بعد استعراض أدوات وتطبيقات التعلم التفاعلية في الجزء الأول السابق نشره من هذا المقال، ننتقل في هذا الجزء الثاني الأخير إلى خطوة مهمة تتمثل في كيفية اختيار الأدوات الأنسب لاحتياجات كل فصل افتراضي، بما في ذلك الأدوات التي يمكنها العمل دون اتصال بالإنترنت لدعم الطلاب وتلك التي تعمل في بيئات ذات اتصال إنترنت غير مستقر. سنستعرض في هذا الجزء معايير اختيار الأدوات، مع التركيز على الأدوات التي تعمل دون اتصال، وأمثلة عملية حول كيفية تطبيقها لتسهيل عمل المعلم وزيادة تفاعل الطلاب، وتحقيق استفادة شاملة في أي بيئة تعليمية.
كيفية اختيار الأدوات المناسبة للفصل الافتراضي
لاختيار الأدوات المناسبة للفصل الافتراضي، يتوجب على المعلم أخذ مجموعة من المعايير في الاعتبار، لضمان أن تكون الأداة فعّالة وآمنة، وتلبي احتياجات الطلاب بمختلف مستوياتهم الدراسية. في هذا السياق، يمكن للمعلم تحسين تجربة التعلم من خلال مراعاة عدة جوانب أهمها:
أولاً: سهولة الاستخدام ودعم اللغة العربية
من المهم أن تكون الأدوات المختارة بسيطة وسهلة الاستخدام لجميع الطلاب. فالتعقيد في الأدوات قد يؤدي إلى تشتت الطلاب وضياع الوقت في فهم كيفية استخدامها بدلًا من التركيز على المحتوى. من الأمثلة على الأدوات سهلة الاستخدام، تلك التي تتيح للطلاب الوصول إلى الأنشطة بنقرة واحدة أو عبر واجهات بسيطة وغير معقدة، حيث يمكن للمبتدئين استيعاب وظائفها سريعاً، وتشجعهم على المشاركة بنشاط دون قلق من تعقيدات التقنية.اختيار أدوات تدعم اللغة العربية (أو لغة الدرس) يعدّ أحد العوامل الرئيسية لضمان تفاعل الطلاب مع الأداة واستفادتهم الكاملة منها. عدم توافر الأداة بلغة مفهومة للطلاب قد يكون عائقًا يمنعهم من التفاعل الكامل، لذا ينبغي للمعلم أن يختار أدوات توفر واجهات تفاعلية بلغتهم الأم لتسهيل الفهم وتقليل التشتت، خاصة للطلاب ذوي السن الصغيرة أو للطلاب الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل جيد. مثال على ذلك:
ClassDojo: منصة تعليمية تدعم اللغة العربية
ClassDojo ، هي منصة تعليمية تفاعلية تسهل التواصل بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، مع دعم كامل للغة العربية. توفر المنصة تجربة سلسة من خلال:
الكتابة من اليمين إلى اليسار (RTL): دعم الأسماء والأنشطة والتقارير باللغة العربية.
التواصل الفعّال: إرسال دعوات ورسائل مخصصة باللغة العربية لأولياء الأمور والطلاب.
أنشطة مخصصة: تصميم واجبات وأنشطة إبداعية باللغة العربية.
واجهة بسيطة للأطفال: تتيح المشاركة بسهولة دون الحاجة إلى خبرة تقنية.
خطوات تعريب ClassDojo:ضبط لغة المتصفح أو الجهاز إلى العربية.
إنشاء فصول دراسية وكتابة الأنشطة والأسماء بالعربية.
التفاعل مع الطلاب وأولياء الأمور عبر النصوص المكتوبة بالعربية.
إجمالًا، توفر ClassDojo بيئة تعليمية داعمة ومناسبة للطلاب العرب، مما يعزز من تجربة التعلم والتواصل بطريقة ممتعة وبسيطة. للاستخدام شاهد الفيديو التالي:
ثانياً: أمان الطلاب
الأمان الرقمي هو جانب أساسي عند اختيار الأدوات التعليمية. ينبغي أن تكون الأداة المختارة محمية بأعلى مستويات الأمان لحماية بيانات الطلاب وخصوصيتهم، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الأنظمة السحابية وتبادل المعلومات عبر الإنترنت. من الضروري أيضًا أن تتيح الأدوات للمعلم التحكم في الإعدادات الخاصة بالتفاعل، بحيث يمكن للمعلم مراقبة المحتوى والمحادثات، وحماية الطلاب من أي محتوى غير ملائم. تُعد Zoom وMicrosoft Teams أمثلة جيدة، حيث توفران خيارات إعدادات الخصوصية المتقدمة مثل التحكم في من يمكنه المشاركة والتفاعل خلال الفصول الافتراضية.
