المدونات واحده من أكثر الوسائل فعالية في مجال التعليم اليوم. يتعرف الطلاب على وسائل جديدة للاتصال، وتتطور مهارات الكتابة لديهم، وتساعد على إيجاد صوت لهم. فهي تجعل من التعلم متعة...
يدون المعلمون عادة أخبار المدرسة، وفلسفاتها، والسياسات المرتبطة بها. في المقابل، يميل الطلاب إلي الكتابة عن الأحداث الجارية، والمعتقدات الشخصية، والمواضيع التي تسهم في تعليمهم.
في المدونات، لا توجد المعايير و الحدود، ولا قيود على الأفكار التي من الضروري أن تتوافق مع أي مجموعة من القواعد والأنظمة.
من خلال المدونات يتمتع الطلاب بمعايشة خبرات التواصل و الوصول إلى العالم مما يولد الدافع للكتابة أكثر، فهم يكتبون ما تعلموه في الصف، أو حتى أخبار اليوم، المهم هو أنهم يجدون مساحات للكتابة والتعبير...
لاحظ العديد من المدرسيين تغير في اتجاه وسلوكيات الطلبة بعد أن أصبح لهم المدونة الخاصة بهم. فهناك ازدياد في تحمل المسئولية، فهذا الشيء الخاص بهم سوف يمر عليه الكثير من الأفراد سواء كانوا معهم في البيئة الصفية أو خارجها، لذا تراهم دائما حريصين على اتساق المدونة ومتابعتها وتحديثها ومتابعة التعليقات التي ترد إليها بالإضافة إلى الحرص في اختيار الألفاظ المستخدمة في الردود. هذه المدونة أصبحت جزء من شخصيتهم يحرص الطالب على أن يري فيه الآخرون مواطن الجمال والاتساق. كما أن هناك ملاحظة في غاية الأهمية رصدها المعلمون: الطلاب يتعلمون تكنولوجيا جدية من خلال المدونة فهم يضيفون تطبيقات جديدة كالفيديو أو المقطوعات الصوتية وهذا يحفزهم على عملية التعلم المستمر.
مدونات الفصول الدراسية
كتابة موضوعات ذات علاقة بالدراسة والتعلم علي صفحات المدونات يشجع الطلاب للتعبير عما تعلموه مما يعزز عملية التعلم. وبالإضافة إلى ذلك، كتابة المدونات تعمل على تمكين الطلاب من التواصل بأفكارهم وآرائهم حول ما يتعلمونه، وبالتالي تعمل على تطوير المهارات التحليلية.
ولأن ما يكتبونه يتم نشره على شبكة الإنترنت، ذلك يعمل على رفع مستويات الرضي عند رؤية أعمالهم الإبداعية منشورة على نطاقات عامة. كما أن تلقي الطلاب ردود القراء يكون في كثير من الأحيان بمثابة عامل تحفيز للطلاب لمواصلة تحسين الكتابة الخاصة بهم والبحث عن جديد وأفضل المواد.
في عام 2005 نشرت صحيفة الجارديان مقالا بعنوان " كيف تخلق المدونات الروابط والصلات" والذي أشارت فيه إلى تجربة مجموعة من طلاب "جلاسكو" والذين نشروا على مدونة مدرستهم مجموعات شعرية لهم حازت على ردود من جميع أنحاء العالم مما جعل الطلاب يدركون أهمية ما يقومون به. ذلك عزز الدافعية لديهم للاستمرار في كتابة مواد جديدة. كما يمكن أيضا أن تكون المدونة أداة للمعلمين لاستخدامها لتحسين تعلمهم وتطورهم المهني.
استخدام المدونات التعليمية: مزايا ومكاسب
قد يكون التعليم هو المجال الأكثر نجاعة وحيوية لاستخدامات التكنولوجيا لمقابلة متطلبات القرن الحالي على مستوى الأفراد والمؤسسات في حال تم تطبيقه التطبيق الملائم. فمتطلبات اليوم اختلفت بفعل التكنولوجيا، حيث لم يعد المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة، فالمعرفة متاحة وبكثرة ومصادر الإتاحة متعددة على الإنترنت، كما أن البيئات التفاعلية القائمة على التشاركية التي وفترتها تكنولوجيا المعلومات عملت على تسهيل انتقال المعرفة وتحقيق العديد من المزايا والمكاسب التي أثرت على سلوك الطلاب في التعاطي مع المعلومات مثال:
المهارات الاجتماعية والثقة:
تشير العديد من نظريات التعلم الإدراكي إلي أن البيئة الاجتماعية لها دور كبير في النمو الإدراكي والتفاعل الاجتماعي. ينطبق ذلك مع آراء "بياجية" الذي يؤكد على أن التفاعل الاجتماعي من العوامل الرئيسية التي تؤثر في النمو الإدراكي وهو شرط أساسي للتنمية الفكرية.
