تمنح التقنية أعضاء هيئة التدريس في جامعة Texas A&M القدرة على مساعدة الطلاب على مدار الساعة وبخاصة فيما يتعلق بقراءتهم للكتب الدراسية، والتركيز على النصوص المهمة، والموضوعات الأساسية.
هذه التقنية الحديثة هي تحليلات كورس سمارت CourseSmart Analytics. توفر كورس سمارت فهرسا شاملا للكتب الدراسية الرقمية وغيرها من الموارد الرقمية للتعلم، والذي يغطي 90% من العناوين المتاحة. ومن خلال نظام تحليلات كورس سمارت، يتمكن المعلمون والناشرون من تتبع استخدام الطلاب لكتبهم الدراسية الرقمية وغيرها من الموارد المتاحة عبر الإنترنت. ومن هنا، يتوفر لدى كل من أعضاء هيئة التدريس والناشرين رؤية واضحة حول مدى تفاعل الطلاب مع الدورات الدراسية والمواد الرقمية.
الآن، يعرف المعلمون متى يتخطى الطلاب صفحات معينة، ومتى لا يركزون على النصوص المهمة، ومتى لا يهتمون بتدوين الملاحظات والتعليقات، ومتى لا يفتحون الكتاب بالمرة.
يقوم أكثر من 3.5 مليون طالب ومعلم حول العالم باستخدام الكتب الدراسية الرقمية في كورس سمارت، وتقوم هذه التقنية بتوليد كما كبيرا من البيانات حول قراءات ومذاكرات الطلاب.
مزيد من القراءة يعني إنجاز أفضل
وترى الأستاذة Tracy Hurley - عميد كلية إدارة الأعمال – أن نظام تحليلات كورس سمارت بمثابة البرنامج التلفزيوني الشهير Big Brother، لكن الفارق هو حسن النية مع تحليلات كورس سمارت، حيث الهدف الأساسي هو مساعدة الطلاب في مذاكرتهم وتحقيق نتائج أفضل.
وهنا تؤكد Tracy أن أعضاء هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال لا يتمتعون بقوى خارقة أو أنهم يرصدون من يتعقب الطلاب. بل إنهم يقومون - ضمن فريق يضم ثمان مؤسسات أكاديمية أخرى على مستوى العالم – بتجربة تقنية تحليلات كورس سمارت التي تتيح لهم متابعة مؤشر تقدم وإنجاز الطلاب على مستوى قراءة الكتب الدراسية الرقمية.
يقوم كبار الناشرين في مجال التعليم العالي بجمع البيانات من ملايين الطلاب الذين يطلِّعون على المواد الرقمية. ولكن تقنية تحليلات كورس سمارت تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تقوم بإتاحة المعلومات حول كل طالب بصورة فردية أمام عضو هيئة التدريس - وهذا يعد جهدا كبيرا وقد بدأ يؤثر فعليا على أسلوب عرض المواد التعليمية وطريقة استجابة الطلاب لها. ومن المخطط أن يتم تقديم هذه التقنية على نطاق أوسع خريف هذا العام.
و من الجامعات التي تقوم بتجربة الإصدار التجريبي لتحليلات كورس سمارت جامعة Texas A&M، حيث لاحظ الأستاذ Adrian Guarda – أستاذ علم الإدارة – تقدم أحد الطلاب بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وفقا لنتائج الاختبارات التي اجتازها الطالب وقياسات مؤشر المشاركة Engagement Index ضمن نظام كورس سمارت. لكن الأستاذ Adrian لاحظ أمرا آخر، ألا وهو أن الطالب قام بفتح كتابه الدراسي الرقمي مرة واحدة فقط.
وقد استوقفت هذه الواقعة الأستاذ Adrian كثيرا، وعندها قفز إلى ذهنه سؤال لم يرد على خاطره من قبل: هل يتعلم الطالب فعلا إذا فتح كتبه الدراسي وذاكر ليلة الامتحان؟ ومن هنا، أيقن أنه لا بد أن يطرح الأمر للمناقشة على 70 طالبا هم عدد الطلاب الذين يشرف عليهم في فصوله الدراسية الثلاث.
التدخل المبكر لحماية الطلاب من الرسوب
لا يطلع الطلاب على مؤشرات المشاركة الخاصة بهم إلا إذا عرضها عليهم عضو هيئة التدريس، لكنهم يعلمون أن كتبهم الدراسية ترصد حركتهم القرائية. والطريف في الأمر أن بعض الطلاب تصيبهم دهشة غامرة بمجرد سماع الرقم. فمثلا حصل أحد الطلاب – Charles Tejeda – على تقدير جيد "C" في آخر امتحان، لكن وفقا لمؤشر المشاركة في كورس سمارت، فإنه مشارك ضعيف.
وعند سؤاله، قال الطالب البالغ من العمر 43 عاما، ويشتغل بثلاث وظائف ويعول ثلاثة أطفال ولا يستطيع أن يذاكر سوى ليلة واحدة: "لقد ضبطوني. ربما يتعين علي أن أركز أكثر."
يمتلك كورس سمارت كل من Pearson، و McGraw-Hill وغيرهم من كبار الناشرين، والذين يرون أن الفرصة مواتية لتعزيز ريادتهم في عالم الكتب الدراسية الرقمية من خلال منح المسئولين وأعضاء هيئة التدريس رافدا دائما من المعلومات والبيانات حول إنجاز الطلاب من أجل توفير العون اللازم لكل طالب بما يناسبه.
وفي الأيام الخوالي، كان المعلمون يتعرفون على فهم الطلاب للدورة الدراسية عن طريق التعبيرات البادية على وجوههم. أما الآن، فإن بعض الفصول الدراسية – بما فيها الفصول التي يشرف عليها الأستاذ Guardia – تعمل بشكل افتراضي "فصول افتراضية". من شأن المعلومات والبيانات المتولدة حول المشاركة أن تنبه الكليات مبكرا حول الطلاب المهددين بالرسوب، في حين أنها تمنح المعلمين نظرة أوسع حول تخلف الفصل الدراسي بأكمله.
ودائما ما كان يراود هذا الحلم الكوادر الأكاديمية والناشرين وبعض المؤلفين للحصول على مثل هذه التقارير، بهدف توجيه المبيعات من جهة، والقيام بجهود التحرير والتحسين بفاعلية أكثر من جهة أخرى، وإمكانية التدخل المبكر لإنقاذ الطلاب المهددين بالرسوب من جهة ثالثة.
ومن هنا، يُنظر إلى عصر ما قبل الرقمنة، عندما كان يقوم الكُتاب بالتأليف، والناشرون بالنشر دون أي مؤشر أو دليل مفتاحي حول قراءة الكتب، على أنه من العصر الجاهلي. وهنا يؤكد السيد سيان ديفين Sean Devine – المدير التنفيذي لـكورس سمارت – قائلا: "قبل هذه التقنية، لم يتوفر للناشر أبدا إمكانية معرفة قراءة فصل ما - أو حتى تصفحه – من الكتاب الذي قام بتأليفه."
هذه وقد منح اتحاد التعلم العالمي IMS Global Learning Consortium كورس سمارت لقب "المنتج الأكثر ابتكارا لتتبع استخدام الطلاب للكتب الدراسية الرقمية" لضمان حصول الطلاب على أعلى فائدة من الموارد الرقمية المتاحة عبر الإنترنت.
مترجم عن مقال كتبها David Streitfeld، لـ NyTimes