مثال عملي: اختيار أداة وفقاً لأهداف الدرس ومستوى الطلاب
لنفترض أن المعلم يرغب في تعليم الطلاب كيفية العمل الجماعي عبر مشروع تعاوني بسيط. سيكون من المناسب هنا اختيار أداة تتيح التعاون المباشر وتسمح للطلاب بالمشاركة والعمل في الوقت الحقيقي، مثل Google Slides أو Padlet. وإذا كان الطلاب في مرحلة عمرية صغيرة، قد تكون أداة مثل Jamboard أكثر ملاءمة، بفضل واجهتها المرئية والبسيطة. أما إذا كان الهدف من الدرس هو مراجعة المفاهيم الأساسية بأسلوب تنافسي، يمكن للمعلم استخدام أدوات تفاعلية مثل Kahoot أو Quizizz، والتي تشجع التفاعل عبر ألعاب تفاعلية واختبارات مبهجة، تحفز روح المنافسة البناءة بين الطلاب. شاهد الفيديو التالي لاستكشاف المتعة ومدى انخراط الطلاب عبر الألعاب التفاعلية
تخصيص الأدوات حسب المرحلة الدراسية وطبيعة المادة
اختيار الأدوات يجب أن يتناسب مع المرحلة الدراسية للطلاب وطبيعة المادة الدراسية. فطلاب المرحلة الابتدائية قد يحتاجون إلى أدوات تتضمن تفاعلات بصرية وتحفيزية أكثر، بينما طلاب المرحلة الثانوية قد يكونون قادرين على استخدام أدوات أكثر تعقيدًا تتيح التعاون والبحث. على سبيل المثال، يمكن استخدام Google Docs وMicrosoft Teams في صفوف المرحلة الثانوية للمشاريع البحثية والمناقشات الجماعية. أما في مواد العلوم، قد يحتاج المعلمون إلى أدوات توفر محاكاة علمية وتفاعلات تشرح المفاهيم الصعبة بطريقة مرئية، مثل PhET Interactive Simulations التي توفر بيئة تفاعلية للتجارب العلمية كما ويدعم اللغة العربية ، انقر هنا لتجربة البرنامج.
تطبيقات يمكن استخدامها بدون إنترنت: دعم التعلم المستمر للطلاب
مع التطور السريع في التكنولوجيا، أصبح التعليم يعتمد على العديد من الأدوات الرقمية لدعم عملية التعلم، ولكن ما زالت بعض المناطق تفتقر إلى الإنترنت المستقر، مما يشكل تحديًا للطلاب والمعلمين. لحسن الحظ، توجد تطبيقات تعمل بدون اتصال بالإنترنت، وتتيح للطلاب مواصلة التعلم في أي وقت. نستعرض هنا بعض التطبيقات التي يمكن استخدامها في هذه الحالات لضمان استمرارية التعليم.
توظيف اللعب في التعليمGamification in Education
هو مفهوم يجمع بين عناصر الألعاب وآلياتها ويطبقها في التعليم لجعل عملية التعلم أكثر تفاعلاً وتشويقاً. من خلال توظيف اللعب في العليم، يمكن للطلاب التفاعل مع المحتوى التعليمي بشكل أكثر ديناميكية، مما يساعد على زيادة التحفيز وتعزيز الفهم.
أداة Google لتوظيف اللعب مثل Google Classroom وGoogle Forms تعد أدوات مجانية يمكن استخدامها في تطبيق توظيف اللعب في التعليم، خاصة للمراحل الصغيرة والمتوسطة. يمكن للمعلمين استخدامها لتصميم أنشطة تعليمية تفاعلية كأنماط الأسئلة التي تتيح المنافسة بين الطلاب أو المكافآت التي يحصل عليها الطلاب عند إنجاز المهام بنجاح.
