library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

الاستثمار في التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين: دُفعة مقدمة للمستقبل

نُـشر بواسطة هيام حايك on 04/01/2021 11:17:56 ص

مهارات القرن الحادي والعشرين

يقولون مجازاً: " عندما يكون لديك تعليم عالي، فإنك تميل إلى أن تكون أطول قليلاً وأكثر استقامة.”، بمعنى آخر، أنت أكثر ثقة بنفسك، حيث يزداد تقديرك لذاتك بعد إكمال سنوات الدراسة الجامعية، ومن المرجح أن تشعر بمزيد من الرضا لذلك، فلطما كان يُنظر إلى التعليم العالي على أنه من طقوس العبور للمستقبل، وبالتالي، بمجرد إنهاء التعليم الجامعي، يكون لديك شعور بالإنجاز. لا أحد يستطيع أن يأخذ منك هذا الإنجاز، حتى إن لم تسعفك شهادتك الجامعية وذهبت إلى مهنة مختلفة عما درست من أجله، فلن يضيع العمل الجاد الذي بذلته في رحلتك الدراسية أبدًا. ستكون هناك دائمًا بقع خشنة وغير معبدة أثناء تقدمك في الحياة، لكنك ستعرف دائمًا بالضبط ما يلزم لبدء شيء ما وإكماله بنجاح. وهذا لا يقدر بثمن.

قراءات في واقع المجتمع المعاصر

وصف Bertman الحياة في مجتمع اليوم بأنها "ثقافة الآن" و "الثقافة المتسارعة" ، لأننا نولي أهمية أكبر للأشياء الجديدة ذات التأثير العالي أكثر من تلك التي تتطلب الاستكشاف، فقد انتقلنا من الزمن الخطي إلى الوقت التنقيطي، ما يهم اليوم هو اللحظة ، وبناءً عليها يتم تشكيل هوياتنا وتعديلها باستمرار في خضم عالم يذهب بلا هوادة نحو سيناريوهات مستقبلية غير مؤكدة، تستند رهاناتها على واقع متخم بسلسلة من الأزمات: الأزمة الاجتماعية، والأزمة البيئية والممارسات غير المستدامة وأزمة الدول والديمقراطية والتهديد الذي تشكله العولمة، وأخيراً أزمة وباء كوفيد-19. ولكيلا تتفاقم عواقب هذه الأزمات لابد من البحث عن آليات عمل مغايرة وأدوات تحفز الابتكار وتعيد الثقة في المستقبل. والحقيقة التي لا جدال فيها أن تحقيق ذلك مستحيل بدون التعليم الجيد، والذي يمكن اعتباره القاطرة التي تقود الحياة الإنسانية بقوة واقتدار. وعند الحديث عن تعليم جيد فهذا ينقلنا إلى أهمية امتلاك مؤسسات تعليمية فاعلة، والأهم من ذلك؛ القدرة على إبقاء المتعلمين في هذه المؤسسات التعليمية وضمان إكمال نسبة عالية منهم سنوات الدراسة الجامعية والتخرج

عوائد التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين

أصبح دور التعليم العالي أكثر أهمية من ذي قبل، كونه فاعل أساسي لتحريك الإنتاجية والنمو الاقتصادي من خلال الابتكار الذي يعتمد على البحث ورأس المال البشري، حيث يساهم التعليم العالي بشكل كبير في تطوير كلاهما. كما يساهم التعليم العالي أيضًا في التماسك الاجتماعي من خلال مساهمته في التنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية للمجتمعات.

