library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

التعلم الشمولي والتحول الرقمي: الطريق إلى الإدماج الاجتماعي المستدام

نُـشر بواسطة هيام حايك on 30/01/2023 03:52:31 م

 

في الوقت الذي ينتقل فيه عالمنا بشكل متزايد إلى الفضاء الرقمي، لا يزال هناك 3.6 مليار شخص غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت، وذلك وفق ما أشار اليه التقرير الصادر عن لجنة النطاق العريض من أجل التنمية المستدامة Broadband Commission for Sustainable Development. هؤلاء الأشخاص الذين لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الانترنت، هم عادة ما يكون الفئات الأكثر ضعفا: الأقليات والأشخاص ذوي الإعاقة والمجموعات والمهمشة، وكذلك النساء والأطفال والشباب من خلفيات اجتماعية واقتصادية محرومة أو أولئك الذين يعيشون في مناطق متأثرة بالصراع والعنف.يؤدي الافتقار إلى الوصول إلى الإنترنت إلى تقليل فرص الوصول إلى عالم هائل من المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، ويحد من إمكانية التعلم والنمو، وهذا بدوره يسهم في تعميق الفجوة الرقمية. إذا أردنا أن ننجح في " عدم ترك أي أحد خلف الركب “، على النحو المنصوص عليه في خطة الأمم المتحدة لعام 2030، والتي تتعهد بقيام «عالم قوامه العدل والإنصاف والتسامح والانفتاح والإشراك الاجتماعي للجميع، وتُلبى فيه احتياجات أشد الفئات حرماناً، فنحن بحاجة إلى التأكد من أننا نقدم التعليم الشامل Inclusive Education ونعمل على تزويد الجميع، وخاصة الأطفال والشباب، بوصول آمن ومضمون إلى الإنترنت ناهيك عن المهارات الرقمية التي يحتاجون إليها للتعلم وتحسين حياتهم.

 التعلم الشمولي  والتحول الرقمي

تٌعرف اليونيسف التعليم الشامل Inclusive Education بالقدرة على توفير نفس الفرص التعليمية للجميع، بغض النظر عن قدراتهم وإعاقاتهم. ويشمل ذلك توفير بيئة تعليمية في متناول جميع الطلاب وتقديم الدعم لمن يحتاجون إليه. يعتمد التعليم الشامل إجراءات تتبنى فكرة التنوع وتنمي شعوراً بالانتماء والايمان بأن كل شخص لديه قيمة وإمكانات، وينبغي احترامه، بغض النظر عن خلفيته أو قدرته أو هويته. يعالج التعليم الشامل الإدماج والإقصاء والفجوة الرقمية باعتبارها قضايا مترابطة ومتشابكة ومتداخلة، متمركزة في هياكل النظام التعليمي لتعزيز أنظمة التعليم المرنة التي توفر فرصًا تعليمية متكافئة لجميع المتعلمين. فيما يشير التحول الرقمي في التعليم Digital Transformation in Education، إلى توظيف التقنية الرقمية في بيئة النظام التعليمي المعتمد، ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها؛ وذلك لخدمة جميع أطراف العملية التعليمية.

تُعرف اليونيسكو التحول الرقمي في بيئة التعليم، بأنه الانتقال من طرق التدريس والتعلم التقليدية إلى الأساليب الرقمية مثل التعلم عبر الإنترنت والتعلم المدمج. يمكن أن يكون التحول الرقمي مفيدًا للتعليم الشامل، لأنه يسمح للمعلمين بإنشاء بيئات تعليمية أكثر إنصافًا، وحيث يمكن لجميع الطلاب الوصول إلى نفس الموارد التعليمية. يمكن للتحول الرقمي أيضًا أن يمكّن المعلمين من تقديم تعليمات مميزة لتلبية احتياجات جميع الطلاب، فضلاً عن توفير المزيد من الفرص للتعاون والتفاعل الاجتماعي بين الطلاب. من خلال الدعم والتدريب المناسبين. يعتبر التحول الرقمي الناجح أداة قوية لتعزيز التعليم الشامل، والذي أصبح أولوية في التحول الرقمي للتعليم.

تؤكد الوكالة الأوروبية للاحتياجات الخاصة والتعليم الشامل أن الرؤية النهائية لأنظمة التعليم الشامل هي ضمان تزويد جميع المتعلمين في أي عمر بفرص تعليمية هادفة وعالية الجودة في مجتمعهم المحلي، جنبًا إلى جنب مع أصدقائهم والأقران. وهذا يتطلب أيضًا تغييرًا منهجيًا يأخذ في الاعتبار جميع مستويات نظام التعليم.