تعتبر المدونات أحد التسهيلات التي تثري التعليم والتفاعل المجتمعي بين الطلاب من خلال تحويل أنشطة الفصل إلي خارج حدود الفصل الدراسي مما يوفر بيئة تعاونية حيث يتشارك كل من المعلمين والمتعلمين بالأفكار والخبرات وتولد نوع من الدافعية العالية على المشاركة، خاصة للطلاب الذين يشعرون بالخجل من المشاركة في الغرفة الصفيّة. وتزيد من إمكانيات التفاعل الاجتماعي عند الطلبة في المشاريع المشتركة التي باستطاعتهم القيام بها على صفحات المدونة.
تعزيز الديمقراطية
معظم الأنشطة المرتبطة بالتدوين توفر بيئة ديمقراطية حيث الطلاب يتمتعون بالحرية التي يفتقدونها في الفصول التقليدية فهم يستطيعون التعبير عن أفكارهم وطرح الأسئلة والرد عليها وإضافة التعليقات والدخول في مناقشات، علي عكس التعليم التقليدي الذي يؤدي إلي نتائج عكسية ناجمة عن مواقف المدرسين ومحتوي التعليم وخصائص المتعلمين وعدد الطلبة. كما أن المدونة توفر للطلاب فرص متساوية للمشاركة بأفكارهم وخبراتهم وتقديم أنفسهم في البيئات الاجتماعية بكفاءة.
مجتمع الفصول الدراسية
إنشاء مدونة الفصل يتطلب العمل الجماعي والتعاون. الطلاب والمعلمين يتعلمون ويتبادلون المعلومات معاً. ويمكن تطوير المعنى الحقيقي لمجتمع الفصول الدراسية من خلال المدونات وإنشاء هوية الفصل. المدونة الصفية يمكن أن تكون وسيلة ممتعة لتمثيل المجتمع الصفي. كما يمكن استخدام المدونات كبوابة الكترونية تساعد في تكوين مجتمع تعلّمي للطلاب، ويمكننا استغلال سهولة التعامل معها لاستخدامها في توصيل متطلبات وتعليمات الدروس للطلاب، أو لإبلاغ الطلاب بملاحظات هامة، أو لتحديد مهام معينة، أو واجبات منزلية.
ملفات إنجاز الكترونية
يمكن أن تكون المدونات بمثابة حافظة الكترونية تنظم إنجازات الطلاب وتعرضها بسهولة، مع ضمان حماية ملكية الطالب لها من خلال تاريخ إرسالها للمدونة، ويمكن تقييم وتطوير مهارات الطالب خلال الفصل الدراسي عندئذٍ بصورة أفضل، بالإضافة إلى أن الطالب سيبدي اهتماما أكبر بإنتاجياته وبصورة مميزة لأنه يعلم بأنها ستنشر عبر الإنترنت باسمه، ويمكن للمعلمين تقييم ومساعدة الطلاب على وضع خطط لتطوير مهاراتهم المختلفة، وتوثيقها كتعليقات بمدونة الطالب وبحيث يمكن الرجوع لها وقت الحاجة.
التغذية الراجعة والنقد البناء
ما يحدث في المدونة هو مختلف نوعا ما عما يحدث داخل الفصل التقليدي فالتغذية الراجعة في الفصل عادة ما تكون من المعلم بينما في المدونة هناك جمهور كبير يتطلع على ما يكتب الطلاب مما يتيح تلقى التغذية الراجعة من العديد من القراء والذين قد يتضمنوا معلمين آخرين وطلاب من تخصصات مختلفة، ذلك يضمن تطويراً للأفكار وتصحيح للمفاهيم وإثراءً للعملية التعليمة مع توفير النصح والإرشاد والتوجيه.
مشاركة الأهل والمتابعة المستمرة
توفر مدونة الطلاب فرصة متميزة لمشاركة الأهل انجازات أبناءهم والاطلاع على أعمالهم ومتابعة تطور أداءهم. كما تزيد من إمكانيات التواصل بين الأهل والمعلمين ومناقشة الأمور التي يجب دراستها وتحديد مواطن التدخل. مما يجعل من الأهل مشاركين في عملية تعليم أبناءهم.
إزالة العوائق الزمانية والمكانية:
تسمح المدونات للطلاب التواصل مع معلميهم وأقرانهم خارج أوقات الدراسة.، وقد يكون من أفضل خصائصها للطلاب إمكانية الوصول لها سواء من المنزل أو المدرسة أو المكتبة، أو حتى من أي مكان آخر.
