library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

التعليم عن بعد في حالات الطوارئ: سيناريو الفرص والممكنات مقابل العوائق والتحديات

نُـشر بواسطة هيام حايك on 12/10/2021 05:00:00 م

ttyuu

تتطلب الأزمة من المجتمع تجديد نفسه، وإن كان ذلك بطريقة مغايرة. جائحة Covid-19 عملت على تغيير طرق العمل والمعيشة والتواصل، بشكل مفاجئ ودرامي. أحد القطاعات التي تشهد تحولًا جذريًا هو التعليم العالي، حيث أدى الإغلاق القسري المفاجئ للتدريس الوجاهي إلى انتقال الأكاديميين والطلاب إلى "مناطق غير مألوفة" بسبب الحاجة إلى التكيف بسرعة مع إعدادات التعليم الإلكتروني.

لقد تطلب هذا التغيير المفاجئ من الجامعات الانتقال نحو التدريس عبر الإنترنت في وقت قياسي، وتكييف الموارد التكنولوجية المتاحة وإشراك الأساتذة والباحثين الذين يفتقرون إلى القدرات التكنولوجية الفطرية للتدريس عبر الإنترنت. في ظل هذه المتغيرات، يجب أن يكون النظام الجامعي قادرًا على توفير تعليم جيد في سيناريو التحول الرقمي، وخاصة في ظل تزايد موجة الابتكار التكنولوجي المزعزع، والتغيير المتسارع في الإطار التعليمي.

إن ظهور الابتكار المزعزع Disruptive Innovation قد يحدث نوعاً من المخاطرة وعدم اليقين، ولكنه أيضًا يقدم الفرص، وجلب المواهب والابتكار إلى نظام التعليم. الابتكار المزعزع في سياق التعليم العالي هو الابتكارات التي تغير اتجاهات التعليم والمنهجيات القائمة وأنماط نقل المعرفة من خلال فتح بدائل جديدة للتعلم في مناخات جديدة للتعلم يكون فيها كلاً من الطالب والأستاذ محركين للتعلم لتعزيز منهج مفتوح يتم تمكينه من خلال التعليم الرقمي الجديد.

الابتكارات المزعزعة ما بين الفرص والتحديات

الابتكارات المزعزعة تلبي احتياجات العملاء الحاليين وكذلك احتياجات الخدمات المتاحة حاليًا. ومع ذلك، يجب أن يعتمد الابتكار والتحول التعليمي الناجحان على الاستدامة وتعزيز نطاق الخدمات المقدمة. كما ويجب أن يعزز التحول الناجح للجامعات الثقافة التشاركية ، وإعلاء قيمة صنع القرار القائم على الأدلة والتقييم الشفاف للنتائج.

يتضمن السيناريو الحالي تحولًا تربويًا سريعًا من الدورات الدراسية التقليدية إلى الدورات عبر الإنترنت ، ومن التعليم الشخصي إلى التعليم الافتراضي و الندوات عبر الإنترنت. ونظرًا لأنه يتعين على الجامعات إعادة التفكير بجدية وإعادة تصميم عروضها التعليمية لمواجهة هذا الوضع الجديد، فإن الآثار المدمرة لـ Covid-19 لم تخلق فرصًا خصبة فقط لتحويل مؤسسات التعليم العالي ولكن أيضًا صعوبات وتحديات في هذه العملية. ولتحقيق تحول ناجح، يجب أن تكون الجامعات على دراية بالعوائق المحتملة وأن تتعرف على الأدوات والأنظمة الجديدة، ودمج هذه التكنولوجيا في عملية التدريس والتعلم.

