library management & Higher Education blog Naseej Academy Naseej Academy Send Mail

عن مدونة نسيج

تهدف مدونة نسيج الى توفير مساحات تشاركيه تتسع لكل المتخصصين والمهتمين بكل ما هو جديد في مجال المكتبات والتعليم العالي والتعلم عن بعد وتقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات الأرشفة وحلول المعرفة المتقدمة في التعليم العالي، المكتبات، ومراكز الأبحاث.

سجل بريدك الالكتروني هنـا لتصلك أحدث التدوينات

أكاديمية نسـيج على الفيسبوك 
 
 

مقــالات حديثة

التكنولوجيا والتعلم الاجتماعي العاطفي: كيف تصنع الفرق في الفصول الدراسية؟

نُـشر بواسطة هيام حايك on 04/02/2025 05:06:28 م

 ef106c81c1-jpg

لم يعد التعلم مقتصرًا على اكتساب المعرفة الأكاديمية فحسب، كما لم يعد الطلبة مجرد متلقين للمعرفة، بل أفراد يواجهون تحديات يومية تتجاوز حدود الكتب والمناهج. الأمر الذي يجعلهم بحاجة إلى مهارات عاطفية واجتماعية تمكّنهم من بناء علاقات صحية واتخاذ قرارات حكيمة. هنا يأتي دور التكنولوجيا، ليس كوسيلة جامدة، بل كشريك داعم يعزز هذه المهارات من خلال بيئات تفاعلية، تقييمات ذكية وتجارب تعلم مخصصة. فعندما يتم دمج التعلم الاجتماعي العاطفي (SEL) مع الأدوات الرقمية، يصبح التعليم أكثر شمولًا وتأثيرًا، حيث يكتسب الطلبة القدرة على التعامل مع مشاعرهم، التعاون بفعالية، والتفاعل مع العالم من منظور أكثر نضجًا. هذا يثير تساؤلًا حول مدى قدرة هذه التقنيات على تحسين التجربة التعليمية وصقل مهارات الأفراد بما ينعكس إيجابيًا على المجتمع بأكمله.

التعلم الاجتماعي العاطفي: التعريف والاهمية

التعلم الاجتماعي العاطفي هو نهج تربوي يهدف إلى تنمية مهارات الأفراد في فهم وإدارة مشاعرهم وبناء علاقات صحية واتخاذ قرارات مسؤولة. يشكل SEL أحد المكونات الأساسية من تطوير الذكاء العاطفي، حيث يعزز قدرة الأفراد على التكيف مع التحديات اليومية، سواء في بيئة التعلم أو في الحياة الاجتماعية والمهنية.

يستند التعلم الاجتماعي العاطفي إلى خمسة أبعاد رئيسة مترابطة:

  1. الوعي الذاتي:   إدراك الفرد لعواطفه وقيمه ونقاط قوته، مما يعزز ثقته بنفسه.

  2. إدارة الذات:  تنمية القدرة على ضبط المشاعر، التعامل مع الضغوط وتحقيق الأهداف الشخصية بفعالية.

  3. الوعي الاجتماعي:  تطوير مهارات التعاطف، فهم تنوع الثقافات، وتعزيز روح التعاون.

  4. مهارات العلاقات:  تحسين القدرة على التواصل، بناء علاقات إيجابية، وحل النزاعات بطرق بناءة.

  5. اتخاذ القرار المسؤول:  تمكين الأفراد من التفكير النقدي واتخاذ قرارات مدروسة وفقًا للقيم الأخلاقية والمعايير المجتمعية.

the five social emotional learning competencies

من ناحية أخرى، إذا أردنا أن ندرك النقطة المركزية في نهج التعلم الاجتماعي والعاطفي، فمن الشائع أن نقول إن الأساس النظري للتعلم الاجتماعي والعاطفي هو إعطاء نفس الأهمية للجانب العاطفي كما هو الحال بالنسبة للعناصر المعرفية.

خلال جائحة كوفيد-19 ، حرم الإغلاق القسري للمدارس الطلبة من البيئة المادية التي تسهم في نضج مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. في الوقت نفسه، ساعد تحول الأنشطة التعليمية داخل البيئات الرقمية في جلب قضية التعلم العاطفي إلى صدارة اهتمام المعلمين. استنادًا إلى تقرير ثقة المعلم لعام 2020 الصادر عنHoughton Mifflin Harcourt، كان 7٪ فقط من المعلمين مستعدين لمعالجة احتياجات الطلبة الاجتماعية والعاطفية (SEL) خلال اضطراب كوفيد-19، بينما أفاد 10٪ فقط بأن SEL كان مدمجًا بشكل كبير و كبير جدًا في برامج التعلم عن بعد. كما أشير في مقال نشرته EdTech Magazine في أغسطس 2020 إلى التحديات التي واجهها المعلمون في المؤسسات التعليمية الأمريكية في مساعدة الطلبة على استعادة البعد الإنساني للحياة المدرسية. وأشار المقال أيضًا إلى دور الافتقار إلى التفاعلات الاجتماعية في زيادة قلق الطلبة..

