تحدثنا كثيراً عن القدرات والمهارات الأساسية التي يحتاجها طلابنا للازدهار في عالم سريع التغير، تتزايد فيه الفجوة بين ما نقدمه في مؤسساتنا التعليمية وسوق العمل.
يمكن أن تساعد محافظ الطلاب الرقمية في سد هذه الفجوة وبناء العديد من المهارات مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، حيث يعمل الطلاب على محافظهم الرقمية طوال حياتهم المدرسية والجامعية.
ما هي محفظة الطالب الرقمية؟
تعد المحافظ الرقمية جزءًا مهمًا من رحلة تعلم الطلاب. غالبًا ما توصف المحافظ الرقمية بأنها مجموعة من الاعمال المميزة التي تتطور خلال رحلة الطالب التعليمية، والتي قد تشتمل على: مقدمة ذاتية أو صفحة "نبذة عني"، بيان بحث مدروس، عينات من أفضل كتابات الطالب، أمثلة على المشاريع المدعمة بالوسائط المتعددة مثل الصور والفيديو، العروض التقديمية المسجلة. ولكن هل هذا كل ما في الحافظة الرقمية؟ الجواب لا!
الحافظة الرقمية الجيدة، هي بمثابة محرك لتوليد التعلم من خلال التفكير في تجربة الفرد. لذلك لا يمكن للطلاب رؤية أعمالهم أو الأعمال الفنية في مشروعهم فحسب، بل يمكنهم أيضًا تقييم ما تعلموه، والتعبير عنه بكلماتهم الخاصة. تساعد الحافظة الرقمية على نقل تجربة تعليمية شاملة حيث يشارك الطلاب بنشاط في مشاريعهم أو مهامهم وتوثيق أعمالهم طوال الوقت.
محافظ الطلاب الرقمية تجعل التعلم أكثر رسوخاً في الذاكرة، حيث يتعلم الطلاب التوثيق والإشراف والقيام بالاختيارات بناءً على اهتماماتهم. تتيح حقائب الأوراق أيضًا للطلاب التفكير بشكل نقدي في عملهم وغرس الثقة بالنفس لعرض عملهم.
تدعم الحافظات الرقمية بناء معرفة الطلاب، والبناء على المعرفة الحالية. يحدث التعلم بشكل أكثر فاعلية عندما يقوم الطلاب ببناء المعرفة لأنفسهم والمشاركة بنشاط في عملية التعلم. يمكن للطلاب تكوين شبكة معارفهم بشكل أفضل عندما يشاركون عملهم وتعلمهم مع الآخرين (الزملاء / المعلمين). كما يمكن أن تمنحهم هذه التفاعلات مع أقرانهم والموجهين رؤى ربما لم يفكروا بها بطريقة أخرى، وبالتالي تثري تعلمهم.
هذا يعنى أن الحافظة الرقمية ليست مجرد سجل للأداء الأكاديمي؛ كونها تترك مجالًا للطلاب لإظهار الإبداع والشخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية والمساءلة عن رحلة التعلم الخاصة بالفرد. قد يكون لدى الطلاب مدوناتهم أو مجلاتهم الإلكترونية لكتابة أفكارهم حول أنشطة التعلم والتقدم المحرز ومشاريع التخرج الجديرة بالملاحظة جنبًا إلى جنب مع إنجازاتهم، ذلك يساعد الطلاب على مشاركة عملهم مع أقرانهم وأولياء الأمور والمعلمين والعالم.
يمكن وصف المحافظ على أفضل وجه بأنها مجموعة من أعمال الطلاب التي تمثل مجموعة متنوعة من أدائهم. إنها طريقة للوقوف على تقدمهم بمرور الوقت. فبمجرد أن يرى الطلاب الاعمال المرئية لإنجازاتهم، فهم يطورون وعيًا حول العمل الذي ينتجونه، ويفكرون في عملهم ولكن بطريقة رقمية.
لماذا يحتاج الطلاب إلى حافظة رقمية
تخيل كيف يكون الشعور وانت تقوم بتصفح كنز دفين من التجارب المروية ذاتيًا لحياتك المدرسية والجامعية. يبدو الأمر مثيرًا وشيئًا يتطلع كل طالب إلى الحصول عليه، أليس كذلك؟ إن تسجيل حياتك الطلابية في محفظة رقمية يجعل كل ذلك ممكنًا.
ونظراً لأن كل طالب فريد من حيث نقاط قوته وضعفه، ومن حيث اهتماماته وتطلعاته، نناقش هنا سبب احتياج الطلاب إلى حافظة رقمية، تضمن تفردهم وتفوقهم.