 التعليم العالي في مواجهة الاضطرابات التي سببها COVID-19

كنتيجة مباشرة لجهود التباعد الاجتماعي وللحفاظ على الخدمة في أوقات الطوارئ، شهدت الجامعات انتقالًا واسع النطاق للتعلم عبر الإنترنت، وحيث كان على الأكاديميين في جميع أنحاء العالم تحويل المواد والأساليب بسرعة إلى تنسيق مناسب للتسليم عبر الإنترنت. تشير بعض الدراسات إلى هذا النظام الجديد باسم "التعليم الطارئ عبر الإنترنت". شكل هذا النظام تحديات غير مسبوقة للطلاب، الذين يحتاجون إلى المساعدة التقنية، وكذلك للموظفين وقادة الجامعات ، الذين اضطروا إلى إعادة اكتشاف أنفسهم في وقت قياسي لمواصلة تشغيل عمليات الحرم الجامعي.

في السيناريو الافتراضي، يجب أن تتطور الجامعات من نظام "التعلم القائم على المحاضرات" إلى منهجيات "التعلم القائم على حل المشكلات" ، والتي تشرك الطلاب بشكل أكثر نشاطًا. سيكون لهذا الانتقال من التعليم "الشخصي" إلى التعليم الافتراضي آثار كبيرة على عملية التعلم بأكملها، ليس فقط من خلال تعديل أساليب تقييم نتائج التعلم على نطاق واسع ، ولكن من خلال إعادة النظر في المهارات والكفاءات المطلوبة من الطلاب في هذا الإعداد الجديد. ونظرًا لأن إجراءات التباعد الاجتماعي الحالية ستستمر لبعض الوقت ، يجب على المؤسسات التعليمية إعادة تصميم خدماتها بالكامل لمواجهة البيئة الجديدة من خلال تطوير منهجيات التعلم الرقمية وتوفير سياقات وأدوات التعلم الرقمي، وذلك من أجل إنشاء تجربة تعلم عبر الإنترنت جيدة التصميم.

مُمْكِنات الحصول على تجربة تعلم عبر الإنترنت جيدة التصميم

تُوفر الموارد التكنولوجية المتاحة خيارات متعددة للتدريس، مثل إلقاء المحاضرات عن طريق مؤتمر الفيديو، ومشاركة المواد (مثل الشرائح ومقاطع الفيديو والعروض التقديمية)، والتفاعل من خلال الدردشات، وإنشاء منتديات النقاش أو مجموعات العمل، والإشراف على الأنشطة العملية، وتقييم الطلاب وتعليمهم، وتسجيل التفسيرات. وإتاحتها للطلاب، إلخ. علاوة على ذلك، يمكن استخدام هذه الأدوات بشكل متزامن أو غير متزامن، إلا أن هذه الموارد لا تلغي ضرورة وجود منهجية تعليمية للحفاظ على انتباه الطلاب وإبقائهم مشاركين في الدورة. لضمان وضوح الهدف التعليمي لكل نشاط، يجب على المدرسين تصميم المواد السمعية والبصرية وتخطيط وقت عمل الطلاب واستخدام الأدوات المناسبة لكل نشاط .

 العوائق والتحديات الناشئة في السيناريو الحالي

تسلط بعض الدراسات الضوء على الحواجز التي يمكن أن يؤدي بها التعليم عبر الإنترنت إلى تضخيم الفجوة الرقمية، وقد أشارت العديد من هذه الدراسات إلى أن التحدي الرئيسي أمام الطلاب للتكيف مع التعلم عبر الإنترنت كان المشكلات الفنية. للتخفيف من هذه الحواجز، يجب على المؤسسات تعبئة الموارد لضمان وصول جميع الطلاب إلى البنية التحتية المناسبة لتكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن الدعم المحدد لحل المشكلات الفنية. لضمان تجربة طلابية عادلة في هذا السيناريو الجديد، يجب على الجامعات أن تضمن عدم حرمان الطلاب ذوي الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية الأقل حظًا.

كما أشارت دراسات أخرى أن الطلاب يجدون صعوبة في الحفاظ على الانتباه في سياق التعليم القائم عبر الإنترنت فقط ، فالكثيرون يشعرون بالملل ، والعزلة ، وقلة الوقت لمتابعة الموضوعات المختلفة ، والافتقار إلى قدرات التنظيم الذاتي، مما يشير إلى الحاجة إلى إيجاد التوازن الأمثل بين التعلم الفردي المتمركز حول الطالب والتعلم التعاوني ، وتعزيز مجتمعات الممارسة الافتراضية لتعزيز مشاركة الطلاب.