أجبر تفشي الوباء المعلمين على إعادة النظر في العلاقة بين التعليم، التربية، والتكنولوجيا من منظور جديد تمامًا، كما أتاح التحول إلى التعلم عن بعد الفرصة للعديد من المعلمين لتعزيز مهاراتهم الرقمية، واكتساب كفاءات أساسية لم تساعدهم فقط في تطويرهم المهني، بل أيضًا في توجيه طلبةهم نحو الاستخدام الفعّال للتكنولوجيا التعليمية. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر أمام المعلمين هو كيفية استخدام التكنولوجيا لدعم الطلبة في تنمية وعيهم الاجتماعي والعاطفي المتطور.

دور التكنولوجيا في تعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي

تلعب أدوات التكنولوجيا التعليمية دورًا حيويًا في تعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي (SEL) من خلال تزويد الطلبة بفرص تعلم مرنة، تفاعلية، ومخصصة تلائم احتياجاتهم الفردية. تساهم هذه الأدوات في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية عبر توفير بيئات تعليمية محفزة، تعزز التعاون، وتدعم التطوير الذاتي.

إحدى أهم مزايا التكنولوجيا التعليمية هي المرونة والتخصيص، حيث تتيح للطلبة التعلم وفقًا لسرعتهم الخاصة، مع إمكانية اختيار الأساليب والموضوعات التي تتماشى مع اهتماماتهم وتفضيلاتهم. كما تسهم في تنويع المحتوى والأنشطة، مما يوفر تجربة تعليمية شاملة تلبي الاحتياجات المختلفة وتمنح الطلبة حرية استكشاف مصادر ووجهات نظر متنوعة.

إضافةً إلى ذلك، تحفّز التكنولوجيا الابتكار والتطبيق العملي، حيث توفر بيئات تفاعلية يمكن للطلبة من خلالها تطبيق ما يتعلمونه في مواقف حقيقية، سواء عبر المحاكاة، الألعاب التعليمية، أو تجارب الواقع الافتراضي. هذا النهج لا يعزز الفهم العاطفي والاجتماعي فقط، بل يساعد أيضًا في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

إلى جانب دورها في تعزيز التعلم، تسهم أدوات التكنولوجيا في تعزيز التواصل وبناء مجتمعات تعليمية قوية، إذ تسهل التعاون بين الطلبة، المعلمين، وأولياء الأمور، مما يخلق بيئة دعم متكاملة تركز على تطوير العلاقات الاجتماعية الإيجابية والقدرة على التعبير عن المشاعر بوضوح. بفضل هذه المزايا، تُمكّن التكنولوجيا الطلبة من أن يصبحوا أكثر وعيًا بذواتهم، أكثر قدرة على إدارة مشاعرهم، وأكثر كفاءة في التفاعل مع الآخرين بطريقة صحية وإيجابية.

أمثلة على أدوات التكنولوجيا التعليمية لدعم التعلم الاجتماعي العاطفي (SEL)

تتوفر العديد من أدوات التكنولوجيا التعليمية التي تساعد في تعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي (SEL) من خلال تزويد الطلبة ببيئات تفاعلية وداعمة، تمكنهم من تطوير مهاراتهم العاطفية والاجتماعية بطرق مبتكرة. على سبيل المثال، توفر ClassDojo منصة تفاعلية تعزز التواصل بين المعلمين والطلبة وأولياء الأمور، مما يتيح للطلبة التعبير عن مشاعرهم، مشاركة إنجازاتهم، والحصول على تغذية راجعة تحفيزية. من ناحية أخرى، يساعد Moodle، وهو نظام إدارة تعلم مفتوح المصدر، على خلق مساحات نقاش تفاعلية، حيث يمكن للطلبة التعاون في بيئات تعلم رقمية تُعزز مهارات الوعي الذاتي والتفاعل الاجتماعي.