الأمان على الإنترنت:
يتفق الجميع على أن أمن العملية التعليمية للطلاب على الإنترنت هو مسألة هامة. الأمن والسلامة الإلكترونية ليس موضوعا منفصلا. تشير Kathleen Morris أنه من خلال تواجدها بشدة في المدونات، التواصل الذي تتيحه المدونة هو فرصة شبه يومية لمناقشة قضايا السلامة السيبرانية والسلوكيات عبر الإنترنت والأجواء المناسبة الأصيلة للتدوين. التدوين هو وسيلة ممتازة لمعرفة كيف تكون عضوا مسئولا في مجتمع دولي على الإنترنت.
مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:
التدوين يساعد الطلبة على أن يصبحوا أكثر إلماما بثقافة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو أمر حاسم في مسيرة طلاب القرن الحادي والعشرين.
جمهور أصيل:
في الفصول الدراسية التقليدية، عادة ما يكون الجمهور المطلع على أعمال الطالب مقتصر على المعلم، وأحيانا الزملاء وأولياء الأمور. المدونة توفر جمهور أكبر من ذلك بكثير للاطلاع على عمل الطالب كما أنها وسيلة للوقوف على آرائهم وتطوير الذات من خلال التعليق. الطلاب يشعرون بالفخر عندما يرون التفاعل مع أعمالهم مما يولد الدافعية لديهم لبذل المزيد.
الاتصالات العالمية:
وهذه واحدة من الفوائد الأكثر إثارة في المدونات. المدونات يمكن أن تساعد في تسطيح جدران الفصول الدراسية. فعلى مدى سنوات يتم انتشار المعرفة بين العديد من الفئات في جميع أنحاء العالم الذين نسميهم رفاقنا في التدوين blogging buddies”. فوائد هذه الاتصالات لا تقدر بثمن، شعور من التفاهم والتسامح يتطور ويمكن للطلاب تعلم الكثير عن العالم الذي يعيشون فيه ولا تنسى الاستعانة بـ خدمة توطين المواقع الالكترونية لتتمكن من الوصول لجميع الثقافات واللغات.
المدونات: انطباعات وتأملات
سجل المعلمون مجموعة من انطباعات الطلبة بعد استخدامهم للمدونات من أجل التعليم نورد منها التالي:
- "المدونات هي ثورة في هذا البلد، وكثير من الناس غافلين تماما عنها. أقل ما يمكن هو أن أشكركم على ذلك، شكرا للمدرسين الذين عملوا على إقناعنا باستخدام هذه الموارد الرائعة، شكرا لعدم السماح لي بأن أكون جاهلة بهذا العالم الثوري ( كيلي، جامعة ستلنفورد)".
- كتبت "هيلاري" في بداية السنة عندما بدأنا التدوين في الواقع لم أكن أحس بالقناعة أو الحب اتجاه ذلك، وكنت أعتقد أنها مجرد مضيعة للوقت، ولكني كنت مخطئه! أنا أحب هذه المدونة وبعد أن تعلمت الكثير عن الكتابة، والناس، وما يحدث مع أصدقائي، التقيت أشخاص جدد، تعلمت الكثير عن الأمور الجارية في العالم، وعلمت أن باستطاعتي أن أكون حرة فيما أريد أن أكتب. أحب أن أري كيف يختلف الناس معي في الآراء، لم يقلل ذلك من رغبتي في الكتابة، بل شجعني على الكتابة أكثر.