بشكل عام، يعتبر التعليم العالي استثمارًا ذو عوائد ومكاسب مستقبلية، وتزداد قيمة التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين وتنعكس هذه القيمة بوضوح على مستوى الأفراد والمجتمع من خلال:

المزيد من الفرص وخيارات وظيفية أفضل:

كونك متخرجًا من المدرسة الثانوية لا يفتح لك الباب أمام العديد من الوظائف المجزية كما كان الحال مع الأجيال السابقة. لذا أسرع طريق للكثير من الناس، إن لم يكن معظمهم، للحصول على وظيفة مجزية هو الذهاب إلى الجامعة والحصول على تعليم عالٍ. قد لا تعرف بالضبط ما تريد القيام به بعد التخرج من الكلية، لكنك تعلم على الأقل أنك تريد وظيفة مجزية مادياً تشعرك بالأمان والرضا.

من خلال المجال الجامعي الذي اخترته قد تتعلم الكثير في التخصص، ولكنك إلى جانب هذا فأنت تتعلم الكثير من المعارف الأخرى والمهارات وبحيث تفهم الموضوعات المعقدة، وتمتلك مهارات التفكير التحليلي، وتوصيل أفكارك بشكل فعال. يساعدك التعليم العالي على أن تصبح أكثر احترافًا ويمنحك العديد من المهارات المتعلقة بالعمل. وبالتالي ونظرًا لأنك تتعلم مجموعة واسعة من المهارات، فقد ينتهي بك الأمر في مجال لم تدرس فيه بالضرورة، إلا أنه قد يفتح هذا فرصًا جديدة وغير متوقعة قد لا تكون متاحة لك لو لم تحصل على تعليم عالٍ.

زيادة فرص المنافسة:

يوفر التعليم العالي أيضًا ميزة تنافسية في سوق العمل. نعلم جميعًا أنه في الأوقات الاقتصادية التي نعيشها اليوم، فإن العثور على وظائف ليس مضمونًا. لا يزال عدد العاطلين عن العمل مرتفعًا نسبيًا، وعدد فرص العمل الجديدة ليس كافياً تقريبًا لتوظيف الأشخاص في الوظائف التي يبحثون عنها. بصفتك باحثًا عن عمل، فأنت تنافس عددًا كبيرًا من العمال ذوي الخبرة الذين خرجوا من القوى العاملة لفترة من الوقت ويبحثون أيضًا عن عمل. ومع ذلك، عندما يكون لديك تعليم عالي، فإنه يؤهلك بشكل عام لأمن وظيفي أفضل.

بشكل عام، يميل أصحاب العمل إلى تقدير أولئك الذين أكملوا دراستهم الجامعية أكثر من أولئك الذين أكملوا المرحلة الثانوية فقط ومن المرجح أن يحلوا محل ذلك الشخص الذي لم يتلق تعليمًا عاليًا، حيث تنخفض الخيارات المهنية لأولئك الذين لم يواصلوا تعليمهم بعد المدرسة الثانوية. بالطبع، هذا ليس هو الحال دائمًا، هناك العديد من خريجي المدارس الثانوية أو ما قبل الثانوية الذين حققوا نجاحًا كبيرًا. ومع ذلك، من خلال تعزيز تعليمك، فإنك تكتسب مجموعة واسعة من المهارات التي يمكن أن تؤهلك لمجموعة واسعة من الخيارات المهنية في مختلف المجالات والتي توفر لك مساحة أكبر للتقدم.

قد يكون خريجو الجامعات الذين لديهم مهارات متعددة أقل عرضة للتسريح أثناء الركود الاقتصادي من العمال الأقل مهارة. وعلى الرغم من أن ذلك ليس ضمانًا، إلا أنه من غير المرجح أن تعاني من البطالة على المدى الطويل إذا كان لديك تعليم عالٍ.

علاوة على ذلك، تذهب بعض الشركات إلى حد دفع الرسوم الدراسية الخاصة ببعض الموظفين لاستكمال وتطوير دراستهم. لأنها تعتبر الموظف المتعلم ذا قيمة لمنظمتهم. التعليم الجامعي هو استثمار لا يمنحك فقط مكافآت كبيرة، يل يفيد الشركة الموظفة لك.

تعلم مهارات جديدة للانخراط في المستقبل:

تشجعك تجربة الجامعة على التفكير والتحليل واستكشاف أفكار جديدة وطرح الأسئلة والإبداع. خلال تجربتك الجامعية، تتعلم مهارات جديدة. يمكنك الاستماع إلى المحاضرات وقراءة الكتب من كبار الخبراء في مجالك الخاص. هذا سوف يشجعك على التفكير والتحليل واكتشاف الأفكار الجديدة والإبداع والتطور مما يوفر لك تلك الميزة التنافسية في سوق العمل.

يختلف اقتصاد القرن الحادي والعشرين عما كان عليه قبل 20 عامًا. اليوم، يتكون السوق الحالي من المزيد من المهندسين المعماريين والفنانين والمصممين والعاملين في مجال الرعاية الصحية وخبراء تكنولوجيا المعلومات ومطوري ألعاب الفيديو وما إلى ذلك. لديك فرصة للتكيف مع هذا العصر الجديد والنجاح فيه من خلال التعليم العالي الذي يدمج هذه المجالات في مناهجها. عندما تجمع بين هذه المعرفة والخبرة العملية الفعلية، ستتمكن من الازدهار في هذا الاقتصاد.

الاستثمار في تعليمك العالي هو التزام كبير بالمال والوقت. ومع ذلك، يمكنك التفكير في الأمر على أنه دفعة مقدمة لمستقبلك. سيساعدك الاستثمار في تعليمك على تحقيق أهدافك المهنية والنجاح في الحياة بشكل عام. هناك الكثير من العمل الشاق، لكنك تستعد لمهنة مجزية وصعبة تؤدي إلى الأمن المالي وحياة مثمرة.

التعليم الجامعي سيسترجع ما دفعته في النهاية على المدى الطويل. على الرغم من أن الجامعات والكليات يمكن أن تأتي بسعر باهظ، فلا يجب أن تدع هذا يثنيك عن تطوير تعليمك، وتذكر انه في كثير من الأحيان يصحب زيادة تكاليف التعليم، زيادة خيارات المساعدة المالية المتاحة.

زيادة فرص الرضا الوظيفي:

يتيح لك التعليم العالي ممارسة مهنة تثير اهتمامك وتلهمك. عندما تتمتع بحرية اختيار حياتك المهنية، فمن المرجح أن تستمتع بها. يأتي الرضا الوظيفي العالي أيضًا من الدخل المرتفع، ومزايا التوظيف الأفضل، والمزيد من فرص التقدم.

غالبًا ما يتطلع الناس إلى الخروج من وظائفهم المسدودة، ولهذا السبب يسعون للحصول على تعليم عالٍ. إنهم يبحثون عن وظيفة فعلية بدلاً من مجرد تسجيل الوقت يوميًا حتى يتمكنوا من دفع الفواتير. عندما تكون في مهنة مجزية، فأنت أكثر استعدادًا لأداء وظيفتك بشكل جيد والحصول على الرضا الوظيفي الحقيقي خارجها. عندما تكون أكثر رضا عن حياتك المهنية، فمن المرجح أن تكون منتجًا وتصبح أحد الأصول للشركة التي تعمل بها، مما يؤدي إلى تحسين الأمان الوظيفي.

تحقيق حياة أكثر سعادة وصحة:

من بين أكثر الفوائد الحيوية للتعليم العالي في القرن الحادي والعشرين حقيقة أنه يساعد المجتمعات على العمل بسلاسة ويعزز الحياة الشخصية. يشارك الأفراد المتعلمون بشكل أكثر نشاطًا في الأنشطة المجتمعية مثل الاهتمام السياسي والتصويت والتطوع، عندما يكون لديك المزيد من المعرفة، تكون أكثر ميلًا للمشاركة في هذه الأحداث والأنشطة. كما يجعلك التعليم العالي أكثر وعيًا بما أنت قادر عليه بالفعل، كما يمكّنك من تحسين حياتك الخاصة. عندما تقضي سنتين أو أربع أو ست سنوات في التعلم وتطوير نفسك، فإنك تميل إلى الشعور بمزيد من القيمة والسعادة بينما تعيش حياة صحية. كما أن العمالة المربحة والتدفق النقدي المستقر يزيلان عوامل الإجهاد المرتبطة بانعدام الأمن المالي. على هذا النحو، من المرجح أن تعيش حياة أكثر سعادة وصحة، فكما هو الحال مع معظم الناس، كلما تعلمت أكثر، زادت احتمالية أن تجد شغفك الحقيقي في الحياة.

ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) فإن هذه المعرفة والمهارات التي تكتسبها خلال الجامعة وتطورها بمرور الوقت تعزز أسلوب حياة أكثر صحة ومرضية وتقلل من تكاليف الرعاية الصحية. على سبيل المثال، أولئك الذين لديهم شهادات جامعية لمدة أربع سنوات أقل عرضة للتدخين، كما أنهم ليسوا عرضة للإصابة بالسمنة مثل أولئك الذين حصلوا على تعليم ثانوي فقط. بالإضافة إلى ذلك، يميل الأطفال الذين لديهم آباء أكثر تعليماً إلى أن يكونوا أقل عرضة للإصابة بالسمنة من الأطفال الآخرين.

​​بشكل عام، مع التعليم الإضافي تصبح رعاية عقلك أولوية. لذلك، من الطبيعي أن تجعل جسمك أولوية أيضًا.

تكوين رأس المال البشري:

يطور التعليم العالي المهارات المتقدمة اللازمة للاقتصادات الحديثة، من خلال تطوير المعرفة والمهارات الفنية والمهنية والمتخصصة لدى الخريجين التي تؤهلهم للمواطنة النشطة وعالم العمل. ففي ظل الأزمة المالية والاتجاهات طويلة الأمد، مثل الأتمتة والشيخوخة وصعود اقتصاد الخدمات والمعرفة، يتغير الطلب على الوظائف لصالح الوظائف غير الروتينية.

يساهم تعاون الطلاب والأكاديميين مع مؤسسات خارج الأوساط الأكاديمية في نقل المعرفة والتكنولوجيا التي تعزز ابتكار المنتجات والعمليات. يعزز التنقل الدولي للأفراد والطلاب والأكاديميين ذوي المهارات العالية التعاون الدولي، والذي يرتبط أيضًا ارتباطًا وثيقًا بالتميز البحثي.

المساهمة في التنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية

يؤدي التعليم العالي دورًا مهمًا ليس فقط كمصدر للمنتجات و / أو ابتكار العمليات، ولكن أيضًا في المساعدة على إيجاد حلول مبتكرة والتكيف مع التحديات المجتمعية الكبيرة مثل التدهور البيئي، وتغير المناخ، وشيخوخة المجتمعات، ووباء السمنة، والهجرة الجماعية، والتطرف والصراع، إلخ.

وعلى هذا النحو، فإن جميع ميادين الدراسة والعلوم في التعليم العالي، من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية والفنون، مهمة لتنمية المجتمع.

خلاصة القول،

يوفر التعليم العالي تقدمًا نحو اقتصاد أكثر كفاءة، وتحسينًا في حياة الناس، ومساهمات في مجتمع أكثر استقرارًا.

تذكر أن التعليم العالي لا يضمن لك بالضرورة الأمان المالي وحياة رائعة. ولكن، هناك حقائق وإحصاءات هائلة، والتي تشير إلى أنه عندما يتجاوز الأشخاص المرحلة الثانوية، فإنهم يميلون إلى تحسين احتمالية حصولهم على عمل بشكل كبير، وزيادة دخلهم المحتمل، وتأمين حياتهم. كما يمكن أن يخلق فرصًا لأطفالهم أيضًا.

 

Topics: الثقافة الرقمية, ما بعد كورونا, التنمية المستدامة, 21st century, الهوية الثقافية, مهارات القرن الحادى والعشرين, STEM