-
رؤية التطور الذاتي بمرور الوقت
يمتلك الطلاب نتائج التعليم والتعلم الخاصة بهم من خلال إنشاء محافظ رقمية. يقطع هذا التعلم المدفوع بالطلاب شوطًا طويلاً ويوفر مجالًا لعلم أصول التدريس المتمحور حول الطالب.
الحافظة الإلكترونية هي جزء أساس من أنظمة إدارة التعلم المتكاملةـ فوجود أعمال الطلاب في مكان واحد، يسمح لهم بتتبع تطورهم، وكذلك يمكن للمدرسين تقييم تقدم الطلاب.
بالنسبة للطلاب، من المحفز رؤية التحسن في مهاراتهم بمرور الوقت. فمن خلال المحفظة الرقمية يتم توثيق رحلة تعلم الطالب ومدى تطوره وتحليل وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، مما يعطي أيضًا نظرة عامة على نموهم كمتعلمين
- تسهيل الالتحاق بالتدريب والدراسات العليا
يمكن مقارنة الحافظة الرقمية للطالب بسيرة ذاتية حديثة وديناميكية. يمكن للطلاب تسليط الضوء على مشاريعهم والدروس المهمة المستفادة والمهارات من خلال حقائبهم. بطريقة أكثر تفصيلاً من السيرة الذاتية.
من خلال الحافظة الرقمية، يكون الطلاب مجهزين بشكل أفضل عند التقدم للقبول في الكلية والتدريب الداخلي. يمكنهم عرض أفضل أعمالهم التي قاموا بها خلال سنوات الدراسة / الكلية، كما يمكنهم التقاط التعلم القائم على المشروع والتأمل فيه وعرضه من خلال الوسائط المتعددة بطريقة منظمة.
-
بناء سيرة ذاتية بشكل جديدة
السير الذاتية ليست سوى ملخصات نصية للتعليم، والإنجازات، وخبرات العمل المتراكمة. قد لا توفر السيرة الذاتية التي يتم إنشاؤها بالطريقة التقليدية صورة شاملة لإنجازاتك، وقد تفشل في إبراز كم المهارات لديك وإثبات عمق المعرفة المكتسبة من خلال المشاريع المتنوعة والقدرات التي يتم شحذها أثناء العمل عليها.
يمكن أن تكون الحافظة الرقمية جيدة التنظيم بمثابة سيرة ذاتية ديناميكية، تنمو وتتطور مع كل دورة او برنامج أو خبرة جديدة تلتقطها. يمكن استخدام السيرة الذاتية للمحفظة الرقمية أثناء عملية القبول بالكلية ويمكن أيضًا مشاركتها مع جهات التوظيف المحتملة أو موفري التدريب الداخلي.
-
تسهيل الحصول على المنح الدراسية
يجب على الطلاب البدء في بناء محافظهم في المدرسة الثانوية والاستمرار في القيام بذلك أثناء تقدمهم في الكلية والبحث عن منح دراسية. يؤكد المستشارون المهنيون على أهمية وجود محفظة شخصية للطلاب، حيث سيكون التقدم بطلب للحصول على منح دراسية أسهل وأقل إرهاقًا إذا كان لديك هذه المواد منظمة في محفظة (إنجازات أكاديمية، نشاطات خارجية، أنشطة التطوع، التكريمات والجوائز، المناصب القيادية). مثل هذه الحافظة الرقمية المدعمة بالإنجازات الغنية هي المفتاح للحصول على المنح الدراسية.
على الرغم من أن الأمر قد يبدو في البداية وكأنه يتطلب الكثير من العمل، إلا أنه في النهاية يستحق العناء
-
عرض قصص الحياة الطلابية
أثناء الحديث عن حياة الطلاب، يصبح المعدل الأكاديمي للطالب (GPA) على الفور موضوعًا للنقاش. يعد الحصول على معدل تراكمي مرتفع مؤشرًا على الأداء الأكاديمي الجيد. ومع ذلك، لا يمكن أن يقتصر أداء الطلاب على الجانب الأكاديمي فقط، فكل طالب هو كائن فريد من حيث نقاط قوته وضعفه، ومن حيث الاهتمامات والمهارات. تساعد الحافظة الإلكترونية الطلاب على تجاوز الدرجات الأكاديمية، والتعمق في اهتماماتهم ومهاراتهم وتقديم نظرة عامة شاملة عن رحلة التعلم الخاصة بهم، وبحيث يمكن للطلاب تمييز أنفسهم وزيادة قدرتهم على المنافسة وعرض تفردهم وإظهار قدراتهم وإنجازاتهم.
