library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

فاعلية توظيف استراتيجيات التعلّم الابتكارية في البيئة الأكاديمية

نُـشر بواسطة هيام حايك on 11/03/2019 09:47:16 ص

 5c86014a49af0

تؤدي الاتجاهات سريعة التغير والتطور في التقنية الرقمية إلى تغيير جذري في توقعات المواطنين للأداء في بيئة العمل، حيث يغيرون نهجهم في التفاعل مع المنظمات والخدمات العامة وما يتعلق بها. والذي لا شك فيه أن هذا الكم من الابتكارات التقنية الهائلة التي تشبه «تسونامي» ستستمر في تغيير أسلوب حياتنا وعملنا كأفراد وكمجتمعات. ومع استمرار التطورات والابتكارات التقنية في مكان العمل، أصبحت الشركات أكثر كفاءة. مما يجعل من التعلم المستمر في مكان العمل شغفًا شائعًا في سيناريو اليوم الرقمي؛ فهو يساعد القوى العاملة في العصر الجديد على تعزيز قدرتها على التعلم من خلال ترقية المهارات والخبرات المطلوبة. كما أن التغيير السريع في التركيبة السكانية والحاجة المستمرة للتطوير أدى إلى تغيير المشهد التعليمي الرقمي والحياة الرقمية بالكامل. وفي نهاية المطاف تدفع كل هذه التغييرات بالمنظمات إلى خلق طرق مبتكرة، مما يمكن المتعلمين من تعزيز تجربة التعلم المستمر في جميع أنحاء المنظمة.

وعادة ما يوجد أمام المنظمات أكثر من استراتيجية تعليمية يمكن استخدامها، نركز هنا على بعض الاستراتيجيات المبتكرة والتي بدأت تتضح ثمارها في بيئة العمل الحديثة.

 الانتقال من نهج "الدفع" إلى نهج "السحب"

أسلوب الدفع The Push Approach هو أسلوب يعتمد على البدء بالأهداف ثم يقفز إلى تقديم المحتوى، وعادة ما يكون عبارة عن سرد للمحتوى، ثم ينتهي بالاختبار. في هذا الأسلوب يتم الافتراض أن طرح المعلومات بأسلوبٍ واحد يُناسب جميع المتعلمين ويُلبي احتياجاتهم المعرفية والمهارية، دون إيلاء الاهتمام بأنماط التعلم المختلفة والذكاءات المتعددة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تصميم المحتوى التعليمي، إضافةً إلى مهارات التفكير التي ينبغي أن تُنمى. بينما يمتاز أسلوب السحب The Pull Approach بكونه أسلوب يركز على خلق عملية تعلم تفاعلية، وحيث يتم التركيز على تصميم محتوى الأنشطة بقدر تركيزك على خلق الأسباب التي تجعل المتعلم يتلقى هذا المحتوى، بمعنى أنك ستقوم بالبحث عن الارتباطات بين احتياجات التعلم ومنحى المادة التعليمية نفسها. أي أنّ المتعلم سوف يتقصى ويبحث عن المعلومات التي يحتاجها.

المنظمات التي تتبنى تحولاً من نهج "الدفع" المرتكز على العملاء إلى نهج "السحب" المتمركز حول المتعلم، تضمن توفير تعلم أكثر فاعلية.

يعتمد التعلم المستمر في بيئة العمل على نهج السحب لتمكين المتعلمين من الوصول إلى الدورات الإلكترونية وفقًا لما يناسبهم. ونظرا لتغيير احتياجات العمل، يقوم اختصاصيو التعليم بإعادة تصميم وهيكلية الدورات مرة أخرى لإعادة جذب الموظفين. هذا ويمكن للمتعلمين الحصول على مكافآت وشارات عند إكمال مستوى معين، وبالتالي تحفيز الموظفين الآخرين للخضوع لبرنامج تدريبي عبر الإنترنت. مع خبرات التعلم المستمر، يتعلم الموظفون باستمرار، ويحتفظون بعملهم لفترة طويلة ويعملون بالتعاون مع اقرانهم والمشرفين على برامج التعلم لتحسين نمو الأعمال بشكل عام. إن الاحتياجات التدريبية للمتعلمين في العصر الحديث ديناميكية، مما يجعل منحنى التعلم مستمرًا ويجعل منك متعلماً ومشاركًا في نفس الوقت.

