تواجه العديد من الكليات والجامعات مشكلة ترتبط بمخرجات التعليم ومدى ملائمتها لسوق العمل، فببساطة الطلاب الخريجون ليسوا على استعداد للانخراط بسهولة في القوى العاملة الرقمية التي يتطلبها القرن الـ21. هناك فجوة بين المهارات المتعلقة بالعمل وبين ما تعلموه في الجامعة، يرجع ذلك إلى وجود نقص واضح في التدريب العملي على المهارات الرقمية التي سوف يحتاجونها في الاستخدام اليومي.نستكشف هنا وخلال هذه التدوينة كيف يكون التعليم المصغر microlearning هو الأسلوب الذي يمكن أن يساعد في سد الفجوة الرقمية لخريجي التعليم العالي من خلال دروس صغيرة الحجم، منظمة تنظيما منطقيا. وللوقوف على مزايا التعليم المصغر وما يمكن أن يقدمه لمؤسسات التعليم العالي، كان لابد من الإجابة على الأسئلة التالية:
- ما التعليم المصغر؟
- لماذا يعتبر التعليم المصغر الأفضل للمتعلمين؟
- لماذا يعتبر التعليم المصغر الأفضل للمدربين والمبدعين؟
- ما مبادئ التعليم المصغر الفعال وكيف يمكن تبنيه في مؤسسات التعليم العالي؟
ثانياً: لماذا يعتبر التعليم المصغر الأفضل للمتعلمين؟الجرعات الصغيرة من المحتوى هي الكمية المطلوبة التي تناسب أسلوب الحياة الغنية والمتكدسة بالمعلومات لأنها تُمكن المتعلمين من الوصول إلى أجزاء صغيرة من المعلومات على الفور، وفي أي وقت، ومن أي مكان. التعليم المصغر والذي يهتم بإيصال معلومة معينة أو جزء من الكل هو التعليم الأنسب والذي يحتاجه الطلاب الذين بات من الصعب السيطرة على تركيزهم في وجود العديد من العوامل التي تشتت التركيز لديهم. لذا الطلاب بحاجة لمعلومات غنية ومركزة، وفي نفس الوقت قصيرة ومنظمة وذات مغزى لعملهم وممارساتهم اليومية. اعتماد التعليم المصغر على تقنية تدفق البيانات، من خلال وسائط تقنية تدفق البيانات، يقلل العبء المعرفي على المتعلمين، بالإضافة إلى هذا يعتبر التعليم المصغر الوسيلة الأفضل للمتعلمين، نظراً لما يلى:
- التعليم المصغر يمكن الطلاب من الانخراط في عملية التعلم
- التعليم المصغر، هو امتدادا طبيعي ومنطقي لوسائل الإعلام المصغر micromedia مثل: Twitter، Vine، Tumblr، Yammer... إلخ. والتي لا تعتمد على الديكور بقدر اهتمامها بالحقائق الأساسية والمعلومات ذات الصلة.
- التعليم المصغر يُبعِد الملل لدي المتعلم من خلال استخدام عناصر تفاعلية مثل: العلامات والنقاط، والألعاب والمسابقات، والرسوم البيانية للعرض السريع والفهم الأسهل.
- التعليم المصغر غالبا ما يتمحور في دورات قصيرة مركزة (أقل من 7 دقائق في الغالب) تجنب الإرهاق العقلي وتناسب الدماغ وتحفزه على اليقظة.
- التعليم المصغر يمكن الطلاب من الاحتفاظ بالمعلومات
- الذاكرة قصيرة المدى (STM) تسمح بنقل حوالي 4-5 وحدات معرفية في الوقت الواحد، التعليم المصغر يمكن أن يعمل على توسيعها عن طريق تقطيع المحتوى وتحويله إلى أجزاء يسهل اندماجها في الذاكرة طويلة المدى.
- الدماغ يتغير عبر دورة الحياة وفقاً لما يتعرض له الفرد من خبرات، وكلما أتيحت الفرصة للدماغ لممارسة وظائفه العقلية كلما تغيرت وتطورت تركيبته. التعليم المصغر يتيح العديد من الخبرات والممارسات العقلية المتنوعة بما يسمح بتطوير أنماطاً مختلفة من الترابطات يسهل تكرارها.
