يتيح معهد جمعية المكتبات الأمريكية للقيادة لأمناء المكتبات فرصة المشاركة في برنامج تطوير القيادة المؤثرة لمدة وذلك من خلال ورشات تمتد في العادة إلى أربعة أيام ...
تقول مورين سوليفان Maureen Sullivan، الرئيس السابق لجمعية المكتبات والقائمة على تطوير المعهد الشراكة مع العديد من استشاري المكتبات : " إن الهدف من ذلك هو أن تشرح النظريات والمفاهيم والممارسات من أجل القيادة الفعالة و "مساعدة الناس على تنمية الوعي الذاتي بقوتهم ومجالات التنمية".
أما كاثرين ديس Kathryn Deiss استشارية المكتبات وخبيرة التدريب، فتقول: " المعهد يحقق هذا الهدف من خلال مزيج من العروض التقديمية ومجموعات العمل الصغيرة و اتاحة فرص التأمل الذاتي."
خلال الورشة التي أدارتها دنيس عام 2016، بعنوان: " ممارسات جديدة: فرصة لتخيل كيف يمكن أن نعكس الاتجاهات الاجتماعية والتكنولوجية الحالية ضمن خدمات المكتبة في المستقبل." وضع المشاركين العديد من الأفكار التي تراوحت ما بين تطبيقات الواقع المعزز إلى الخدمات الآلية القائمة على التسليم الذاتي للمواد بالإضافة إلى طرق استخدام المكتبة لتحسين المساواة الاجتماعية. وقد ركز المشاركون ال 42 على كيفية تغيير الابتكارات الجديدة لعلاقة المكتبة مع مستخدميها. تقول كاري بيتس، أخصائية المعلومات والتكنولوجيا في مدارس بيرمنجهام الحكومية بولاية ميتشيجان: "قامت مجموعتنا بتحليل ودراسة تطبيقات الواقع المعزز لتحويلها إلى تقنيات وظيفية لمستخدمي المكتبات، وذلك من خلال وجود الجهاز الذي يمر بهم إلى مكان وجود الكتاب". لأن التطبيق سوف يحدد العناصر على أساس تقنية RFID tags والتي تعتمد على تحديد الهوية بموجات الراديو ، يمكن للمستفيدين بسهولة العثور على المواد حتى لو كانت غير متواجدة على الرفوف، والتي قد تكون على طاولة، أو في حاويات الارجاع.
ما الذي تضيفه مجموعات العمل؟؟
العمل في مجموعات يساعد المشاركين على تقديم وجهات نظر قد لا تكون متاحة بسهولة لأمناء المكتبات خلال عملهم اليومي. تستطرد بيتس قائلة: "كنت أمينة مكتبة المدرسة الوحيدة في المعهد، لذا كان سماعي للعديد من القصص من الأكاديميين والعامين فرصة للتفكير في الطرق المحتملة لتغيير المكتبات المدرسية والطريقة التي ندير بها الأمور". كما ان وجود استشاريين داخل المجموعات يساعد أمناء المكتبات على اتخاذ خطوة إلى الوراء ورؤية الأشياء من وجهة نظر جديدة، دون المشاعر التي تأتي من كونك في داخل الحدث".
وجد العديد من المشاركين أن تجربة المجموعة هي واحدة من أكثر الأدوات قيمة التي قدمها التدريب، سواء بالنسبة للتوجيه العملي الذي يوفره التدريب أو وجود جمع من المتخصصين والعاملين في المكتبات الذين يساعدون على البناء. وقد عبر أحد المشاركين عن ذلك قائلا: "لقد عملنا مع مجموعاتنا خلال الأيام الأربعة، ومع مرور الأيام، شعرت مجموعتنا بأنها أقرب". شعرنا أننا لسنا وحدنا، لأن بعض الناس في مجموعتنا واجهوا نفس الشيء وهناك من عرفوا كيف يتصرفون مع هذا الشيء ".
