يعد موضوع التحول الرقمي هو الموضوع الأكثر سخونةً وتداولاً في هذه الأيام، فالعالم يجري رقميًا، ولكي تستطيع أي مؤسسة البقاء في المنافسة يجب عليها أن تتحول رقميًا....

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فالتحول الرقمي لا يتم بسهولة وفي قفزة واحدة، فالمؤسسات تحتاج إلى الاهتمام بكل مجالات التحول الرقمي وتتبع العمليات، فالتحول الرقمي مستمر، ومتسارع ولا يتوقف، فهناك دائما تقنيات جديدة يمكنك استعمالها، لتطوير التجربة الرقمية (DX) والتي تطورت بسرعة خارج جدران التعليم العالي، وحيث تخلفت مؤسسات التعليم العالي عن الصناعات المتخصصة في استخدام التكنولوجيا.

الآن وفي ظل هذا التسارع التكنولوجي ستزداد الفجوة في جودة التجربة الرقمية على نطاق أوسع، في حال تم تجاهل تجربة المستخدم النهائي، إذ لا يمكن التفكير في DX ما لم يأخذ بعين الاعتبار SX، أو تجربة الطالب.

تتمثل تجربة الطالب في كيفية تفاعل الطلاب مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب الآخرين في المؤسسة، بغض النظر عن طريقة التفاعل وسواء كان هذا التفاعل يتم بشكل شخصي أو من خلال الويب أو الجوّال والهاتف.

تشمل تجربة الطالب جميع جوانب حياة الطالب في المؤسسة التعليمية. كل شيء من القبول، والإعداد، والتعليمات الأكاديمية، والمرافق المؤسسية، وبرامج الأنشطة الطلابية إلى ألعاب القوى والتخرج (والمزيد!). كل هذه الجوانب المحيطة ببيئة الجامعة تؤثر على تجربة الطالب.

إذا كنت تريد أن تكون جامعتك قادرة على المنافسة وتجذب أفضل الطلاب، فيجب أن ينظر نظامك إلى مستوى الرضا وعدم الرضا المرتبط بالتكنولوجيا والعمليات والتفاعلات بين الطلاب والإداريين وأعضاء هيئة التدريس. وعلى الرغم من أن هذا يمثل تركيزًا جديدًا لمعظم مؤسسات التعليم العالي، إلا أن هناك خمس خطوات يجب مراعاتها قبل إجراء تحسينات على تجربة الطالب أو الانتقال نحو تجربة رقمية.

 الخطوة الأولى: استمع إلى صوت الطلاب

إذا أردنا تحديد الأسباب الجذرية للتوتر وانفصال الشباب، وإذا كنا نريد حقًا معرفة تجربة الطالب - فعلينا سماعها من الطلاب أنفسهم. سيمكنك الاستماع إلى صوت طلابك من التركيز على ما يهمهم أكثر.

عندما نأخذ الوقت الكافي لجمع البيانات من الطلاب - سواء كانت بياناتهم الكمية من الاستطلاعات أو البيانات النوعية من مجموعات التركيز، أو اللقاءات الفردية – سيدعم جهود التغيير، وضمان التقدم بشكل أفضل. وبالمثل، يمكن أن تؤدي دعوة الطلاب إلى محادثات مهمة وطلب ملاحظاتهم إلى نتائج ملهمة.

تتيح الموضوعات التي تظهر للمؤسسات الأكاديمية فهمًا أفضل لمكان وجود نقاط الألم، وهذا يمكنها من اتخاذ خطوات ملموسة مثل تجربة تدخلات مختلفة أو تنفيذ تطوير مهني محدد.

من اهم سمات قائد الجامعة الناجح، الاستماع إلى الطلاب. من خلال معالجة مخاوفهم واقتراحاتهم، يمكن لقادة المؤسسات التعليمية بناء بيئة يتم فيها رؤية الطلاب وسماعهم.

الخطوة الثانية: تقييم مؤسستك للحصول على تشخيص متكامل

في معظم الجامعات يتم تجزئة خدمات الطلاب، حيث يتم التفاعل مع الطلاب من خلال اجراءات وظيفية محددة يؤديها أعضاء هيئة التدريس أو الموظفون. غالبًا ما لا يتم التخطيط للعمليات والأنظمة التجارية بشكل استراتيجي وتميل إلى الافتقار إلى التكامل، مما يؤدي إلى تجربة طلاب مفككة وغير مرضية. بمعنى آخر، يصاب الطلاب بالإحباط وخيبة الأمل! على سبيل المثال، قد يحتاج الطلاب إلى البحث عن إجابات من وحدات عمل متعددة مثل القبول، والمساعدات المالية، وهذا قد يستغرق وقتًا وقد لا يؤدي إلى نتيجة مرضية، مما يتسبب في تجربة طالب غير مرضية.

في الحقيقة غالبًا ما يتم التغاضي عن مصادر عدم رضا الطلاب، ولكن بمجرد أن تبدأ في التفكير في الطلاب كعملاء، ستجد أن كل تفاعل لديهم مع المؤسسة التعليمية يمكن أن يتحسن.

لفهم مصدر عدم الرضا بشكل أفضل ، يجب على الجامعات التفكير في إجراء مراجعة مستقلة للخدمات والعمليات التي تؤثر على الطلاب. إن إجراء "فحص متكامل" سيمكن النظام من تحديد فرص التحسين وترتيبها حسب الأولوية.