Google Forms:
يمكن تصميم استبيانات تفاعلية تحتوي على أسئلة متعلقة بالمواد الدراسية، ويمكن للطلاب المشاركة فيها كمسابقة. يمكن تقديم ملاحظات فورية، وتحديد درجات، واستخدامها كأنشطة تحفيزية في الفصل.
Google Slides:
باستخدام Google Slides، يمكن للمعلمين تصميم مسابقات تفاعلية، أو سيناريوهات لعب مختلفة حيث يجيب الطلاب على أسئلة ويختارون الخطوات التالية.
Google Classroom:
يتيح للمعلمين إنشاء مهام ومشاريع تفاعلية يمكن للطلاب إكمالها للحصول على نقاط أو شارات تقديرية.
بعض أدوات جوجل قد تتطلب اتصالًا بالإنترنت للعمل بكامل كفاءتها، مثل Google Forms وGoogle Slides. لكن يمكن استخدام Google Classroom وGoogle Drive في وضع عدم الاتصال إذا تم إعداد التصفح بدون اتصال مسبقًا، حيث يمكن للطلاب العمل على المستندات أو العروض التقديمية أو الملفات الأخرى دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. وعند توافر الاتصال، تتم مزامنة التحديثات تلقائيًا.
فوائد توظيف اللعب باستخدام أدوات جوجل
زيادة التحفيز: باستخدام عناصر الألعاب، يشعر الطلاب بالحماس والاستمتاع خلال التعلم.
تعزيز المشاركة: يدعم توظيف اللعب روح التعاون والتفاعل بين الطلاب، مما يعزز التعلم التفاعلي.
التقييم الفوري: يمكن للمعلمين تقييم أداء الطلاب فوريًا عبر إجاباتهم، مما يسهل عملية المتابعة وتقديم الدعم اللازم.
استخدام توظيف اللعب عبر أدوات جوجل يُعد حلاً فعالاً وممتعًا لتقديم تجربة تعليمية مشوقة للمراحل التعليمية الصغيرة والمتوسطة. للتوضيح يمكنك مشاهدة الفيديو التالي:
أجهزة Chromebook هي أجهزة حاسوب محمولة تعمل بنظام التشغيل ChromeOS من Google، وهي مصممة لتكون بسيطة وسريعة وآمنة. تتميز هذه الأجهزة بأنها خفيفة الوزن وسهلة الاستخدام، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للطلاب والمعلمين. إليك بعض المعلومات حول كيفية استخدام أجهزة Chromebook للتعليم بدون اتصال بالإنترنت:
إمكانية التعليم بدون اتصال بالإنترنت على أجهزة Chromebook
تطبيقات Google: يمكن استخدام تطبيقات Google مثل Google Docs وGoogle Sheets وGoogle Slides في وضع عدم الاتصال. يجب تفعيل وضع عدم الاتصال في إعدادات Google Drive، مما يتيح للطلاب والمعلمين الوصول إلى المستندات وتحريرها بدون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
Gmail Offline: يمكن تفعيل وضع عدم الاتصال في Gmail للسماح بقراءة الرسائل والرد عليها بدون اتصال بالإنترنت. يتم مزامنة الرسائل تلقائيًا عند الاتصال بالإنترنت مرة أخرى.
تطبيقات Chrome: يمكن تثبيت تطبيقات Chrome التي تعمل بدون اتصال بالإنترنت من متجر Chrome Web Store. يمكن البحث عن التطبيقات باستخدام خيار “يعمل بدون اتصال” (Runs Offline).
حفظ صفحات الويب: يمكن حفظ صفحات الويب للقراءة لاحقًا بدون اتصال بالإنترنت. يمكن القيام بذلك عن طريق النقر بزر الماوس الأيمن على الصفحة واختيار “حفظ باسم” (Save As).
التخزين المحلي: يمكن للطلاب والمعلمين حفظ الملفات والمستندات على التخزين المحلي لجهاز Chromebook للوصول إليها في أي وقت بدون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
كيفية تفعيل وضع عدم الاتصال
Google Docs :
لمزيد من التفاصيل حول كيفية استخدام أجهزة Chromebook بدون اتصال بالإنترنت، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي:
تطبيق Seesaw
مُصمم لطلاب المرحلة الابتدائية، ويوفر أدوات متنوعة للتعلم التفاعلي. يتميز هذا التطبيق بإمكانية إنشاء ملفات رقمية للطلاب وتسجيل أعمالهم، مما يساعد المعلمين وأولياء الأمور على متابعة تقدمهم. يقدم Seesaw ميزة تحميل المواد التعليمية للعمل عليها بدون إنترنت، مما يتيح للطلاب التعلم والاستكشاف بحرية حتى عند عدم توافر الشبكة.