- تنوع الخبرات الحسية له تأثير كبير في تطور الدماغ ومن ثم في السلوك والتعلم. يقدم التعليم المصغر مجموعة متنوعة من أساليب التعلم (البصرية والسمعية، والحركية / عن طريق اللمس... إلخ)
- التعليم المصغر يساعد الطلاب على الأداء والتطبيق
- التطبيق ... وهو قدرة المتعلم علي الاستفادة مما تعلم، وقد ثبت عمليا أن الممارسات الموزعة تساعد على زيادة الأداء بنسبة 17٪.
- التعليم المصغر من السهل تطبيقه لأنه مصمم بطريقة تلائم الجداول الزمنية للمشاركين، ولا تتطلب السفر أو الانقطاع عن أنشطة العمل العادية.
- بناءً على مستوى الخبرة والحاجة، يمكن للمشاركين أن يقوموا بتحديد الدورات الدراسية الخاصة بهم، وتسهيل رحلة التعلم الفريدة والشخصية.
- التعليم المصغر هو الأسرع والأرخص والأسهل
- التعليم المصغر يعزز القيمة الإنتاجية
- التدريب في الوقت المناسب " Just in Time "
- المدة القصيرة: ليس هناك ما يمكن أن نسميه الطول الصحيح، إلا أنها بالمجمل تعتمد على تعليم قصير المدة. بعض الدروس لا تستغرق مدتها سوى بضع ثوان. لأنه في حال كنت بالعمل وواجهت مشكلة فأنت في حاجة لحلول سريعة لا تؤدي إلي ترك العمل لفترة طويلة.
- الوحدات الصغيرة: الأكثر أهمية من الطول هو أنه يعتمد على وحدات صغيرة من شأنها أن تدعم مهمة التعلم مع الحد من التعقيد، فهي واضحة بذاتها، مكتفية ذاتيا، مستقلة، ومع ذلك لا تزال بمثابة جزء من وحدة أكبر.
- استخدام القصة: تتأسس الذاكرة البشرية من خلال تداعى الأفكار والمعاني. ونظراً لأن محتوى التعلم في التعليم المصغر ينكمش إلى وحدات أصغر وأصغر، سياقات التعلم تصبح أكثر أهمية. القصة أسلوب مناسب للقيام بذلك. القصص لا تحتاج أن تكون طويلة. فالقصة يمكن أن تروى باستخدام صورة واحدة، أو مجرد بضع كلمات
- التكرار: إذا كنت بحاجة إلى أن تتعلم شيئا في فترة قصيرة من الزمن، فإنه من المفيد أن تجعل المحتوى الخاص بك قابلا للتكرار وبحيث يسمح لك بالعودة الى المقطع الذي تريده. يسمح التعليم المصغر لك بالتركيز على الأجزاء الأكثر صعوبة في البداية ومن ثم العناصر الفردية الأقل أهمية والتي يمكن تغطيتها بسرعة
- البحث على نقاط التطبيق: معظم المهارات حزم من المهارات الأصغر، وهذه المهارات الصغيرة هي مجموعة من الأشياء التي تستخدم في كل وقت. التعليم المصغر يركز على تنقية المحتوى المتضخم وعزل نقاط التطبيق بهدف تنظيمها وتهيئتها لتكون محتوى ملائم للتعليم المصغر.
- الشمولية: تقسيم المحتوي إلى قطع صغيرة يهدف إلى تقديم عرض تكاملي للموضوع من أجل تعميق التفاهم الموحد بطرق هادفة ومتنوعة. المحتوى الكلي يناسب تعليم المهارات لرقمية لأنه في كثير من الأحيان هناك أكثر من طريقة واحدة للحصول على النتائج
- الإنشاء السريع: منصات التدريب على التجديد بسرعة، وبالتالي أي نوع من التعليم يحتاج إلى بناء سريع لضمان فعاليته. من السهل إنشاء التعليم الخاصة بك من خلال نظم إدارة التعلم LMS أو ونظم إدارة المحتوي CMS.
- استخدام العرض والخبر: يميل المتعلمون في كثير من الأحيان إلى قشد واستخلاص زبدة المحتوي، لذلك النقاط والقوائم المرقمة تمثل طرقا سهلة لتقديم المعلومات الخاصة بك بوضوح ودقة