تتمتع التكنولوجيا بالقدرة على القيام بأكثر من مجرد تحسين التدريس في الفصل الدراسي. حيث يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى زيادة مشاركة الطلاب ونجاحهم. ومع ذلك، فإن العديد من الكليات والجامعات تفتقر إلى الموظفين ذوي الخبرة اللازمين لنشر التكنولوجيا التي يمكن أن تحول التعليم الي خبرة. من هنا تتواصل الجامعات مع خبراء خارجيين يمكنهم مشاركة أفضل الممارسات والخبرات والخروج برؤى تساهم في تحسين نوعية التعليم. مشغلو الاتصالات كانوا جزءاً مهما من شبكة التواصل مع الجامعات. فقد اكتسبت شركات الاتصالات أهمية متزايدة خلال جائحة COVID-19، لتصبح العمود الفقري لمكافحة الشلل الاقتصادي والاجتماعي، مع تحول الأعمال والمدارس والكثير من مناحي الحياة اليومية عبر الإنترنت. تبع ذلك طلب غير مسبوق للاتصالات الصوتية والبيانات - خاصة الاتصال اللاسلكي والإنترنت غير المنقطع. واستجابة لذلك، وسع مشغلو الاتصالات بسرعة سعة شبكتهم لدعم العمل عن بعد والفصول الدراسية الافتراضية والترفيه عبر الإنترنت والأنشطة المتصلة الأخرى. تعتبر T-Mobile من أكبر مشغلي الاتصالات في الولايات المتحدة. من خلال T-Mobile for Education تقوم الفرق المختصة بقطاع التعليم العالي بوضع تصورات لكيفية الشراكة مع الكليات والجامعات لتحقيق رسالة الجامعة ومساعدة جميع الطلاب على تلبية احتياجاتهم التعليمية.
خمس اتجاهات يمكنها تغيير تجربة التعلم في الجامعات
حددت T-Mobile for Education ومن خلال العمل مع المسئولين وأصحاب القرار في مؤسسات التعليم العالي خمسة اتجاهات رئيسة يمكن أن تساعد الجامعات على إعادة تشكيل أنفسهم بما يتلاءم ومتطلبات الوضع الجديد.
الاتجاه الأول: التعلم والتعليم من أي مكان
أصبح التعلم الهجين المعيار الجديد في الكليات والجامعات. اعتاد أعضاء هيئة التدريس والطلاب على التعليم الرقمي حيث تطور من "التدريس عن بُعد في حالات الطوارئ" إلى "التعلم عبر الإنترنت". لقد فهموا أن التكنولوجيا تساعد الطلاب على النجاح من خلال السماح لهم بالتعمق في الموضوعات والتفاعل بسهولة مع المدربين وزملائهم الطلاب. على سبيل المثال، وجد المدرسون أن أداء الطلاب أفضل في الدورات المُنظَّمة لتشجيع الأقران على التفاعل من خلال أنشطة التفكير والمشاركة ، وأنشطة المجموعات الصغيرة ، المخصصة مسبقًا ، والعمل معًا خارج الفصل الدراسي أو في الاختبارات التعاونية ، ولهذا السبب تستكشف العديد من المؤسسات طرقًا لتقديم التعلم المختلط ، والجمع بين التوجيه الشخصي والتعليمات عبر الإنترنت. توفر الفصول الهجينة للطلاب مزيدًا من المرونة من خلال تمكينهم من إكمال المهام عبر الإنترنت ضمن جداولهم، فهي توفق بين العمل والأسرة والالتزامات اللامنهجية. من خلال وضع مواد الدورة التدريبية والتمارين على الإنترنت، يتمتع الطلاب بمزيد من التحكم في وتيرة التدريس ويمكنهم التحليل والتحقق حسب الحاجة لتعميق الفهم. وهناك ميزة أخرى مهمة تتمثل في أن التعلم الهجين يستوعب العديد من أنماط تعلم الطلاب المختلفة. على سبيل المثال، قد يستفيد الطلاب الذين يفضلون التعلم السمعي من إعادة تشغيل المحاضرات المسجلة، بينما يمكن للمتعلمين الذين يفضلون التعلم المرئي دراسة دروس الفصل في وتيرتهم الخاصة. وفي الوقت نفسه، يمكن للطلاب الاستفادة من إمكانية الاجتماعات الشخصية للتواصل مع المدربين وزملائهم الطلاب.