- كما أن المعلمين كانت لهم انطباعاتهم. يقول مارك المدرس لمدة 25 سنة لأجيال مختلفة من الطلبة "لم يحدث منذ 25 عاما في التدريس أن شاهدت حافز للطلاب على الكتابة أقوي من المدونات."... "وذلك بسبب الجمهور الذي سيطلع عليها. الكتابة هنا حية لا توضع في سلة المهملات. إنها هناك ليراها العالم. الطلاب يدركون أن هناك آخرين سيقرؤون ما يكتب"
نماذج ناجحة لمدونات متخصصة في مجال التعليم العالي:
- داخل التعليم العالي Inside Higher Ed :
داخل التعليم العالي http://www.insidehighered.com/ هو مصدر على الإنترنت للحصول على الأخبار والآراء وفرص العمل لجميع من له علاقة بالتعليم العالي. سواء كنت مساعدا أو نائب الرئيس، أو طالب دراسات عليا أو مستشار، من خلال مدونة داخل التعليم العالي أنت تحصل على ما تحتاج إليه لتزدهر في وظيفتك أو تجد ما هو أفضل بمتابعة الأخبار العاجلة والقصص المميزة، والتعليقات اليومية. توفر المدونة مناطق للتعليق على كل مادة من المواد، بالإضافة إلي الأعمدة المهنية العملية، ومجموعة قوية من الأدوات للمساعدة في الحصول على الوظائف وتحديد الكليات. - التكنولوجيا الحرة للمعلمين Free Technology for Teachers
التكنولوجيا الحرة للمعلمين http://www.freetech4teachers.com/ هي مدونة تهتم بجديد التكنولوجيا الداعمة للتعليم. صاحب المدونة هو "ريتشارد براين" Richard Bryne والذي عمل مدرسا لمدة ثمانِ سنوات في التعليم العالي. خلص إلى أنه بعد هذه الفترة من العمل لابد من تقاسم الأشياء التي يمكن أن تساعد المعلمين على جعل فصولهم الدراسية أكثر تفاعلية. يعتمد ريتشارد في تغذية محتوي مدونته على مصدرين أساسين هما جوجل Google و بي بي سي BBC. يتيح صاحب هذه المدونة فرصة المشاركة للراغبين في الكتابة في موضوعات تتناغم وطبيعة المدونة التي تركز على كل التكنولوجيا الجديدة للمعلمين. - الذهن المتحول Mind Shift
ربما تكون ترجمة اسم المدونة غير دقيقة ولكن هذه المدونة http://blogs.kqed.org/mindshift/ والتي أطلقتها الصحفية Tina Barseghian هي خطوة مبتكرة أخرى نحو التعلم من خلال التكنولوجيا. و إيلاء اهتمام خاص لاحتياجات التعلم للمكفوفين؛ لذا هي مبادرة فريدة من نوعها. - عصا التفكير The Thinking Stick
مدون عصا التفكير http://www.thethinkingstick.com/يطلق على نفسه المربي وهو كاتب ومستشار Jeff Utecht. تهتم مدونته بكيفية إعداد الطلاب للأنماط المتغيرة في التعلم والاستعداد للمنافسة. يركز على غرس التكنولوجيا الجديدة واستخدام الشبكات الاجتماعية، لتعلم أفضل وأسرع بطريقة أكثر جاذبية.
التدوين في العالم العربي:
- بدأ التدوين في العالم العربي متأخراً جدا ( سنة 2003 م ) على خلاف العالم أجمع الذي شهد انتشار الظاهرة عام 1999 م، ذلك يعني 10 سنوات من العمر للتدوين العربي. لعل التدوين كفكرة وكمبدأ عام لم يأخذ حظه من الشهرة إلا بعد شراء جوجل لتطبيق كان مجهول اسمه بلوجر في فبراير 2003 .
- بالرغم من وجود 490 ألف تدوينة في العالم العربي، إلا أن هذا الرقم لا يتجاوز 7% من مجموع المدونات الموجودة في العالم.
- تأتي مصر في المرتبة الأولى من حيث عدد المدونات، تليها السعودية ثم الكويت و المغرب
- أهم المواضيع التي يكتب عنها المدونون العرب هي مواضيع الأديان و الرياضة، تليها مواضيع الفن و السينما و الخواطر شــاهد الإنفوجرافيج الإحصائي من هنا
المدونة العربية لمدينة الملك عبد العزيز
أطلقت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في 6/ 3/ 2012 الموقع الرسميّ للمدونة اللغويّة العربيّة، التي تأتي كأحد مشاريع مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، وتسعى المدينة إلى بناء مدونة لغوية عربية تحوي في مرحلتها الأولى سبعمائة مليون كلمة مما دُوِّن بالعربية ابتداءً من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، ومن مختلف المناطق والبلدان، مع تنوّع أوعية النشر فيها( مخطوطات، صحف، كتب، مجلات، دوريات علمية...) وفي شتّى المجالات العلمية والفكرية المختلفة.
تؤكد نسيــج القائمة على تطوير المدونة أن هذا المشروع خطوة غير مسبوقة تقوم بها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على طريق توثيق الإنتاج الفكري الوطني إلكترونياً حيث ينصب على حصر مصادر المعلومات الوطنية المتخصصة في مجالات العلوم والتقنية، وتحديد حقوق الملكية الفكرية لتلك المصادر، وحفظها، وتنظيمها، وإتاحتها بنصوصها الكاملة عبر مكتبة رقمية على الإنترنت لعموم الباحثين والمستفيدين ودون أية عوائق أو قيود بما يدعم الجهود التعليمية والبحثية في المجتمع.
وقد استغرق تنفيذ مشروع المدونة عام كامل، على الخمس مراحل التالية:
اعداد:
هيــام حــايـك
كاتبة بمدونة نسيــج