يشير تقرير حديث صادر عن معهد ماكينزي العالمي إلى أن حوالي ثلث القوى العاملة الأمريكية ستحتاج إلى تبديل المهن بحلول عام 2030. العمال في الصناعات الثقيلة والموظفون الذين يقومون بالأعمال الروتينية مهددون بشكل خاص. وقد كنا قد استعرضنا في الجزء الأول من هذه التدوينة عشر وظائف، يشير الباحثون والخبراء إلى احتمالية استبدالها بالروبوت والذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة. في هذا الجزء من التدوينة سوف نستعرض عشر من الوظائف التي من المرجح سيكون من الصعب استبدالها.
من المرجح أن يحتاج قسم الموارد البشرية في شركتك دائمًا إلى إدارة بشرية لإدارة الصراع بين الموظفين من خلال استخدام المهارات الإدراكية والمنطقية، لذا من المتوقع أن ينمو هذا الحقل بنسبة 9 ٪ بحلول عام 2024، وخاصة مع نمو الشركات وحاجتها إلى هياكل أكثر قوة لدعم ومساعدة الموظفين.
يحتاج مدراء المبيعات إلى مستوى عال من الذكاء العاطفي للوصول إلى حصصهم كل شهر، والتواصل والتعاون مع العملاء، وتحفيز وتشجيع فريق المبيعات للوصول الى الحصص السوقية الأكبر. يجب على المديرين أيضًا تحليل البيانات وتفسير الاتجاهات، لذا تتطلب هذه الوظيفة مستويات عالية من الذكاء المرن، بالإضافة إلى الحاجة المستمرة للتكيف مع المواقف الجديدة. هذه المجموعة من المهارات النوعية، تجعل هذا الدور آمنًا من الأتمتة.
يجب على مديري التسويق تفسير البيانات ومراقبة الاتجاهات والإشراف على الحملات وإنشاء المحتوى. كما يجب عليهم أيضًا التكيف المرن مع تغيرات السوق والمرونة في الاستجابة للتغذية المرتدة من الأقسام الأخرى في الشركة، وكذلك إظهار المرونة تجاه العملاء. بالنظر إلى المهارات المطلوبة لهذه المهنة، سنجد أن الآلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ليست جاهزة تمامًا للقيام بهذه الوظيفة البشرية.
يعتمد مدراء العلاقات العامة الناجحون على شبكة قوية من العلاقات والاتصالات للحصول على مواضيع صحفية وطنانة للشركات التي يمثلونها، وهذا يجعل من هذه الوظيفة أمنة تمامًا. بالإضافة إلى ذلك يحتاج مديرو العلاقات العامة الذين يتعين عليهم زيادة الوعي حول قضية أو مهمة ما، إلى لمسة إنسانية خاصة حين تكون هناك حملات لجمع الأموال أو دفع الناس للمشاركة في الحملات التي تتبناها الشركة، لذا من المتوقع أن تنمو الوظائف بنسبة 7٪ بحلول عام 2024
يكاد يكون من المستحيل أتمتة القيادة، ففي كثير من الأحيان قد يكون من الصعب تعليمها، لأنها تحتوي على جانب من المميزات الشخصية. هذا إلى جانب أنه يتعين على الرؤساء التنفيذيين وضع التدخلات والإشراف على الشكل النهائي للاستراتيجيات الكبيرة الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى انه يقع كاهلهم مسئولية تمثيل مهام وأهداف الشركة، وتحفيز فرق ضخمة من الأشخاص العاملين لديها. كما أن أصحاب المصلحة ومجالس الإدارة، لا يرغبون بالتأكيد أن يستمعوا إلى روبوت ليعطيهم تقريرًا عن الأرباح أيضًا.
يعد تخطيط الفعاليات مجالًا متناميًا، وإذا سألت أي شخص يعمل في هذا المجال، سواء كان يعمل على تخطيط فعالية للموظفين أو العملاء، أو فعالية خارجية تضم عشرات الآلاف من الحاضرين، سيقول لك أن عملية التخطيط تحتوي على الكثير والكثير من العمليات متعددة التفاصيل، والتي تتغير حسب الفعالية. يجب على المخططين التنسيق والتفاوض مع البائعين والمتعاقدين والمستقلين من أجل إتمام مهامهم، لذا ستؤدي المهارات التنظيمية ومهارات الأفراد إلى جعل هذا الدور شبه مستحيل أن يكون خاضع للأتمتة.
في هذا الجزء سيتنفس الصعداء ممكن يقومون بعمليات الكتابة أمثالنا، لأن الكتاب وقبل البدء بالكتابة عليهم بذل الكثير من الوقت في التأمل، والاطلاع واختيار الموضوعات، ومراجعتها وإعادة التأمل وإعادة المراجعة، ليتمكنوا من إنتاج مواد مكتوبة أصلية. يمكن للذكاء الاصطناعي القيام ببعض هذه الأعمال من خلال اقتراحات العنوان وكتابة المطالبات ورسائل الوسائط الاجتماعية الآلية، ولكن من المرجح أن يستمر البشر في كتابة المدونات والكتب والأفلام والمسرحيات في المستقبل المنظور.
إن هندسة البرمجيات وتطويرها أمر صعب بما يكفي بالنسبة للبشر للقيام به، وسيكون من الصعب أتمتة الوقت والمهارة اللازمة لإنشاء التطبيقات والبرامج ومواقع الويب، خاصة وأن المطورين بحاجة إلى العمل بشكل مثالي لإنشاء منتجات رائعة من أجل الزبائن. من المتوقع أن ينمو هذا الحقل بنسبة 19٪ بحلول عام 2024، لذلك إذا كنت مطور برامج، فأنت في مأمن على الأكيد من الاستبدال بروبوت.
في حين يمكن رفع جزء من الحمل عن المحررين باستخدام تقنية المراجعة الآلية، إلا أنه يبقى هناك الكثير من المهام التي تتطلب وجود محرر، على سبيل المثال، لابد من وجود محرر للقيام بمراجعة كتاب ما، من أجل ضمان الوضوح والدقة والشمولية والأصالة. وبالرغم أيضاً من وجود بعض البرامج التي يمكنها التحقق من الوضوح والكشف عن الانتحال، إلا أنه يجب أن يكون هناك محرر يتمتع بحس إنساني ليقوم بقراءة العمل كما لو أنه شخص آخر.
بالطبع هناك بعض من أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يتخذ خطوات صغيرة (ومخيفة إلى حد ما) في مساحة التصميم الجرافيكي، إلا أن التصميم الجرافيكي عمل فني وتقني بالدرجة الأولى، مما يجعله دورًا مثاليًا للإنسان للقيام به. التصميم الجرافيكي شأنه شأن الكتابة، يجب أن يكون كل العمل أصيلاً، وأن يتم إنشاؤه وفقًا لرغبات العميل، لذلك يجب تنفيذ أعمال التصميم الجرافيكي من قبل فنان ومحرر بشري بشكل متكامل.
وبعد استعراض هذه الوظائف العشر التي قد تكون بالفعل في مأمن من الإحلال والاستبدال بفعل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا يبقى في النهاية مجرد توقعات، وقد تفاجأنا التكنولوجيا بما هو غير ذلك.