الاتجاه الثاني: تعزيز نجاح الطلاب باستخدام التكنولوجيا
تعمل التكنولوجيا على تغيير الطريقة التي يجد بها الطلاب الدعم خارج الفصل الدراسي. تقدم بعض الجامعات أدوات رقمية يمكنها مساعدة الطلاب في المراحل الرئيسة لرحلة التعلم الخاصة بهم ، بما في ذلك التوجيه بشأن اختيار مهنة والبرامج الأكاديمية والتخطيط ومتابعة التقدم ، وتبادل المهارات والإنجازات مع أصحاب العمل. توفر أنظمة الدعم الميسرة بالتكنولوجيا للطلاب النصح والمشورة عندما يحتاجون إليها. وقد أزالوا العديد من الحواجز التي تحول دون نجاح الطلاب مما يعزز من إمكانيات استبقاء الطلاب، هذا بالإضافة إلى:
-
ساعات مكتبية موسعة ودعم أكاديمي: التكنولوجيا سهلت من تواجد المدرسين مع الطلاب عبر الفضاءات الافتراضية، والذي شجع المدرسين على تقديم الساعات المكتبية في البيئات الافتراضية ، والبعض منهم قام بالمزج ما بين ساعات العمل التقليدية مع الساعات افتراضية للوصول إلي المزيد من الطلاب ، وخاصة أولئك الذين هم في الخارج أو أولئك الذين لديهم التزامات تجعل من الصعب حضور الاجتماعات الشخصية ، كما أن الطلاب الذين يحتاجون إلى اجتماعات فردية مع أعضاء هيئة التدريس وجدوا الأمر سهلاً أيضًا للتحدث مع المدربين بعد الفصل عبر الإنترنت أو في غرف جانبية.
-
طلاب قادرين على العمل الجماعي: تساعد تقنيات مؤتمرات الفيديو الطلاب على العمل في مجموعات بشكل تعاوني، ومناقشة مواد الدورة التدريبية، والتعلم من أقرانهم. في الوقت الحاضر، يلعب المعلمون دورًا أكبر كموجهين يشجعون الطلاب على تطوير أنفسهم. بدلاً من التواجد في فصل دراسي يتحدث أمام السبورة، فإنهم يدعون الطلاب للانضمام إلى مجموعات أو منصات عبر الإنترنت والتعلم معًا من خلال التفاعل مع الأقران. يسد هذا النهج التعاوني الفجوات بين المعلمين والطلاب ويساعد الطلاب على تحسين مهارات التعامل مع الآخرين. يمكن لخبرات التعاون أن تعزز بشكل جدي جاذبية طلاب الجامعات لأصحاب العمل. يقول حوالي 62٪ من أرباب العمل إن "القدرة على العمل الجماعي" هي أهم المهارات المطلوبة من خريجي الجامعات.
-
تحديد الاحتياجات الحيوية: تمكّن التكنولوجيا الكليات والجامعات من الوصول إلى الطلاب عندما يكونون "في نقطة الحاجة". باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI)، يمكن للجامعات تحديد الطلاب المعرضين لخطر التسرب وتقديم عروض المساعدة. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد التكنولوجيا في العثور على الطلاب الذين قد يكونون على وشك فقدان المساعدة المالية والتوصية تلقائيًا بالخطوات الدقيقة التي يجب عليهم اتخاذها لحماية تمويلهم.
-
الإثراء المخصص: يمكن لمؤسسات التعليم العالي أيضًا استخدام التحليلات لاقتراح الإثراء التكميلي في الموضوعات المعقدة. على سبيل المثال ، يمكن للتكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تشجع طالب الأحياء المكافح على استكشاف البنية الخلوية باستخدام تجارب ثلاثية الأبعاد.