كما أن توافر الدورات عبر الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة المخصصة أتاح للقوى العاملة القدرة على التعلم بالسرعة التي تناسبهم.

التعلم ليس مجرد فرصة لمرة واحدة، اليوم وفي ظل كل هذه التقنيات يمكن التعلم عند الحاجة ومن أي مكان. ويمكن للموظفين اختيار أي دورة تدريبية، والبحث عن فيديو تفاعلي قصير المدى أو بودكاست للتمكن من اكتساب أي مهارة معينة بسرعة. التعلم من خلال السحب ، وليس الدفع ، استراتيجية فعالة في  العصر الرقمي الحالي حيث  المتعلمون يريدون  سحب المعلومات من تلقاء أنفسهم وبسرعة خاصة بهم، بدلاً من دفعهم من الجانب الآخر. يُعد التعلم من خلال السحب أسلوبًا يبدأ من أسفل إلى أعلى حيث يمكن للمتعلمين الوصول إلى التدريب عند الحاجة. هذا النوع من التعلم يساعد على تعزيز التعاون بين المتعلمين والمعلمين، من خلال الاستفادة المثلى من تقنيات التعلم الإلكتروني.

  1. التعلم بالاكتشاف Discovery learning

تُعرف ويكيبيديا، الموسوعة الحرة التعلم بالاكتشاف، بانه أحد أساليب التعلم القائم على الاستقصاء كما يعد منهجًا يعتمد على البنائية في التعليم. ويشيع استخدام التعلم بالاكتشاف في مواقف حل المشكلات حيث يعتمد المتعلم على خبراته الخاصة، ومعرفته السابقة، كما أنها طريقة تمكن الطلاب من التفاعل مع بيئتهم باكتشاف الأشياء ومعالجتها، والتعامل مع الأسئلة والخلافات، أو إجراء التجارب.

يعتمد تصميم المهام التي يكلف بها المتدرب في هذا الاسلوب على قدرتها على امداد المتدرب بالوسائل التي تمكنه من التعليم الذاتي وبدون مساعدة. وقدرتها على امداده بالخبرة التي تمكنه من إدراك العلاقات الأساسية بين الأشياء واستخدامها وتنميتها. فبدلاً من اعتماد نهج تقليدي حيث تصور الدورات المفاهيم التي تتبعها الأمثلة، فإننا نفضل نهج الاستكشاف حيث نقدم سلسلة من الأسئلة والتحديات والسيناريوهات لتطوير كفاءة معرفة قوية. يتم توجيه المتعلمين لاكتشاف معلومات جديدة. تتمثل فوائد اتباع نهج الاستكشاف في أنه يعزز التعلم النشط من خلال:

  • تعزيز التفكير المستقل

  • تطوير المقرر وفق حاجات المتعلم

  • تسهيل بناء المعرفة

حاليًا تعتبر عملية تضمين مقاطع الفيديو في دورات التعلم الإلكتروني إحدى الطرق المثلى لنقل رسالة قوية تعزز التعلم بالاكتشاف، حيث تتيح مقاطع الفيديو التي يتم توصيلها من خلال الأجهزة المحمولة (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية) للمتعلمين تسريع المحتوى حسب احتياجاتهم. كما توفر هذه التقنية بيئة تعلم غامرة للمستخدمين، مما يزيد من مستوى تفاعلهم ويؤدي إلى تزايد فرص الاحتفاظ بالموظفين والمتعلمين على حد سواء.