يجب أن يتضمن التقييم الفعال ملاحظات أصحاب المصلحة، ومدخلات الطلاب، ومراجعة رفيعة المستوى للخدمات والبرامج والعمليات، والقيمة التي يجلبها كل منها لتجربة الطالب والجامعة.

الخطوة الثالثة: تطوير استراتيجية تجربة الطالب

وضع استراتيجية لتحديد مكان تحسين تجربة الطالب وتقديم مبادئ توجيهية لنشر تلك الاستراتيجية.

تشجع استراتيجية تجربة الطالب الاستثنائية على التفاعلات الهادفة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، مما يؤدي إلى علاقات شخصية عميقة تعزز النجاح الأكاديمي والتنموي والمهني للطلاب، كما وسوف يرون نتائج في معدلات الاحتفاظ والتخرج. يمكن أن تظهر نتائج التحسين المستمر على الأصعدة الآتية:

• تحسين الإعداد

• خلق تجربة رائعة في السنة الأولى

• توفير البيانات لتقديم المشورة للطلاب بشكل استباقي

• تمكين التآلف المبكر للتخطيط الوظيفي

• توسيع الوصول إلى أنشطة التعلم التجريبي

• تعزيز خدمات دعم الطلاب (عن طريق إزالة المهام والعقبات الضائعة)

• تعزيز العقلية الموجهة نحو النجاح والشعور بالانتماء

• إزالة العوائق المؤسسية للنجاح

تجربة الفصل الدراسي مهمة بشكل خاص. يشعر الطلاب الذين ينجحون أن فصولهم ذات صلة وجذابة وأن أساتذتهم يهتمون حقًا بتعلمهم ونجاحهم. يعد التعلم النشط ذا قيمة ليس فقط لأنه يمكن أن يساهم بشكل كبير في تطوير المهارات المحسنة والتحكم بشكل أفضل في المواد، ولكن لأنه يشرك الطلاب في تعلمهم.

الخطوة الرابعة: تصميم تجربة رقمية أو تحسينها

التجربة الرقمية ليست حلاً سحريًا يمكنه حل كل تحد من خلال تجربة الطالب. ومع ذلك، يمكن للاستراتيجية المصممة جيدًا والتي تتضمن التكنولوجيا الرقمية تحسين تفاعل الطلاب بشكل كبير مع الموظفين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب الآخرين.

لكي تكون تجربة طلابك فعالة، يجب أن يشتمل التخطيط على عنصر التكامل بين التقنيات المختلفة، مثل CRM، لربط تفاعلات الطلاب معًا بشكل سلس، سواء رقمي أو تمثيلي. لذلك، يجب إدارة تخطيط التجربة الرقمية في سياق تجربة الطالب الإجمالية.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم النظر في تغييرات سير الأعمال وبناء استراتيجية اتصال موحدة تخلق فرصًا لزيادة فعالية التفاعلات الرقمية.

لا شك أن الطلاب يرغبون في سهولة الوصول إلى بياناتهم ومعلوماتهم من خلال إمكانات الخدمة الذاتية القوية. ومع ذلك، يجب على المؤسسة ألا تنظر إلى الخدمة الذاتية على أنها الهدف؛ إنها مجرد أداة تعزز قدرة المؤسسة على بناء علاقات مع طلابها. يجب أن تعزز التجربة الرقمية علاقات أعمق من خلال:

• تسهيل التفاعل - لا يقتصر الأمر على علاقة الطلاب بأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب الآخرين، بل ترتبط أيضًا بعلاقة أكبر مع المؤسسة. كلما كان من الأسهل على الطلاب التفاعل وإتمام المهام، زاد رضا الطلاب عن هذه العلاقة.

• إنشاء خدمة سلسة - عادة ما يكون التعليم العالي منعزلاً وبيروقراطيًا بشكل كبير. هذا يمكن أن يخلق تحديات للخدمة. يمكن أن يؤدي التخطيط الدقيق للخدمة الذاتية إلى انهيار تلك الصوامع، وبالتالي تحسين العلاقة بين الطالب والمؤسسة.

• زيادة وقت الموظفين للتركيز على القضايا الهامة - وقت أعضاء هيئة التدريس والموظفين محدود. يؤدي تقليل مقدار الوقت المستغرق في التفاعلات الخاصة بالمهام الروتينية إلى توفير الوقت للتفاعلات الهادفة التي تبني حقًا علاقة مع الطالب.

الخطوة الخامسة: تطوير خطة إدارة التغيير

تتمثل الخطوة الأخيرة في تطوير خطة إدارة تغيير شاملة يمكنها العمل على الفرص المتاحة لتحسين تجربة الطالب وجعلها أكثر فاعلية ورقمية. يجب أن تتضمن هذه الخطة دعمًا من خبراء خارجيين للمساعدة في إدارة العقبات التي غالبًا ما تعترض الطريق بالإضافة إلى إشراك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين. هناك طريقة أخرى لوصف هذه الخطوة وهي، "ما مقدار ما يمكننا تحقيقه، وما مدى السرعة؟"

هل أنت جاهز؟

إذا كانت مؤسستك تتطلع إلى بدء تحول في تجربة الطالب أو مهتمة بإنشاء اتجاه استراتيجي جديد، فإن منصة مداد السحابية هي على مستوى التحدي. يمكننا بشكل تعاوني جلب خبراتنا في العمل لمساعدة جامعتك في إشراك الطلاب بالأدوات التي يحتاجون إليها.