 استراتيجيات التحول الرقمي لتحقيق التعليم الشامل

عند الحديث عن التحول الرقمي في التعليم، نشير إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة قوية لتحقيق التعليم الشامل. لقد ثبت أن هذه الأدوات لها تأثير كبير، وبشكل أكثر تحديدًا، على الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. يواجه هؤلاء الطلاب تحديات يومية، لذلك يتم العمل على تحسين جودة حياتهم من خلال العديد من استراتيجيات التحول الرقمي التي تهدف إلى تطوير واستخدام هذه الأدوات في التعليم، ونذكر منها ما يلى:

  1. 1. منصات التعلم التكيفية: منصات التعلم التكيفية هي أنظمة تعليمية قائمة على الكمبيوتر تمكن الطلاب من التعلم بطريقة جذابة ومخصصة. على عكس أنظمة التعلم التقليدية، تخصص منصات التعلم التكيفية تجربة التعلم لكل طالب من خلال التكيف مع احتياجاتهم وتفضيلاتهم الفردية. يستخدمون البيانات من تفاعلات الطلاب مع النظام الأساسي لتحديد مجالات التحسين وتصميم المحتوى وسرعة التدريس وفقًا لذلك. قد تستخدم منصات التعلم التكيفية أيضًا تقنيات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية لتوفير تجربة تعليمية أكثر تخصيصًا. تقدم منصات التعلم التكيفية مثل منصة مداد السحابية تجربة تعليمية مخصصة مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب.

  2. تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز: يمكن للواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) إحداث ثورة في الطريقة التي نتعلم بها وجعل التعلم أكثر شمولاً. تساعد هذه التقنيات في جعل التعلم أكثر جاذبية وتوفر تجربة غامرة للطلاب من جميع الأعمار والخلفيات من خلال غمر الطلاب في بيئة تفاعلية لإنشاء محاكاة تفاعلية لسيناريوهات العالم الحقيقي، مما يسمح للطلاب باستكشاف مجموعة متنوعة من الموضوعات في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة. يساعد استخدام VR و AR أيضًا في جعل التعلم أكثر سهولة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه التقنيات لتوفير تجارب تفاعلية لأولئك الذين يعانون من إعاقات بصرية، مما يسمح لهم بالاستكشاف والتعلم بطرق غير ممكنة باستخدام طرق التعلم التقليدية.

  3. المجتمعات عبر الإنترنت: توفر المجتمعات عبر الإنترنت، مثل Edmodo وWeebly، مساحة للمدرسين والطلاب للتواصل والتعاون في المشاريع. من خلال هذه المجتمعات، يمكن للمدرسين نشر المهام ومشاركة الموارد وطرح الأسئلة، ويمكن للطلاب المشاركة في المناقشات وإرسال المهام والوصول إلى الموارد التي يشاركها مدرسوهم. توفر هذه المجتمعات عبر الإنترنت أيضًا مساحة للمدرسين للتواصل مع المعلمين الآخرين ومناقشة أفضل الممارسات ومشاركة الأفكار

  4. 4. دعم التصميم الشامل للتعلم: التصميم الشامل للتعلم Universal Design for Learning (UDL) هو إطار تعليمي يركز على تلبية احتياجات جميع المتعلمين من خلال توفير مجموعة متنوعة من خيارات التعلم والموارد والاستراتيجيات. ويستند إلى فكرة أن التعلم يجب أن يكون متاحًا للجميع، بغض النظر عن القدرة أو الإعاقة أو الوضع الاقتصادي أو اللغة أو الخلفية الثقافية أو الجنس أو أي اختلاف فردي آخر. وهو يقدم للمعلمين مجموعة من استراتيجيات التدريس والمواد التعليمية التي يمكن تصميمها لتلبية الاحتياجات المتنوعة لطلابهم.

  5. تطبيقات التكنولوجيا المساعدة: التكنولوجيا المساعدة هي أي نوع من التقنيات التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة على الوصول إلى الأنظمة والخدمات واستخدامها. يمكن أن تشتمل التكنولوجيا المساعدة على برامج وأجهزة، مثل:

برنامج تحويل النص إلى كلام: يمكن استخدام برنامج تحويل النص إلى كلام لمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم وعسر القراءة وصعوبات القراءة الأخرى. يسمح لهم هذا البرنامج بالاستماع إلى نص مكتوب يتم قراءته بصوت عالٍ ويمكن أن يساعدهم على فهم المواد المكتوبة بسهولة أكبر.

أجهزة الإدخال البديلة: تم تصميم أجهزة الإدخال البديلة لتوفير الوصول إلى الأنشطة المستندة إلى الكمبيوتر للطلاب ذوي الإعاقات الجسدية الذين قد لا يتمكنون من استخدام لوحة مفاتيح أو ماوس قياسي. تشمل الأمثلة واجهات الشاشات التي تعمل باللمس، وأذرع التحكم، ولوحات اللمس، وبرامج التعرف على الصوت، وأنظمة تتبع العين.