-
فهم أسلوب التعلم والتفضيلات
يتطلب وضع الأعمال القيمة في الحافظة الإلكترونية أن يقوم المرء بتنظيم أغراضه بشكل إبداعي وتحديد أفضل السبل التي يريدون تمثيل ما تعلموه بها. عند القيام بكل هذا، يتم ممارسة المهارات المطلوبة للقوى العاملة وتحسينها بمرور الوقت. تشمل المهارات الاتصال الفعال والتنظيم والتخطيط والهيكلة والتلخيص والتفكير والتصميم لتقديمها إلى الجمهور. من خلال تلقي التعليقات على العمل المنشور في الحافظة الإلكترونية، يمكن للمرء أن يتعلم من وجهات نظر الآخرين أو ردود أفعالهم. يعتبر أخذ هذه الملاحظات بشكل بناء، مهارة يمكن تطويرها.
-
حضور رقمي من أجل الحصول على فرص للدراسة والعمل
عند التقدم للالتحاق بالكليات أو الجامعات في الخارج، فإن الملف الإلكتروني له وزنه الخاص. في عالم العمل، يجد أصحاب العمل المحتملون قيمة كبيرة إذا كان لدى المرشحين محفظة رقمية رائعة تتحدث عن إنجازاتهم ونموهم الذاتي بمرور الوقت جنبًا إلى جنب مع المهارات المكتسبة. يحتاج جيل الألفية إلى محفظة رقمية لعرض مواهبهم والوصول إلى الأشخاص ذوي التفكير المماثل. في عالم اليوم، تساعد السير الذاتية والحافظة الإلكترونية الطلاب على الارتقاء والتميز عن الآخرين، فهي تعرض دليلًا على مهام العمل، يمكن التحقق منه مهنيًا عبر الإنترنت، وهذا يختلف عن مجرد وجود وسائل التواصل الاجتماعي.
-
عرض العمل الجاد والجهود المبذولة
المحافظ الرقمية تتبع الطالب على طول الطريق من خلال المدرسة والكلية. لا يتعين على الطلاب إنشاء محافظ كل عام مع بداية العام الجديد. هذا يعني أنك قد تنظر إلى الوراء في الوقت المناسب لفحص ما قمت به في السنوات السابقة ورصد تطورك بمرور الوقت. تعمل الحافظة الرقمية للطالب كمنصة للتعلم القائم على المشاريع، حيث تعرض المعرفة التي تعلموها والمهارات التي صقلوها وتقدمهم في التعلم.
-
فرصة للتأمل الذاتي
إلى جانب رحلتك في المشاريع البارزة والإنجازات والمسابقات والشهادات والميداليات التي حصلت عليها، لديك أيضًا قصص حول كل نجاحاتك وإخفاقاتك. إن مسار الإنجازات التي تحققت، والاحتفاء بالتعلم من التجارب ومن الإخفاقات، كلها صُنعت بكلماتك الخاصة وتم وضعها في حافظتك الالكترونية.
التأمل فيما قمت به هو مفتاح النمو الذاتي. عندما تفكر تصبح أقرب إلى أهدافك لأنك قد تؤمن بإمكانياتك الأكبر. شجع الطلاب على استخدم الحافظات الالكترونية كمكان للتفكير الشخصي والتأمل في اعمالهم. إنها طريقة رائعة بالنسبة لهم ليكونوا مسؤولين عن تعليمهم والحفاظ على مجموعة من أفضل أعمالهم.
-
زيادة فرص التقاط الأعمال والوظائف
تُعتبر الحافظة الإلكترونية للأعمال وسيلة شائعة للباحثين عن عمل، حيث يُمكنهم تطوير سيرتهم في العمل عبر محافظ رقمية أو استخدام موقع تابع لجهة خارجية مثل لينكد إن LinkedIn لجمع عيّنات أعمالهم.
توفّر الحافظة أدلة ملموسة لأصحاب العمل المحتملين على إنجازاتك ومهاراتك وقدراتك. كما توضّح نطاق جودة خبرتك وتدريبك.
في معظم المجالات الإبداعية، بما في ذلك الكتابة وتصميم الويب والتصميم الجرافيكي والإعلان والتصوير الفوتوغرافي والفيديو، يلزم وجود محفظة لتأمين وظيفة. يجب أن يكون أي شيء قمت بإنشائه وينعكس جيدًا على قدرات عملك مهما كان صغيراً، جزءًا من محفظتك. ففي نهاية المطاف، تتراكم هذه الأشياء الصغيرة لتشكل جسر العبور لتقلد الوظائف والأعمال وخلق فرصة لتنمية الشعور بالفخر والمتعة في التعلم.