تطبيق التدريب في أماكن العمل
وقد بحث المشاركون طرقا لتطبيق الخبرة التي اكتسبوها خلال أيام التدريب في عملهم. تقول باتريشيا ويست Patricia West ، رئيس مكتبة بوابة جامعة جورج ميسون بولاية فرجينيا: "ساعدتني ورشة العمل على أن أكون أكثر وعيا بأسلوب قيادتي، فعلى طول الطريق كنت أُغرق نفسي في كل التفاصيل و في الأشياء الصغيرة ، تعلمت كيف أقوم بتفويضها للعاملين معي".
كما أكدت احدى المشاركات على انه قبل حضورها لمثل هذه الدورات كانت تقوم بمعالجة القضايا فور نشوئها. مما كان يشعرها أنها تلتقط الحشائش طوال الوقت". اليوم تحول تركيزها إلى تزويد الموظفين بالأدوات التي يحتاجونها لمواجهة التحديات حتى تتمكن من التركيز على الاتجاه العام للمكتبة.
ساعدت التجربة أيضا الحضور على اكتساب الثقة في قدراتهم القيادية والتغلب على متلازمة المحتال " imposter syndrome " وهو مصطلح يطلق على الشخص الذي يعتقد بعدم استحقاقه لنجاحاته وإنجازاته، مع أن النجاحات تمت بمجهوده وقدراته. قد يتوهم الشخص بأن نجاحه هو ضربة حظ أو أنه خدع الآخرين للوصول لذلك المنصب أو ذلك الإنجاز، لذلك سميت المتلازمة بمتلازمة المحتال أو المخادع أو المدعي
كما ساعدت تدريبات القيادة المشاركين على إجراء تغييرات في ممارسات محددة. يقول شيا Shea: "لقد بدأت بعقد اجتماعات أسبوعية مع موظفي مكتبي. وكانت تلك خطوة لطالما قاومتها، حيث كان لدى الكثير من القلق بشأن عقد اجتماعات كثيرة جدا. "لكنني أدركت أن هذه الاجتماعات يمكن أن تكون خمس دقائق فقط لمعرفة كيف يفعلون، وإذا كان هناك أي شيء يحتاجون إليه". وقد رأى شيا كيف فتحت تلك الاجتماعات خطوط التواصل مع الموظفين، والتي كانت تحديا خاصا، حيث يدير فرعين وقد لا يرى الجميع بشكل منتظم.
وقد وظفت فريودنبرغر Freudenberger تجربتها في المعهد كجزء من مبادرة استدامة جمعية مكتبات نيويورك. وتوضح ذلك قائلة: "نحن نعمل على تطوير برنامج تدريبي لمدة عام لمساعدة الناس على التفكير بشكل مختلف حول كيفية عملنا في المكتبة، مع الأخذ في الاعتبار الأسس الثلاثية من الاستدامة: التكافؤ الاقتصادي والمسؤولية البيئية والعدالة الاجتماعية"، كما وتشير الي أنه من الفوائد العملية الأخرى لمثل هذه التدريبات التي تقدمها جمعية المكتبات الأمريكية، أنها كل عام تخلق مجموعة مهنية من المكتبيين تصب في شبكة أكبر من المهنيين. يتواصلون عبر قنوان متعددة مثل الفيسبوك ولينكدن ويتبادلون المعارف والموارد بعد انتهاء التدريب.
وتشير سوليفان Sullivan الي أهمية التدريب في موضوعات القيادة، وحيث عدد كبير من أمناء المكتبات في بحاجة إلى تجهيز أنفسهم ليكونوا القادة و وكلاء التغيير ".
قدم عدد من المكتبين والمتحدثون، خلال ندوة جمعية المكتبات الأمريكية الخاصة بمنتصف شتاء 2017 في أتلانتا، العشرات من الأفكار والنصائح وعرضوا العديد من المشاريع والاقتراحات التي قد تشكل الأطر المستقبلية للمكتبات. وفيما يلي أبرزها: