مما لاشك فيه أن العالم يشهد اليوم بيئة مليئة بالتحديات، حيث تستمر الضغوط الاقتصادية في تخفيض ميزانيات التعليم ويستمر ارتفاع تكاليف التعليم في الازدياد، بينما يجبر الطلاب على دفع رسوم الدراسية عليا، وتقاسم الموارد. المعلمون في ذات الوقت مُلزَمُون بالعمل على نحو خلاَّق "بذل المزيد من الجهد في وجود الأقل". من خلال تصميم المناهج التي تستوعب القيود الاقتصادية، وللتفكير قدما للأمام، كانت المؤسسات التعليمية مُلْزَمة بتوظيف فعال من حيث التكلفة للتقنيات الناشئة وطرق الاتصال والتعاون والتعلم. الحياة الثانية Second Life – ومن خلال توفيرها لبيئة تعليمية افتراضية – تدعم وتوسع خيارات مسيرة التعلم المستمر وتعمل على تمكين الطلاب والمعلمين للوصول إلى أكبر عدد من الفصول الدراسية الافتراضية.
العوالم الافتراضية أوجدت حلول للعديد من التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية، كما أوجدت فرص التعلم الحقيقة. فاليوم، تعمل المئات من الكليات والجامعات، وغيرها من المؤسسات التعليمية في الحياة الثانية أكثر من أي وقت مضى - إما بزيادة مناهجها الحالية مع عناصر التعلم الظاهري أو بقيامها ببناء فصول افتراضية كاملة وإدخال برامج حصرية في بيئات تعلم غامرة في الحياة الثانية.
تواصل البيئة الافتراضية للحياة الثانية تمكين الطلاب على العمل معا بشكل متزامن ومن ثم العودة إلى عالمهم الواقعي، حيث يعمل الطلاب بشكل فردي أو كفريق واحد. مساحات التعلم متاحة دائما، ليس فقط لمجموعات موزعة جغرافيا لكن حتى لأولئك الذين يجتمعون بانتظام في العالم المادي. العمل في بيئة الحياة الثانية قد يكون مفيد بشكل خاص عندما يحتاج الطلاب إلى جداول أكثر مرونة أو في حال احتياجهم للعمل بشكل متزامن أو غير متزامن على نفس المشروع.
الحياة الثانية Second Life توسع خيارات التعلم وتزيد من القدرات التي توفرها المكالمات الهاتفية وأدوات العرض على شبكة الإنترنت – فهي تخلق فرصا لرحلات ميدانية داخل أجهزة افتراضية وبيئات غامرة لها القدرة على أن تذهب بالطلاب إلى أبعد من جدران فضاءات التعلم التقليدية.
الحياة الثانية قدرات بلا حدود:
محاكاة التدريب في الحياة الثانية من القوة بشكل لا يمكن تصديقه، لأنها محاكاة معقدة، فهناك بيئة تحاكي البيئة المادية بدقة متناهية يلعب فيها الطلاب الأدوار المختلفة لتعزيز التعلم. التدريب الذي تقدمه Loyalist College لرجال حرس الحدود والتدريب الذي تقوم به Imperial College لطلاب الطب أمثلة رائعة لإمكانيات هذه البيئة الافتراضية.
قد يتساءل البعض ما الذي يجعل التدريب في الحياة الثانية قوى بهذا الشكل؟ في الحقيقة انت هناك تشعر بأنك هناك!!! أعرف أن التعبير غريب "هناك أنت هناك" ذلك ما نسميه الشعور بالوجود, حيث تشعر أنك بالفعل كنت هناك ومع هؤلاء الأفراد المتواجدين في هذه البيئة الافتراضية سواء كانوا من المعلمين أو زملاءك الطلاب أو الأصدقاء, والأهم أن هذا الشعور يبقى حتى بعد الخروج من الحياة الثانية واقفال جهازك, من المهم أن تجرب لتدرك هذا الشعور! الكثير من المؤسسات التعليمية والمنظمات البارزة أدركت هذا الشعور وفهمته وبادرت بخلق بيئات التعلم الافتراضية لتقديم مجموعة واسعة من الدورات والرحلات الميدانية والتي تشتمل على ما يلى:
مساحات تعليمية مرنة
العروض والمناقشات
أماكن الاستجمام التاريخية
المحاكاة ولعب الأدوار
تصميم الوسائط المتعددة والألعاب
تعلم اللغة من خلال الممارسة
فوائد ومزايا تقدمها الحياة الثانية للطلاب:
المئات من المؤسسات التعليمية دخلت في الحياة الثانية اليوم, ولابد أن يكون هناك أسباب دفعت بأكثر من 700 مؤسسة تعليمية من جميع أنحاء العالم لتتواجد في الحياة الثانية. مما لاشك فيه وبناءً على العديد من التجارب أن مزايا التعلم في بيئات 3D الغامرة كثيرة. التعلم في الحياة الثانية يمكن أن يخفض التكاليف التي تتحملها هذه المؤسسات, كما يساعدها في الوصول إلى عدد أكبر من الطلاب والاحتفاظ بهم. العشرات من المشاريع الناجحة تثبت أن الحياة الثانية يمكن أن تكون فعالة بالنسبة للعديد من الطلاب كما الفصول الدراسية التقليدية. إنها بيئة تعليمية أكثر فعالية. في بضع كلمات، يمكننا القول أن الحياة الثانية كمنصة تعليمية تمكن الطلاب من الانخراط والعمل، كما أنها صديقة للبيئة.