بالنسبة للمعلمين، كان هذا التحول القسري أيضًا مرهقًا، حيث كان عليهم التكيف بسرعة مع التقنيات الجديدة عبر الإنترنت، مع القليل من التدريب أو بدون تدريب في بعض الحالات وفي وقت قياسي. كما تطلب الانتقال المفاجئ من التدريس المباشر وجهاً لوجه إلى التدريس عن بعد وجود هيئة تدريس بمستويات متنوعة من الاستعداد لاستخدام طرق تربوية مختلفة ذات كفاءات محددة. وفي هذا السياق سلط العديد من الأكاديميين الضوء على بعض الدروس المثيرة للاهتمام للتغلب على الحواجز التي تحول دون الحصول على تجربة تعليمية غنية عبر الإنترنت، والتي من أهمها:

أولاً: يجب على المدربين إنشاء بيئة ماديّة مناسبة للتدريس عبر الإنترنت، بما في ذلك الإضاءة والصوت. ويجب كذلك إعادة تصميم المحتوى المحدد لجلسات الفصل بشكل كامل لضبط توقيت التسليم عبر الإنترنت، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية تقديم أنشطة جماعية لتحفيز الطلاب وإشراكهم وتشجيع التعلم التعاوني.

ونظرًا لأن معظم الجامعات ستختار نظامًا هجينًا في المستقبل القريب يجمع بين مجموعات صغيرة وجهًا لوجه وجلسات عبر الإنترنت، فسيكون التحدي الذي يواجه الأكاديميين هو التأكد من أن الطلاب في كلتا الحالتين يتمتعون بتعلم عالي الجودة

ثانياً: يتطلب تعزيز هذا التحول الرقمي تنمية الثقافة التشاركية، وتشجيع عمل الطلاب والأساتذة والإداريين معًا لدعم وفحص التغييرات المنفذة.

تداعيات تحول التعليم العالي نحو التعليم عبر الإنترنت.

أدى التأثير غير المتوقع الأخير للوباء العالمي على التعليم العالي إلى قيام الجامعات والحكومات والطلاب والمعلمين بإعادة فحص جميع مكونات الأنظمة الحالية، بما في ذلك كيفية أن تصبح أكثر فعالية وكفاية في استخدام تقنيات التعليم، وقد خلصت العديد من الدراسات الى أن المؤسسات التعليمية تحتاج إلى تحسين بنيتها التحتية التكنولوجية وبما يضمن حصول جميع الطلاب على فرص متساوية للوصول إلى الموارد التكنولوجية اللازمة. تتطلب هذه الخطوة استثمارًا ماليًا لتمكين التحول الرقمي الحقيقي. ومع الأخذ بعين الاعتبار أن العامل البشري هو عقبة رئيسية أخرى أمام التحول التكنولوجي، يصبح هناك حاجة قوية للقيادة المؤسسية والدعم، وإشراك مختلف أصحاب المصلحة (أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين التقنيين) في عملية التغيير. هذا ويتطلب التحول الناجح للتعليم العالي تطوير أعضاء هيئة التدريس وسياسات محددة لتحسين الاستعداد لإدارة الأزمات وزيادة المرونة المؤسسية لمواجهة التحديات الجديدة في المستقبل القريب. أخيرا، الزيادة في الرقمنة والمعلومات المتاحة يؤدي إلى أسئلة أخلاقية جديدة تتعلق بالأمن عبر الإنترنت وحقوق خصوصية البيانات. يجب على الجامعات أيضًا معالجة هذه المشكلات من خلال تطوير وثيقة قواعد السلوك لضمان الشفافية وخلق بيئة آمنة وجديرة بالثقة للتعلم عبر الإنترنت.

 

 

 

Topics: إدارة الأزمات, التعليم وقت الطواريء, Disruptive Innovation, الابتكار المُزعزع, Disruptive Technology