الاتجاه الثالث: التعلم مع الواقع الممتد (XR)
الواقع الممتد extended reality هو مصطلح يشير إلى جميع البيئات المدمجة الواقعية والافتراضية والتفاعلات بين الإنسان والآلة الناتجة عن تكنولوجيا الكمبيوتر والأجهزة القابلة للارتداء، حيث يمثل "X" متغيرًا لأي تقنيات حوسبة مكانية حالية أو مستقبلية. أحد التحديات الكبيرة للتعليم العالي هو تمكين الطلاب من فهم كيفية تطبيق نظريات الكتب المدرسية على العالم الحقيقي. XR يفعل ذلك. تخيل مدى سرعة فهم الطلاب في مرحلة ما قبل الطب لوظيفة الصمام الأبهري إذا يمكنهم أن يروا داخل قلب الإنسان وهو ينبض. أو ضع في اعتبارك تأثير السماح للطلاب لاستكشاف ما بداخل البركان أو قاع المحيط أو ثقب أسود في الفضاء. استثمرت جامعة سيراكيوز (Syracuse University) بكثافة في تقنية XR. يستخدم طلاب الهندسة المعمارية التكنولوجيا لتصور ما لا يستطيعون رؤيته في الحياة الواقعية، مثل تأثير تغير المناخ على تصميمات البناء التي يعملون عليها. هذا كما أصبحت الفصول الدراسية الافتراضية التي تدعمها شبكة الجيل الخامس (5G) وكأنها منصات عمل حقيقية. كما أن الباحثون والأكاديميون والشركات يقومون باستخدام تقنية XR لنقل الناس إلى بيئات مستحيلة الزيارة في العالم الحقيقي
الاتجاه الرابع: اجعل الحرم الجامعي أكثر ذكاءً وأمانًا وتواصلًا
الدافع الرئيسي لاعتماد تقنيات الحرم الجامعي الذكية هو إمكانية توفير التكاليف، تعتبر التكاليف غير المنضبطة مشكلة كبيرة للتعليم العالي. حوالي 89٪ من رؤساء الكليات قلقون بشأن الاستقرار المالي لمؤسساتهم، وهي قضية تفاقمت جراء الوباء. من هنا كان لابد من العمل على:
-
حرم جامعي أكثر أمانًا وصحة: على سبيل المثال، يمكن للأنظمة المتصلة مراقبة إشغال الفصول الدراسية والمباني وجودة الهواء في الوقت الفعلي لضبط الإضاءة وأنظمة التدفئة أو التبريد. ويمكنهم مراقبة أمن الحرم الجامعي، والبحث عن الأنشطة غير العادية والمواقف المشبوهة، والتحقق من أن الأبواب آمنة طوال اليوم، ومراقبة الحركة في وقت متأخر من الليل في أماكن الحرم الجامعي المفتوحة لضمان سلامة الطلاب
-
انخفاض التكاليف: يمكن أن تساعد تقنية الحرم الجامعي الذكية في تقليل التكاليف عن طريق خفض استهلاك الطاقة من خلال التحكم الدقيق في أنظمة التدفئة والتبريد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الحرم الجامعي المعتمد على البيانات في توفير المال عن طريق تبسيط التكاليف الأخرى، من التوظيف إلى التأمين. وفي هذا السياق عملت T-Mobile مع المؤسسات لدمج تقنية الحرم الجامعي الذكية التي تساعد على حماية الطلاب ومراقبة بيئتهم. تتيح هذه الأنظمة للمسؤولين اكتشاف التسريبات عن بُعد والتحكم في أنظمة التبريد ومراقبة جودة الهواء والتحكم في الضوضاء وتحديث لافتات الحرم الجامعي لتوفير تحديثات الأخبار المهمة لمجتمع الحرم الجامعي.
-
خبرات الطلاب المعززة: يمكن لتكنولوجيا الحرم الجامعي الذكية أن تُستخدم أيضاً لتحفيز عملية التسجيل وجعل الجامعة أكثر جاذبية للطلاب المحتملين، يمكن للطلاب المتمرسين في مجال التكنولوجيا ومن خلال نظرة خاطفة التعرف على إمكانات التعليم عبر الإنترنت. ما يقرب من نصف الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يقولون إنهم متصلون بالإنترنت "بشكل دائم تقريبًا"، وهو معدل أعلى بنسبة 55٪ تقريبًا من متوسط
الأمريكيين بشكل عام، ويتوقعون نفس الاتصال المستمر من كلياتهم وجامعاتهم. تسمح الحرم الجامعية الذكية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالتفاعل مع الأنظمة التي تدعم التكنولوجيا والاستفادة من التجارب الأكثر شمولاً.
الاتجاه الخامس: تحقيق العدالة التعليمية من خلال التعلم عن بعد
بالرغم من أن تقنيات التعليم الجديدة كانت مثيرة للطلاب البارعين في التكنولوجيا، إلا أنها أكدت على الفجوة الشاسعة بينهم وبين العديد من الملتحقين بالتعليم العالي من ذوي الدخل المنخفض. فقد ذكر الطلاب ذوو الدخل المنخفض أن المال هو السبب الرئيسي لعدم تمكنهم من مواصلة التعليم، حيث أُجبر الكثيرون منهم على البحث عن عمل عندما فقد الآباء وظائفهم بسبب الوباء. ومما زاد من تعقيد المشكلة، أن ملايين الأمريكيين يفتقرون إلى اتصال النطاق العريض اللازم للتعليم ما بعد الثانوي. تقول لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) إن 21 مليون أمريكي يفتقرون إلى إمكانية الوصول الموثوق إلى الإنترنت، وتشير دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت إلى أن المشكلة أسوأ. وتقدر أن 162 مليون أمريكي لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت بسرعات النطاق العريض. كما وجدت الأبحاث التي أجريت أثناء الوباء أن الطلاب ذوي الوصول المحدود للنطاق العريض يعانون أكثر في التعليم عبر الإنترنت.