الحياة الثانية توفر بيئات تعلم تمكينية
المشاركة والتمكين هي لب التعليم عن بعد, والعنصر الفاعل لتعليم يماثل التعليم الحقيقي. يصل الأمر إلى تشبيه البعض لها "الكأس المقدسة" ومن شاهد فيلم "شيفرة دافينشى" يستطيع أن يدرك قوة هذا التشبيه. من المهم هنا أن نطرح التساؤل التالي: في التعليم عن بعد, حيث الطلاب ليسوا داخل الفصول الدراسية، كيف يمكن الإبقاء على انتباه الطلاب وتشجيعهم على المشاركة؟ أعتقد أن الفرصة قليلة، إلا في بعض الحالات وحيث يكون هناك عرض مميز ومعلم مبدع. في الحياة الثانية الوضع مختلف، حيث الطلاب داخل فصول دراسية في بيئة تم تصميمها كمنصة للتواصل الاجتماعي وتشجع التفاعل الاجتماعي وتعمل على تمكين المشاركين من الدخول في تجارب غامرة عميقة، ذات مغزى, لا تُنسى.
هناك العديد من تقنيات التعلم عن بعد، ولكننا نعتقد أن الحياة الثانية هي التقنية الأفضل لأنها تشعرك أنك "هناك" في عالم وُجِد ليلبي احتياجات جميع أنواع المتعلمين. من المزايا التي توفرها الحياة الثانية أنها تستجيب لمطالب المشاركين؛ فإذا كنت تمشي بعيدا عن جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو توقفت عن استخدام الماوس أو لوحة المفاتيح لبضع دقائق، فسوف ينحني الأفاتار الخاص بك قليلا إلى الأمام ويأخذ وضع النوم وسوف يرى زملاءك أنك غير متواجد معهم وقد يؤجلوا نقاشهم لحين عودتك إذا كان الوضع يحتاج وجودك. الطلاب لا يشعروا بالملل عندما يكون هناك العديد من الطرق الشيقة للاستكشاف والتعلم, الحياة الثانية توفر مثل هذه الطرق، حيث المحاكاة القوية والنمذجة وأدوات بصرية قوية.
الحياة الثانية بيئة تعليمية غنية بالخبرات
أيهما أفضل؟ القراءة عن زخرفة سقف كنيسة سيستينا والتي تعتبر من الأعمال الفنية الضخمة للفنان مايكل آنجلو في كتاب، أم المشي من خلال أبواب الكنيسة والتحليق إلى أعلى السقف والنظر عن قرب؟ في الحياة الثانية Second Life، يمكنك أن تفعل ذلك. في الواقع، الحياة الثانية هي موطن للآلاف الذين يقومون برحلات ميدانية افتراضية للأماكن والموارد التعليمية. المتاحف في الحياة الثانية عديدة، حيث هناك متحف Smithsonian’s Latino الظاهري، ومتحف درسدن Dresden، ومتحف سان خوسيه تك Jose Tech San. يمكن للطلاب الانطلاق إلى الفضاء ليستكشفوا جزر ناسا. كما يمكنهم زيارة الأهرامات المصرية. كما أن زيارة المكتبات المتواجدة بالمئات في الحياة الثانية هي من الزيارات المهمة للطلبة والتي يحرص المعلمون على أخذ طلابهم في زيارة لها واستكشافها. صفوف اللغات والمتواجدة في العديد من جزر الحياة الثانية يديرها معلمون يتكلمون اللغة الأم هي من الأماكن العامرة بالطلاب والذين يحسنون لغتهم من خلال الاحتكاك بهؤلاء المعلمين ومشاركة زملاءهم في أداء المهام. الحياة الثانية تخلق احتمالات للاستفادة لا حصر لها.