أما بالنسبة للأدوات التي تركز على تنظيم المشاعر وإدارة الذات، فإن تطبيق Mood Meter يتيح للطلبة تتبع مشاعرهم اليومية وتحليل العوامل المؤثرة فيها، مما يساعدهم على تطوير استراتيجيات فعالة لإدارة عواطفهم. كذلك، توفر تطبيقات مثل Headspace وCalm جلسات تأمل وإرشادات للاسترخاء، مما يساعد الطلبة في التحكم في التوتر وتحسين تركيزهم العاطفي والذهني.

من ناحية أخرى، تسهم أدوات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تقديم تجارب تعليمية غامرة تعزز التعاطف والوعي الاجتماعي. على سبيل المثال، يمكن لاستخدام Google Expeditions وImmerse VR تمكين الطلبة من استكشاف سيناريوهات واقعية تُساعدهم على فهم مشاعر الآخرين وتحليل ردود أفعالهم العاطفية في بيئات مختلفة. كما تتيح Classcraft، وهي منصة قائمة على أسلوب اللعب، فرصًا لتطوير مهارات التعاون واتخاذ القرارات المسؤولة من خلال بيئة تعليمية محفزة تعتمد على التحديات والمكافآت.

إضافةً إلى ذلك، توفر أنظمة إدارة التعلم (LMS)، مثل أنظمة مداد لإدارة التعلم، إمكانية الوصول إلى المحتوى الدراسي على مدار الساعة (24/7 Learning)، مما يمنح الطلبة مرونة في الدراسة وفقًا لجدولهم الزمني الخاص، كما يتيح لمقدمي الرعاية في المنزل تقديم الدعم بفعالية أكبر. يسهم هذا النهج في تعزيز الاستقلالية والمسؤولية، حيث يمكن للطلبة متابعة تقدمهم، تحديد أهدافهم الشخصية، وتنظيم وقتهم بكفاءة دون التقيد بساعات دراسية محددة.

تعزز هذه الأدوات من قدرة الطلبة على التفاعل بوعي مع زملائهم، التعبير عن مشاعرهم، واتخاذ قرارات مسؤولة في بيئات تعليمية متكاملة، مما يجعل التكنولوجيا شريكًا فعّالًا في تطوير الذكاء العاطفي والاجتماعي داخل الفصول الدراسية وخارجها.

students exercising social-emotional learning skills

كيف تسهم منصة مداد لإدارة التعلم في دعم SEL؟

تقدم منصة مداد لإدارة التعلم حلولًا رقمية تدعم التعلم الاجتماعي العاطفي عبر بيئة تعليمية تفاعلية تعزز التواصل والتعاون والتطوير الذاتي. توفر الفصول الافتراضية أدوات مثل الدردشة التفاعلية، السبورة الذكية، ومشاركة الملفات، مما يساعد الطلبة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم في بيئة آمنة. كما تتيح المنتديات والمجموعات الدراسية فرصًا لبناء العلاقات الإيجابية وتعزيز روح العمل الجماعي.

تساعد المنصة الطلبة في تنظيم وقتهم وإدارة عواطفهم عبر تحليلات الأداء والتقارير التفاعلية، مما يمكنهم من متابعة تقدمهم وفهم أنماط تعلمهم. يدعم التعلم المخصص تطوير مهارات ضبط النفس واتخاذ القرارات، في حين توفر قنوات التغذية الراجعة فرصًا مستمرة لتحسين الأداء وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات العاطفية. كما يسهم التكامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي في تقديم تجارب تعليمية مخصصة تعزز وعي الطلبة بمشاعرهم وقدرتهم على إدارتها، إلى جانب مراقبة الأداء السلوكي لتعزيز التفاعل الإيجابي.

من خلال دمج المهارات الأكاديمية مع العاطفية والاجتماعية، توفر منصة مداد بيئة تعلم متوازنة وفعالة، مما يساعد الطلبة على تطوير مهارات التواصل، الوعي الذاتي، وإدارة العلاقات الاجتماعية، مما يؤهلهم للتكيف مع التحديات المستقبلية بثقة واستقلالية.

اكتشف كيف يمكن أن تساعدك نسيج للتقنية في تعزيز التعلم الاجتماعي والعاطفي عبر منصة مداد لإدارة التعلم! احجز عرضًا توضيحيًا مجانيًا الآن وتعرّف على الحلول الذكية التي تدعم طلبتك.

 

 

 

Topics: الواقع المعزز في التعليم, الذكاء العاطفي, الواقع الافتراضي في التعليم, التعلم الاجتماعي العاطفي, Social and Emotional Learning - SEL, التكنولوجيا التعليمية, الألعاب التعليمية