع إليه في المستقبل أو لأولئك الذين غابوا عن الحدث المباشر.
الحدث المباشر يصبح أكثر نجاحا عندما يأخذ المعلم أو الميسر الوقت لخلق مواضيع مناقشة مثيرة للتفكير والأسئلة. تذكر أنك، هناك لتوجيه النقاش والمساعدة على إبقائه في المسار الصحيح. وهذا يعني أنه يجب عليك تقديم المعلومات الرئيسية، ثم طرح أسئلة جذابة تجعل الموظف يفكر ويتفاعل. اقتراح سؤال أو مشكلة واطلب من الموظفين كتابة ردودهم. ثم قم بمناقشة كل رد، أو اطلب منهم طرح تساؤلات خاصة بهم والتي يمكن مناقشتها خلال الحدث. هذا يجعلهم يشعرون أنهم مشاركين نشطين، وليسوا مجرد مستمعين في محاضرة.
يمكنك إبراز المحتوى المهم من خلال تضمينه في عرض تقديمي، هذا سوف يساعد الموظفين على الحصول على أفضل المعلومات، واستيعابها، وتذكر أنك في حاجة أيضا، للتأكيد على توصيل المعلومات. على سبيل المثال، بعد تغطية موضوع معين بشكل مطول، انتقل بسرعة إلى النقاط الرئيسية التي ناقشتها، حتى يتمكن الموظفون من فهم ما يجب أن يخرجوا به من دورة التدريب.
تويتر والفيسبوك، وغيرها من مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تكون أدوات لا تقدر بثمن لاستراتيجية التدريب الافتراضية الخاصة بك. شجع الموظفين على طرح الأسئلة قبل الحدث، وشجعهم كذلك على أن يكون لهم تغريدات حية خلال هذا الحدث، مع قراءة البعض منها، فهذا سوف يشجعهم على التفاعل مع بعضهم البعض.
حاول إبقاء جلسات التدريب قصيرة قدر الإمكان. كما أنه يجب عليك تضمين المعلومات التي هي ضرورية للغاية. هذا لا يعني أنه لا يجب أن تقدم الأمثلة، أو القصص المثيرة للاهتمام التي توضح وجهة نظرك أو ألا تحافظ على روح الدعابة. ولكن من المهم التركيز على الموضوع وتجنب التفسيرات المطولة، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى الملل ودفع الموظفين لفك الارتباط.
باتباع الخطوات المذكورة أعلاه سوف تكون مخرجات التدريب الافتراضية الخاصة بك فعالة، جذابة، وغنية بالمعلومات