طريقة الاستخدام:
فتح التطبيق: يبدأ الطالب بفتح تطبيق Seesaw على جهازه.
الدخول إلى الصف: يختار الطالب الصف الدراسي الذي يريد تحميل العمل فيه.
إضافة عمل جديد: يضغط الطالب على زر +Add(إضافة) الموجود في أسفل الشاشة.
اختيار نوع العمل: يمكن للطالب اختيار نوع العمل الذي يريد تحميله، مثل صورة، فيديو، رسم، أو ملف نصي.
إنشاء العمل: يقوم الطالب بإنشاء العمل أو تحميله من جهازه.
إضافة تفاصيل: يمكن للطالب إضافة تفاصيل إضافية مثل التعليقات الصوتية أو النصوص التوضيحية.
إرسال العمل: بعد الانتهاء، يضغط الطالب على زر Check(تحقق) لإرسال العمل إلى المعلم. يمكن للمعلم بعد ذلك مراجعة العمل وتقديم التغذية الراجعة. يمكنك الاستعانة بالفيديو التوضيحي التالي:
codeSpark Academy
هو تطبيق تعليمي يهدف إلى تعليم الأطفال أساسيات البرمجة من خلال أسلوب تفاعلي يعتمد على اللعب والإبداع. يتميز التطبيق بواجهة خالية من النصوص، مما يجعله مناسبًا للأطفال الذين لم يتعلموا القراءة بعد. وفيما يلي بعض الميزات البارزة للتطبيق:
التعلم من خلال اللعب: يقدم codeSpark Academy ألعابًا تعليمية متعددة تساعد الأطفال على اكتساب مفاهيم البرمجة الأساسية مثل الأنماط، وحل المشكلات، والتسلسل، والتفكير الخوارزمي، وتعلم الحلقات والشروط. يتم ذلك في بيئة ممتعة وتفاعلية، مما يسهم في تعزيز الفهم بطرق مرحة.
تصميم الألعاب: يتيح التطبيق للأطفال استخدام المفاهيم البرمجية لتصميم ألعابهم الخاصة، ما يعزز الإبداع ويشجعهم على تطبيق ما تعلموه بطريقة تفاعلية، ليشعروا بالإنجاز أثناء بناء مشاريعهم البرمجية.
نشاطات بدون اتصال بالإنترنت: يقدم codeSpark Academy موارد تعليمية يمكن طباعتها واستخدامها في أي مكان دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، مما يجعله أداة تعليمية مثالية في البيئات ذات الاتصال المحدود، حيث يمكن للأطفال مواصلة التعلم واكتساب المهارات التقنية في أي وقت.
هذه الخصائص تجعل codeSpark Academy من التطبيقات الرائدة في تعليم البرمجة للأطفال، حتى في بيئات التعليم غير المتصلة. نشجع على مشاهدة الفيديو التالي:
في الختام، يمكن القول: إن الاستفادة من الأدوات الرقمية في الفصول الافتراضية ليست مجرد إضافة، بل هي خطوة حيوية نحو ابتكار تجربة تعليمية تفاعلية وشاملة. توفر الأدوات الرقمية إمكانيات غير محدودة لدعم التعاون، وتعزيز المشاركة، وتقديم محتوى تعليمي يتماشى مع احتياجات الطلاب ويحفّز على التعلم الاستقصائي والنقاش البنّاء. ومن هنا، تأتي دعوة المعلمين والقائمين على التعليم إلى استكشاف هذه الأدوات والاستفادة من الحلول التي تقدمها الشركات الرائدة في هذا المجال، مثل شركة نسيج للتقنية، والتي تتيح من خلال تقنياتها المبتكرة بيئات تعليمية رقمية تدعم التحول الرقمي في التعليم. إن الاعتماد على مثل هذه الحلول يسهم في بناء بيئة تعليمية غنية وداعمة للابتكار، ويعزز فرص الطلاب في خوض تجربة تعليمية ثرية وفعّالة.