  1. التعلم التكيفي Adaptive Learning

عندما يصبح المتعلم.. مالكا لعملية تعلمه، يصبح لديه خطة تعليمية يتبعها اول بأول ، وبعدها تصبح المهارات التي يكتسبها خلال هذا المنهج جزء لا يتجزأ من شخصيته وأحد مكونات وعيه وتظل معه خلال الحياة. ولتحقيق ذلك يحتاج المتعلم لتعليم واقعي يلمس متطلبات حياته ويتكيف مع واقعه وظروفه الشخصية، ومن هنا يبدأ التفكير في بشخصنة "personalizing" التجربة التعليمية لكل متعلم حسب قدراته وإمكانياته واهتماماته، مع إمكانية بناء تجارب تعليمية ذات طابع مفصل وشخصي. تجربة كلما تعمق فيها المتعلم، كلما صارت ملكًا له وأكثر تخصيصًا لاحتياجاته. يعرف هذا الفرع من التقنية التعليمية بـ "Adaptive Learning". كلمة Adaptive تعني تكيفيّ، أي أن التجربة التعليمية تقوم بالتكيف والتغير مع تفاعل المتعلم مع التجربة التعليمية.

إن التدريب في مكان العمل هو في صميم التغيير والتحديث المستمر في بيئة العمل، هذا ويعتبر التعلم التكيفي أحد العوامل الرئيسية التي تقود نطاق التعلم الرقمي. كما يعد التعلم المتكيف طريقة مثلى لتصور عملية التدريب والبحث عن نتائج مربحة مع التحكم في التكاليف. فهو يضمن تقديم خبرات تعليمية مخصصة، مع إجراء تعديلات مستمرة على مسارات التعلم استنادًا إلى الأداء الفردي.

في بيئات التعلم التكيفية يتم تخصيص العملية التعليمية من خلال إعادة تعديل وتغيير عرض المحتوى بداخلها وفقاً لأسلوب ونمط كل متعلم، فهي بيئات تقوم على اختبار المتعلم أولاً لمعرفة نمط تعلمه، ومن ثم تقدم له المحتوى الذي يناسب أسلوب تعلمه من خلال تقنيات عالية التقنية، والتي يمكنها أن تتبع المتعلم وخطوات تعلمه لتكوين أكبر قدر من البيانات عنه. وفي هذا السياق تقدم منصة Brightspace تطبيق التعلم التكيفي D2L LeaP، بما يساعد في تحسين أداء الطلاب باستخدام تقنية المعالجة اللغوية والتحليلات التنبؤية لتحديد الثغرات فيما يمتلكه الطالب من مهارات. تطبيق D2L LeaP هو أداة التعلم التكيفية التي تضفي الطابع الشخصي على التعليم عن طريق تخصيص محتوى التعلم بما يتلاءم وكل شخص. كجزء متكامل من منصة Brightspace يعمل D2L LeaP على التحليق بالتعليم خارج محتوى البرنامج التدريبي التقليدي وهيكل المناهج الدراسية لتقديم مسارات التعلم الشخصية وقيادة وتوجيه المتعلمين نحو النجاح بغض النظر عن السرعة، والأسلوب، أو احتياجات التعلم الفريدة.

 

باختصار، تمثل ثقافة بيئة العمل الدافع القوي للتعلم المستمر، وتعزز مشاركة المتعلمين والاحتفاظ بهم وتحسن من نمو الأعمال. هذا ويساعد التعلم المستمر المتعلمين في العصر الجديد على الأداء بفاعلية والتكيف مع أحدث التغييرات في مكان العمل، حيث يلتزم اعتماد نهج مرن ونتائج طويلة الأجل من خلال برنامج تدريبي يتناسب واحتياجات الموظفين. بعبارة بسيطة، تساعد هذه الأنماط من التعلم المؤسسات على توقع التغييرات في ثقافة التعلم الديناميكي في بيئة العمل والتفاعل معها واحتضانها.