قارئات الشاشة: تستخدم قارئات الشاشة لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة البصرية على الوصول إلى المحتوى الرقمي، وذلك من خلال قراءة محتويات الشاشة بصوت عالٍ، مما يسمح للطلاب بالوصول إلى المعلومات بشكل مستقل.

أدوات الكتابة التكيفية: تم تصميم أدوات الكتابة التكيفية لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقات الجسدية على الكتابة بشكل أكثر فعالية. تتضمن الأمثلة برامج التنبؤ بالكلمات وبرامج التعرف على الكلام ولوحات المفاتيح التي تظهر على الشاشة.

البرامج المتخصصة: تم تصميم البرامج المتخصصة لمساعدة الطلاب المصابين بالتوحد والإعاقات الذهنية وإعاقات التعلم الأخرى. ومن الأمثلة على ذلك أنظمة الاتصال القائمة على الصور والألعاب التعليمية.

تحديات التعليم الشامل والادماج الرقمي

الإدماج والإنصاف في التعليم هما حجر الزاوية في أجندة التعليم الرقمي الشامل، إذ لا ينبغي اعتبار أي هدف تعليمي مستوفى إلا إذا تحقق الادماج والانصاف. يتمثل أحد العوائق الرئيسة للتعليم الشامل في عدم الثقة بإمكانية تحقيقه والحاجة إليه. تشير نتائج الاستبيان الدولي للتعليم والتعلم TALIS لعام 2018، الي أن واحدًا من بين ثلاثة معلمين ينتمون إلى 43 بلداً معظمها من البلدان المتوسطة الدخل، أفادوا بأنهم لم يكيفوا تعليمهم بحسب الاختلافات بين للطلاب، وذلك لعدم ثقتهم بمنهجيات الدمج. يؤدي انعدام الثقة إلى حرمان الطلاب من الوصول إلى التعليم الشامل، وتركهم بدون الدعم الذي يحتاجون إليه للنجاح أكاديميًا. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يكون هناك نقص في فهم المعلمين والإداريين وأصحاب المصلحة الآخرين للموارد الضرورية والدعم اللازمين لتنفيذ برنامج تعليم شامل فعال. يمكن أن يؤدي هذا إلى عدم الالتزام بالبرنامج، مما يقلل من فرص الادماج الناجح. الي جانب هذا هناك العديد من العوائق أمام التعليم الشامل الرقمي، على سبيل المثال يمكن أن يكون الافتقار إلى الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت عائقًا رئيسَا أمام التعليم الرقمي الشامل. وينطبق هذا بشكل خاص على المجتمعات الريفية وذات الدخل المنخفض حيث يكون الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت محدودًا. كما يمكن أن يكون الافتقار إلى مهارات محو الأمية الرقمية عقبة رئيسة أمام التعليم الرقمي الشامل، وكذلك تعتبر البنية التحتية غير الملائمة والتكلفة وحاجز اللغة معوقات أساسية امام التعليم الرقمي الشامل، حيث هناك الكثير من الأسر ذات الدخل المنخفض التي لا تستطيع تحمل تكاليف التكنولوجيا اللازمة من ناحية اخري، إذا لم يتمكن الطلاب من الوصول إلى المواد التعليمية بلغتهم الأم، فقد لا يتمكنون من فهم التعلم الرقمي أو الاستفادة منه.

من أجل تحقيق الإدماج الاجتماعي المستدام، ومن أجل أن يكون التعليم الرقمي شاملاً ومتاحاً لجميع المتعلمين، يجب أن تكون الأدوات الرقمية والمنصات والمحتويات والحلول التكنولوجية في متناول الجميع، وأن تكون مصممة بشكل صحيح وشامل لدعم وتمكين كل متعلم مع مراعاة قدراته وإعاقاته وتفضيلات التعلم الفردية الخاصة به، فعند تحليل حقبة ما بعد COVID-19 ، يتم إطلاق ناقوس الخطر حول واقع يجب أن يكون مرئيًا، وحيث لا يزال هناك العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين هم ضحايا الفجوة الرقمية والذين يواجهون عوائق عند الوصول إلى التقنيات الجديدة. هذه حقيقة مهمة، لأنها قد تؤدي إلى استبعاد هؤلاء الأفراد بشكل مطلق في سياق اكتسبت فيه التكنولوجيا أهمية غير مسبوقة. فمن ناحية، من الضروري التغلب على الحواجز التي يتم مواجهتها عند محاولة المشاركة على قدم المساواة في مجتمع المعلومات، ومن ناحية أخرى، من الضروري أيضًا تنفيذ الأدوات التكنولوجية في خدمة الإدماج التعليمي المستدام.

Topics: الإنصاف والشمول, الشمول الرقمي, الإدماج الرقمي, التعليم الشمولي, التعليم الشامل, الإدماج الإجتماي