أفاق التعاون مع المنظمات التعليمية الأخرى
نعلم جميعا أن التعليم اليوم توسع وامتد إلى أبعد من الكتب والدروس. في مجتمعنا العالمي، يشتمل التعليم على خلق فهم جديد أساسه الاحترام و التقدير للأشخاص والثقافات المختلفة. المشاركة طريقة قوية لخلق جسور التعاون مع أكثر من 700 من المؤسسات التعليمية على مستوى العالم في الحياة الثانية. العديد من المؤسسات التعليمية نجحت في إنشاء برامج التعلم المشترك في الحياة الثانية باستخدام مختلف أدوات التعاون المتوافرة بقوة في هذه البيئة الافتراضية. الحياة الثانية هي بيئة مفتوحة للتعاون، وتبادل الخبرات، وخلق برامج التعلم المشترك لأنها تستوعب التعلم المتزامن وغير المتزامن.
الوصول إلى أكثر عدد من الطلاب
ربما ستفاجأ كمعلم يحاول أن يبنى برنامج تعليمي في الحياة بوجود العديد من طلابك في الحياة الثانية، ذلك بالطبع سيدعم نجاح برنامجك الجديد في الحياة الثانية والذي سيكون بمثابة وسيلة ذكية للتعلم حيث يكون طلابك بالفعل. طلابك سيكونون معك سواء كانوا في المنزل أو العمل أو المدرسة أو المقهى، طالما هم يتصلون بالإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، الحياة الثانية هي بيئة تعليمية مثالية للعديد من الطلاب المعوقين، حيث أنها توفر لهم إمكانية الوصول بصورة أكبر مما يحدث في الجامعات التقليدية.
الحياة الثانية توفر التعلم "الأخضر"
رعاية البيئة من خلال تقليل انبعاثات الكربون لم تعد فكرة مهمشة لدى الكثيرين، إنها مهمة للشركات والحكومات و المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم. عن طريق تقليل الحاجة إلى السفر والاجتماع في الفصول الافتراضية، يمكن للمدارس توفير الملايين من الجنيهات التي يتسبب في انفاقها دخول الكربون إلى بيئتنا. على الرغم من أن العوالم الافتراضية تتطلب الطاقة اللازمة لأجهزة الكمبيوتر والخوادم، إلا أن الأثر البيئي لها هو الحد الأدنى بالمقارنة بالبدائل الأخرى.
معلومات حول شركة ليندن لاب والحياة الثانية
تأسست ليندن لاب في عام 1999 من قبل فيليب روسدل، بهدف إنشاء نموذج ثوري جديد من الخبرات المشتركة على الإنترنت والذي عُرف باسم الحياة الثانية Second Life. يقع المقر الرئيسي للشركة في سان فرانسيسكو ويعمل فيها أكثر من 220 موظف. الحياة الثانية هي العالم الافتراضي ثلاثي الأبعاد 3D التي توفر للمستخدم محتوى غنى يُمكنه من إنشاء الخبرات الغامرة. في الحياة الثانية يلتقي السكان ويتفاعلوا مع أصدقاء من جميع أنحاء العالم. المقيمون في الحياة الثانية يمكنهم الاستمتاع بالعديد من وسائل الترفيه, حيث يمكنهم الاستماع إلى الموسيقى الحية و ممارسة الألعاب وتقمص الأدوار واستكشاف بيئات ومجتمعات فريدة من نوعها، وأكثر من ذلك بكثير. يمكن للمقيمين أيضا إنشاء و شراء وبيع أي شيء يمكن أن تتخيله، والمشاركة في أكبر اقتصاد للسلع الافتراضية والذي يديره المستخدمون في جميع أنحاء العالم. كتلة الأرض الافتراضية للحياة الثانية هي ضعف حجم هونغ كونغ تقريبا. في الربع الأول من سنة 2010 قضى أكثر من 750،000 من سكان الحياة الثانية أكثر من 105 مليون ساعة في الحياة الثانية، في حين شهد اقتصاد الحياة الثانية ما يزيد قيمته عن 150 مليون دولار ليندن تم تداولها في الأسواق الافتراضية للحياة الثانية.